مرسيدس تطرح «كارلسون سي 25» الرياضية متحدية سيارة فولكس فاغن الأسطورية «بوغاتي فايرون»

ستنتج منه 25 سيارة فقط «حفاظا على قيمتها»

كلاريسون: 25 نسخة فقط
TT

بالنسبة إلى العديدين تعتبر «مرسيدس - بنز كارلسون إس إل 65» التي يطورها حاليا مهندسون وفنيون من عشاق السرعة في قسم «إيه إم جي» في ألمانيا، سيارة خيالية بالنظر إلى قوتها المتناهية، التي تجعل من الصعوبة بمكان على أي طريق عادي، وحتى سريع، أن يستوعبها. وحتى عندما تخرج من مصنع «أفالترباخ» بمحركها المصنوع كليا باليد، وبقوته المتفوقة التي قد تتعدى الـ 604 أحصنة مكبحية، والمؤلف من 12 أسطوانة على شكل V بشحن توربيني مزدوج، فهي لا ترضي عددا آخر من عشاق السرعة الذين يعتبرون هذه السرعة غير كافية لإرواء غليلهم.

هذا ما دفع فريقا آخر من المهندسين الألمان الذين يعملون منذ العام 1989 على تعديل بعض طرازات «مرسيدس» وسيارات ألمانية أخرى لتحويلها إلى سيارات متفوقة، والمنضوين تحت لواء شركة تدعى «كارلسون»، إلى تصميم وإنتاج واحدة من أقوى سيارات الكوبيه سرعة وأداء، انطلاقا من طراز «إس إل 65» العادي، وذلك بعد تعديله وتحويره، كما ذكر المدير الفني لشركة «كارلسون» ماثياس لوخر. ويبدو أن هؤلاء المصممين تمكنوا أخيرا من تحقيق حلمهم بإنتاج السيارة المتفوقة «كارلسون سي 25» التي جعلت «بوغاتي فايرون» تبدو وكأنها سيارة عادية أمامها.

إلا أن الشركة لا تنوي إنتاج أكثر من 25 سيارة من هذا النوع (كما يدل اسمها) حرصا منها على الحفاظ على قيمتها «كعملة نادرة» في عالم السيارات، فللإصدار المحدود زبائنه الدائمون من الميسورين والمشاهير، وبالفعل بيعت سلفا خمس منها هذا العام، وعشر ستباع العام المقبل، وعشر أخرى في العام الذي يليه. أما من أسعفه الحظ وكان بين الذين تمكنوا من حجز واحدة منها فعليه دفع مبلغ 429 ألف يورو ثمنا لها، قبل تسديد الضريبة التي تستوجبها بلد المشتري؛ مما يعني أن السعر النهائي للسيارة قد يفوق النصف مليون جنيه استرليني.

كسيت السيارة الجديدة ببدن جديد كليا مصنوع من الألياف الكربونية باهظة الثمن، والمعروفة بخفة وزنها ومتانتها العالية معا. ثم هناك أنابيب العادم ذات الكفاءة العالية، والشحن التوربيني المزدوج، والكومبيوتر المبرمج بحيث يعمل على تعزيز قوة المحرك طوال الوقت، لكي تصل إلى 743 حصانا مكبحيا، معززا بعزم دوران يبلغ 848 رطل/قدم، أي أعلى من عزم سيارة «فيراري 599 جي تي بي» ذات القوة الفائقة، بـ400 رطل قدم.

الأداء لا يمكن وصفه، فقوة الاندفاع مركزة على العجلتين الخلفيتين اللتين تساعدان المركبة على الانطلاق من سرعة الصفر إلى سرعة 62 ميلا خلال 3.7 ثانية؛ لتصل بها إلى سرعة قصوى تبلغ 220 ميلا. ومع ذلك يقول لوخر إن «سي 25» ليست سيارة مصممة للسباقات فحسب، بل سيارة عادية متمدنة جدا، مصممة للاستخدام أيضا على الطرق العادية في التنقلات اليومية، وفي وسط المدينة حيث يكتظ السير. فهي تتسم بالفخامة ومريحة جدا، ويمكن كذلك لصاحبها اصطحابها إلى مضامير السباقات إن شاء، وإن كان هذا ليس الغرض الأساسي منها.

أخيرا مع وجود نظام التعليق الذي يعدل ذاته تلقائيا وفقا للسرعة، والتنجيد الداخلي الفاخر جدا، يبدو أنها سيارة صنعت للمتطلبات القصوى في كل الأمور: فخامة وأناقة وسرعة وقوة. ويعتبر مبلغ النصف مليون جنيه استرليني كثمن لها في بريطانيا سعرا بخسا لقاء كل هذه المواصفات العالية.

ناقل الحركة في هذه السيارة خماسي السرعات، لكن مكابحها ليست من الخزف (السيراميك) الكربوني الذي يميز عادة السيارات فائقة القوة، بل من الأقراص الفولاذية كبيرة الحجم، الأمامية منها التي يبلغ عرضها 16 بوصة.

أما الطراز الجديد من «مرسيدس - بنز إس إل إس إيه إم جي جي تي 3» الذي سينزل إلى الطرقات قريبا، فهو إنجاز آخر كبير، وإن كان يقل قليلا عن سيارة «سي 25» في القوة والمواصفات. مع ذلك هي سيارة متفوقة هي الأخرى ومصممة للأثرياء والميسورين أيضا، وستأتي بفئتين: واحدة للسباقات، وأخرى للطرق العادية، على الرغم من أنها لم تحصل بعد على ترخيص الفئة الأولى بانتظار المزيد من التجارب المقررة لها في بحر الشهر المقبل. والنسخة التي أقرت منها للطرق العادية، عليها أن تنافس وتثبت ذاتها في وجه مركبات مثل «أستون مارتن» و«شيفروليه» و«فيراري» و«بورشه».

مصممو هذه السيارة حرصوا منذ البداية على تزويدها بناقل حركة تتابعي سداسي السرعات يعمل عن طريق دواسة يدوية مع قدرة لإقفال الترس التفاضلي بغية تركيز القوة على العجلات الخلفية والمستمدة من محرك «V 8» سعة 6.3 لتر. كما أن نظام التعليق برمته، مع أمور أخرى كثيرة، صمم لغرض السباقات. وتتميز المركبة ببابين يفتحان كجناحي طائر النورس، الذي تميزت بها أول سيارة «مرسيدس» صنعت من هذا النوع في عام 1952، وكان أول من اقتناها عاهل الأردن الراحل، الملك حسين، وهي «مرسيدس 300 إس إل». ويبدو أن شركة مرسيدس تحاول الحفاظ على هذا التقليد على الرغم من أن مثل هذه الأبواب لا تناسب الأماكن الضيقة كمواقف السيارات مثلا. وقد روعيت في السيارة عوامل السلامة إلى أقصى الحدود فزودت بنظام تنظيم الدفع، الذي يمكن للسائق التحكم به، والقفص الفولاذي الواقي لدى انقلاب السيارة، والواقيات الأخرى المتعددة الموزعة في أنحائها. تقول «مرسيدس» إن المركبة قادرة على الانطلاق من سرعة الصفر إلى سرعة 62 ميلا في الساعة خلال 3.8 ثانية. وهي مزودة بجنيح خلفي يتولى تثبيت العجلتين الخلفيتين على الأرض في السرعات العالية؛ منعا للجنوح والانحراف. والسيارة بسيطة من الداخل لتقليص كلفتها وثمنها بالنسبة إلى المشتري، خاصة أنها مصممة للمنافسات أكثر منها للتنقل مسافات طويلة. أما المحرك فيولد 570 حصانا مكبحيا من القدرة، وسرعته القصوى تصل إلى 188 ميلا في الساعة. أما سعرها فلم يعلن عنه بعد بانتظار طرحها في الأسواق الخريف المقبل.