«كروس أوفر» فاخرة وأنيقة.. لعصر التقشف

كاديلاك «إس آر إكس» لعام 2010

«إس آر إكس» لعام 2010 («الشرق الأوسط»)
TT

من يستمع إلى مدراء شركة «كاديلاك»، التابعة لمجموعة «جنرال موتورز»، يكتشف تغييرا جذريا في تطلعات الشركة عما كانت عليه قبل عدة سنوات. وتسود الآن نظرة واقعية إلى أحوال السوق الصعبة ممزوجة بالأمل بأن المستقبل سوف يتطلب الكثير من الجهد والابتكار والتركيز على ما يطلبه المستهلك وليس على ما تريده الشركة. لذلك لم تعد المنافسة حول صدارة السوق بل على إرضاء المستهلك، ومعرفة حاجاته وظروفه وتوقعاته وتقديم ما يفوق هذه التوقعات.

انتهى عصر محاولة إرضاء كل الأذواق، وحل محله عصر التركيز على ما تريده الشريحة التي تتوجه إليها السيارة. وبناء على ذلك كان قرار تصغير حجم أحدث سيارة تنتجها الشركة، وإلغاء الصف الثالث من المقاعد فيها لأنه غير عملي وتسبب في الكثير من الانتقادات للشركة، وأيضا الاكتفاء بمحركات سداسية الاسطوانات مع عدم طرح خيار محرك بثماني اسطوانات وذلك للمرة الأولى في تاريخ «كاديلاك».

تجسدت هذه النظرة الجديدة في أحدث سيارات الشركة، وهي «إس آر إكس» (SRX) لعام 2010 من فئة الـ«كروس أوفر» (الهجين) متوسطة الحجم، التي تعكس روحا جديدة من الثقة تظهر أبعادها في التصميم الخارجي الجريء وعشرات الأفكار المبتكرة في أرجاء السيارة مع تصميم داخلي فاخر ومتجدد. ولكن العنصر الأساسي في أي سيارة جديدة هو تجربتها العملية، وهو ما أتاحته الشركة في جنوب كاليفورنيا لعدد من الإعلاميين بينهم «الشرق الأوسط».

وأول انطباع يتبادر إلى الذهن لدى مشاهدة «إس آر إكس» الجديدة هو تناسق الأبعاد وجمال الشكل الخارجي. ولدى التدقيق في النظر تتضح ميزة أخرى غابت طويلا عن الصناعة الأميركية، وهي العناية بالتفاصيل. فالمدير العالمي لمنتجات «كاديلاك»، جون هاول، خصص حوالي ربع الساعة لشرح ابتكارات دخلت على صندوق الأمتعة الخلفي وحده! ولكن الجانب الأهم للمشتري، بالإضافة إلى الشكل العام للسيارة، هو الإنجاز على الطريق وملامح التصميم الداخلي. وفي كلا الجانبين تفوقت «إس آر إكس» إلى درجة يمكن معها الاعتقاد أن شركات «لكزس» و«إنفينيتي» و«بي إم دبليو» المنافسة في قمة هذا القطاع عليها الانتباه إلى منافس جديد يزاحمها في المنطقة. ويعد قطاع «الكروس أوفر» هو أكثر القطاعات الواعدة نموا.

ما يلفت النظر داخل السيارة، تصميم لوحة القيادة التي تشمل مؤشرات ضوئية متعددة المعلومات أمام السائق مباشرة، يمكن من عليها متابعة السرعة ودورات المحرك مع إضافة توجيهات الملاحة وإمكانية إظهار السرعة رقميا والعديد من الوظائف الأخرى. وتبرز مميزة شاشة الملاحة الإلكترونية التلسكوبية التي ترتفع من الكونسول الوسطي لدى الحاجة إليها، أو لدى التقهقر بالسيارة لكي تظهر مشاهد الكاميرا الخلفية.

تصميم المقود أيضا يمنح شعورا رياضيا بإنجاز السيارة مع إمكانية التحكم من عليه بالعديد من الوظائف، ومنها نظام كروز لتثبيت السرعة. على جانبي الأبواب توجد أماكن تخزين على مستويين. ويستمر التخزين على مستويين في الكونسول الوسطي بين المقعدين وفي مخزن الوثائق في متناول الراكب الأمامي الذي يمكن اعتبار نصفه الأسفل برادا للمشروبات. وبشكل عام تتضح العناية بتفاصيل الكسوة الجلدية للمقاعد والمقود للجمع بين الفخامة ودقة التصميم. وتستمر هذه العناية للمقاعد الخلفية أيضا التي تستفيد من شاشتي فيديو لتسلية الركاب بالأفلام أو الألعاب الإلكترونية عبر سماعات تأتي ضمن تجهيزات السيارة.

هناك أيضا الكثير من التقنيات من إمكانية توصيل منافذ «يو إس بي» لنظام الموسيقى أو تقنية بلوتوث للاتصال اللاسلكي وقرص صلب لتخزين المعلومات سعته 40 غيغابايت.

من تفاصيل صندوق الأمتعة الخلفي أنه يوفر مساحات تخزين تحت الأرضية مع مشابك يمكن تحريكها في مسار نصف دائري لتغطية المنقولات بالشبك أثناء السفر. ويتحرك الباب الخلفي كهربائيا مع إمكانية برمجة مدى ارتفاع الباب لدى فتحه وإغلاقه للتعامل مع المساحات الضيقة ولإتاحة إمكانية التحكم لمختلف أطوال القامة من المشترين. ويمكن الوصول إلى الصندوق الخلفي عبر فتحة بين المقاعد الخلفية.

واكتفت الشركة بمحركات صغيرة نسبيا بحجم ثلاثة لترات تعمل بالحقن المباشر للوقود وتوفر 265 حصانا من القدرة (هناك محرك آخر بحجم 2.8 لتر بشاحن سوبر وقدرة 300 حصان، غير مخصص للمنطقة بعد). وترتبط المحركات بناقل أوتوماتيكي بست سرعات مع إمكانية اختيار نقل التروس تتابعيا أو اختيار الانطلاق الرياضي.

التجربة العملية: إذا كان الحكم على أحدث «كاديلاك» يأتي بالشكل العام فيمكن القول بلا تردد إنها من أجمل سيارات القطاع، بل إنها تضع معايير جديدة للتصميم الخارجي قد يتعين على الشركات الأخرى أخذها في الاعتبار. وإذا كان الحكم يكون على سلاسة الانطلاق ونعومته مع صمت مقصورة الركاب أثناء الانطلاق، فإن «إس آر إكس» تتفوق أيضا في هذا المجال ولا تقل عما يتوقعه مشتري سيارات كاديلاك التقليدي في المنطقة. ولكن إذا كان الحكم بسرعة الانطلاق، يجب القول هنا إن «إس آر إكس» ليست سيارة سباق ولا يجب أن تكون كذلك. فالسيارة ثقيلة الوزن بالنسبة إلى المحرك (يصل وزنها إلى 4400 رطل) كما أن الدفع على كل العجلات يحد من تأهبها خصوصا على السرعات البطيئة.

ولكن الشركة وجدت حلا لاستخلاص المزيد من عزم الدوران من الناقل الأوتوماتيكي، وذلك بتوفير خاصية الدفع الرياضي بمجرد تحريك ذراع الناقل إلى اليسار، مع إمكانية نقل السرعة يدويا أيضا على المطالع والرغبة في التسارع الرياضي.

ومع ذلك فلابد من توضيح أن التباطؤ الملحوظ في بداية التسارع لا يؤثر على سرعة الانطلاق على الطرق السريعة، فعلى الطريق السريع رقم 101 جنوبي كاليفورنيا بلغت «إس آر إكس» حدود 85 ميلا في الساعة بسهولة، كما تهاودت بسرعة 65 ميلا في الساعة (السرعة القانونية) على الطريق الساحلي الغربي الموازي لساحل المحيط الهادي بلا أي جهد يذكر على قدرة السحب. ولكن في ظروف التشغيل عالي السرعة لوحظ ارتفاع صوت المحرك بعض الشيء. ويستطيع نظام الملاحة في السيارة توضيح السرعة القانونية على الطرق المختلفة في الدول التي تفصل خرائط الملاحة فيها هذه الخاصية.

الجسم المدمج نسبيا للسيارة يجعل التحكم فيها سهلا، كما أن زوايا الرؤية فيها جيدة بفضل موقع السائق المرتفع والمرايا الجانبية العريضة. الانطلاق أيضا سهل بالعجلات كبيرة الحجم بحجم 18 بوصة. المكابح ذات كفاءة عالية خصوصا في ظروف التوقف المفاجئ. وهي بشكل عام سيارة جيدة للطرق وتوفر مزايا إضافية في ظروف الرمال أو الأمطار الغزيرة بنظام دفع على كل العجلات يمكنه نقل العزم بين العجلات أماما وخلفا بنسبة 100 في المائة وعلى الجانبين بنسبة 85 في المائة.

أما لماذا الاكتفاء بمحرك صغير نسبيا في هذا القطاع وعدم تقديم خيار محرك أكبر بثماني اسطوانات، فهو سؤال يجيب عنه جون هاول بالقول إن المحركات ذات الثماني اسطوانات سوف تنقرض قريبا من الصناعة لأنها لم تعد تناسب احتياجات هذا العصر. في الماضي كان التركيز على حجم المحرك، وكلما كان أكبر حجما كان ذلك أفضل. ولكن الآن، في عصر التقشف حول العالم وليس في أميركا فقط، فإن التركيز هو على اختيار أكثر المحركات كفاءة ونظافة في التشغيل واستخلاص القدر الأكبر من القدرة الحصانية منها.

وهو يشير إلى أن المشتري التقليدي في هذا القطاع لا يرغب في استعراض عضلات القوة في الاندفاع وإنما يريد اندفاعا وثيرا وانطلاقا واثقا. علاوة على ذلك يستفيد المشتري من أفضل نسبة استهلاك في الوقود في القطاع وأنظف المحركات تشغيلا. ويشير هاول إلى أن استراتيجية الشركة للمستقبل تعتمد على تطوير تقنيات جديدة للدفع الكهربائي والهايبرد.

* كاديلاك «إس آر إكس» في سطور

* الجسم: كروس أوفر، متوسطة الحجم متناسقة الأبعاد، بخمسة مقاعد وسقف بانورامي ودفع على كل العجلات.

المحرك: ثلاثة لترات وست اسطوانات بتقنية الحقن المباشر للوقود يوفر طاقة 265 حصانا. الناقل أوتوماتيكي مع خيار الانطلاق الرياضي أو نقل التروس يدويا.

أفضل المزايا: خطوط التصميم الخارجي، التجهيز الداخلي والعناية بالتفاصيل، مساحة المقاعد الخلفية وشاشات العرض المتاحة لها، التحريك الكهربائي للباب الخلفي وخاصية ضبط الارتفاع، نظام المعلومات المتاح للسائق.

أبرز العيوب: تحتاج لمزيد من قوة الدفع المتاح لها عند التسارع، وارتفاع صوت المحرك في ظروف التشغيل الشاق.

* مدير التسويق الإقليمي لكاديلاك: «إس آر إكس» تنافس الثلاثة الكبار في القطاع

* بما تقدمه من مزايا في النوعية والتجهيز والتقنية والسعر

* قال أديب تقي الدين، مدير التسويق الإقليمي لـ«كاديلاك» إن قطاع «الكروس أوفر» في الشرق الأوسط يتكون من نحو 19 ألف سيارة، وتسيطر على القطاع حاليا ثلاث سيارات هي لكزس «آر إكس 350» وإنفينيتي «إف إكس 35» وبي إم دبليو «إكس 5». وتتطلع كاديلاك «إس آر إكس» للمنافسة في قمة القطاع ضد الثلاثة الكبار بما تقدمه السيارة من مزايا في النوعية والتجهيز والتقنية، وأيضا بالأسعار التي تقل عن المنافسين الثلاثة.

وتتراوح الأسعار بين 250 ألف ريال سعودي للسيارة «إكس 5»، وهي الأغلى في القطاع، إلى 209 آلاف ريال للسيارة إنفينيتي «إف إكس 35». وسوف تدخل «إس آر إكس» السوق بسعر لن يزيد على 195 ألف ريال سعودي لفئة القمة كاملة التجهيز، ويمكن أن يبدأ السعر من 151 ألف ريال في فئة المدخل.

وأضاف أديب أن الشركة أجرت بعض استطلاعات للرأي بين مالكي السيارات المنافسة حول ما تقدمه «إس آر إكس» الجديدة لهم. وكانت ردود الأفعال إيجابية وتشير إلى أن السيارة تفوق توقعات المستهلكين في التصميم الخارجي والتجهيزات الداخلية ونظم الأمان. وكانت أفضل المميزات السقف البانورامي العريض وشاشة الملاحة التي ترتفع من لوحة القيادة تلسكوبيا. وكانت نسبة الحماس للسيارة الجديدة حوالي 86 في المائة من إجمالي الشريحة التي جرى عليها الاختبار الميداني. وأكد أديب أن نشاط التسويق الإقليمي سوف يبدأ مع أول نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.