فولفو «إكس سي 90» أول سيارة أدخلت نظام تجنب الانقلاب في حالات التصادم

جيل «إس يو في» الجديد حقق نقلة نوعية ملموسة على صعيد عوامل الأمان

فورد «اسكيب».. نظام استقرار إلكتروني
TT

تحققت إنجازات كبيرة في مجال أمان السيارات الرياضية رباعية الدفع «إس يو في» خلال الأعوام الأخيرة، مما سمح بتجاوز الكثير من التساؤلات التي كانت مبعث قلق شديد إبان نمو شعبية هذه السيارات في التسعينات من القرن الماضي. وتظهر اختبارات التصادم التي تقوم بها الإدارة الوطنية الأميركية لسلامة المرور على الطرق السريعة ومعهد التأمين لسلامة المرور على الطرق السريعة، استمرار تحسن الأداء التقني لسيارات الـ«إس يو في». وعند تقويم اختبارات التصادم، يفضل موقع السيارات Cars.com إلى حد بعيد نتائج معهد التأمين لسلامة المرور على الطرق السريعة لأنها أقرب إلى حالات التصادم التي تحدث في الواقع. ويقول أدريان لوند، مسؤول التشغيل الرئيس في المعهد: «استغرقت (10 أعوام) لتجميع بيانات كافية عن حالات التصادم التي تشبه ما يحدث في الواقع لإجراء مقارنات بين نسب اختبارات التصادم والوضع في حالات التصادم الحقيقية، وما وجدناه هو أن الاختبارات تعد مؤشرا جيدا جدا على نسبة المخاطر القاتلة».

وعلى الرغم من أن الوزن يعد عاملا رئيسيا في حالات التصادم، فإنه ليس العامل الوحيد. وبصورة نمطية، تكون التوقعات أفضل بالنسبة للسيارات الأثقل مقارنة بالسيارات الأصغر. ولكن السيارات التي تعتمد على تصميم الشاحنات التي أدت إلى ثورة في السيارات «إس يو في» لم تحتو على الحماية من التصادم، كما هو شائعا في السيارات أحادية الهيكل. وقد تم صناعة الشاحنات التي يكون فيها جسم السيارة على هيكل كي تكون متينة، وليس لامتصاص قوة التصادم باللجوء إلى أساليب وقاية مثل مناطق لامتصاص طاقة التصادم. وكان يوجد فيها أيضا مراكز قوية للجاذبية. ولحسن الحظ، فإنه مع قيام الشركات المصنعة بإدراج مناطق امتصاص طاقة الاصطدام في موديلاتها التي تعتمد على تصميم الشاحنات، تحصل السيارات «إس يو في» على نسب أفضل كثيرا في اختبارات التصادم. وعلى عكس الجيل الأول من السيارات «إس يو في»، نجد أن الموديلات التي تعتمد على تصميم الشاحنات الجديدة المعاد تصنيعها بالكامل خلال الأعوام القليلة الماضية يتم تصميمها بمسافات أوسع بين العجلات اليمنى واليسرى، ويكون جسم السيارة منخفضا بدرجة أكبر، مع إجراءات أخرى لتقليل مركز الجاذبية. وتكون معظم السيارات كروس أوفر ـ غالبا ما يطلق عليها سيارات «إس يو في» مبنية على تصميم السيارات الاعتيادي بغض النظر عن حجمها ـ أقرب إلى الأرض. ومن بين سيارات الـ«إس يو في» وسيارات الـ«كروس أوفر» لعام 2010 التي قيمتها الإدارة الوطنية الأميركية لسلامة المرور على الطرق السريعة، توجد ثلاثة موديلات فقط تعتمد على تصميم السيارات مع معدلات انقلاب حال التصادم نسبتها ثلاث نجوم بدلا من أربع (الخمس هي الأفضل). وهذه السيارات هي «هوندا إليمنت وكيا سبورتاج (موديل دفع أمامي) وفورد إسكيب بالإضافة إلى موديليها الشقيقين ميركوري مارينر ومازدا تريبوت». ولحسن الحظ، يوجد لدى الثلاثة نظم استقرار إلكتروني. وقد قال معهد التأمين لسلامة المرور على الطرق السريعة إن السيارات «إليمنت وإيكسيب» ومشتقاتها تأتي على رأس السيارات الآمنة بسبب النتائج الجيدة في اختبارات التصادم الأمامية والجانبية والخلفية. ولكن السيارة سبورتاج أقل جودة حيث إن حصلت على معدلات مقبولة في اختبارات آثار الاصطدام الأمامي والجانبي. والسيارات «إس يو في» الأخرى لعام 2010 الحاصلة على ثلاث نجوم عبارة عن سيارات مهمات أثقل ومن النوع الذي يعتمد على تصميم الشاحنات. وحصلت بعض السيارات «إس يو في» المعتمدة على تصميم الشاحنات على أربع نجوم مثل «جيب رانغلر انليمتد» (أربعة أبواب فقط) و«كيا بوريغو ومرسيدس بنز الفئة إم إل وتويوتا سيكويا». وحصلت موديلات الدفع الرباعي من فورد إكسبيديشن ولينكولن نافيغاتور على أربع نجوم أيضا، ولم تحصل أي سيارة «إس يو في» على خمس نجوم في معدلات الانقلاب عند وقوع تصادم. خصائص الأمان بالنسبة للسيارات «إس يو في» تعد السيارة شيفروليه تاهو من الكثير من السيارات «إس يو في» المزودة بنظام استقرار إلكتروني معياري. وتشبه بعض خصائص الأمان المفضلة بالنسبة للسيارات «إس يو في» والسيارات كروس أوفر الخصائص نفسها الموجودة في أي سيارة أخرى: المكابح المانعة للانزلاق وأحزمة مقاعد توضع على الكتف وحول الجزء الأدنى من الجزع ومساند رأس في جميع مواضع الجلوس ووسائد هوائية أمامية تعمل على عدة مراحل، ونظام تصنيف الراكب في مقعد الراكب الأمامي الذي يحدد وزن الراكب (وحجمه) ويطلق وسادة هوائية على أحد مستويين أو أكثر من الكثافة. وهناك ثلاثة خصائص لها أهمية خاصة في السيارات «إس يو في» والسيارات كروس أوفر، وخاصية ينصح بتجنبها إذا كان الآمان مبعث قلق بالنسبة للفرد:

1 ـ نظم الاستقرار الإلكتروني: وهذه تباع تحت أسماء مثل «إي إس بي» و«ستابلي تراك» و«دي إس تي سي» و«في إس سي» و«في دي سي» ـ والقائمة لا زالت تحتوي على المزيد. ويمكن أن تحد نظم الاستقرار الإليكترونية من السرعة وتستخدم نظام كابح مانع للانزلاق للمحافظة على السيارة داخل طريقها إذا ما بدأت تخرج من السيطرة. ولا يمنع ذلك الانقلاب حال الاصطدام، ولكنه فعال نوعا ما في الحد من الظروف التي يمكن أن تؤدي إلى ذلك. ولهذا السبب، فإن صناعة السيارات «إس يو في» في طريقها إلى جعل النظام شيئا أساسيا داخل السيارات «إس يو في» عندما أعلنت إدارة الوطنية الأميركية لسلامة المرور على الطرق السريعة أنها سوف تشترط وجود ذلك في جميع السيارات وشاحنات النقل الخفيف في موديل 2012. ما يجب التأكد منه: يجب تجنب التشويش على هذه الخاصية باستخدام نظام التحكم بالسحب، الذي يمنع فقط دوران العجلات عند السرعة، والتأكد من أن نظام الاستقرار الإلكتروني يفي بالمطلوب منه 2 ـ وسادات هوائية جانبية: وينتشر هذا النوع من الوسادات الهوائية إلى ما دون السقف ليغطي جزءا من النوافذ الجانبية أو النافذة بالكامل. ويمكن أن يقول أحدهم إن هذا النوع من الوسائد الهوائية أقل أهمية في السيارات الأطول لأنه يحتمل أن تصطدم سيارات أخرى طويلة بعتبة باب أو أبواب السيارات «إس يو في»، وهي ما توضع لامتصاص الطاقة. (وعلى الجانب الآخر، تكون بالسيارة نوافذ فقط ودعامات ضيقة لحماية الراكب من التصادم مع شاحنة). ولكن، يمكن أن تقدم وسائد الهواء الجانبية في بعض الموديلات فائدة أخرى: في حالة حدوث تصادم وانقلاب السيارة، تحمي الراكبين وتساعد على المحافظة عليهم داخل السيارة مع البقاء دون إصابة في حال انقلابها عدة مرات، حيث إن خروج الراكب، وليس قوة الاصطدام في السقف، هو السبب الرئيس في الوفيات خلال الحوادث التي تنقلب فيها السيارات على ظهرها. ما يجب التأكد منه: لا يكفي أن توجد وسائد هوائية جانبية، بل يجب التأكد من أنها مصممة كي تنفتح حال وقوع حادث تصادم وانقلاب السيارة على ظهرها. ومن الأفضل اختيار النظم التي تغطي جميع صفوف المقاعد حيث إن بعض السيارات التي تحتوي على ثلاثة صفوف لا توجد بها حماية للصف الثالث. 3 ـ منع انقلاب السيارة حال اصطدامها: من الأشياء الرائعة في خصائص الأمان داخل السيارات «إس يو في» هو نظام تجنب أو منع الانقلاب حال حدوث تصادم وهو يستشعر قرب انقلاب السيارة على ظهرها ويشغل نظام الاستقرار الإلكتروني لتثبيتها. وكانت سيارة «فولفو أكس سي 90» أول سيارة تقدم هذه الخاصية التي تطلق عليها الشركة المصنعة نظام مانع الانقلاب. وحيث إن فولو شعبة من فورد، فقد عمم نظام مانع الانقلاب في سيارات فورد الأخرى ومنها سيارة لينكولن نافيغاتور. ولا تزال هذه الخاصية موجودة في بعض موديلات من لاند روفر التي كانت فورد تمتلكها حتى 2008. ما يجب التأكد منه: انظر إلى تقارير الموديلات لمعرفة منتجات فورد وميركيري ولينكولن ولاند روفر التي تقدم نظام مانع الانقلاب. 4 ـ التعديلات على العجل والإطارات: وهذه خاصية يجب تجنبها في حال الاهتمام بأمان السيارة والحرص على ألا تنقلب على ظهرها عند وقوع حادث تصادم. ولن يكون ذلك مستحبا بين المشترين المهتمين بالشكل ولكن يجب الحديث عنه، حيث يقدم عدد متزايد من أصحاب السيارات على إجراء تعديلات على سياراتهم (وتكون الإطارات والعجلات من أكثر الأشياء التي تجرى عليها تعديلات) مع تجاهل تام لأثر ذلك على أمان السيارة. وكي يكون الأمر واضحا، لقد صممت السيارات كي تعمل كمنظومة، وستكون هناك تبعات لأي تغيير في أي جزء داخل السيارة. والعجلات والإطارات الأكبر والأثقل التي لها سحب أكبر ربما تقوض من أمان السيارات «إس يو في». ويضر القطر الأكبر بنظام المكابح المانعة للانزلاق، ويمكن أن تكون نظم الاستقرار على حساب المكابح. ويؤثر الوزن الأثقل على قدرة نظام التعليق على الحفاظ على الإطار على الطريق ويؤثر أيضا على المكابح. ويمكن أن تزيد الإطارات ذات القدرة الأكبر من السيطرة على احتمالية الانقلاب. وإذا كان ذلك غير مقنع بالنسبة لك، فتذكر أن الشركة المصنعة للسيارة تتحمل مسؤولية بسيطة أو لا تتحمل مسؤولية مطلقا عن الآمان إذا قمت بتعديل السيارة بصورة ميكانيكية. ما يجب التأكد منه: إذا كان لا بد من تعديل السيارة، فعليك ألا تغالي، ولتبق على القطر الخارجي للإطار كما هو، ولا تزد من قطر العجلة بدرجة كبيرة. وفكر أكثر من مرة قبل وضع إطارات مختلفة بدرجة كبيرة في سيارتك. وصدق أو لا تصدق، الأشخاص الذين صمموا سيارتك يعرفون ما يقومون به. حماية من هم خارج السيارة: يوجد في السيارة هوندا بيلوت وهي من فئة السيارات «إس يو في» خاصية «مساعد ركن السيارة» وهي تحذر السائقين عندما يقتربون من شيء عندما يقومون بركن السيارة. وعلى الرغم من أن السيارات «إس يو في» والسيارات كروس أوفر تحرز تقدما في حماية ركاب السيارة، هناك قضية حماية ركاب السيارات الأصغر التي يمكن أن يصطدموا بهم. وبعيدا عن قضية الوزن، توجد قضية الزوايا: يمكن أن تصعد شاحنة على الجزء الأكثر نشاطا من هيكل إطار السيارة ويتجاوز منطقة امتصاص التصادم ويعبر بصعوبة فوق كابينتها. ولحسن الحظ، هناك أدلة على أن معدل الوفيات يكون أقل في السيارات «إس يو في». وقد عمل الكثير من المصنعين منذ 2003 لجعل سيارات «إس يو في» أكثر انسجاما خلال الحوادث مع سيارات أصغر عن طريق تقليل إطار الهيكل كي تصطدم في منطقة امتصاص الصدمات داخل السيارة. وذكر معهد التأمين لسلامة المرور على الطرق السريعة قائمة بالسيارات الرياضية بالإضافة إلى بيانات إصابة من الأعوام القليلة الماضية ووجد أن مخاطرة الوفيات بين السائقين الذين يضعون أحزمة كانت أقل بنسبة 21 في المائة عندما يصطدم بالجزء الأمامي بسيارة رياضية معدلة مقاربة بالنسبة التي سجلت مع السيارات التقليدية. (وبصورة عملية لا يوجد تغيير بالنسبة للسائقين الذين لا يرتدون حزاما). ونتائج التأثير الجانبي أكثر أهمية: تراجع نسبته نحو 50 في المائة في مخاطر الكوارث عندما تصطدم بها سيارة رياضة معدلة. وهناك خصائص يمكنها توفير حماية للماشين خلف السيارات، وهي مشكلة هامة في السيارات الرياضية المرتفعة التي توجد فيها مساحات كبرى تنعدم فيها الرؤية. ومن هذه الخصائص «مساعد ركن سيارة» يعتمد على السونار وهو يصدر صفارة بتردد متزايد مع اقتراب المصد الخلفي من شخص أو عائق. وهناك خاصية أحدث وهي الكاميرا البديلة وهي توفر مساحة رؤيا بزاوية أوسع خلف السيارة على شاشة عندما يكون نقل السيارة في الوضع المعاكس. وتأتي هذه الخاصية بالأساس مع نظم ملاحة اختيارية مرتفعة الثمن في سيارات مثل هوندا بيلوت وليكوس أر أكس 350 ولكن في العام الماضي كانت هذه الخاصية تظهر كخيار وحيد بشاشات عرض أصغر ومنفصلة على لوحة أجهزة القياس ومرآة الرؤية الخلفية. السائقون الشباب والسيارات «إس يو في» بصورة عامة، لا تعد السيارات «إس يو في» الخيار الأفضل للشباب أو السائقين الذين تعوزهم الخبرة، فلا يزال خطر انقلاب السيارة على ظهرها عند حدوث اصطدام ماثلا علما بأن الحوادث الفردية أكثر شيوعا بين السائقين الشباب. والدرس الذي يتعلمه عدد ضئيل جدا من السائقين هو أن الشاحنات لا تقاد أو تقف مثلما يحدث مع السيارات، حيث لا تتمتع الشاحنات بالقدر نفسه من الرشاقة، ولا يمكن أن تقف سريعا. والسائق الشاب الذي يمر في مفترق طرق بسرعة 50 ميلا في الساعة داخل سيارة رياضية يمكن أن يمر سالما ولكن من يقوم بمثل ذلك داخل سيارة سيدان عائلية فإنه يمكن أن ينزلق. ومن يقوم بمثل ذلك في سيارة «إس يو في» يحتمل أن ينقلب. وببساطة فإن السيارات «إس يو في» الأفضل بالنسبة للسائقين الذين لديهم قدرة أكبر على السيطرة على أنفسهم مقارنة بالمراهقين.