«ألبينا دي 3» من بي إم دبليو مركبة متوسطة الحجم تتميز عن مثيلاتها بمحرك ديزل صامت واقتصادي

قد تساهم في تغيير موقف بعض الدول من محركات الديزل

«ألبينا دي 3».. إنجاز في عالم السيارات العاملة بالديزل
TT

عندما يجلس السائق لأول مرة وراء مقود طراز العام الحالي من سيارة «بي إم دبليو ألبينا دي 3»، قد يتساءل ما إذا كانت هذه المركبة شبيهة بأي سيارة ديزل أخرى تعمل بمحرك رباعي الاسطوانات؟ وهل قد تكون سيارة رياضية نشيطة كسائر طرازات «بي إم دبليو» التي اشتهرت بسرعتها؟

والجواب هو نعم، إنها سيارة نشيطة فعلا، وربما يعود الفضل في ذلك إلى الشاحنين التوربينيين اللذين يعززان من قوة المحرك وسرعته، رغم أن سعته لا تتعدى اللترين. وينبغي القول بأن هذا المحرك من طراز «السكة المشتركة»، أحدث تقنيات الديزل قاطبة التي تؤمن دورانا سريعا، بأقل ما يمكن من الضجيج والارتجاج اللذين يتصف بهما الديزل عادة. وعليه، تبلغ قوة المحرك 214 حصانا مكبحيا بعزم دوران يتعدى الـ331 رطل/قدم، وبتسارع يبلغ 6.9 ثوان، لبلوغ سرعة 60 ميلا في الساعة، انطلاقا من نقطة الصفر، تماما مثل الإنجاز التي تحققه عادة سيارة «فولكس فاغن غولف إم كيه 6».

من هنا، فهل يفضل السائق قيادة هذه السيارة، أم شقيقتها «ألبينا بي 3» التي تعمل بمحرك بترولي، أم شقيقتهما الثالثة «بي إم دبليو 335 آي» ذات المحرك البترولي الرياضي عالي الأداء؟

يبدو أن السائقين يفضلون هذه المركبة، رغم أنها لا تتصف بالأداء الرياضي، من زاوية واحدة فقط، وهي أنها لا تملك الإثارة الكافية كالشقيقتين السابقتين، على الرغم من أنهما، على صعيد الأداء، لا يتفوقان عليها بتاتا. فالبعض ما يزال ينظر إلى محركات الديزل، كما لو أنها كتلك التي تدفع سيارات «رينو كليو» الصغيرة في الماضي، ذات الضجيج العالي والسير البطيء. أي أنها لا تملك السحر الكافي كالمحركات البترولية المشابهة.

لكن ما أن يجلس السائق خلف مقودها ويضغط على دواسة الوقود حتى تنشط هذه السيارة لتعمل حتى أفضل من السيارات المشابهة لها العاملة بمحركات بترولية، على الرغم من أنها مركبة مكتملة الحجم ذات أبواب أربعة، وفرش وتنجيد فاخرين في الداخل. فهي تجمع بين الكفاءة العالية، والصفات العملية التي تتطلبها أي عائلة متوسطة الحجم. وأفضل ما فيها أنها رغم سرعتها العالية التي تصل إلى 152 ميلا في الساعة، وحجمها الثقيل نسبيا، فإنها اقتصادية جدا في استهلاك الوقود، مع عامل آخر إضافي، وهو أنها تستطيع قطع مسافة أطول، وأميال إضافية بتعبئة واحدة للخزان. فبينما يتوجب على السيارات المثيلة العاملة بالبترول التوقف مرارا في محطات البنزين للتعبئة، فإنها إذا توقفت هناك، فلغرض واحد ربما، وهو إراحة ركابها وشرائهم لبعض الحلوى والمرطبات ليس إلا. ويقول الذين قاموا بتجربتها إنها تستطيع قطع 38.6 أميال في الغالون الواحد من الوقود داخل المدن، أما خارجها، فهي تقطع مسافة 56.5 ميل في الغالون الواحد. وهي بسعرها البالغ نحو 30 ألف جنيه إسترليني في بريطانيا، ولأنها تندرج في الفئة الثالثة من سيارات «بي إم دبليو»، تعتبر من أفضل سيارات الصالون العائلية متوسطة الحجم التي يفضلها المستهلك العادي. وهي تتصف بنظام تعليق قادر على خوض الطرق الصعبة نسبيا، وتذليل الكثير من المطبات بسلاسة عالية. وبإيجاز فهي مركبة مثالية للأعمال الثقيلة، و«حصان شغل» بالنسبة إلى الموظف كثير التنقل والأسفار. وفي الواقع يصعب إيجاد مثيل لها يجمع بين كل هذا العدد الكبير من المميزات والصفات الفريدة.

وهي تأتي بناقل يدوي للحركة خماسي السرعات، لكنها تتوفر بناقل أوتوماتيكي بسعر إضافي يبلغ 635 جنيها إسترلينيا في بريطانيا. وإلى جانب الفرش والتنجيد الفاخرين يستوعب صندوق الأمتعة الكبير بالنسبة إلى حجمها المتوسط، الكثير من الحمولة، وهذا ما يساعد في الأسفار والرحلات الطويلة.

وخلال استطلاع أجري أخيرا تبين أن الكثيرين يفضلونها على سائر السيارات من فئتها من الصناعات الأخرى، أو حتى من الفئة الثالثة ذاتها لسيارات «بي إم دبليو» التي تنضوي في خانتها، فهي تجمع بين الراحة القصوى، والاستخدام الثقيل، والسرعة الكبيرة بسعر مناسب جدا. ونظرا إلى النجاح الكبير لهذا الطراز تفكر الشركة الصانعة «بي إم دبليو» في توسيع قاعدة الإنتاج لتشمل جميع فئات الأحجام التي تنتجها، إضافة إلى التركيز على السيارات الهجين، وتلك الخضراء الصديقة للبيئة، سواء كانت كهربائية بالكامل، أو تعمل بوقود الهيدروجين، فضلا عن تخطيطها لإجراء أبحاث مكثفة في مجال تسخير خلايا الوقود لإنتاج طاقة الدفع.

والجدير بالذكر أن بعض البلدان التي تحرم استخدام محركات الديزل بالنسبة للسيارات الصغيرة على طرقاتها، كلبنان مثلا، أو أن مواطنيها لا يميلون بطبيعتهم إلى هذا النوع من المحركات، مثل اليابان والولايات المتحدة، شرعت بعد ظهور مثل هذه الأنواع من السيارات المديزلة التي تعمل بتقنية «السكة المشتركة»، في تغيير نظرتها إليها والتفكير في تعميم استخدامها بعدما أظهرت الاستطلاعات أن 40 في المائة من السيارات التي تسير اليوم على الطرقات الأوروبية، وحتى الأسترالية، تعمل بالديزل. وهذه النسبة تزداد تباعا، إلى أن يحل عصر السيارة الكهربائية.