«لاند روفر إل آر 4» 2011: سيارة مخصصة للخدمة الشاقة تحافظ على قيمتها مع الزمن

- «لاندروفر» الجديدة «إل آر 4» (صور للاختيار)
TT

أتاحت شركة «لاندروفر» تجربة «لاندروفر إل آر 4» (LR 4) في جنوب إنجلترا بغية توضيح مدى التحسينات التي أدخلت على هذا الجيل الجديد من السيارات الرباعية بالمقارنة مع الجيل السابق الذي كان يحمل اسم «إل آر 3». وكانت الانطباعات الأولية هي أن التجهيز الداخلي للسيارة ارتقى إلى مستويات مشابهة للسيارة «رينج روفر» من الفئة الأعلى إلى درجة تسح بالخلط بينهما لمن لا يعرف هذا النوع من السيارات جيدا. ولكن التحسينات التي أدخلت على هذا الجيل تتجاوز مجرد تحسين التجهيز الداخلي، ومعظمها غير مرئي للمشتري وتتوجه لتعزيز انطلاق السيارة.

وهي سيارة صلبة مخصصة للخدمة الشاقة، وتحتفظ بقيمتها للمدى الطويل، ولكن يؤخذ عليها أنها غالية الثمن بعض الشيء بالمقارنة مع المنافسة في القطاع نفسه. والشكل العام لم يتغير كثيرا وإن كان أقرب منه الآن إلى الكبيرة «رينج روفر» عنه لموديلات «لاندروفر» السابقة.

وسوف يتاح لمشتري هذا الطراز نوعان من الإضافات مع تحسين في أنظمة الملاحة والترفيه والمعلومات والاتصالات. وفي مقصورة القيادة تشمل التحسينات شاشة ملونة لنظام الموسيقى بدلا من الشاشة القديمة للنظام، كما يعمم استخدام تقنية «بلوتوث»، إلا أن توصيلات «يو إس بي» و«آي باد» تأتي كإضافات يتعين اختيارها. ويمكن رفع مستوى نظام الموسيقى باختيار نظام «هارمون كاردون لوجيك 7» الذي يأتي مع 17 سماعة وبقدرة 825 واط.

وتتيح الشركة خيارين إضافيين هما مجموعة التكنولوجيا ومجموعة المساعدة على الرؤية، وهي تقنيات تتوجه لمجموعتين منفصلتين من المشترين. في مجموعة التكنولوجيا تشمل الإضافات نظام ملاحة متفوقا يشمل الملاحة خارج شبكة الطرق مع إمكانية التشغيل الصوتي ومساعد على صف السيارة أمامي وخلفي. أما نظام المساعدة على الرؤية فهو يشمل مصابيح زينون الفعالة أمامية التي تتحرك مع زوايا السيارة وتغير من حدة الضوء وفق ظروف الطريق. وتشمل السيارة أيضا نظام الكاميرات المحيطة بكل أرجاء السيارة.

ومع ذلك فالفارق الواضح في «إل آر 4» الجديدة هو أنها تختلف جذريا عن غيرها من سيارات هذا القطاع، فمعظم السيارات المنافسة لها أعدت لتعمل كسيارات رباعية الدفع وهي في الأصل «كروس أوفر» من خارج القطاع. أما «لاندروفر» فهي رباعية الدفع أصلا وتم تطويعها للانطلاق على الطرق. فالانطلاق الوعري هو أساس هذه السيارة وهي تتفوق فيه عن غيرها وتستطيع أن تثبت ذلك عمليا في أي تجربة أو مقارنة. فالكثير من المنافسات التي تحمل أسماء رباعية لا تلبث أن «تغرق في شبر من المياه»، بينما «إل آر 4» تخوض انهارا بعمق 70 سنتيمترا تقريبا. كما لا تحمل أي من السيارات الأخرى نظام «تيرين ريسبونس» للاستجابة إلى المناطق الوعرة، وإن كانت بعض الشركات الأخرى بدأت «تستعير» الفكرة.

نظام «تيرين ريسبونس» يتيح للسائق التحكم في اختيار الضبط والارتفاع المناسب للسيارة أوتوماتيكيا عن طريق تحريك ماوس دائري بجانبه يختار ما بين الصخور أو الرمال أو الوحل. ويزيد من ثقة السائق أثناء الانطلاق الوعري إمكانية مشاهدة كل جوانب السيارة على شاشة ملونة أمامه عبر مجموعة من الكاميرات توفر له رؤية دائرية متكاملة حول السيارة. وهي تتمتع بمكابح قوية تسهم في عملية التحكم الدقيق في الانطلاق.

وارتقت الشركة بالمحرك باستعارة محرك جاغوار، ضمن المجموعة نفسها، بدلا من المحرك السابق سعة 4.4 لتر. هذه المرة يأتي المحرك قويا بحجم خمسة لترات وثماني أسطوانات يوفر لها انطلاقا سلسا وقويا. وعلى رغم أن التجربة جرت بمحرك ديزل موجه إلى أوروبا إلا أنه كان ناعما نسبيا ومنخفض الصوت داخل السيارة. وهو من القوة بحيث يجب التأقلم على قدرة الاندفاع عند التعامل مع المنعطفات الحادة بسبب ارتفاع جسم السيارة عن سطح الأرض مما يعرضها للتأرجح البسيط عن الانعطاف المفاجئ. ويمكن التحكم في هذا التمايل باستخدام المكابح قبل المنعطفات أو دخول المنعطفات بسرعة معتدلة. ويرتبط هذا المحرك بناقل أوتوماتيكي بست سرعات يبدو أنه يجتهد كثيرا لكي يلبي قوة الدفع الفياضة من المحرك.

ويتميز المحرك البترولي بقدرة 375 حصانا وعزم دوران يبلغ 510 نيوتن - متر، وهو يتمتع بخاصية الحقن المباشر للوقود والتوقيت المتغير للصمامات. ويقول مواري ديتش، مدير برامج «لاندروفر»، إن المحرك يعتبر هو الخيار الأمثل لهذه السيارة نظرا لخفة وزنه وقدرة أدائه.

والى جانب المحرك والقدرات الرباعية الفذة، تألقت الشركة في التصميم الداخلي. فالمقصورة رحبة وفاخرة المواد ودقيقة التصميم. ويشعر الركاب من مقاعدهم المرتفعة بأنهم يملكون الطريق من حيث الشعور بالأمان وامتداد النظر إلى الأمام فوق أسطح السيارات العادية. وتوفر المقصورة مساحات متفوقة لكل مقعد، مع إمكانية تركيب صف ثالث من المقاعد الخلفية لكي تتسع السيارة لسبعة ركاب بلا مشكلات تذكر. ومع وجود الصف الثالث من المقاعد تنخفض المساحة المخصصة للشحن، وهي مساحة شاسعة مع طي المقاعد الإضافية أو إلغائها.

تتفوق السيارة أيضا من ناحية التجهيزات التي تشمل نظام فيديو «دي في دي» للمقاعد الخلفية، وإمكانية تركيب نظام الشاشة المزدوجة أماما التي تتيح للراكب الأمامي مشاهدة فيديو وللسائق مشاهدة خرائط الطريق على الشاشة نفسها من زاويتين مختلفتين.

وعلى الرغم من أن بعض المشترين الأميركيين شكوا من الاعتمادية في الطرز السابقة، فإن الشركة تؤكد أن هذه المشكلات انتهت تماما وأن «إل آر 4» تتفوق في الاعتمادية مثلها مثل أي سيارة فاخرة في القطاع الرباعي. وقد بدت السيارة أثناء التجربة وكأنها خضعت للكثير من التجارب لتحسين الاعتمادية ويبدو ذلك واضحا من دقة التفاصيل ونعومة التشغيل. ولكن لم تظهر نتائج تشغيل هذا الجيل على مدى عام كامل بعد. وإذا ارتفعت الاعتمادية في هذا الجيل، فسوف يعزز ذلك من احتفاظ السيارة بقيمتها.

من الملاحظ أيضا أن نظام التعليق في السيارة خضع إلى تعديلات جوهرية من أجل تعزيز ثبات السيارة عند الانطلاق بسرعات عالية وأيضا لتحسين استجابتها للمنعطفات. كما زادت كفاءة المكابح القرصية بتكبير حجمها إلى قطر 360 ملليمترا في الأمام و350 ملليمترا في الخلف.

وأدخلت الشركة نظامين جديدين لتعزيز قدرة «إل آر 4» في المناطق الوعرة. الأول هو نظام التشغيل المساعد على التلال وهو يعمل تلقائيا لمنع تراجع السيارة إلى الخلف على المرتفعات، كما يسهم النظام الثاني، واسمه نظام التحكم بالتسارع على المنحدرات، في توفير الأمان لدى هبوط السيارة منحدرات حادة، حيث يحدد من السرعة ليتيح للسائق فرصة استعادة سيطرته على السيارة. ويعمل النظام سواء كانت السيارة تتقدم على المنحدر أو تتقهقر عليه.

وتتيح الشركة ثلاثة ألوان إضافية للموديل الجديد هو الأبيض من نوع فوجي والأزرق البلطيقي والفضي السيبيري. ويتغير لون علامة لون «لاندروفر» البيضاوية من الذهبي على خلفية خضراء إلى الفضي على خلفية خضراء، لتكتسب السيارة مظهرا معاصرا.

وتطبق الشركة بعض المعايير الحديثة التي تؤدي إلى تخفيض استهلاك الوقود ورفع نظافة التشغيل منها: خفض سرعة دورات المحرك عند توقف السيارة، نظام ذكي لإدارة الطاقة وإعادة شحن البطاريات، وتحسين انسيابية السيارة عبر لمسات جديدة على التصميم الأمامي فيها.

السيارة التي خضعت للتجربة تعمل بمحرك ديزل مشحون توربينيا سعته ثلاثة لترات ويوفر لها 245 حصانا و600 نيوتن متر من عزم الدوران. وهي لا تفرز أكثر من 244 غراما من ثاني أكسيد الكربون وتتوافق مع احدث المعدلات الأوروبية لنظافة التشغيل. وبغض النظر عن المحرك، الذي لا تنقصه القدرة، فإن المحرك البترولي سعة خمسة لترات يتفوق عليه في القدرة والإنجاز بلا شك.

ولكن بقية المواصفات تبدو متطابقة لما توفره السيارات المتاحة في منطقة الشرق الأوسط، سواء في المواصفات الأساسية أو في الإضافات التي يمكن اختيارها مع السيارة. وحملت السيارة نظام «تيرين ريسبونس» المعدل للتعامل مع الانطلاق على المرتفعات وهبوط المنحدرات.

وتقول الشركة إن مبيعات السيارة ارتفعت 70 في العام، خصوصا بعد حصول السيارة على 20 جائزة دولية وتحقيقها لأعلى نسب قيمة متبقية فيها بعد الشراء.

وبالإضافة إلى القدرات الرباعية المثبتة للسيارة، فهي توفر قيادة ناعمة ومستقرة على الطرق تضارع أفضل ما تقدمه سيارات «الصالون» العادية، وتتميز بالاستقرار التام حتى على سرعات عالية. كما وفر الناقل الأوتوماتيكي بست سرعات ما يكفي من سلاسة في ترجمة قدرة المحرك إلى قوة دفع على الطريق.

السرعة القصوى تبلغ 112 ميلا في الساعة، وهي ليست الأفضل في القطاع، إلا أنها تكفي وتزيد على الحد الأقصى القانوني المسموح به على الطرق. وتتعامل السيارة مع مسطحات المياه المغمورة بكفاءة حتى ارتفاع 70 سنتيمترا.

من الإضافات التي حملتها سيارة التجربة مؤشر لضغط الإطارات، ومبرد للمشروبات في المقصورة، ومقود يمكن تسخينه، وأضواء أمامية فعالة من نوع زينون، ونظام الكاميرا المحيط بالسيارة، وإمكانية تسخين السيارة عن بعد باستخدام الريموت كونترول. ولكن هذه الإضافات رفعت من ثمن السيارة بأكثر من ثلاثة آلاف إسترليني. ويبلغ السعر الأساسي 50 ألفا و745 جنيها إسترلينيا بالتحديد (نحو 81 ألف دولار). وهو ثمن باهظ بأي مقياس، ولكنه يحتوي على ضرائب بريطانية لا تقل عن 20 في المائة من الثمن.

وهناك الكثير من المشترين الملتزمين بعلامة لاند روفر في المنطقة لأنهم يعرفون قدراتها، وهؤلاء لا يهمهم الثمن المطلوب للسيارة لأنهم يعتبرون أن أي رباعية أخرى في القطاع قد تكون أرخص قليلا من «إل آر 4»، ولكنه سوف يكون تقليدا وليس الأصل.