السيارات المعدّلة.. تخرج من نطاق الهواية إلى إطار الاحتراف

فئة السيدان الأكثر شيوعا وتزيد تكلفتها عن 60 ألف ريال

تعديل السيارات انتقل من مرحلة الهواية إلى الاحتراف («الشرق الأوسط»)
TT

رفض مطلق الدوسري إيقاف سيارته خلال إحدى المسابقات المنظمة للسيارات المعدلة رغم تلف الإطار الأمامي أثناء تنافسه مع المتسابقين الآخرين، خصوصا أنه كان في الجولة الأخيرة من «النزال»، وذلك حرصا منه على خروجه من منصة التتويج، الأمر الذي جعله يحقق المركز الثاني على مستوى السعودية بعد تسجيله رقما قياسيا منحه ذلك الفوز، وسط اندهاش الحضور ولجنة التحكيم من قوة قلبه، لاسيما أن الكثيرين لا يملكون الشجاعة لإكمال السباق تحت ظرف كهذا.

ويؤكد صديقه عامر البحراوي أن حرصهم على المشاركة في مثل تلك المحافل هو من باب التحدي، على الرغم من عدم وجود مكافآت مالية مغرية، وإنما يرى أن تعديل السيارات انتقل من مرحلة الهواية إلى الاحتراف، باعتبارهم احتلوا المركز الأول على مستوى مدينة جدة وغرب السعودية، والمركز الثاني على مستوى البلد قبل سنتين، ويقول: إن الهدف من تعديل سيارتي هو إعطاءها قوة عزم تمكنني من المشاركة في «التطعيس» كهواية مفضلة لي، والتي تحتاج إلى سيارات الدف الرباعي المسماة «فور باي فور»، مشيرا إلى أن التعديلات التي أجراها لا تمنعه من الاستفادة منها في الاستخدامات الشخصية، خصوصا أنها تقتصر على أشياء خفيفة لا تزيد تكلفتها عن خمسة آلاف ريال سعودي.

ويضيف: «من خلال مشاركتنا في أكثر من مسابقة وجدنا أن الفرق الخليجية الأخرى تلقى دعما ضخما من شركات كبرى في بلادها، إلا أن الفرق السعودية تعتمد على دعم أعضائها فقط، الأمر الذي يضعف من دخولها في منافسات مع غيرها خارج المملكة».

ورغم المخاطر التي يتعرض لها الشباب المهتمين بالسيارات المعدلة أثناء المحافل والسباقات، إلا أنه مقتنع تماما بأن تلك الهواية لا تعتبر مجازفة، مشيرا إلى أن الجهل في القيادة هو السبب وراء ما يحدث فيها من حوادث.

ولا يعد المشاركين الوحيدين من يتعرضون للمخاطر، بل إنها طالت حتى الجمهور، إذ يقول أحمد المعنّى أحد المهتمين بحضور مسابقات السيارات المعدلة: «من الطبيعي أن يتعرض المتسابق للمخاطر في ظل سرعة سيارته الجنونية والتعديلات التي تقتضي إضافة مواد سريعة الاشتعال، الأمر الذي ينتج عنه حوادث اصطدام وانقلابات واحتراق، كما يتعرض الجمهور إلى حالات سقوط من المنصة أو فقدان الوعي من جرّاء الزحام»، مؤكدا على أن تلك الهواية أنشأت أناسا محترفين بدليل اهتمام عدد القنوات الفضائية بهم وتخصصها في بث مشاهد وسباقات مختلفة للسيارات المعدلة.

من جهته أوضح تركي الغامدي رئيس نادي «جدة أوتوز» للسيارات المعدلة الذي انطلق منذ سنتين ومكوّن من 10 آلاف عضو أن تعديل السيارات يختلف باختلاف فئاتها الأربع المتمثلة في السيدان، والكلاسيكية، والرياضية، إضافة إلى السيارات الكبيرة.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «من أكثر الفئات شيوعا بين الشباب هي فئة السيدان والتي من ضمنها سيارات هوندا أكورد وكامري، ويعتمد تعديلها على نظام الإيرباك «الهيدروليك»، المكوّن من أنابيب ممتلئة بالغاز توضع في الشنطة الخلفية ويتم توصيلها بواسطة ليّات لتمكّن السائق من رفع السيارة بواسطة جهاز تحكم وهو بداخلها»، لافتا إلى أن تكاليف تعديلها تصل إلى أكثر من 60 ألف ريال سعودي.

وذكر أن تعديل السيارات الكلاسيكية القديمة مثل الكاديلاك والكابرس يتم على موديلات السبعينات والأقدم منها، ويشمل تغيير اللون وداخل السيارة والجنوط بتكلفة تتراوح ما بين 5 إلى 10 آلاف ريال سعودي.

وأضاف: «يتمثل تعديل السيارات الرياضية في تركيب الفيابر ورفع أبوابها الأمامية، والتي لا يقل معدل الإنفاق عليها عن 3 آلاف ولا يزيد عن 5 آلاف ريال سعودي»، مفيدا أن أكثر ما يكلف في تعديل السيارات الكبيرة التي يندرج تحتها الجيمس والهمر هو شراء الجنوط من خارج المملكة بمقاسات محددة، إذ تبلغ قيمتها حوالي 10 آلاف ريال سعودي، مبينا أن إجراء التعديلات يستغرق مدة زمنية تتراوح ما بين اليومين إلى ثمانية أيام.

وبيّن رئيس النادي أن أكثر الفئات العمرية اهتماما بالسيارات المعدلة هم الشباب ما بين سن 16 إلى 26 عاما، وأضاف: «تعد فئة السيدان من أخطر فئات السيارات المعدلة، إذ بمجرد تعرضها لصدمة من الخلف قد يسبب انفجارها، ما يجعل سائقيها يحرصون على التزود بوسائل السلامة مثل اقتناء طفايات الحريق».

وطالب رجال الأعمال بضرورة إنشاء نواد تتيح للشباب فرصة ممارسة هواياتهم وصقل مواهبهم في هذا المجال بعد أن فقدوا الدعم من الغير في ظل تصدي رجال الأمن لهم، إضافة إلى أنها ستسهم بشكل كبير في القضاء على ظاهرة التفحيط في الشوارع، منوّها إلى أن النادي يعمل على تعديل باص مدرسة للمشاركة به في محافل مختلفة كنموذج فكاهي للجمهور.