السيارات الرياضية تواجه ضغوط البيئة وأسعار الوقود

تكاليف تشغيل السيارة عامل أساسي في قرار شرائها.. وأسعار السيارات الفاخرة الأكثر تراجعا مع الاستعمال

«جي إل كي».. بديل مرسيدس للسيارة الأكبر «إم كلاس» («الشرق الأوسط»)
TT

قرار شراء سيارة جديدة تحول مع الأزمة الخانقة التي تمر بها صناعة السيارات، لعملية حسابية وزمنية وبيئية دقيقة.

ورغم أن ثمن السيارة لا يزال عاملا حاسما في قرار الشراء، فقد برزت معطيات إضافية تفرض على المشتري ايلاءها الاهتمام الكافي قبل اتخاذ قراره النهائي وفي مقدمتها تكاليف تشغيل السيارة عند الشراء ونسبة التراجع في سعرها بعد الاستعمال.. وأخيرا لا آخرا مدى تقبل الدول المهتمة بسلامة البيئة لهذا الطراز أو ذاك من السيارات.

كان ظاهرا خلال السنتين المنصرمتين على الأقل، أن التأثيرات البيئية السلبية للسيارات متعددة الأغراض «إس يو في» ذات الحجم الكبير، مثل الهامر والبورش كين والأودي كيو 7 ـ إضافة إلى معدل استهلاكها من الوقود ـ حيث تسبب ارتفاع أسعار الوقود الى تراجع مبيعاتها، الأمر الذي دفع العديد من شركات السيارات إلى طرح بديل أفضل في نفس الفئة.. لكن من الحجم الأصغر.

وساهم الارتفاع الحاد في أسعار الوقود في هبوط مبيعات سيارات «إس يو في» الضخمة، وخفضت جنرال موتورز إنتاجها من السيارة هامر بمقدار الثلث فيما تردد أنها تخطط لبيع وحدة إنتاج الهامر بعد هبوط مبيعاتها منها بنسبة 40 في المائة عام 2008. واضطرت تويوتا إلى وقف إنتاجها من ناقلات «التندرا» والسيارات (سيكويا إس يو في) في الولايات المتحدة لمدة ثلاثة أشهر، كما شهدت سيارات الأودي «كيو7» هبوطا في مبيعاتها في الولايات المتحدة بنسبة 42 في المائة في يونيو (حزيران) مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

رغم ذلك ظلت قلة من الأثرياء تستخدم هذه السيارات، لكن مصنعي السيارات بدأوا يطرحون طرزا من السيارات الصغيرة من نفس الفئة كبديل أفضل. والسيارات «إس يو في» الصغيرة اقتصادية أكثر من مثيلاتها الكبيرة، كما أنها تتمتع بمواصفات سيارات الطرق الوعرة.

وفي هذا السياق حققت سيارة فولكسفاغن «تيجوان» المنتمية لهذه الفئة نجاحا ملحوظا، إذ لاقت إقبالا جيدا في أوروبا على فئتها وبيع منها 34179 سيارة خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2008 متفوقة بذلك على منافستها في الفئة نفسها تويوتا «رافا».

ويستهلك محرك «تيجوان» البالغة قوته 125 كيلووات/170 حصانا 6.7 لتر من الديزل كل مائة كيلومتر وهو ما يجعلها مماثلة لمعظم السيارات الصالون.

ومن بين السيارات «إس يو في» الأخرى في فئة السيارات الصغيرة (الكومباكت) فورد «كوجا» وبي إم دبليو «إكس 3» وإنفينيتي «إف إكس37».

وستطرح مرسيدس السيارة «جي إل كيه» بتقنية بلوتك الصديقة للبيئة وذات الأربع اسطوانات كبديل للسيارة الأكبر «إم كلاس».

من جانبه، أعد اتحاد السيارات الألماني دراسة عن 1600 طراز من السيارات الأكثر مبيعا في السوق الألمانية مستنتجا، في خلاصتها، إنه من غير الكافي على من يرغب في شراء سيارة جديدة أن يضع في اعتباره استهلاك الوقود والضرائب والتأمينات فحسب، فضلا عن تكاليف الإصلاحات والصيانة وتهالك الإطارات، بل ان يعطي الأولوية في قراره لعامل الانخفاض المرتقب في قيمة السيارة بمرور الزمن على استعمالها.

على سبيل المثال، واستنادا الى تحليل أعده معهد «شفاكه» الألماني، لا تساوي السيارات الفاخرة أكثر من 65.6 في المائة من قيمتها الأصلية بعد مرور عامين عليها، فيما تفقد السيارة المكشوفة نحو 27 في المائة من قيمتها في نفس الفترة.

وقال متحدث باسم الاتحاد إن هناك ما يمكن وصفه بأنه «انفجار في التكاليف» نتيجة لارتفاع أسعار الوقود في السنوات الأخيرة بصفة رئيسية. وفي الفترة من عام 1995 حتى عام 2006، ارتفعت تكاليف الإصلاحات بنسبة 23 في المائة، في حين ارتفعت أسعار الوقود، في الفترة نفسها، بنسبة 67 في المائة.

ويؤكد نادي السيارات الأوروبي (إيه. سي. إي)، في تقرير له، أن مشاكل السيارة التي تتعلق بالكهرباء أو المحرك هي من الأسباب الرئيسية للأعطال الكبيرة في السيارات التي تؤدي إلى «أضرار كبيرة» في المحرك والهيكل. ويشير تقرير النادي الذي استند على تحليل 90 ألف عطل في سيارات ألمانيا العام الماضي إلى أن عيوب البطاريات (26.27%) ما زالت تتصدر قائمة الأعطال التي تصيب السيارات.

وكان تقرير نشره نادي السيارات الألماني (أداك) في وقت سابق، قد أظهر أيضا اتجاها مماثلا، حيث كشف أن أربعة من بين كل عشرة ناجمة عن عيوب إما في الكهرباء او مشاكل في البطارية.

من جانبها قالت هيئة الفحص الفني الألمانية إن 17% من جميع المركبات التي شملها الفحص العام الماضي كشفت عن مشاكل ميكانيكية خطيرة. وأضافت أن ثمانية ملايين سيارة من بين 42 مليون سيارة تجوب الشوارع الألمانية لا تخلو من عيوب خطيرة.

وفيما يصعب على الشركات المصنعة التحكم بعوامل مثل تكاليف العمل وأسعار الوقود فيها أو التأثير فيها، فإن هناك عدة سبل يمكن من خلالها للشركات المنتجة للسيارات التأثير في تكاليف تشغيل السيارة، وهي تنطلق، عمليا، من طول فترات الصيانة التي تختلف كثيرا بين شركة وأخرى، فبعض شركات السيارات تطلب الصيانة بعد كل 18 ألف كيلومتر، في حين أن شركات أخرى لا تفرض الصيانة إلا بعد أن تقطع السيارة 30 ألف كيلومتر. كما أن تركيب السيارة يلعب دورا مهما على هذا الصعيد فالأجزاء التي يمكن فكها وتركيب بديل لها أفضل من الأجزاء التي يتم لحامها لأنها أرخص سعرا.

ان الارتفاع الحاد في أسعار الوقود خلال العام الماضي شكل أكبر عامل مؤثر في زيادة تكلفة تشغيل السيارة ومعدل استهلاكها من الوقود، فمالك السيارة يمكنه أن يوفر الكثير من النفقات من خلال الأسلوب الذي يقود به سيارته، موضحا أن استهلاك الوقود بإمكان سائق السيارة تخفيض معدله بنسبة تصل إلى 30 في المائة عن طريق اتباع أساليب اقتصادية في قيادة السيارة.. أما توفير المصروف عن طريق تجنب الصيانة الدورية فلا يمثل فقط خطرا على السلامة، بل من شأنه أن يضاعف من تكاليف الإصلاح نتيجة لإهمال صيانة السيارة.