شركة «ساب» السويدية تبدأ مسيرتها الجديدة من الصفر.. وطراز «5 ـ 9» يعود «مستقلا»

اعتمادا على رساميل أوروبية ردتها إلى جذورها الأولى

«ساب 5 - 9» الجديدة
TT

تبدو المؤشرات، حتى الآن، واعدة بالنسبة لمبيعات «ساب 5 - 9» بعد تدشينها، مجددا، كسيارة مستقلة تنتجها شركة «ساب» السويدية في وضعها الجديد بعد انفصالها عن مجموعة «جنرال موتورز» الأميركية. ومن حظ شركة «ساب» أن سيارتها الجديدة تعتبر جيدة بمعظم المقاييس. ولم يسبق لشركة سيارات أن اعتمدت في وجودها على نجاح سيارة تنتجها كما تعتمد شركة «ساب» اليوم على طراز «5 - 9» الجديد، فالشركة التي كانت منذ عامين فقط على شفير الإفلاس تعود إلى السوق باستثمار أوروبي مشترك وتحاول البقاء على قيد الحياة بعيدا عن المظلة الأميركية.

ويسود شعور في الدوائر الأوروبية بأن مجموعة «جنرال موتورز» لم تتفهم خاصية شركة «ساب» السويدية التي عرفت بحلولها الخاصة لمسائل التصميم والأمان، وترسملت على الاسم لبيع سياراتها في القطاع الفاخر من دون أن تنفق عليها ما تستحقه من استثمار لتطوير منتجاتها. وتعتبر هذه الدوائر أن ذلك كان سبب تراجع الطلب على سيارات الشركة التي لم تساير مسيرة السيارات المنافسة سواء الألمانية منها أو اليابانية.

ولكن واقع الحال ليس بهذه القساوة فقد حاولت «جنرال موتورز» توسيع جاذبية شركة «ساب» بتخفيف صفاتها الحادة إلا أن هذا الحل لم يكن مثاليا وبدأت هجرة زبائن الشركة الذين ظلوا على مدى سنين طويلة يحتفظون بولائهم لها. ومن المعروف أن المجموعة الأميركية استثمرت في مصانع «ساب» وبحثت لها عن مستثمرين ولم تصر على تصفيتها. وفي النهاية اشترى الشركة المستثمر فيكتور موللر الذي يملك عدة شركات أخرى في مجالات متعددة من بينها شركة «سبايكر» الهولندية للسيارات الرياضية. وتعتمد الشركة حاليا على ضمانات من الحكومة السويدية وبنك الاستثمار الأوروبي، مما يمنحها حصانة في وجه المتاعب المالية في المستقبل المنظور... وعليه تعود للأسواق من جديد كشركة مستقلة تختار ما يروق لها من الشركاء، ومن بينهم مجموعة «جنرال موتورز» التي توفر لها تقنيات ما زالت الشركة تستخدمها. وتعد شركة «ساب» بتقديم نماذج جديدة، افتتحتها بطراز القمة لديها (5 - 9)، كما تعد أيضا باستعادة زبائنها القدامى وإضافة المزيد إليهم.

ومؤخرا، طرحت شركة «ساب» الجيل الجديد من سيارات «ساب 5 - 9» للتجربة العملية في جنوب إنجلترا للإعلام البريطاني، وهي تجربة شاركت فيها «الشرق الأوسط». وخلال تقديم السيارة الجديدة قال رئيس قسم التسويق في الشركة، ديفيد بيو، إن «ساب» لديها الآن 3500 فني في مصانعها التي توسعت هذا العام لإنتاج 304 سيارات يوميا بدلا من 220 سيارة. وأضاف أن الشركة حصلت على جائزة سويدية كإحدى أنظف شركات السيارات تشغيلا. وهو يؤكد أن مصانع الشركة مرنة في خطوط إنتاجها، للتجاوب السريع مع متغيرات الطلب، وكشف للمرة الأولى عن أن الشركة تستعد لإنتاج سيارة رباعية الدفع صغيرة الحجم تدخل الأسواق بعد عامين.

أما رئيس مشروع السيارة «5 - 9»، نيل هيوز، فقال إن الجيل الجديد من «ساب 5 - 9» حافظ على «جينات» علامة «ساب» التاريخية مثل مفتاح التشغيل الذي يقع في الكونسول الوسطي، والذي تم استبداله الآن بزر بداية التشغيل، وأيضا بخاصية الدفع التوربو للمحركات. وتقدم الشركة الجيل الجديد من سياراتها بمحركي ديزل وثلاثة محركات بترولية. وفيما اختبر المدعوون كافة السيارات المتاحة للتجربة إلا أن التركيز كان على الفئة العليا المقرر أن تسوق في المنطقة، وهي من طراز «ايرو» وبها محرك سعته 2.8 لتر مكون من 6 أسطوانات بقدرة 300 حصان وبشاحن توربو مزدوج.

وتنوي الشركة رفع إنتاج السيارة من 50 إلى 90 ألف سيارة سنويا، ثم تضيف عليها طراز «ايستيت» العائلي بنهاية العام المقبل. وتعتقد الشركة أن أكثر السيارات مبيعا في أوروبا سوف تكون تلك المزودة بمحرك ديزل سعته 2 لتر، ولكن أفضل انطلاق وفخامة كانت في فئة البنزين الكبير المشحونة توربينيا والمنطلقة بالدفع على كل العجلات.

أهم سمات السيارة الجديدة راحة الانطلاق بنظام تعليق جديد يوفر ضبطا تلقائيا وفق رغبة السائق. النظام اسمه «درايف سنس» وهو يتفاعل مع نظام تحكم في جميع العجلات يوفر قوة الدفع المناسبة لكل عجلة على حدة. ويتميز التصميم الخارجي بلمسات انسيابية مستقبلية وإن شابه الشكل التقليدي لسيارات «ساب».

* تجهيزات داخلية

* التجهيزات الداخلية في «ساب 5 - 9» جيدة لسيارة في هذا القطاع ومنها نظام سمعي بتسع سماعات، مع خاصية بلوتوث ووصلة «يو إس بي». وتوفر السيارة نظام ترفيه للمقاعد الخلفية عبر شاشتين بحجم 8 بوصات لكل منهما. ويعمل نظاما الترفيه منفصلين بحيث يمكن مشاهدة فيلم فيديو على إحدى الشاشتين ومتابعة لعبة فيديو على الشاشة الأخرى. وهي توفر مساحة داخلية أكبر من منافساتها وتقدر بمساحة تقارب ما تقدمه السيارة «إيه 8» من «أودي» في قطاع الصالون الكبير. ولا توجد أخشاب في التصميمات الداخلية فقد اعتمدت الشركة على أنواع البلاستيك وهي ذات ملمس جيد.

وتتميز السيارة بكشافات ذكية تحدد كمية واتجاه الضوء وفقا لظروف القيادة وسرعة السيارة، كما تحمل كل سيارة نظاما ذكيا لصف السيارة اسمه «بارك اسيست» بحيث يمكن للسائق أن يصف سيارته في أضيق المساحات بلا مشكلات.

وتوفر الشركة الكثير من الإضافات إلى السيارة منها نظام عرض المعلومات على النافذة الأمامية ونظام الملاحة الإلكتروني، والدخول وتشغيل السيارة بلا مفتاح، مع مرايا تطوى عند مغادرة السيارة. وكانت السيارة التي جرى اختبارها تحمل كل الإضافات المذكورة بالإضافة إلى المواصفات العالية التي تأتي ضمن التجهيزات الأساسية للسيارة. من هذه المواصفات الناقل الأوتوماتيكي بست سرعات ومقاعد بالتحريك الكهربائي في الأمام، وكسوة جلدية للمقاعد والمقود. وهي تتميز أيضا بنظام كروز وبتدفئة المقاعد ومسّاحات أمامية تستشعر المطر ونظام تكييف فعال للجانبين. أما في مجال الأمان فقد حققت السيارة أعلى درجات التفوق، بنسبة 5 نجوم في اختبارات الأمان الأوروبية «إنكاب».

* التجربة العملية

* الفئة العليا في السيارة ذات الشاحن التوربو المزدوج تنطلق بالدفع على العجلات الأربع وبقدرة 300 حصان، وهي ذات خصائص متفوقة في الانطلاق على الطرق السريعة وأيضا في التعامل مع منحنيات الطرق ومرتفعاتها ومنخفضاتها بيسر تام. ويمكن ملاحظة فوارق التعليق بضبط نظام «درايف سنس» بين الانطلاق الناعم والتعليق الرياضي وفقا لظروف الطريق ورغبة السائق. ولوحظ ارتفاع صوت الناقل الأوتوماتيكي بعض الشيء أثناء التسارع والانطلاق السريع، ولكن قدرة المحرك على العطاء لم تتوان. وهي توفر انطلاقا إلى سرعة 60 ميلا في الساعة في 6.6 ثانية مع سرعة قصوى تصل إلى 155 ميلا في الساعة.

وهي تكاد تتعادل مع المنافسة الألمانية الشرسة في هذا القطاع التي تشمل «أودي إيه 6»، و«بي إم دبليو الفئة الخامسة» و«مرسيدس إي كلاس». ويعتمد استمرار نجاح السيارة على عودة زبائنها إليها والتزامهم بالولاء الذي طالما ميزهم خلال الأزمات السابقة.

ولكن المؤكد أن تجربة عودة «ساب» إلى الأسواق نجحت في تقديم سيارة متفوقة وتستحق اسم «ساب» عليها.

من الملاحظات السلبية على السيارة وجود مساحات كبيرة من البلاستيك داخلها خصوصا على لوحة القيادة، والالتزام بتصميم تقليدي خارجي وتوزيع معقد لأدوات القيادة يحتاج إلى دراسة. وتظهر هذه الملاحظات، لأن السيارة تنافس في الواقع في قطاع متفوق يشمل أفضل السيارات الفاخرة المتوسطة في أسواق اليوم.

ويمكن القول إن بعض السلبيات تعود إلى استعارة شاسيه وبعض مكونات هذه السيارة من أخرى اسمها «انسيغنيا» تنتجها مجموعة «جنرال موتورز» تحت علامة «فوكسهول» البريطانية، وهي وإن كانت سيارة كبيرة الحجم إلا أنها شعبية وليست في مستوى المنافسة الألمانية.

والانطباع العام أنها سيارة رياضية في قالب عائلي يوفر الكثير من المساحة ويحافظ على سمات «ساب». وهي جيدة التجهيز ورحبة المساحة وتقع قرب مقدمة المنافسة في هذا القطاع ولكنها ليس من المتوقع أن تحقق جوائز امتياز. وأهم ما يريده المشتري حاليا هو رؤية شركة مستقرة وموجودة في الأسواق بلا مخاطر للمدى الطويل. وهذا هو ما تعد به إدارتها الجديدة.

* ساب 5 - 9 - الفئة العليا في سيارات «ساب» وأول إنتاج تدخل به السوق بعد انفصالها عن مجموعة «جنرال موتورز».

- تنافس في قطاع صعب في الفئة المتوسطة العليا أمام سيارات مثل «مرسيدس إي كلاس» والفئة الخامسة من «بي إم دبليو» وطراز «إيه 6» من «أودي».

- المحرك قوي سعته 2.8 لتر بشاحن توربيني مزدوج وقدرة 300 حصان، مع ناقل أوتوماتيكي. وهي تنطلق إلى سرعة 60 ميلا في الساعة في 6.6 ثانية.

- أهم مميزاتها: التصميم الخارجي الجيد والتجهيزات الداخلية وقدرات محركها، والدفع على كل العجلات.

- السلبيات: مساحات البلاستيك الداخلية وتوزيع غير عادي لأدوات القيادة يقتصر على «ساب» - السعر: يبدأ من 40 ألف دولار.