«فيات أبارث» سيارة صغيرة تستهوي الشباب.. ومحركها مزود بشاحن توربيني يعزز من قوته

تاريخها معروف في السباقات وتسجيل الأرقام القياسية

«فيات أبارث»... صغيرة وقوية
TT

«فيات أبارث 500».. قد لا يكون الاسم معروفا جدا في أوساط الناس العاديين، لكن هواة السيارات، خاصة الصغيرة منها والنشطة، ذات المرونة العالية على المنعطفات، لا بد أنهم سمعوا به. وكلمة «أبارث» كانت تشير في الماضي إلى شركة كانت تزود سيارات «فيات» بأجزاء معززة، وأنابيب عادم متطورة، ومكربنات مزدوجة، لجعلها أكثر سرعة وأداء. لكنها اليوم باتت تطور سيارات «فيات 500» الصغيرة جدا لتحويلها إلى سيارات شبابية عالية الأداء.

صحيح أن السيارات اليابانية هي أكثر موثوقية وإمكانية للاعتماد عليها فترة طويلة، ولكن هذه السيارة الجديدة التي جرى تعديلها وتحويرها جذريا من «فيات» الصغيرة باتت حلم الشباب، وإن كانت الإحصاءات تشير إلى أنها تستهوي أيضا الأشخاص متوسطي الأعمار.

يبدو أن الشركة الصانعة نجحت تماما في ضخ الدم الجديد إلى هذه الألعوبة، التي يوحي مظهرها أيضا بالجاذبية والجمال، وإن كان على مقياس أصغر وأكثر تواضعا طبعا.

البعض يصفون هذه المركبة بـ«فيات 500» التي جرى حقنها بالسترويد لتنمي عضلات كبيرة، أشبه بالرياضيين من المصارعين ورافعي الأثقال والباحثين عن كمال الأجسام. وهذا الوصف قد ينطبق أكثر على سيارة «أبارث سكوربيون»، التي هي أكثر قوة وضخامة من «أبارث 500». و«سكوربيون» هذه هي ذات رفارف وأجنحة أكثر عرضا، ومزودة بعجلات من الخلائط المعدنية، قياس 16 بوصة، وأنابيب عادم مزدوجة، لكنها تشبه في الواقع بعض سيارات رجال الأعمال.

المهم أن «أبارث» تتميز أيضا، إلى جانب قوتها وسرعتها، بمقاعد مكسوة بالجلد الفاخر، الذي يغطي أيضا عجلة القيادة، ولوحة القيادة الأمامية، التي تتضمن أيضا مقياسا للشاحن التوربيني، الذي يعزز من قوة المحرك، وزرا أحمر كبيرا مكتوب عليه كلمة «sport»، الذي يحول السيارة، لدى كبسه، إلى النمط الرياضي بكل أجزائها وقطعها.

المحرك المشحون توربينيا بسعة 1.4 ليتر يولد 135 حصانا مكبحيا من القدرة، ويستطيع دفع السيارة من سرعة الصفر إلى سرعة 62 ميلا خلال 7.9 ثانية. وهذه قراءات محترمة جدا بالنسبة إلى سيارة «ميني» بهذا الحجم الصغير.

وهي عندما تنطلق على الطرقات السريعة تكون قيادتها أقسى قليلا من سيارة «فيات 500 العادية» بنظام تعليق منخفض عنها، وبمكابح «بيمو» المعدلة. ويقول الذين تسنى لهم قيادتها إنها متعة حقيقية، لا سيما عند المنعطفات، حيث تبرز مقدرتها الفعلية. وهي مزودة بنظام «تي تي سي» لتحويل عزم الدوران، الذي هو عبارة عن ترس تفاضلي بتفاوت محدود يستخدم المكابح لتخفيض تدويم العجلات، وبالتالي يولد قدرة أكبر على الدفع والتشبث بالأرض، خاصة عند المنعطفات الحادة. وهذا ما يساعد أيضا لدى قيام السائق بلف المنعطف من دون انعطاف كاف لدى القيادة السريعة. وكل هذه الأمور والمميزات لها سحرها الخاص على السائق، الذي قد يجد أن مركبته هذه، رغم سعتها النسبية، لا تستطيع فعلا مضاهاة السيارات الكبيرة والمتفوقة على الطرق المستقيمة، لكنها بالتأكيد تتفوق عليها في المنعطفات، حتى إن السائق قد لا يحتاج إلى تخفيف السرعة كثيرا قبل وصوله إلى المنعطف.

وإذا كانت كل هذه الأمور غير كافية لتلبية تطلع الكثيرين إلى سيارة سريعة، فهناك نسخة أخرى منها تدعى «إسيسي»، تستطيع بسهولة التفوق على منافساتها من أمثال سيارات «ميني كوبر إس» بثمن أغلى بـ2500 جنيه إسترليني في بريطانيا عن سعرها الأصلي، البالغ 13600 إسترليني بالنسبة إلى سيارة «فيات 500» العادية. و«إسيسي» هذه مزودة بعجلات من الخلائط المعدنية قياس 17 بوصة، ذات إطارات منخفضة الجانب، فضلا عن نوابض أكثر صلابة، ومكابح قرصية محفورة عرضيا، ونظام جديد لإدارة المحرك، مع تعديلات أخرى كثيرة. ويولد المحرك 25 حصانا مكبحيا إضافيا من القوة، ليبلغ المجموع 160 حصانا مكبحيا قادرا على إيصال السرعة القصوى إلى 130 ميلا في الساعة. والأهم من ذلك كله هو الزيادة في عزم الدوران، البالغ 24 نيوتن / متر. أما بالنسبة إلى التسارع، فقد خفضت الرقم الذي سجلته «فيات أبارث» بمقدار نصف ثانية، وإن كان هذا أكثر من تسارع سيارة «ميني» بجزء من الثانية.

يبقى القول إن اسم «أبارث» عريق في تاريخ السباقات. وكانت في البداية وكيلة سيارات «بورشه» في إيطاليا، قبل أن تقوم بتطوير سيارة من نوع «فورميولا واحد» لحساب فيرديناند بورشه في الخمسينات. وبعد ذلك متنت علاقاتها مع «فيات» وتعاونت معها في الكثير من التقنيات. وهي في هذا السبيل فازت بـ10 آلاف سباق، وسجلت عشرة أرقام قياسية عالمية. وبعد ذلك أصبحت تماما جزءا من «فيات» في السبعينات، مع احتفاظها بشعاريها، وهما العقرب وزودياك (دائرة الابراج)، والأخير كان خاصا بمؤسسها، كارلو أبارث.