«جاغوار» تعود إلى حلبة سباقات «لومان» لإعادة مجدها الخافت

بعد انقضاء 20 سنة على آخر سباق شاركت فيه السيارة

آخر سباق في «لومان» شاركت فيه «جاغوار - XJR12»
TT

وضعت شركة هندية كبرى في حقل إنتاج السيارات «تاتا موتورز» بصفتها الشركة التي تملك علامة «جاغوار - لاند روفر» البريطانية، مجموعة من المبادرات الهادفة إلى استعادة المجد الخافت للعلامتين التجاريتين البريطانيتين البارزتين، بما في ذلك إعادة إشراك «جاغوار» في سباقات «لومان» الشهيرة.

كانت «تاتا موتورز» قد اشترت العلامتين الشهيرتين من شركة «فورد» الأميركية العملاقة عام 2008 مقابل 2.3 مليار دولار. وخلال السنة المالية الماضية حققت العلامتان التجاريتان إجمالي أرباح بعد اقتطاع الضرائب، بلغ 3 ملايين جنيه إسترليني، مقابل إجمالي خسائر بلغ 281 مليون جنيه إسترليني خلال الفترة بين عامي 2008 و2009. وتضمنت المبادرات طرح أنماط ومحركات جديدة وفرض رقابة إدارية أقوى وتعاونا بالمجال الإنتاجي بين «تاتا موتورز» و«جاغوار - لاند روفر» وتقليص انبعاثات العوادم المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، التزاما بقواعد جديدة لدخول مجال إنتاج سيارات كهربائية وأخرى عاملة بالوقود المختلط.

وفي تطور مهم في تاريخ «جاغوار - لاند روفر» تتطلع الشركة للمرة الأولى على الإطلاق نحو إقامة وحدة تجميع خارج المملكة المتحدة، حيث من المقرر أن تشرع «تاتا موتورز» في تجميع طراز «فريلاندر» الذي تنتجه «لاند روفر» داخل الهند بحلول نهاية عام 2010، والبدء في إطلاق النماذج التي يتم تجميعها محليا بحلول النصف الأول من العام المقبل.

في الوقت الحالي، لا تزال الشركة تستورد هذا النموذج من المملكة المتحدة، حيث يأتي وحدة مبنية بصورة كاملة مما يؤدي إلى تكبيد الشركة رسوما إضافية تبلغ نحو 110%. ومع تنفيذ عمليات التجميع سوف تتراجع هذه النسبة إلى نحو 50%.

وتنوي الشركة استغلال منشآتها في بيمبري قرب بيون، التي سبق أن استخدمتها شركة «مرسيدس بنز إنديا» في تجميع سياراتها وكذلك «فلاندر». والجدير بالذكر أن هذا المصنع متوقف عن العمل منذ نقل «مرسيدس بنز» قاعدتها الإنتاجية إلى منشأة أخرى أكبر وأحدث في تشاكان الواقعة أيضا قرب بيون.

وخصصت «تاتا موتوز» ميزانية تبلغ 1.5 مليار روبية لتنفيذ عمليات تجميع سيارات «فلاندر». وبناء على التكاليف ربما تفكر الشركة في القيام بالأمر ذاته مجددا مع طرز أخرى خاصة بـ«لاند روفر»، حسبما أشارت مصادر مطلعة.

وفي الوقت الذي أطلقت فيه «تاتا موتورز» طرازي «لاند روفر» و«جاغوار» داخل الهند في يونيو (حزيران) من العام الماضي، فضلت الاستيراد على تنفيذ عمليات تجميع في الداخل، على الرغم من لجوء شركات أخرى بمجال صنع السيارات الفاخرة، مثل «مرسيدس بنز» و«بي إم دبليو» و«أودي» إلى الخيار الثاني.

وفي الوقت ذاته من الممكن أن يضطلع مهندسو «تاتا موتورز» قريبا بدور رئيسي في تصنيع محركات لحساب «جاغوار - لاند روفر». وفي هذا الصدد أعلنت «تاتا موتورز» أن مبادرات جرى تنفيذها حول برامج إنمائية مشتركة للمحركات والمركبات ومنشآت التصنيع من شأنها تعزيز مهارات «تاتا موتورز» و«جاغوار - لاند روفر» مما يسهم في زيادة التعاون بين الشركة الأم والأخرى التابعة لها.

ومن المقرر أن تشكل الشركتان فريقا إداريا من كلا الجانبين بهدف جمع خبراتهما، حسبما أفادت مصادر مطلعة، مضيفة أن الجانب الهندسي سيترك لخبراء «تاتا موتورز»، بينما سيكون التصميم من مهمة مسؤولي «جاغوار - لاند روفر».

وعلى الرغم مما تحمله الخطوة من إمكانية توفير الكثير من النفقات فإنها تبقى مثيرة للدهشة بالنظر إلى اختلاف الرؤى الواسع بين «تاتا موتورز» و«جاغوار - لاند روفر» بمجال السيارات، فالأولى تشتهر بإنتاج سيارات تستهدف المشترين محدودي الدخل، حيث سيارة «نانو» النموذج الأمثل لهذا الأمر، بينما تركز «جاغوار - لاند روفر» على شريحة المشترين الأثرياء.

من ناحية أخرى، وضعت «تاتا موتورز» إستراتيجية لتقليص الانبعاثات الكربونية من سيارات «جاغوار» و«لاند روفر» بنسبة 25%. وأخذت الشركة في اعتبارها تقلب أسعار الوقود واستمرار إصدار تشريعات حول الانبعاثات الكربونية والضرائب، مع التركيز على مبادراتها الصديقة للبيئة.

وقد أعلنت «تاتا موتورز» أنها في إطار مساعيها لتعزيز قدرة «جاغوار - لاند روفر» على المنافسة، فإنها تتطلع إلى إقرار «إستراتيجية تقنية قوية من أجل بناء عالم يتسم بانخفاض معدلات الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2014». ويتضمن ذلك تطوير تقنيات تستهدف خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من سيارات أسطولها المشترك بنسبة 25%. وتعتمد الشركة في هذا الصدد على مشروع بحثيين جاريين: «ليمو غرين» و«رينج إي».

وقد عرضت «جاغوار» بالفعل فكرة مشروع «ليمو غرين»، عبر سيارة «إكس جيه» التي تعمل بالوقود المختلط المزودة بمحرك بترول سعة 1.2 لتر وموتور كهربائي عزم 295، و145 كيلوواط. وتقول الشركة: إن هذه السيارة العاملة بوقود مختلط من غازولين وكهرباء تبلغ سرعتها 57 ميلا للغالون (10 كيلومتر/لتر) وانبعاثات من ثاني أوكسيد الكربون دون الـ120 غراما/كيلومتر خلال سيرها بسرعة 112 ميلا في الساعة.

ويستخدم «رينج إي» نظام ديزل يعمل بالوقود المختلط لطرح سيارة رياضية فائقة المستوى بمقدورها العمل كسيارة كهربائية تطلق الحد الأدنى من الانبعاثات الكربونية.

وقد شرعت «تاتا موتورز» في تنفيذ برنامج للحد من الانبعاثات لصالح «جاغوار - لاند روفر» كجزء من مشروع أكبر. وكانت الشركة قد حصلت على قرض بقيمة 340 مليون جنيه إسترليني من مصرف الاستثمار الأوروبي في وقت سابق من العام الحالي. ومن المقرر أن يساعد هذا القرض برامج البحث والتنمية داخل «جاغوار - لاند روفر» الهادفة إلى تقليص انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من سياراتها.

وتعتقد الشركة أن ارتفاع أسعار الوقود وتشديد القواعد المرتبطة بالانبعاثات الكربونية تمهد الطريق أمام إقرار تقنيات صديقة للبيئة.

يذكر أن «جاغوار - لاند روفر» التي شرعت هذا العام في طرح سيارتها «إكس جيه» للبيع بالتجزئة في الأسواق الكبرى بمختلف أرجاء العالم ستطلق سيارة «رينج روفر» العام المقبل. ومن شأن ذلك السماح لهذه العلامة التجارية الفاخرة التي تعد الأغلى من نوعها في خط إنتاج «لاند روفر»، بالترويج لطراز جديد تماما متوسط الحجم من «رينج روفر» يشكل مرحلة وسطى بين «إل آر إكس» و«رينج روفر سبورت».

وتتوافر خطط لإدارة التكلفة بالنسبة لمكونات كلا الطرازين وتوسيع عمليات الإنتاج داخل الهند وتوسيع الأسواق المحورية، مثل روسيا والصين، والاستمرار في تعزيز الجهود الإستراتيجية منخفضة التكلفة بمجال استيراد المواد.

من ناحيته أعلن المتحدث الرسمي باسم «جاغوار - لاند روفر» أن «تكاليف المواد تبقى تحديا رئيسيا، وسبق أن أعلنت الشركة أنها على مدار السنوات القليلة المقبلة ستعمل على زيادة المواد والعناصر التي تشتريها من دول منخفضة التكلفة». يذكر أن الشركة افتتحت مكاتب شراء لها في الهند والصين عام 2009.

ونظرا للطلب الواسع على طرز «جاغوار - لاند روفر»، وخاصة «لاند روفر»، تنوي «تاتا موتورز» إنشاء شركة مبيعات وطنية في الصين هذا العام، علاوة على إقامة وحدة تجميع في ناتشانغ في إقليم جيانغتشي على المدى القريب.

وهكذا بعد أكثر من عقد من غياب «جاغوار» عن «لومان» ستظهر مجددا به قريبا. من ناحيتها توجه «تاتا موتورز» استثمارات بقيمة عدة ملايين من الدولارات لاستعادة الصورة الغنية لـ«جاغوار» في مجال سباق السيارات للترويج لطرزها الجديدة.

وتحتفل «جاغوار» هذا العام بمرور 75 عاما على أول ظهور لها إذ تتميز بتاريخ حافل بمجال سباقات السيارات، وخصوصا «لومان» حيث فازت السيارة خمس مرات في خمسينات القرن الماضي بواسطة طرازيها الأسطوريين «سي تايب» و«دي تايب».

وآخر مرة فاز فيها فريق «جاغوار» في «لومان» كان قبل 20 عاما بواسطة طراز «إكس جيه آر - 12»، لكن الشركة تراجعت بعد ذلك بسبب مواجهتها منافسين أكثر تفوقا ومواجهتها مشكلات في التمويل.

من بين السيارات الأخرى التي أبلت بلاء حسنا في السباقات «بورشه» (فازت في «لومان» 16 مرة) و«أودي» (7 انتصارات) و«بيجو» و«بي إم دبليو» و«رينو» و«ألفا روميو» و«بنتلي».