حمى «الريجيم» تصل إلى قطاع السيارات الأوروبي

السيارة الخفيفة الوزن تلقى إقبالا متزايدا يعززه معدل استهلاكها المعتدل للوقود

سيتروين «سي كاكتوس»:خفض وزنها وتكاليفها («الشرق الأوسط»)
TT

بموازاة السيارة الهجين أخذت السيارة الخفيفة الوزن تبرز كمنافس جديد على صعيد الوفر في استهلاك الوقود، وبدأ العديد من الشركات المصنعة يتجه الى استخدام مواد جديدة خفيفة الوزن ومبادئ تصميم اقتصادية في الوقود والموارد، فيما بدأت شركات أخرى تتجه الى تصنيع السيارات من مواد يمكن أن تتحلل حيويا عوض الاستمرار في الاعتماد على المواد التقليدية، مثل الصلب والبلاستيك والزجاج.

والجدير بالذكر في هذا السياق ان الشركات الحريصة على استعمال مواد متحللة في صناعة سياراتها توصلت، عبر هذا التحول، الى انتاج سيارات أخف وزنا وأقل سعرا من السيارات العادية، إضافة الى الخروج بتصاميم مثيرة وغير عادية.

اا أن ذلك يقتضي التضحية بالسعة الوافرة للسيارة الكبرى وبالعديد من تجهيزات الفخامة والراحة التي تتسبب، بثقلها، في زيادة في استهلاك الوقود وزيادة في استهلاك أجزاء معينة من السيارة مثل نظام التعليق والإطارات.

تجدر الاشارة الى أن شركة أودي الالمانية كانت الشركة الرائدة في استخدام تكنولوجيا الاقتصاد في الوزن فمنذ عشر سنوات تقريبا والشركة تستعمل في صنع سياراتها هياكل ألومنيوم يقل وزنها بمقدار الثلثين عن وزن هياكل الصلب التقليدية. في السيارات الاخرى وتستخدم المغنيسيوم والسيليكون في تصنيع هذه الهياكل لإكسابها قوة إضافية.

ويعتبر مهندسو أودي في حساباتهم أن خفض وزن السيارة بمقدار مائة كيلو غرام من شأنه أن يقلل استهلاك الوقود بنحو 0.3 لتر لكل مائة كيلومتر وان يقلل ايضا من انبعاثات الغاز من عوادم السيارة بما يتراوح بين 7.5 12.5 غرام لكل كيلومتر.

ويستخدم مهندسو أودي برامج كمبيوتر وأساليب رياضية لحساب الاستغلال الأكفأ للمواد استنادا إلى مبادئ مأخوذة من الطبيعة، ويعتبرون انه مثلما هو الحال النسبة للهيكل العظمي للإنسان يرتبط الأداء الأمثل بالوزن الاخف.

وعليه انتجت أودي سيارة «تي تي» كوبيه الجديدة والرودستر بوزن يقل بنحو 100 كيلوغرام عن وزن الطرازات السابقة وذلك باستخدام عنصري الحديد الصلب والألومنيوم. وتحتوي الأرضية الخلفية للسيارة والأبواب وغطاء صندوق الأمتعة على عناصر صلب «مجلفن» تماما مما يحسن توزيع الوزن بين المقدمة والمؤخرة. والسيارة «تي تي» تزن 1260 كيلوغراما فقط، مقسمة مناصفة تقريبا بين الألومنيوم والحديد الصلب.

وتستخدم أساليب مختلفة لربط المكونات الألومنيوم والحديد مثل استخدام المسامير البرشام واستخدام المسامير الملوية واللصق واللحام بالليزر.

بدورها ،وعبر استخدام برنامجها للديناميات الفعالة، تمكنت شركة «بي إم دبليو» من تخفيف وزن مجموعة سياراتها الحالية بصورة كبيرة مقارنة بالطرازات السابقة.

وبالتالي انخفض استهلاك السيارات الجديدة من الوقود بنسبة 25 في المائة مقارنة بسيارات 1995 حسبما أعلنت الشركة.

ويندرج استخدام تكنولوجيا التشغيل والإيقاف وإعادة توليد طاقة المكابح تحت هذا المفهوم. لكن المواد المستخدمة اليوم في الهيكل (الشاسيه) وفي صندوق التروس والعجلات تجعل السيارة أخف وزنا. أما المحركات فإنها أصغر وأكثر إحكاما ولكنها تحقق أداء أفضل واقتصادا في استهلاك الوقود.

وتواصل مازدا منذ عام 2007 تقليل وزن سياراتها. كما أنها توسعت في استخدام المواد البيئية المتجددة التي تتطلب خفضا بنسبة 30 بالمائة في الطاقة في إطار برنامجها «زوم زوم» للحفاظ على الاستمرارية.

وكذلك اعتمدت مرسيدس نظام «الريجيم» في سياراتها الجديدة مركزة بصورة خاصة على تقليل حجم المحرك في كل طرازاتها. وكانت الشركة مجبرة على مدار سنوات على تزويد سياراتها بمحركات أكبر لحمل وزن إضافي.

ويعكف مهندسو مرسيدس حاليا على تصنيع سيارة اختبارية جديدة باسم «دايسوتو» تجمع بين قوة محرك البنزين ذي الأربع اسطوانات والذي يحقق انبعاثات بمعدلات منخفضة وبين الاقتصاد في استهلاك الوقود والذي يتميز به محرك الديزل. وتبلغ قوة المحرك الذي تبلغ سعته 8ر1 لتر 238 حصانا مما يجعله مناسبا لسيارات الفئة «إس» التي تعمل حاليا بمحرك ذي ست اسطوانات.

أما نموذج سيارة ستروين التجريبي «سي كاكتاس»، التي صنعت على غرار السيارة ستروين «سي 4»، استخدمت في تصنيعها المواد التي تتحلل بيولوجيا. وبهذه الطريقة تم خفض وزن السيارة وخفض تكاليفها ايضا، كما ذكرت الشركة الفرنسية المصنعة لها.

وكشفت الشركة ايضا ان فرش أرضية السيارة مصنوع من الجلد الذي أعيد استخدامه على اعتباره مصنوعا من قطع الجلد المتبقية من التصنيع والتي لا يمكن للمدابغ أن تستخدمها، في حين أن مقاعد السيارة مصنوعة من مواد يعاد تدويرها. وتحتوي السيارة على الكثير من الأجزاء المصنوعة من الفلين والصوف وهي جميعا مواد يمكن إعادة استخدامها.

والسيارة «باندا أريا» التي انتجتها شركة «سيات» كانت مطلية باللون الأخضر وهي مصنوعة أيضا من مواد طبيعية ففرش السيارة مصنوع من الكتان والقطن .

والكثير من المكونات الخارجية للسيارة مصنوع من مواد «ظرفية»، ان صح التعبير، تعتبر صديقة للبيئة لأنها قابلة لأن تتحلل بيولوجيا وتنهي دورة حياتها دون أن تنتهي في أكوام النفايات.