بي إم دبليو تنتج سيارة تتعرف على وجه قائدها.. وهامر تطرح أخرى تعمل بنظام تحكم عن بعد

صناعة السيارات تمزج الخيال العلمي بالواقع

هامر H3.. لعبة للكبار («الشرق الأوسط»)
TT

ما كان في الماضي ينظر إليه على أنه خيال علمي، يمكن أن يصبح في وقت قريب حقيقة واقعة: إنها سيارة تتعرف على السائق بمجرد أن يجلس بداخلها، وأخرى تسيّر، كالألعاب، بنظام تحكم يدوي.

السيارة التي تتعرف على سائقها تنتجها شركة بي ام دبليو. وتتولى هذه السيارة، بعد التعرف على سائقها، تعديل مقعد السائق آليا، كذلك المرايات وعجلة القيادة وتحويلها إلى الوضع المثالي المناسب للقائد، كما تقوم بتشغيل أغنيته المفضلة.

وتجري شركة بي إم دبليو، أبحاثا مكثفة حول النظام البيومتري الذي يعمل بالفيديو للتعرف على الأشخاص، والذي يعد ثورة في مجال الإعدادات الشخصية الذي يمكن العثور عليه في مفاتيح العديد من السيارات الفارهة الموجودة حاليا.

وتقوم الأشعة تحت الحمراء بإجراء مسح على ملامح وجه قائد السيارة لمقارنتها ببيانات ملامح الوجه المخزنة في قاعدة البيانات في قائمة الهوية السرية التي يحددها قائد السيارة.

وتقول بي إم دبليو إنه يمكن إضافة بيانات أي عدد من قائدي السيارة، وهو ما يعتبر مفيدا في السيارات التي يستخدمها العديد من الأشخاص في نفس الشركة.

وفي النموذج الأولي الحالي الذي اختبرته بي إم دبليو، فإن النظام لا يستغرق سوى خمس ثوان للتعرف على الشخص الجالس خلف عجلة القيادة، ومقارنة بياناته بتلك الموجودة في قاعدة البيانات.

والمرحلة التالية من التطوير التي لن تحتوي فحسب على تفاصيل إعدادات السيارة، لكنها ستربط النظام بدليل الهاتف الشخصي وقائمة العناوين وفقا لنظام الملاحة. ويعد التحدي الأكبر الذي يواجهه المهندسون العاملون في هذا النظام الذي يعمل بكاميرات فيديو، هو تغيير درجات الضوء مثلما يحدث عندما يسقط ضوء الشمس الساطع على أحد جوانب السيارة وتسقط الظلال على وجه القائد. ويعد تقليل أثر هذه العوامل الخارجية أكبر تحد قبل بدء إنتاج هذا النظام.

إلا أن بي إم دبليو ليست الشركة الوحيدة التي تعمل على هذا النظام، فلدى شركات سيتروين ومرسيدس وأودي وفولكسفاغن أنظمة فيديو متاحة تعرف ما إذا كان القائد قد نام أثناء القيادة أو لا، إذ يقوم هذا النظام بإطلاق إنذار صوتي عال ينبه القائد، أو أن يبدأ مقعد القائد أو عجلة القيادة في الاهتزاز.

ولدى شركة هيلا المنتجة لقطع غيار السيارات، نظام يعمل بكاميرا يراقب أيضا وضع الرأس، ويحذر القائد عندما لا ينتبه إلى الطريق، وتعتزم هيلا طرح النظام في الأسواق العام المقبل. أما سيارة هامر فقد طورت نظام تحكم عن بعد لطرازها H3 تحاكي أشهر العاب الأولاد الكبار، وإن كانت غير متوفرة بعد للاستعمال العام. فقد عملت هامر على تحويل سيارتها الصلبة، والمخصصة للطرق المعبدة والوعرة، إلى سيارة بنظام التحكم عن بعد لتوفير فرصة لا مثيل لها لاختبار رشاقة هامر H3 الفريدة وقدراتها الاستثنائية على الطرق الوعرة باستخدام راحة اليد.

تمثل هامر أحدث علامة في محفظة جنرال موتورز من السيارات، وهي ثمرة اتفاقية بين جنرال موتورز، أكبر صانع للسيارات في العالم، وإيه إم جنرال في ديسمبر (كانون الأول) 1999. وتعتبر هامفي أصل سيارات هامر وحجر الزاوية لهذه العلامة.

وقد توصل المهندس جيمس برايتون من جامعة كرانفيلد، الى تحويل هامر H3 إلى سيارة تعمل بنظام تحكم عن بعد لابتكار لعبة توفر قمة اللهو والمتعة للكبار، وهو يعتبر ألا حدود للمرح والمتعة من خلال ما تتمتع به هذه السيارة من قدرات تمكنها من اعتلاء حاجز بارتفاع 407 ملم، واجتياز منحدر جانبي بنسبة 40% من الميلان وخوض 610 ملم من الماء.

ولأن ركن السيارة لا يزال يشكل معاناة دائمة للسائقين، خصوصا في المدن المزدحمة، وضعت شركات صناعة السيارات مجموعة من أجهزة الاستشعار والكاميرات على لوحة العدادات للمساعدة على الرجوع إلى الخلف بينما ركزت في بعض الطرازات أجهزة عرض على لوحة العدادات تعرض رسوما خطية (غرافيك).

لكن المساهمة الأبرز في وضع حد لمعاناة ركن السيارة بدأت تتمثل بوسائل مساعدة شبه آلية تتحكم في عجلة القيادة وتوجه السائق لتمكينه من الدخول في أماكن انتظار ضيقة. ويتم توفير هذه الوسائل بشكل اختياري من قبل عدد متزايد من شركات صناعة السيارات.

وعلى هذا الصعيد أصبحت سيارة تويوتا «بريوس» ذات المحرك الهجين، منذ عدة سنوات أول سيارة توفر وسيلة آلية لركن المركبة.

ويحدد الجهاز المزودة به السيارة «بريوس» مساحة مكان الانتظار المتاح قبل المناورة بالسيارة وإدخالها في هذا المكان. وكل ما على السائق عمله نظريا أن يستخدم المكابح والقابض. ورغم ذلك فمن الناحية العملية ستدخل السيارة إلى مكان الانتظار وتنهي عمل جهاز المساعدة قبل نقطة السكون الأخيرة. وهذا يعيد التحكم إلى السائق كي ينهي هذه العملية. وكل وسائل المساعدة على الركن الموجودة في الوقت الحاضر تواجه مشكلة كبيرة وغير متوقعة، وهي أنها لا تعمل إلا في ما يعرف بالركن الموازي وتحديدا في مساحات الركن التقليدية على الطرق في المدن، إذ لم يسجل نجاح لأي من الأجهزة الآلية التي تقوم بدور السائق عند الركن في التعرف على نوع الأماكن الخاوية التي تأخذ شكلا عموديا على الرصيف في ساحات الانتظار وفي مواقف السيارات تحت الأرض. وباستخدام جهاز الركن الذاتي في الفولكسفاغن أمكن توجيه النموذج الاختباري (باسات) بدقة مطلقة للدخول في مكان انتظار تم اختياره مسبقا باستخدام كاميرات وأجهزة استشعار تعمل بالموجات فوق الصوتية. ومع توفر مساحة كبيرة بما يكفي يمكن للسائق أن يخرج من السيارة ويتركها تتم باقي المهمة. وبالضغط على زر للتحكم عن بعد يقوم السائق بتنشيط جهاز يقدر حجم المناورة المطلوبة للدخول في مكان الانتظار أو الخروج منه. ويرسل الجهاز أوامر إلى جهاز توجيه السيارة والمكابح الآلية وخلال العملية يظل المحرك يعمل عند سرعة التباطؤ. وإذا اكتشفت أجهزة الاستشعار أي عقبة، يتم وقف السيارة على الفور حسبما قال بورسيج.

وما زال جهاز مساعدة السائق في السيارة (باسات) في مرحلة التطوير وتحسين هذا الجهاز قد يستغرق عامين.