ثورة التقنيات المتقدمة تتواصل في سيارات العقد الحالي

التنافس بين الشركات سيزداد تركيزا على الابتكارات

«فولفو» City Safety.. نظام استشعار لحالات التصادم
TT

قبل عشرة أعوام، لم تكن قيادة السيارات باستخدام الأقمار الصناعية واردة في ذهن أحد، وكانت السيارات المجهزة بنظم تحد من الانزلاق نادرة الوجود، وكانت السيارات التي تدور بلا مفتاح ضربا من الخيال.

ولكن التطور لا يقف عند حد، وحاليا العمل جارٍ على ابتكار خصائص ستصبح نمطية في سيارات المستقبل، وفي هذا السياق من المتوقع أن تصبح التجهيزات التالية شائعة خلال العقد المقبل.

* الاتصال بين السيارات

* يمكن التوصل إلى درجة عالية من الأمان على الطرق عبر إنتاج سيارات قادرة على تجنب الاصطدام قدر الإمكان، ويمكن التوصل إلى ذلك من خلال تركيب نظم «تنبيه من الارتطام» داخل السيارات، شبيهة بالمستعملة في الطائرات، ولتحقيق ذلك نحتاج إلى سيارات «تتخاطب» بعضها مع بعض. ولكن إذا كان تطبيق هذا الأمر سهلا نسبيا في الجو، حيث يكون المرور خفيفا، ولا وجود لأبنية مزعجة أو إشارات تليفونات جوالة في كل مكان، فهناك صعوبات أكبر للتوصل إلى ذلك على الأرض، ولكن التقدم في مجال الاتصال بين السيارات مستمر، ولا يستبعد أن يتحقق المزيد من التقدم خلال العقد المقبل.

* القيادة الكهربية

* هذا الأمر بات بحكم المؤكد، وتعتقد شركات السيارات أن مركبات المستقبل لن تعمل بمحركات احتراق داخلي بقدر ما ستعتمد على القيادة الكهربائية، وسواء استمدت محركاتها الطاقة من بطاريات أو خلايا وقود أو حتى من بطارية يمكن إعادة شحنها بمحرك هيدروجيني عالي الكفاءة، فإن النتيجة النهائية ستكون واحدة. وحاليا تتوفر جميع خصائص محركات الديزل العالية الأداء ولكن من دون الضوضاء أو الاهتزازات. وسيكون محرك السيارات المترفة في متناول الجميع، وباستخدام النماذج الأولية للمحركات الكهربائية التي نقودها حاليا، سوف نجعل السيارات المتعددة الأغراض تبدو مثل سيارة «رولزرويس» معدلة.

* مقاعد التدفئة

* تحتوي السيارات الفاخرة على مقاعد مدفأة منذ أعوام. ولكن هناك توقعات بأن يحدث تطور كبير في تقنية هذه المقاعد. وسبب ذلك أن سيارات المستقبل الكهربائية لن تزود بمحركات احتراق داخلي كي تبث حرارة، ولذا سوف يتم تغذية أجهزة تدفئة السيارات من خلال وسائل كهربائية تضعف الكهرباء. وهو إجراء غير فعال. وتقول بعض الشركات إن الأفضل من ذلك هو تدفئة السائق وليس المقصورة، وهذه ستكون إحدى خصائص السيارة الكهربائية التي ستظهر خلال الأعوام القليلة المقبلة.

* خلايا وقود هيدروجينية

* إذا كانت الكهرباء هي مصدر طاقة السيارات في المستقبل، فإن الهيدروجين هو مصدر إنتاج هذه الطاقة الكهربية. والاحتمال الأكبر أن توَّلد الطاقة داخل السيارة نفسها من خلال خلايا وقود هيدروجينية كتلك التي استخدمتها «هوندا» «FCX Clarity» والتي تباع بالفعل داخل الولايات المتحدة. وسوف تستخدم الكهرباء المولدة في إدارة موتور كهربائي يحرك السيارة. وذكرت «مرسيدس» مؤخرا أن آلات خلايا الوقود ستكون أمرا شائعا بحلول 2015، داخل السيارات «الهاتش باك» التقليدية. والمهم على هذا الصعيد أنه المحرك سيكون مستداما، وأن الغاز الوحيد الذي ينبعث منه سيكون بخار الماء.

المصابيح الأمامية الثنائية الباعثة للضوء (مصابيح ليد) لن تصل مصابيح «ليد» الفائقة الأداء إلى المنازل وحسب، بل إلى السيارات أيضا. ومنذ أعوام زودت طرازات من سيارات «بي إم دبليو» بمصابيح «ليد» خلفية، ومؤخرا تم تركيبها كمصابيح نهارية في سيارة «سكودا أوكتافيا» (vRS). وأخيرا، ستصبح كل المصابيح الخارجية من نوع مصابيح «ليد». وستكون أكثر إنارة وأقل استهلاكا للطاقة الكهربائية كما أنها ستتيح لمصمم السيارات مرونة أكبر في وضع تصميم الشكل النهائي لمقدمة السيارة، ما قد يؤدي إلى حدوث ثورة في مجال تصميم السيارات.

* تعقب المشاة

* توجد حاليا سيارات «تمسح» الطريق بحثا عن مشاة وهذا النظام يتولى تلقائيا إيقاف السيارة إذا ما شعر من خلال أجهزة الاستشعار في النوافذ أن أحد المشاة سوف يقطع طريقه. وسوف تستخدم «بي إم دبليو» نظام الرصد هذا في سيارات الفئة الخامسة (Series 5) الجديدة ولكن لرصد مشاة يسيرون أمامها. ولن يمر وقت طويل قبل أن ينتشر هذا النظام في سيارات أخرى.

* بطاريات بموصل خارجي

* تسعى «رينو» إلى تحقيق ذلك بدافع التغلب على المدى المحدود للسيارات الكهربية. فعندما توشك الطاقة على النفاد داخل البطاريات، تتوجه إلى مستودع خاص حيث تتولى «روبوتات» أخذ البطاريات التي توشك على النفاد مقابل أخرى ممتلئة. وكل ما يجب على السائق فعله هو المرور فوق شق في الأرض ليتم إعادة شحن البطارية، وتكون مستعدا للانطلاق مجددا خلال دقائق وتقول «رينو» إن هذا هو التعامل الأفضل مع البطاريات التي تفرغ. ويمكن استخدام شبكة محطات البنزين الحالية لتحقيق ذلك.

* محركات توربينية أصغر

* قبل الانتقال إلى القيادة الكهربية، ستحتفظ محركات الاحتراق الداخلي بميزة أخيرة إذ إنها ستصبح أصغر حجما وأكثر اقتصادا من خلال الشاحنات التوربينية، وعليه لن تختفي سريعا ولكن عددها سيقل. وحاليا تقوم «رينو» بتركيب شاحن توربيني 1.2 في «كليو» وتبلغ طاقته 1.6. وتنتج الشاحنات التوربينية 3.0 في «بي إم دبليو» قوة أعلى من المحركات V8. وتستخدم وقودا أقل كثيرا وينبعث منها كمية أقل من ثاني أكسيد الكربون. ويبدو أن هناك بديلا للسعة اللترية.

* ملاحة أكثر ذكاء

* ستكون الملاحة التي تعتمد على الأقمار الصناعية أكثر تطورا. وتقوم السيارة «أودي» A8 الجديدة بربط الإبحار بعلبة التروس والتحكم في الملاحة والأضواء الدوارة، ويعني أن كافة الأشياء سوف تستجيب إلى ما يوجد في الأمام، اعتمادا على التعليمات التي تضعها في دليل الطريق. ويعني ذلك أن السيارة «أودي» تقرأ الطريق فعلا، وتضمن عدم حدوث تغير في السرعات من دون الحاجة. وسوف تتحول الأضواء الأمامية كي تمضي في الطريق من دون مدخلات يدرجها السائق. ويعد ذلك مثالا واحدا على مستوى الذكاء الذي ستصل إليه نظم الملاحة.

* منصات شمسية في السقف

* تعرض الشركات بالفعل نماذج من سيارات تحتوي على منصات خاصة لتوليد الكهرباء، ومن المتوقع استمرار ذلك. وفي الواقع، تقدم علامات تجارية مثل «تويوتا» و«سيات» منصات شمسية في السقف يمكن أن توفر الطاقة لمروحة تكيف الهواء. وتبقى خطوة واحدة فقط لمد ذلك إلى دائرة شحن البطارية. وستكون هذه هي الوسيلة الفعالة المجانية لإعادة شحن بطاريات السيارات الكهربية.