«فولكس فاغن» تعزز وجودها في الشرق الاقصى

هل تصبح «سوزوكي» العلامة التجارية رقم 11 في إمبراطوريتها؟

«فولكس فاغن» غولف «جي تي اي»
TT

أعلنت شركة «سوزوكي موتور كورب» اليابانية للسيارات، في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي أنها وقعت اتفاقية تحالف رأسمالي مع شركة «فولكس فاغن» الألمانية لتشكيل أحد أكبر التحالفات في صناعة السيارات في العالم.

ووفقا للاتفاق، تحصل «فولكس فاغن»، أكبر منتج للسيارات في أوروبا، على حصة نسبتها 19.9% من «سوزوكي»، رابع أكبر منتج للسيارات في اليابان، مقابل 222.5 مليار ين (2.5 مليار دولار)، الأمر الذي يعزز موقع «فولكس فاغن» في السوق الآسيوية. وهذه الصفقة التي تأتي بعد يوم واحد من استحواذ «فولكس فاغن» رسميا على 49.9% من أسهم منافستها الألمانية «بورشه» تحول «فولكس فاغن» الألمانية إلى لاعب رئيسي في صناعة السيارات على المستوى الدولي، خصوصا أن «سوزوكي» تملك حصة رئيسية في السوق الهندية من خلال شركة «ماروتي سوزوكي» المملوكة لها بنسبة 54% وأن «فولكس فاغن» نفسها تعتبر واحدة من الشركات الرئيسية في السوق الصينية.

أما المغزى الآخر للتحالف فهو الإقرار بأن السوق الآسيوية أصبحت، اليوم، أسرع أسواق السيارات نموا في العالم.

والملاحظ أن الشركات العالمية المصنعة للسيارات حولت اهتمامها، بعد نجاتها من العاصفة، إلى إقامة علاقات تأمل بجني مكاسبها مع عودة التعافي الاقتصادي، ففي هذا السياق أيضا تم التوصل إلى صفقة بين «جنرال موتورز» الأميركية وشريكها الصيني شركة «شنغهاي» لصناعة السيارات «سايك» قد تتبعها صفقة ثالثة، بين «بي إس إيه بيجو سيترون» الفرنسية و«ميتسوبيشي» اليابانية. هدف الصفقات الثلاث واحد: تأمين وجود أكبر في الأسواق الآسيوية والاستفادة من النشاط التصنيعي منخفض التكلفة مع التشارك في المحتويات وتطوير الموازنات. ومن بين الثلاثة، فإن الصفقة الأكثر أهمية هي تحالف «فولكس فاغن» و«سوزوكي» على الرغم من أن «سوزوكي» تعتبر الشركة اليابانية الرابعة من حيث حجم إنتاجها، فهي تتميز بصناعة السيارات الصغيرة والدراجات البخارية. وإلى جانب «فيات»، ربما تكون «سوزوكي» هي الشركة المصنعة الوحيدة التي لها أهمية عالمية والتي تعرف كيف يمكنها الحصول على أرباح من السيارات الصغيرة غير مرتفعة التكلفة. الأمر الذي سيساعد «فولكس فاغن» على المضي في التركيز على إنتاج السيارات الأصغر حجما والأكثر مراعاة للبيئة في ظل ظهور قوانين انبعاثات جديدة وتحولات نمو تجاه مستهلكين أكثر فقرا داخل أسواق ناشئة. والأمر الآخر الذي تقدمه «سوزوكي» هو عرض نادر داخل أسواق ناشئة. وعن طريق حصتها التي تبلغ 54 في المائة داخل «ماروتي سوزوكي»، فإن لديها أكثر من 40 في المائة من السوق الهندية التنافسية. ولديها أيضا مواقع قوية داخل باكستان وإندونيسيا، وهما دولتان فيهما عدد كبير من السكان وفيهما أسواق سيارات ناشئة. وشركة «فولكس فاغن» تعتبر شركة رائدة داخل الصين وتستحوذ على قرابة ربع السوق البرازيلية ولكنها تأخرت في البدء بنشاطها داخل الهند، حيث بدأت التصنيع خلال العام الحالي فقط. وإذا ما تقدمت هذه التحالفات، وانتهى الأمر بتحويل «فولكس فاغن» لشركة «سوزوكي» إلى علامتها التجارية الحادية عشرة تكون الشركة الألمانية قد خطت خطوة هامة في تحقيق هدفها للمدى الطويل: تجاوز «تويوتا» كأكبر منتج والتحول إلى شركة السيارات الأكبر في العالم.