«430 سكودريا» الجديدة.. نوابضها من التايتانيوم ومكابحها من الخزف الكاربوني

أسرع سيارات فيراري قاطبة

«430 سكودريا» الجديدة.. وفي الاطار من الخلف («الشرق الأوسط»)
TT

فيراري «430 سكودريا» سيارة جديدة كليا وتختلف عن سائر سيارات فيراري السابقة في العديد من الأمور، خاصة سيارة «إف 430»، التي على أساسها صنعت المركبة الجديدة. وبمقدور أي سائق متمرس في السباقات وعالم السرعة أن يثبت ذلك. فالمعلوم ان أسرع سيارة فيراري هي «فيراري إنزو» التي ظهرت الى النور عام 2004. وقد بنيت كليا من الألياف الكاربونية بمحرك سعة 6 لترات مؤلف من 12 اسطوانة، لتطرح بسعر خيالي هو 425 الف جنيه استرليني. وقدمت فاتورة بهذا المبلغ الى 349 شخصا فقط في العالم كانوا من المحظوظين بما فيه الكفاية، بحيث قامت هذه الشركة الايطالية العريقة بدعوتهم بكل تواضع الى شراء واحدة منها. إنها سيارة تقف على رأس ما يسمى بالمركبات المتفوقة جدا. ومثل هكذا أخبار مؤثرة جدا، لا سيما بالنسبة الى عشاق السيارات الرياضية السريعة، أن يقال لنا إن سيارة «سكودريا» الجديدة هذه المصنوعة في غالبيتها من الألمنيوم، الذي يدفعها محرك بسعة 4.3 لتر مؤلف من ثماني اسطوانات بقوة 510 أحصنة، والتي تكلف 172500 جنيه استرليني فقط، هي اسرع بكثير من شقيقتها المتفوقة التي تحولت الى شبه أسطورة في عالم السيارات. و«سكودريا» كما نعلم هي سيارة عادية الإنتاج نسبيا رغم ارتفاع ثمنها، ولا تنتمي بأي شكل من الأشكال الى السيارات المحدودة الإنتاج، كما هو الحال مع «إنزو».

وإذا كان احدهم يشكك بذلك، فما عليه سوى ان يسأل سائقي الاختبارات الذين جربوا المركبتين على مضمار «فيورانو» للسرعة في ايطاليا، الذين أفادوا أنهم لدى تجربتهم «سكودريا» تركوا وراءهم «إنزو» بلونها الأحمر شعار «فيراري»، على مسافة بعيدة، على الرغم من أنها هي فعلا حاملة لواء أسطول الشركة التي فازت سياراتها، ولا تزال تفوز، في أغلبية السباقات العالمية. لقد كان الفارق بضع ثوان، لكنها تعتبر فارقا كبيرا في سباقات السرعة.

وقد لا يكون مستغربا هذا الانجاز الكبير من الشقيقة الصغرى إذا علمنا كما يقول المهندسون أن ذلك راجع الى الشاحن التوربيني الكبير القابع في أسفل غطاء محرك «سكودريا». كما أن فيراري قامت بتغيير كل شيء في السيارة، حتى لم نكد نتعرف إلى الأصل الأول «إف 430»، وذلك في جهد دؤوب للحصول على السرعة ليس إلا، وكانت النتيجة إضافة 20 حصانا من القوة، مع مراعاة إعادة ترتيب جميع مرافق السيارة وأسلوب تشييدها لإنقاص وزنها الفارغ بمقدار 100 كيلوغرام.

والسيارة الجديدة مزودة بمكابح تعمل بالخزف (السيراميك) الكاربوني الذي هو من منتجات عصر الفضاء كتجهيز قياسي، إلا أن فيراري قامت إضافة الى كل ذلك بعمل كبير على صعيد الشكل الانسيابي المقاوم للهواء، خاصة في ما يتعلق بأسفل السيارة، إضافة الى نظام التعليق الجديد كليا المؤلف من النوابض المصنوعة من التايتانيوم المعدن الغالي الثمن، والإطارات الجديدة «بيريلي بي ـ زيرو كورسا» التي ظهرت لأول مرة، وطورت خصيصا لهذه السيارة الفريدة.

الأمر الآخر الذي عزز من أداء السيارة وسرعتها هو «علبة تروس السرعة». فإذا كنت تقود سيارة بـ«علبة تروس» سريعة التغيير، فهذا يعني حكما نقل السرعة من ترس إلى آخر في اقل وقت ممكن. ويمكن في بعض السيارات السريعة تغيير السرعة خلال نصف ثانية فقط، فكم هو الحال إذا كان هذا التغيير يحصل خلال 60 ملي ثانية فقط، كما هو الحال هنا. وهذا ما يجعل تغيير السرعة أسرع بعشرة أضعاف التغيير العادي، أي أسرع حتى من طرفة العين.

إذن نحن ننظر الى سيارة سباق فعلية بكل ما تعنيه هذه العبارة، لذلك فهي تكلف أكثر من سيارة «إف 430» العادية التي يبلغ سعرها حاليا 129 الف جنيه استرليني. وللحصول على «سكودريا» الجديدة، فقد أضيفت الى هذا السعر، أي سعر «إف 430»، خمسة آلاف جنيه استرليني لتزويدها بعلبة تروس التي تحدثنا عنها سلفا، والتي هي موجودة عادة في سيارات «فورمولا 1»، اضافة الى 10500 جنيه للمكابح المصنوعة من الخزف (السيراميك) الكاربوني المذكورة أعلاه التي ستكون تجهيزا قياسيا عاديا في السيارة الجديدة. اما سرعتها القصوى فما زالت الشركة الصانعة تتكتم عليها، رغم انها تفوق الـ200 ميل بالتأكيد. مع اعتقاد الجميع أنها ستكون أسرع أحصنة اسطبل فيراري التي شعارها الحصان الجامح على خلفية صفراء.