«بوغاتي فايرون سوبر سبورت» تدخل كتاب «غينيس» لأرقام السرعات القياسية

بعدما سجلت سرعة 268 ميلا في الساعة على طرقات فرنسا

«بوغاتي فايرون سوبر سبورت»... الأسرع والأغلى اليوم بين السيارات الرياضية
TT

كشفت صناعة السيارات في الأشهر الأربعة الأخيرة عن عدد جديد من السيارات التي تصنف تحت خانة السيارات المتفوقة، مما يعني أنها تملك محركات تفوق قوتها الـ400 حصان مكبحي، وسرعتها الـ160 ميلا في الساعة.

أحدث هذه السيارات التي ستبصر النور في الخريف المقبل نسخة جديدة من «بوغاتي فايرون» دعيت «بوغاتي فايرون سوبر سبورت» التي سيبدأ إنتاجها الخريف المقبل، ولم يعرف بعد متى ستطرح للبيع شريطة التوصية عليها مسبقا.

النبأ الأول عن هذه المركبة التي يعتقد أنها واحدة من أربعة أصناف من السيارات المتفوقة في العالم، وإن كانت أغلاها ثمنا وأكثرها فخامة، ظهر عندما التقطت كاميرات السرعة على الطرقات الرئيسية السائق بيير هنري رافانيل وهو يقود سيارة جديدة كلية بسرعة تفوق السرعة المسموح بها بثلاثة أضعاف ونصف. ولكنه بدلا من أن يواجه احتمال زجه في السجن وحرمانه من رخصة قيادة السيارة طوال حياته، كان رافانيل يدخل عالم الشهرة لأسباب مختلفة تماما. فقد دخل «كتاب غينيس للأرقام القياسية العالمية» بعد تسجيله سرعة لم تبلغها أي سيارة ركاب مخصصة للطرق العادية، وليس لحلبات السباق فحسب. لقد كان يسير بسرعة تفوق الـ268 ميلا (434 كيلومترا) في الساعة.

وخلافا لأي شخص عادي كان هذا السائق الفرنسي، كشخصية جيمس بوند السينمائية تماما، يملك رخصة لا للقتل المشروع، بل للقيادة السريعة، شرط أن تكون سيارته من النوع الذي يدعم ذلك. وطبعا فإن سيارته دائما تكون من نوع «بوغاتي»، لأنه يعمل لديها كسائق اختبار مسؤول عن مساعدة مهندسيها على تحسين بضاعتهم، وتجاوز العقبات الفنية التي قد تعترضهم، وتحليل أداء المركبات التي يقوم بتجربتها، ورصد أي عيب قد تشكو منها. وهو هنا له الباع الطويل بحيث خرجت هذه النسخة الجديدة من بوغاتي في حلتها النهائية، التي تجاوزت فعلا في أدائها طرازات «فايرون» التي تعاقبت علينا في السنوات الأربع الأخيرة.

خلال هذه السنوات شرعت شركات صانعة أخرى مثل «إس سي سي» الأميركية التي أنتجت سيارة «ألتيمت زيرو» في تحدي سيارة «فايرون» الأصلية وزعمها إنها الأسرع في العالم بعدما حققت سرعة 257 ميلا في الساعة مقابل 253 ميلا لسيارة «فايرون» الأصلية. لكن «بوغاتي» لم تكترث لذلك كله، لأنها كانت قد شرعت سلفا في تحضير النسخة الجديدة من «فايرون» وتصميمها وفقا لمبادئ متطورة جدا في عالم السيارات. فقد عززت من قوة المحرك لتصل إلى 1183 حصانا انطلاقا من محرك مؤلف من 12 اسطوانة على شكل V، بعزم دوران يبلغ 1106 أرطال/قدم. كل ذلك أصبح ممكنا بفضل الشاحنات التوربينية الكبيرة والمبردات الداخلية. وكانت «بوغاتي» قد دعت هيئة «غينيس» للتحكيم ليؤدي رافانيل أمامها جهده ويدخل هذه المركبة الرائعة عالم الأرقام القياسية. وجرى تسجيل هذا الرقم في الثالث من شهر يوليو (تموز) الماضي على الحلبة الخاصة بشركة «فولكس فاغن» في «إهرا - ليشين»، قرب مقرها الرئيسي في فولسبورغ (شمال ألمانيا). وكان هذا المرفق قد شيد خلال الحرب الباردة، وهو عبارة عن طريقين مستقيمين متحاذيين بطول ستة أميال (10 كيلومترات) موصولين بعدد من الطرق الفرعية المتشعبة بزوايا حادة، مما يجعل طولهما الإجمالي يتعدى الـ12 ميلا.

وكان اللافت أن كبير مهندسي «بوغاتي»، ولفغانغ شريبر، لم يصدق أن السيارة سجلت رسميا بمثل هذا الأداء العالي. ولتمكين السيارة من تحمل هذه الزيادة المضافة على قوة «بوغاتي فايرون» السابقة، التي تبلغ نحو 20 في المائة، كان لا بد من إعادة النظر في نظام التعليق، وجهاز ثبات السيارة ومنعها من الانقلاب، ومخمدات الارتجاج، وغيرها من العناصر الأساسية في السيارات من هذا النوع.

والحالمون في شراء هذه الجوهرة الجديدة قد ينزعجون بالتأكيد عندما يعلمون أن الإصدار الأول منها الذي سيتضمن النماذج الخمسة الأولى منها، التي ستحمل إشارة الرقم القياسي العالمي بألوان ثابتة، والتي ستتحول بالتأكيد فيما بعد إلى مقتنيات ثمينة جدا برسم الهواة المقتدرين على ذلك، قد بيعت كلها قبل طرحها في الأسواق. وتكلف الواحدة منها 1.92 مليون جنيه إسترليني، مقارنة بـ1.63 مليون إسترليني للسيارة الواحدة من الإصدار العادي الذي سيلي.

مبرر هذا الفرق في السعر أن مركبات الإصدارات اللاحقة لن تكون قادرة على تحقيق سرعة 268 ميلا في الساعة، فقد برمج مهندسو الشركة النظام الإلكتروني لتحديد السرعة لكي يتدخل عند سرعة 258 ميلا في الساعة للحفاظ على إطارات العجلات من التأكل والذوبان السريع. وهي حجة مرفوضة كليا من عشاق السرعة، وإن كان من المتعذر بل المستحيل أن يكونوا قادرين على تحقيق هكذا سرعة.

يبقى الإشارة إلى أن ناقل الحركة هو يدوي سباعي السرعات بقابض (كلتش) مزدوج. أما التسارع فلا تسل، فهي أقل من 205 ثوان للانطلاق من سرعة الصفر إلى سرعة 100 ميل في الثانية. كما تبقى الإشارة أيضا إلى الجنيحات الخلفية المركبة في مؤخرة الهيكل التي تبثه على الأرض في السرعات الكبيرة، لأن من دونها قد يتطاير من الأرض كما دلت التجربة هذه مرارا عديدة.