لبنان يتهيأ لاستخدام السيارة الكهربائية.. والوكلاء يتسابقون لـ«قطف زهرة» السوق

تويوتا وبي إم دبليو تأخذان زمام المبادرة

TT

باتت كل الظروف مهيأة في لبنان لدخوله عصر السيارة العاملة على الطاقة الكهربائية، وحتى على الطاقة الهيدروجينية. فالبنزين والمازوت سجلا ارتفاعات قياسية في اسعارهما احدثت ولا تزال تحدث ذعراً في نفوس شرائح كبيرة من اللبنانيين، خصوصاً ذوي الدخل المحدود، وفي بلد لا يتجاوز الحد الادنى للأجور فيه 200 دولار. ووكلاء السيارات الحصريون في لبنان بدأوا يعدون العدة لتسويق النوع الجديد من السيارات في سباق لـ «قطف الزهرة»، كما يقول المثل اللبناني. وكالة «تويوتا» كانت السباقة في هذا الميدان، التي يقول مديرها التنفيذي بيار بستاني لـ «الشرق الأوسط»:«في فبراير (شباط) الماضي استقدمنا خمسة نماذج تعمل على الكهرباء والبنزين، وقد اجرينا اختبارات عليها فكانت النتائج جيدة جداً، ونحضر انفسنا لاستيراد هذه السيارات بعد نحو شهرين، وبذلك يكون لبنان اول سوق في الشرق الاوسط يتعرف الى السيارة ذات المحرك «الهجين». وهي تعمل على الكهرباء حتى سرعة 60 كلم/ساعة، وعندما تتخطى هذه السرعة تتحول اتوماتيكياً الى العمل على البنزين، وعندها تبدأ البطاريات في الشحن، وكلما استخدمنا الكابح تشحن البطاريات ايضاً. والسيارة التي سنستقدمها تعمل نحو 500 كلم في الصفيحة الواحدة وهي بقوة 1500 حصان. اما الاسعار فهي تفوق سعر السيارة المماثلة العادية بنسبة 35%، ونحاول مع وزارة البيئة توفير بعض الحوافز لشراء سيارة الكهرباء، كخفض او الغاء رسوم الميكانيك، وخفض رسوم التسجيل، خصوصاً ان الطرازات الهجينة صديقة للبيئة، حتى ان البطاريات يمكن اعادة تدويرها كما يحصل في البلد الأم، اليابان».

ويضيف بستاني:«ان الشركة الأم وضعت خطة من خمس سنوات لاستخدام التكنولوجيا الهجينة على جميع الانواع التي تنتجها «تويوتا». وفي موازاة ذلك، تستعد مجموعة «بي.إم.دبليو» خلال الاشهر القليلة المقبلة، كما تقول ريم قريطم مديرة العلاقات العامة في مجموعة «اينوف اكشن»، التي تسوق سيارات «بي.ام.دبليو» لـ «الشرق الأوسط»، للبدء بسلسلة اختبارات على السيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية لتحديد نوع المحرك مستقبلا، حيث يجري اعداد عدة مئات من سيارات MINI لهذه الاختبارات. وتم تعديل هذه السيارات المطورة في مصنع الشركة في اوكسفورد لهذا الغرض في مدينة ميونيخ وتجهيزها بمختلف المستلزمات المطلوبة للاختبارات.

ويعتبر الدكتور نوربيرت ريتهوفر، رئيس مجلس ادارة BMW AG، أن هذه الخطوة تتيح للمجموعة الحصول على معرفة اولية عن تحقيق عملية الحركة بشكل عالي الكفاءة من خلال سيارات تعمل بالطاقة الكهربائية حصريا، مؤكداً ان المجموعة تسعى الى المزاوجة بين تجربة القيادة المطلقة مع محرك كفؤ يعمل بالطاقة الكهربائية ولا يولد اي انبعاثات عمليا. هذا، وستجرى اختبارات على محركات بديلة في سيارات «ميني» خلال الأشهر 12 ـ 18 المقبلة لتنقية التكنولوجيا. وسيتم نشر التفاصيل الخاصة بمفاهيم القيادة الجديدة وعملية التسويق الخاصة بهذه المبادرة مع نهاية العام الجاري. وسألنا المسؤولين في وكالة «هوندا» ما اذا كان لديهم النية للبدء بتسويق السيارة العاملة على الهيدروجين التي باتت امراً واقعاً في اليابان، فكان الجواب بالنفي «في الوقت الحاضر على الاقل». وعزوا التأخير في ذلك الى ارتفاع سعر السيارة الهيدروجينية (Fcx Clarity) البالغ نحو 300 الف يورو. وتستخدم هذه السيارة، التي لا تستهلك نقطة بنزين واحدة، بطارية زنة 70 كيلوغراماً وتتسع لاربعة اشخاص، وتعمل 430 كيلومتراً بسرعة قصوى تبلغ 160 كلم/ساعة، قبل ان يعاد شحنها، اضف الى ذلك ان السيارة الجديدة لا تتسبب بأي انبعاثات، بل ان كل ما تلفظه هو بخار الماء. وبحسب الشركة الام فهي تعتمد خطة بخفض سعر السيارة المذكورة الى 12 الف يورو في غضون اربع سنوات. وهي تسلمت حتى الآن نحو 50 الف طلب، وتستعد لتقديم بعض النماذج الى نجوم عالميين من اجل التسويق للسيارة الجديدة.