الإقبال على السيارات الأكبر حجما مستمر في الغرب.. ومبيعات الـ«إس يو في» تتضاعف في الصين

بعد أن حسنت معدل استهلاك الوقود وخفضت انبعاثات الكربون

«قشقاي».. أكثر سيارات الـ«كروس أوفر» مبيعا من إنتاج «نيسان»
TT

رغم الشكوى المستمرة من غلاء الوقود في كل الدول الغربية تقريبا، ورغم تنامي الاتجاه لاستعمال السيارات الصغيرة والكهربائية مراعاة لمتطلبات الحفاظ على البيئة، لا يزال الحجم المتوسط والكبير هو الحجم المفضل للسيارات في دول الاقتصادات المتقدمة.

خلال السنوات القليلة الماضية، حققت سيارات الـ«إس يو في» وسيارات الـ«كروس أوفر» المدمجة مبيعات كبيرة في دول الاقتصادات المتقدمة، وقد بدأت هذه السيارات تجد مشترين جددا في أسواق مثل روسيا والصين على الرغم من ارتفاع أسعار الوقود.

وللتعامل مع الطلب القوي على هذه السيارات القوية، يعمل منتجوها على توسيع نطاق عملهم، وفي هذا السياق تعميم تعريف السيارة «إس يو في» على أوسع جمهور ممكن.

في أوروبا تجاوزت مبيعات السيارات الأكبر مبيعات السيارات الصغيرة هذا العام، ويرجع ذلك بصورة جزئية إلى تأثير حوافز برامج «إحلال السيارات القديمة» التي أعطت دفعة غير منتظرة للطلب على السيارات الصغيرة. ولكن شريحة مقتني هذه السيارات شهدت توسعا ساعد على انتشار عادة اقتناء سيارات الـ«إس يو في» المدمجة أو الـ«كروس أوفر». وقد ارتفعت حصة سيارات الـ«إس يو في» من السوق الأوروبية من 7 في المائة عام 2006 إلى 11.5 في المائة العام الماضي، وذلك وفقا لما أفادت به شركة الاستشارات «جي دي باور». وفي الصين، وهي أكبر سوق للسيارات، تضاعفت خلال العام الماضي مبيعات السيارات «إس يو في» بالمقارنة مع معدلات 2009. وارتفع نصيبها من السوق بمعدل الضعف ليصل إلى 14 في المائة العام الماضي مقارنة مع 7 في المائة عام 2006.

وداخل الولايات المتحدة، وهي مهد سيارات الـ«إس يو في» تحقق هذه السيارات وجودا قويا على الرغم من التحول الطويل الأجل للسيارات الأصغر، وذلك بحسب ما أوردته «جاي دي باور».

وقد وصلت التصورات السلبية بخصوص سيارات الـ«إس يو في» إلى أعلى مستوى لها عام 2006-2007 عندما كانت أسعار النفط في ارتفاع وكان ينظر إلى هذه السيارات على أنها رمز الإفراط في استهلاك الوقود. ولكن هذه السيارات تمكنت من تجاوز الأزمة لتظهر في حال أقوى، وأصبحت أصغر وأكثر اقتصادا في الوقود من خلال التطور إلى سيارات الـ«كروس أوفر» بحيث أصبحت سيارة الـ«كروس أوفر» أكثر السيارات شعبية في الولايات المتحدة.

ومنذ عام 2003 حسنت السيارات «إس يو في» من استهلاك الوقود وخفضت من انبعاثات الكربون أكثر من أي سيارة أخرى في نفس الشريحة، بحسب ما ذكرته شركة «جاتو دينمكس» للاستشارات.

وتستهدف شركات السيارات السائقين من النساء ممن لم يمتلكن سيارات «إس يو في» من قبل، وخصوصا داخل المناطق السكنية الكبرى.

وقد أنتجت «جاغوار لاندروفر»، التي تمتلكها «تاتا موتورز» الهندية سيارة «رانغ روفر إفوك»، وهي أصغر سيارة من نوعها سوف تطرح في الأسواق. وقد تعاقدت الشركة مع المغنية فيكتوريا بيكام للمساعدة على الترويج لهذا الطراز.

ومن المقرر أن تدشن «أودي» التابعة لـ«فولكسفاغن»، والتي حققت نجاحا في قطاع سيارات الـ«إس يو في» بطرازي «كيو7» و«كيو5»، سيارة أصغر وهي «كيو3».

ومن المقرر أن تنتج «نيسان» هذا الشهر، السيارة المليون من طراز «قشقاي»، سياراتها الـ«كروس أوفر» المكتنزة التي دشنت في عام 2006. وتعد هذه السيارة المنتج الأكثر نجاحا للشركة اليابانية.

وفي ألمانيا كشفت إحصائية حديثة عن استمرار الإقبال على اقتناء السيارات الرياضية ذات الدفع الرباعي. وأظهرت نتائج الإحصائية التي أجراها معهد أبحاث السيارات التابع لجامعة «دويسبورغ – إيسن» (غرب ألمانيا) أن مبيعات هذا النوع من السيارات حققت خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي معدلات قياسية لم تتحقق من قبل، إذ وصلت إلى نحو 178 ألف سيارة.

وذكر المعهد أن حصة هذا النوع من سوق السيارات في ألمانيا وصلت إلى 13.4 في المائة بحيث أصبحت السيارة الرياضية ذات الدفع الرباعي واحدة من كل 7 سيارات جديدة في ألمانيا.

ويقدر المعهد النمو السنوي لمبيعات هذا النوع من السيارات في ألمانيا، منذ عام 2000، بنسبة 15 في المائة، وتشير توقعات المتخصصين في المعهد إلى أن مبيعات هذا النوع من السيارات ستصل إلى أكثر من 500 ألف سيارة في عام 2015 لترتفع نسبة حصتها في السوق إلى 15.7 في المائة.

ويتبين من الإحصاءات الأخيرة أن أكثر هذه السيارات مبيعا في ألمانيا، حاليا، هي سيارات «فولكسفاغن تيجوان» و«نيسان قشقاي» و«بي إم دبليو إكس» و«أودي كيو5» و«داشيا داستر». وفي سياق إعلان شركة «بورشه» الألمانية المعروفة بإنتاج السيارات الرياضية الفاخرة عن تحقيقها لارتفاع كبير في مبيعاتها خلال النصف الأول من العام الحالي، توقعت الشركة تحقيق هدفها الخاص بوصول مبيعاتها من السيارات الرياضية وسيارات الدفع الرباعي هذا العام إلى مائة ألف سيارة.

مدير تسويق «بورشه»، برنهارد ماير، قال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مبيعات الشركة وصلت خلال النصف الأول من العام الحالي إلى 60 ألفا و650 سيارة على مستوى العالم، بارتفاع بنسبة 36 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأعرب ماير عن قناعته بأن مبيعات «بورشه» ستصل خلال العام الحالي إلى مائة ألف سيارة بعد أن كانت وصلت العام الماضي إلى نحو 97 ألف سيارة. وأشار ماير إلى أن الارتفاع الذي فاق التوقعات في مبيعات سيارة الدفع الرباعي من طراز «كاين» كان من أهم العوامل التي أدت إلى انتعاش مبيعات «بورشه» خلال الفترة الماضية.