استكمال رفاهية السائق والراكب يدفع شركات السيارات إلى المقاعد الأكثر أمانا والأبواب الأسهل استعمالا

أداء السيارة لم يعد وحده موضع اهتمام الصانعين

«فورد أيوزيس ماكس».. باب منزلق لركاب الخلف
TT

التقدم المتواصل في تقنية السيارات بدأ يستتبع تحقيق تحسينات جديدة على السيارات تتجاوز أداء السيارة وتقنياتها إلى أمور كانت تبدو ثانوية قبل الآن، مثل وضع المقاعد وطريقة فتح وغلق الأبواب.

كان «اتحاد السيارات الألماني» (إيه.دي.إيه.سي) قد توصل في اختبار أجراه على عدد من السيارات إلى استنتاج يفيد بأن العديد من مقاعد السيارات، بما فيها مساند الرأس، لا توفر الحد الأقصى المطلوب من الحماية ضد الصدمات في حال وقوع حوادث، ففي اختبار للتصادم الخلفي أجري على 25 سيارة، وصفت خمسة مقاعد فقط بأنها في حالة «جيدة» في حين أعطى المختبرون تصنيفا ضعيفا لثمانية مقاعد أخرى، وقد كانت أعلى الدرجات من نصيب سيارة فولفو «إكس سي 60» المزودة بنظام لامتصاص الصدمات داخل مساند الرأس والصدر، والتي من شأنها أن تقلل تأثير قوة الصدمة، كما منح الاختبار درجة «جيد» لمقاعد طراز أودي «إيه 4» وسيارة أوبل «إنسيغنيا» و«غولف» الجديدة وسيارة «ألفا ميتو» الجديدة.

ووفقا لما ذكره اتحاد السيارات الألماني، فإن معظم مقاعد السيارات زودت بمساند رأس قياسية غالبا ما تتسبب في إصابة العنق والتي قد تمتد إلى العمود الفقري، لدى وقوع حادث للسيارة من الخلف.

واعتبر القائمون على الاختبار أنه على الرغم من الأنظمة المعقدة التي تتضمن وجود أجهزة استشعار في مقاعد السيارات من طراز «بي إم دبليو إكس 3» وطراز مرسيدس «إم كلاس» فإن نتيجة الاختبار جاءت مخيبة للآمال.

أما بالنسبة لأبواب السيارات، فقد بات من المحتمل أن يصبح ركوب السيارة أو النزول منها أسهل كثيرا في حال التوصل إلى تطبيق بعض الأفكار التي ظهرت في بعض السيارات الاختبارية (الكونسيبت) في خطوط الإنتاج.

وفي هذه الحالة، سيجد ركاب المقاعد الخلفية في بعض السيارات الرياضية سهولة في الدخول إلى هذه السيارات، إذ لن يكون عليهم الدخول من الباب الأمامي والاستدارة للجلوس في أماكنهم بالخلف.

وإذا وجد بعض المصممين السبيل إلى تحقيق أفكارهم، فقد تنتج سيارات مزودة بمجموعات من الأبواب العريضة التي تفتح إلى اليسار وإلى اليمين، دون أي مكون معترض مثل القائم الأوسط بين بابي كل جانب في هيكل السيارة.

وقد طبقت هذه الخاصية في سيارة نيسان «كازانا إس يو في» (الرياضية) وفي السيارة داشيا داستر. والبابان في السيارة الأخيرة عريضان إلى حد يسمح بتحميل السيارة دراجة عادية.

وفيما يتعلق بالسيارة «إيربود» التي تخطط شركة «إم دي آي» لصناعة السيارة منخفضة التكاليف لإنتاجها قريبا، يدخل السائق من خلال باب أمامي شبيه بما كان في السيارة الفقاعة «إيسيتا» في خمسينات القرن العشرين، بينما يدخل الركاب من الخلف، وكلا البابين يفتح للخارج، مثلما هو الحال في «الستيشن واغون».

ووجدت «فورد» حلا مباشرا لسيارتها «آيوزيس ماكس» وهي الطراز الذي سيخلف «سي ماكس»، إذ استحدث المهندسون بابا منزلقا لركاب الخلف يقع مباشرة وراء الباب الأمامي في إجراء يستهدف أيضا الاستغناء عن القائم الأوسط في هيكل السيارة.

في الوقت نفسه حرصت شركة «رولز رويس» على تزويد سيارتها «بيبي رولز» ببابين كجناحي فراشة يذكران بفترة المركبات التي يجرها الحصان.

من جهة أخرى من المنتظر أن يعود إلى الظهور الباب الشبيه بجناح النورس الكلاسيكي الذي يفتح لأعلى، وأكدت شركة «إيه إم جي»، إحدى شركات «مرسيدس»، خططا خاصة بسيارة رياضية عملاقة جديدة تستوحي أفكارها من سيارة الخمسينات الأسطورية «مرسيدس 300 إس إل» الرياضية التي تفتح أبوابها لأعلى.

ويبدو أن مصنعي السيارات لا ينظرون إلى تغيير الأبواب التقليدية فحسب، فغطاء محرك «فورد آيوزيس ماكس» الاختبارية (الكونسيبت) يفتح لأعلى ويميل إلى أحد الجانبين مثل متوازي الأضلاع رغم أنه من غير المحتمل أن تجد هذه السيارة طريقها إلى الإنتاج.

وتقدم «سكودا سوبيرب» سيارة هاتشباك ببابين ذات خلفية عملية. ينفصل الجزء الخلفي تحت الشباك بما يسمح بوصول طبيعي إلى حيز الأمتعة. وطرحت «بي إم دبليو» حلا مماثلا في سيارتها الجديدة «5 سيريز جي تي».

هذه الأشكال الطريفة كانت تقتصر في الماضي على السيارات الفخمة مثل «رولز رويس فانتوم» المزودة ببابين على شاكلة جناحي فراشة وسيارة «لامبورغيني» بأبوابها التي تعمل بطريقة المقص. ويمكن لمثل هذه الحلول غير العادية الآن أن توجد في الطرازات الشعبية أيضا.

إلا أن لهذا النهج المختلف مخاطره أيضا، فعلى سبيل المثال لم يلق طراز «بيجو 1007» إقبالا واسعا؛ لأن أبوابه الكهربائية المنزلقة غالية جدا وثقيلة.