مسيرة تراجع مبيعات السيارات تتواصل في أوروبا وعدة شركات تتخوف من عجزها عن سداد ديونها

مبيعات «أودي» عام 2008 تخالف الاتجاه العام

TT

لا تزال أزمة أسواق المال العالمية تلقي بثقلها على مبيعات السيارات في العالم، خصوصا في أوروبا التي تشهد عادة حركة مبيعات نشطة مع مطلع كل سنة.

في ألمانيا، أكبر سوق للسيارات في غرب أوروبا، أعلن مكتب تسجيل السيارات أن مبيعات السيارات انخفضت بنسبة 6.6 % في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مقارنة بنفس الشهر في العام السابق عليه، فيما أظهرت إحصائيات رابطة شركات صناعة السيارات والموزعين في بريطانيا انخفاض مبيعات السيارات في المملكة المتحدة، خلال العام الماضي 2008 بنسبة 11.3%، مقارنة بعام 2007.

واستناداً إلى إحصاءات مكتب تسجيل السيارات الألماني، كانت نسبة الانخفاض في تسجيل السيارات قد بلغت 18 % خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بما يعادل حوالي 226 ألف سيارة.

وذكر المكتب أن عدد السيارات الجديدة التي تم تسجيلها في عام كامل انخفض بنسبة 1.8 % ليصل إلى 3.01 مليون سيارة.

ويبدو هذا الاتجاه مستمراً حتى الآن، إذ واصلت مبيعات السيارات في بريطانيا تراجعها خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي بنسبة 21.2%، مقارنة بنفس الشهر من عام 2007.

وكانت مصادر رابطة موزعي السيارات، ذكرت أن مبيعات معارض توزيع السيارات انخفضت في بريطانيا، خلال الربع الأخير من العام الماضي، بنسبة 27.2% وهو أدنى معدل منذ عام 1996. وأضافت الرابطة أن العام الماضي شهد في بريطانيا تسجيل نحو 2.13 مليون سيارة جديدة، وتوقعت أن يتراجع هذا العدد خلال العام الجاري 2009 إلى 1.78 مليون سيارة.

وفي تركيا، التي تتأثر باتجاهات الأسواق الأوروبية، ذكرت رابطة موزعي سيارات الركاب أن أكبر انخفاض في مبيعات هذه السيارات سجل في الشهرين الأخيرين من عام 2008.

وقالت الرابطة إن مبيعات سيارات الركاب في تركيا انخفضت بنسبة 14.4 في المائة في عام 2008، وانخفضت مبيعات سيارات الركاب الجديدة إلى 305998 سيارة في 2008، وانخفضت مبيعات العربات التجارية الخفيفة بنسبة 8.20 في المائة، أي إلى 188025 عربة. وكانت مبيعات سيارات الركاب قد انخفضت بنسبة 4.2 في المائة في عام 2007، مقارنة بالعام السابق. وقالت الرابطة إن أكبر انخفاض لمبيعات السيارات الجديدة كان في آخر شهرين من عام 2008 مع تفاقم الأزمة المالية العالمية. وانخفضت مبيعات سيارات الركاب في ديسمبر (كانون الأول) 2008 بنسبة 58 في المائة، مقارنة بنفس الشهر قبل عام.

وقد اضطرت شركات صناعة السيارات ومكونات السيارات في تركيا إلى تعليق الإنتاج لفترات محدودة بسبب تراجع الطلب الاستهلاكي وتقلص أسواق التصدير في الخارج.

وفي اليابان، انعكس تراجع مبيعات السيارات انخفاضا في مبيعات السيارات المستوردة إلى أدنى مستوياتها خلال 15 عاما، كما أعلنت رابطة مستوردي السيارات اليابانية.

وأوضحت أن مبيعات السيارات المستوردة تراجعت بنسبة 17.3% لتصل إلى 219 ألفا و231 سيارة العام الماضي، مقارنة بالعام السابق عليه. وتشمل هذه البيانات السيارات اليابانية التي يتم تصنيعها خارج البلاد.

وانخفضت مبيعات السيارات المستوردة الأجنبية بنسبة 16.3%، لتصل إلى 193 ألفا و902 سيارة، في حين هَوَتْ مبيعات السيارات اليابانية المستوردة بنسبة 24.4% لتصل إلى 25 ألفا و329 سيارة.

وقد باعت شركة «فولكسفاغن»، التي تستأثر بحصة نسبتها 20.76% في السوق اليابانية للسيارات الأجنبية، 45 ألفا و522 سيارة العام الماضي، بتراجع نسبته 12.4% مقارنة بمبيعاتها في العام السابق عليه، كما أن «مرسيدس بنز» التي تبلغ حصتها 16.88% من سوق السيارات الأجنبية في اليابان باعت 37 ألفا وسيارتين، بتراجع نسبته 21%، فيما انخفضت مبيعات شركة «بي إم دبليو» بنسبة 23.7% لتصل إلى 35 ألفا و945 سيارة. وتستحوذ «بي إم دبليو» على حصة في السوق اليابانية للسيارات الأجنبية، تصل نسبتها إلى 16.4%.

وكان اللافت في إحصاءات شركات السيارات عن مبيعاتها العام الماضي، هو تَفَرُّد شركة «أودي» الألمانية بالإعلان عن تسجيل ارتفاع في مبيعاتها، حيث ذكرت الشركة أنها باعت أكثر من مليون سيارة العام الماضي، بزيادة نسبتها 4.1 %، مقارنة بمستوى عام 2007. وقالت الشركة إن مبيعاتها في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي ارتفعت بنسبة 17.4%، مقارنة بالشهر نفسه قبل عام.

وقالت «أودي» التابعة لشركة «فولكس فاجن» أكبر منتج للسيارات في أوروبا، إن عدداً من طرازات السيارات الجديدة، بما فيها طراز «إيه 4» وطراز سيارة «كيو 5» الرياضية الفارهة، قد أسهم في تعزيز المبيعات.

وتجدر الإشارة إلى أن توقعات معظم شركات السيارات ترجح تراجع أرباحها، وحدوث مزيد من التخلف عن سداد ديونها مع تزايد عمليات الاندماج والاستحواذ بين عامي 2009، و2013.