ثلاثي هندي ـ فرنسي ـ ياباني يطور سيارة منافسة لـ«نانو» أكثر توفيرا للوقود وبسعر 2500 دولار

برسم راكبي الدراجات النارية الطامحين إلى الأفضل

السيارة الأرخص في العالم.. موعدها مع الأسواق عام 2012
TT

بعد أن قدمت شركة السيارات الهندية «تاتا» السيارة «نانو» الأرخص في العالم والأكثر شهرة، تستعد شركة سيارات هندية أخرى لإطلاق أرخص سيارة في العالم.. ولكن مع كفاءة أفضل في استهلاك الوقود. وبالفعل تمكنت شركة السيارات الهندية «باجاج أوتو» (الشركة الرائدة في إنتاج الدراجات البخارية والدراجات النارية) بالتعاون مع شركة «رينو» الفرنسية و«نيسان» اليابانية من تطوير محرك سيارة صغيرة أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وأقل تلويثا للبيئة. وتعمل الشركات الثلاث على إطلاق السيارة الجديدة في عام 2012.

وقال الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «رينو»، كارلوس غصن، في اجتماع الجمعية العمومية السنوي للشركة في 30 أبريل (نيسان) الماضي: «نحن نهدف إلى طرح سيارة لا يتجاوز سعرها 2500 دولار». كان من المقرر أن تطرح السيارة في الأسواق هذا العام، ولكن الخطة تعرضت للتأجيل وعرضت «باجاج أوتو» النموذج الأولي للسيارة الصغيرة في معرض سيارات «أوتو إكسبو 2008». وقد توافق الشركاء الثلاثة على المستويات المختلفة من العلامة التجارية والهندسة في نهاية العام الماضي.

ويرجع مراقبو الصناعة تأخر المشروع أيضا إلى اختلاف الشركاء حول مسألة السعر، ففي الوقت الذي أرادت فيه «رينو» طرح سيارة منخفضة التكلفة، بدت «باجاج» حريصة على طرح سيارة أقل استهلاكا للوقود ومنخفضة كلفة الصيانة.

ووفقا للاتفاق تقوم شركة «باجاج أوتو» بأعمال التصميم والتعهيد والتصنيع، في حين يتولى تحالف «نيسان - رينو» عمليات التسويق والبيع.

من جانبه أطلع راجيف باجاج، المدير الإداري لشركة «باجاج»، خلال حفل تدشين السيارة ذات الثلاث عجلات، وسائل الإعلام على نية الشركة في إنتاج السيارة الأكثر كفاءة في استهلاك الوقود والأقل تلويثا للبيئة بالاشتراك مع مجموعة «نيسان - رينو». كما أكد على أن السعر المقرر للسيارة (2,500 دولار أميركي) تم الاتفاق عليه بين الجانبين. وأشار إلى أن السيارة ستكون قادرة على قطع مسافة 30 ميلا بلتر واحد من الوقود. وستقل نسبة ثاني أكسيد الكربون المنبعث من عادم السيارة عن 100 غرام لكل كيلومتر. وقبل السيارة الحالية كانت السيارة «نانو» الأقل نفثا لغاز ثاني أكسيد الكربون وذلك بمعدلها البالغ 101 غرام لكل كيلومتر، كما أنها كانت تقطع 20 ميلا في كل لتر من البنزين. وتقول شركة «باجاج» إن مشروع السيارة الصغيرة تأخر لأنها رغبت في صنع سيارة تتمتع بكفاءة أفضل في توفير الوقود. ويقول راجيف: «لو أردنا صنع مجرد سيارة ما لاشترينا شركة تصنعها، ولكننا رغبنا في صنع شيء مختلف».

كان قطاع السيارات الرخيصة في الهند قد تحول خلال الأعوام القليلة الماضية إلى سوق مربحة جدا بسبب تراجع الإقبال على امتلاك السيارات الفخمة وارتفاع أعداد راكبي الدراجات النارية الراغبين في التحول إلى شراء السيارات. وقال باجاج شارحا استراتيجية الشركة في إنتاج السيارة المقترحة: «عندما نعمل على إنتاج هذه السيارة سيكون هدفنا الرئيسي تقديم منتج منخفض التكاليف، سواء من ناحية التشغيل أو الصيانة، لذا سيكون بمقدور الكثيرين من راكبي الدراجات البخارية استعمال السيارات». وأشار إلى أن الشركة استغلت خبرتها الواسعة في صناعة الدراجات النارية للخروج بمنتج يبهر المستهلك، فقال: «ندرك من خبرتنا في صناعة الدراجات النارية أننا ما لم نطور منتجا يستطيع استهلاك 50 في المائة من استهلاك السيارة العادية فلن يرضي ذلك المستهلك، ولذا فنحن نحاول القيام بهذا النوع من الاقتصاد في الوقود». سوف تشكل السيارة المقترحة تحديا رئيسيا لسيارة «نانو» في وقت يحاول فيه صناع السيارات في العالم الاستفادة من سوق السيارات النامية في الهند.

وقد عرضت شركة «جيلي» الصينية طرح سيارتها الصغيرة «الهاتش باك آي جي إنتليجنت جيلي» (المنافس الصيني لسيارة «نانو») التي يبلغ سعرها 2,700 دولار، في معرض بكين الدولي للسيارات، وسعرها هو نفس سعر سيارة «نانو» تقريبا. بيد أن الشركة الصينية تقول إن سيارة «جيلي» أكبر حجما وأرخص ثمنا وأسرع وأكثر جودة من سيارة «تاتا نانو».

كما تطور الشركة نموذجا كهربائيا من السيارة «آي جي إنتليجنت جيلي» قادرة على قطع مسافة 150 ميلا بشحنة واحدة. وسيتم تدشينها في عام 2014. بيد أن السيارة التي تسير بالبنزين، من هذا الطراز، سيتم طرحها في عام 2012.

ويقول خبراء السيارات إن مجرد طرح سيارة «جيلي» في الهند سيؤدي إلى منافسة قوية لسيارة «تاتا نانو».

ويتوقع أن تتحول سوق السيارات الهندية - التي شهدت ارتفاع عدد السيارات في السوق الهندية إلى 6 ملايين سنويا بدلا من مليونين خلال العقد الماضي - إلى ساحة قتال بين الشركات المصنعة للسيارات خاصة في قطاع السيارات الرخيصة، إذ يسعى مصنعوها إلى اختراق الأقاليم النامية الجديدة.

ويقول محلل سوق السيارات والشريك في «برايس» و«وترهاوس كوبرز»، عبد المجيد: «هذه السوق تنافسية للغاية، وتتقدم نظرا إلى دخول الكثير من اللاعبين إليها. ودخول (باجاج) إلى هذه الفئة سيجعل من الصعب على (نانو) الحفاظ على أرقام توزيعها».

ويشعر خبراء السيارات أن السيارة الجديدة ستعمل على توسعة سوق السيارات، إذ إنها ستشجع تحول الكثير من راكبي الدراجات النارية إلى اقتناء السيارات الرخيصة، إضافة إلى تأثير دخول «جنرال موتورز إنديا» و«هيونداي موتورز إنديا» على سوق السيارات الرخيصة. وكانت «هيونداي» قد أعلنت أنها تسعى إلى تصنيع سيارة صغيرة جديدة يبلغ سعر الواحدة منها 3500 دولار. ويوضح خبراء الصناعة أن السيارات المتوقع إنتاجها ستكون متكافئة في استهلاك الوقود. ويقول بي.في. آر. سوبو، الرئيس السابق لشركة «هيونداي موتورز إنديا»، مؤكدا على وجهة النظر هذه: «إن سيارة (باجاج) ستواجه منافسة شرسة ليس من (تاتا نانو) فقط بل من سيارة (هيونداي) ذات السعة اللترية 800 سي سي، إضافة إلى سيارة (ماروتي سوزوكي) التي أعيدت هندستها في الهند. كما أن الاعتقاد بأن الشركات المنافسة لن تعمد إلى تطوير سياراتها لمواجهة المنافسة لا يبدو واردا. وأعتقد أن سيارة (هيونداي 800 سي سي) سيكون لها محرك يعادل محرك (باجاج). وأعتقد أن جميع شركات السيارات ستعمل على إنتاج سيارات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وقادرة على قطع أكثر من 20 كيلومترا للتر البنزين الواحد».