«بي إم دبليو» تحقق 3.2 مليار يورو أرباحا.. وتطلق مشروعا لصنع السيارات بمواد كربونية

تأثير أحداث الشرق الأوسط كان هامشيا

نماذج تصميمية للسيارة «آي 4» و«آي 8»
TT

أعلن الدكتور نوربرت رايتهوفر، رئيس مجلس إدارة شركة «بي إم دبليو» الألمانية للسيارات، أن الشركة حققت نتائج قياسية في عام 2010 وأنها تنوي أن تحسن هذه النتائج خلال العام الحالي. كما كشف عن أن الشركة بصدد إنتاج فئة سيارات ضمن قطاع جديد تسمى «آي» تعمل كهربائيا وبنظام هجين (هايبرد) وتطرح في الأسواق بعد عامين، وهي بأجسام مصنوعة من مواد كربونية (كربون فايبر).

وحققت الشركة في عام 2010 أرباحا صافية قدرها 3.23 مليار يورو على إنتاج بلغ حجمه مليونا و46 ألف سيارة من جميع الفئات. وعقب رايتهوفر على هذه النتائج بالقول إن الشركة تعتزم أن تكون أكبر صانع في العالم للسيارات الفاخرة، وإنها تنوي زيادة الإنتاج في العام الحالي إلى أكثر من مليون ونصف المليون سيارة. وانعكس إنجاز الشركة الاستثنائي على أسهم الشركة التي ارتفعت إلى الضعف تقريبا أثناء العام الأخير. وتعتزم الشركة زيادة حصصها في السوق في جميع قطاعاتها التي تضم إلى جانب «بي إم دبليو» كلا من «رولزرويس» و«ميني».

وفي العام الأخير كانت أكبر زيادة قد تحققت في قطاع سيارات «رولزرويس» التي زادت بنسبة 170.6 في المائة إلى 2711 سيارة، تليها علامة «بي إم دبليو» التي زادت بنسبة 14.6 في المائة إلى مليون و224 ألف سيارة، ثم قطاع الدراجات النارية الذي زاد بنسبة 9.7 في المائة إلى 110 آلاف دراجة.

وأضاف رايتهوفر أنه في عام 2011 الحالي سوف تزيد الشركة حصتها في السوق الأوروبية على رغم خمول هذه السوق. وأضاف أن سيارات الشركة حققت العديد من الجوائز الدولية في مجال التصميم في عام 2010 حيث قدمت خلاله المجموعة 14 موديلا جديدا.

وبالنسبة إلى توزيع المبيعات جغرافيا، حققت الشركة أبرز مبيعاتها في سوق الصين التي زادت فيها حصة «بي إم دبليو» بنسبة 97 في المائة، تليها السوق الأميركية بزيادة بلغت نسبتها 10 في المائة ثم أوروبا بنسبة 4 في المائة. ولاحظت الشركة ارتفاع مبيعاتها في مجموعة دول ناشئة تسميها مجموعة «بريكت»، نسبة إلى الحروف الأولى من أسماء دولها: البرازيل وروسيا والهند وكوريا الجنوبية وتركيا. وتراوحت الزيادات في هذه الأسواق ما بين 27 في المائة في روسيا و77 في المائة في البرازيل.

واعتبر رايتهوفر أن أخطار السوق في العام الحالي تشمل تذبذب الأسواق وارتفاع أسعار المواد الخام وتقدم سن العمالة، إضافة إلى تأثيرات غير محسوبة مثل الكوارث الطبيعية كما حدث في اليابان.

وترسم الشركة مستقبلها على خريطة طريق تشمل التقدم في مجال السيارات الكهربائية والهجين (الهايبرد) وإنتاج نوع جديد من السيارات من فئتين جديدتين تماما تحت اسمي «آي 3» و«آي 8». وأضاف أن الشركة تنوي تصنيع الفئة الخامسة من سياراتها الهجين في الصين كما تجري تجارب على سيارات «ميني» الكهربائية.

وتعمل الشركة على إنتاج تقنيات متقدمة لجيل جديد من المحركات وشراكة من أجل تصنيع أجسام «الكاربون فايبر»، بالإضافة إلى مشروع مشترك مع شركة «بيجو ستروين» لصناعة السيارات الكهربائية. يعتبر رايتهوفر أن المسألة ليست الاختيار بين المواد والتقنيات وإنما الجمع بينهما.

وكشف عضو مجلس الإدارة الدكتور فردريك ايخنر عن أنه في عام 2010 ارتفعت عوائد أسهم الشركة بنسبة 23.8 في المائة ونجحت الشركة في الحد من تأثير ارتفاع أسعار المواد الخام على إنتاجها عن طريق اتفاقات ذات أسعار ثابتة بالإضافة إلى تعاقدات التحوط المالية.

وذكر عضو في مجلس الإدارة لشؤون التسويق الدولي، ايان روبرتسون، أن الإنتاج في مصانع مصر توقف لمدة أسبوع واحد ولكن الإنتاج سرعان ما عاد إلى طبيعته بعد عودة الاستقرار النسبي إلى مصر. وأضاف أن المجموعة تبيع في المنطقة نحو 18 ألف سيارة في 14 دولة أهمها سيارات الفئة السابعة التي تبيع منها 4700 سيارة تليها فئة «إكس 5». ومعظم هذه المبيعات تتم في منطقة الخليج وفي السعودية والإمارات تحديدا.

وتعمل الشركة في الوقت الحاضر على تطوير قطاع جديد تماما تطلق عليه اسم «آي» (i) وهي تنظر إلى هذا القطاع على أنه نقلة نوعية في الصناعة يتم تطويرها لجميع أسواق العالم، بما في ذك أسواق الشرق الأوسط. وأولى هذه الفئات سوف تكون سيارة كهربائية جديدة اسمها «آي 3» وأخرى هجين اسمها «آي 8». وبدأت الشركة في تطوير هذا المشروع في عام 2007 عن طريق تجميع للأفكار بعد تجربة 100 سيارة «ميني» كهربائية.

وتتميز «آي 3» بأنها خفيفة الوزن بشاسيه من الألومنيوم مركب عليه جسم كربوني مكون من قطعة واحدة. وتحوي السيارة 4 مقاعد ومحركا خلفيا يدفع العجلتين الخلفيتين. وهي تعمل ببطاريات من نوع «ليثيوم ايون» للخدمة الشاقة.

أما فئة «آي 8» فهي من نوع «هايبرد» بمحرك بترولي صغير وموتور كهربائي بالإضافة إلى بطاريات «ليثيوم ايون» أيضا. وتستثمر الشركة في هذا المشروع نحو 400 مليون يورو، وتبني السيارات الجديدة في مصانعها بعد تحديثها لكي توفر 800 وظيفة جديدة حتى عام 2013. وهي تهدف من وراء المشروع الجديد إلى استنباط أساليب إنتاج جديدة توفر من استهلاك الطاقة بنسبة 50 في المائة ومن استهلاك المياه بنسبة 70 في المائة.

ويتميز الكربون بأنه أخف في الوزن من الألومنيوم بنسبة النصف وله خصائص أخرى في تحمل الصدمات. ويتم إنتاج 3 آلاف طن من المواد الكربونية، أو 10 في المائة من حجم السوق من معامل أميركية في منطقة اسمها موسيز ليك تتميز بوجود طاقة كهربائية وفيرة من مولدات هيدروكهربائية مقامة على نهر قريب. وهي طاقة متجددة بأسعار رخيصة. وتعد أكبر عقبة في مجال إنتاج المواد الكربونية هي التكلفة، ولكن التكاليف تنخفض تدريجيا مع زيادة الإنتاج وتقدم تقنيات التصنيع. والجدير بالذكر أن صناعة الطائرات أيضا بدأت تتجه إلى المواد الكربونية لصناعة طائرات المستقبل، وأولها سوف تكون طائرة «بوينغ» الجديدة «دريم لاينر».