«بورشه ـ كيمان آر»: إنجاز رياضي أفضل على حساب الانطلاق الوثير

ناقل تروس خاص للتعامل السريع مع متطلبات القيادة الرياضية

بورشه «كيمان آر»
TT

ضمن فئات «بورشه كيمان»، تعتبر سيارة «كيمان آر» (Cayman R) قمة في الإنجاز بالمقارنة مع كيمان «إس» الأقل قدرة. وقد بذلت بورشه الكثير من الجهد من أجل تعزيز إنجاز هذه السيارة الرياضية الصغيرة وتخفيف وزنها حتى على حساب الانطلاق الوثير، فالتعليق فيها من النوع المتشدد الذي يعزز الإنجاز الرياضي العنيف الذي يحقق لها انطلاقا إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في أقل من خمس ثوان، ويطلقها إلى سرعة قصوى تصل إلى 174 ميلا في الساعة (أي ما يعادل 280 كيلومترا في الساعة). ومع ذلك استطاعت الشركة أن تسجل بهذه السيارة استهلاكا جيدا للوقود يصل إلى 30.4 ميل في الغالون الواحد في دورة متنوعة.

وتعني الشركة ما تقوله في أن حرف «آر» المضاف لاسم السيارة يعني الانطلاق الرياضي والتسابق مع الاستجابة السريعة. وهي رياضية مدمجة الحجم بمقعدين، وتنطلق بمحرك سعته 3.4 لتر في موقع متوسط خلف المقعدين مكون من ست أسطوانات على صف واحد. وهو يوفر لها قدرة 330 حصانا، ويدفع العجلتين الخلفيتين. وهي تأتي في التجهيز الأساسي بناقل يدوي مكون من ست سرعات، ويمكن اختيار ناقل «بورشه» الخاص واسمه «بي دي كي» ليوفر لها الدفع اليدوي والأوتوماتيكي في آن واحد، مع إمكانية نقل السرعات من على المقود.

وكان الهدف الأساسي في تطوير «كيمان آر» هو تحسين إنجاز فئة «كيمان» وديناميكية قيادتها وتأهبها. واستطاعت الشركة تخفيف وزن هذه الفئة بنحو 55 كيلوغراما إلى 1295 كيلوغراما، بالمقارنة مع «كيمان إس». ويعني هذا أن نسبة الوزن إلى الدفع في الفئة تصل إلى 3.9 كيلوغرام لكل حصان. وتم خفض الوزن عبر عدة وسائل من بينها استخدام أبواب من الألمنيوم من النوع المستخدم في سيارات «911 توربو»، واختيار مقاعد رياضية خفيفة تحيط بالسائق بحواف عالية توفر دعما جيدا عند المنعطفات. وتختصر المقاعد وحدها نحو 12 كيلوغراما من الوزن.

من الوسائل الأخرى التي لجأت إليها الشركة لتخفيف الوزن إلغاء غطاء لوحة القيادة وحوامل الأكواب وبطانة الأبواب. وحتى الخروج من السيارة وفرت له الشركة شدادا من القماش المقوى لخفض الوزن. وصنعت الشركة العجلات من الخلائط المعدنية الخفيفة. وهي أيضا أكثر انخفاضا من «كيمان آس» بنحو 20 ملليمترا، وتحمل جناحا خلفيا مصنوعا من خيوط الكربون. ومن ملامح السيارة العجلات الرياضية كبيرة الحجم والأضواء الأمامية المستعارة من سيارات «بورشه» للسباق وكلمة «بورشه» على جانبي السيارة، وهي لمسة تحاكي أول سيارة بورشه تحمل علامة «آر» أنتجت في عام 1967 وشاركت بها الشركة في سباقات ذلك الوقت.

ويوفر المحرك عشرة أحصنة إضافية بالمقارنة مع مثيله في «كيمان آس» نظرا لبعض التعديلات التي أجرتها الشركة عليه. ولكن الأهم من ذلك أنه أسرع استجابة، مما يؤهل السيارة لخوض السباقات بنجاح. ويتمتع المحرك بعدة خواص منها خفة الوزن وحجم مدمج يوفر نقطة جاذبية منخفضة مع انخفاض نسبة الاحتكاك الداخلي. وهي عوامل تؤمن الاقتصاد في التشغيل والنعومة في الإنجاز.

وتستخدم الشركة تقنية الحقن المباشر للوقود في المحرك، الأمر الذي يعزز نظافة التشغيل واقتصاديته وسرعة الاستجابة. ويعمل المحرك بتقنية ضخ الزيت أثناء التشغيل مع الاستغناء عن خزان الزيت. وتم تحسين صوت المحرك لكي يحاكي صوت محركات سيارات السباق.

وتتفوق السيارة أيضا بناقل التروس الخاص (PDK) الذي توفره الشركة كإضافة على ثمن السيارة، وهو يوفر النقل اليدوي والأوتوماتيكي في الوقت نفسه ويتعامل بسرعة خاطفة مع متطلبات القيادة الرياضية في كلا الحالتين. وفي حالة اختيار الدفع الأوتوماتيكي يشعر السائق بأن الاختيار المتاح لا ينتقل إلى سرعة أعلى إلا بعد بلوغ أقصى درجات الانطلاق في السرعة الأقل. ويمكن في الوقت نفسه اختيار السرعات عبر ذراعين خلف المقود يقوم الأيمن برفع السرعات والأيسر بخفضها. ويتم التنقل بين سبع سرعات أعلاها مخصص للانطلاق السلس مع خفض استهلاك الوقود.

من الإضافات التي يمكن تركيبها على «كيمان آر» برنامج اسمه «سبور كرونو بلس»، وهو نظام يعمل عبر رز واحد أسفل لوحة القيادة ويمكن من خلاله تفعيل نقل خاطف للسرعات للاستخدام على المضمار، كما أنه يوفر انطلاقا صاروخيا عند بداية التشغيل. ويمكن تشغيل هذا النظام بضغط الزر أولا ثم وضع القدم اليسرى على دواسة المكابح مع ضغط القدم اليمنى على دواسة البنزين إلى مداها. وعند رفع القدم اليسرى تنطلق السيارة. وتحقق السيارة بهذا النظام انطلاقا إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 4.7 ثانية. ويستخدم هذا النظام في السيارات المزودة بنظام ناقل السرعات (PDK) المزدوج، وهو يوفر ذاكرة لضبط أدوات القيادة التي يفضلها السائق.

ويتميز هيكل السيارة السفلي (الشاسيه) بدرجة عالية من الصلابة، كما أن نظام المكابح فيها يوفر خفضا منتظما ومتكافئا في الاستجابة لتطويع سرعة السيارة الجامحة. ويمكن اختيار نظام المكابح السيراميكية الأعلى كفاءة، وهو نظام ابتكرته شركة «بورشه» للتعامل مع الحرارة العالية التي يولدها الوقف المفاجئ.

ويتكفل نظام بورشه للتحكم في الاستقرار بتوفير المزيد من الأمان للسيارة عن طريق الارتباط بنظام منع انغلاق العجلات ونظام «تراكشن كونترول» للتشبث بسطح الطريق. ويوفر النظام فاعلية أكبر للمكابح عن طريق إعدادها للكبح السريع وتخفيض المسافة اللازمة لتوقف السيارة.

ويتسم جسم السيارة بالصلابة الشديدة نظرا لأنه مستعار من جسم السيارة «بوكستر» التي بنيت لتكون سيارة مكشوفة. ويوفر هذا الجسم الصلب استقرارا في الانطلاق وثباتا في المناورة كما يوفر نسبة كبيرة من الأمان السلبي لسائقها وراكبها. وتتوافق السيارة مع كافة معايير السلامة الدولية فيما يتعلق بحالات الاصطدام الأمامي والجانبي والخلفي.

ويتم بناء الغطاء الأمامي والبابين من الألمنيوم كما يبنى الغطاء الخلفي الذي يحوي تحته المحرك من الصلب. ويمكن تسخين النافذة الخلفية واختيار مساح لها. وتتوفر للسيارة الكثير من تجهيزات الأمان التي تشمل ست وسائد هوائية. وعمل مهندسو الشركة على منع تعرض السيارة إلى الارتفاع عن سطح الأرض عند الانطلاق السريع عن طريق تعديلات أسهمت في تثبيتها، منها الجناح الخلفي الثابت الذي يحل محل جناحا يتحرك هيدروليكيا في نماذج «كيمان» الأخرى. وهي سيارة تتسم بنسبة عالية من الانسيابية حيث لا يزيد معامل مقاومة الهواء فيها على 0.30 درجة.

* التصميم الداخلي

* وفي الداخل، تعتمد السيارة في تصميمها على البساطة والعملية، وهي تأتي بلون أسود داخلي مع إضافات تحاكي اللون الخارجي فيها. ولا تحمل السيارة إلا أدوات القيادة الأساسية لأسباب تتعلق بخفض الوزن. وهي تأتي بمكان للتخزين بدلا من الراديو، كما أزيلت منها أماكن التخزين في بطانة الأبواب ولا تأتي بحوامل أكواب إلا عند الطلب. وبدلا من قبضة معدنية لفتح الأبواب، تأتي «كيمان آر» بشريط قماشي مثبت داخل بابيها لفتح الأبواب من الداخل. وتضيف المقاعد الرياضية الخفيفة المكسوة بالجلود الاصطناعية من نوع «الكانترا» اللمسة الأخيرة على هذه السيارة الرياضية الفذة.

وتتيح الشركة فرصة اختيار الكثير من الإضافات لهذا السيارة من أجل تمييزها عن غيرها، مثل الكسوة الداخلية الجلدية ومصابيح باي زينون مع القدرة الفعالة على تحويل الاتجاه مع مقدمة السيارة. ويمكن اختيار المقاعد المريحة بدلا من الرياضية بلا تكلفة إضافية، واختيار الراديو بلا تكلفة إضافية أيضا. ويمكن إضافة نظام «بورشه» للترفيه الذي يجمع نظم الموسيقى والاتصالات والملاحة في نظام واحد متكامل يعمل عبر شاشة تعمل باللمس مساحتها 6.5 بوصة. ويمكن تشغيل أنظمة الموسيقى الخارجية داخل السيارة عبر منافذ «يو إس بي» و«آي بود». ويمكن لهذا النظام أن يوفر تخزين ست أسطوانات مدمجة في متناول السائق بدلا من نظام الأسطوانة الواحدة.

* تجربة عملية

* أتاحت الشركة فرصة تجربة «كايين آر» لاختبار قدراتها. وكانت سيارة الاختبار، التي تطرح بسعر أساسي يبلغ 80 ألف دولار مزودة بالكثير من الإضافات التي رفعت ثمنها بنحو 10 آلاف دولار إضافية. من هذه الإضافات ناقل السرعات المزدوج، ونظام الدفع الرياضي المعزز، ونظام أنابيب العادم الرياضي بالإضافة إلى نظام الترفيه والاتصالات المزدوج مع نظام «بوز» الموسيقي.

الإنجاز الرياضي لهذه السيارة يعتبر من الطراز الأول ويحتاج لمضمار وليس إلى شوارع عادية لاختباره. ويجد السائق نفسه في موقع منخفض للغاية إلى درجة اختبار صعوبة في الدخول إلى السيارة والخروج منها، خصوصا أن المقاعد الرياضية عالية الحواف وتحد من سهولة الحركة.

مع تشغيل المحرك ينطلق هدير الصوت الرياضي عبر أنابيب العادم وتستعد السيارة للانطلاق فور تحريك ناقل التروس. الانطلاق سريع والمناورة سهلة بهذه السيارة مع ارتفاع نسبة الصوت عند كل تسارع. سرعة الانطلاق القصوى لا يمكن اختبارها في الشوارع العادية ولكن التسارع هو الأقوى على الإطلاق بين كافة السيارات الأخرى، بما يصعب معه تصور أن السيارة تحمل محركا سعته 3.4 لتر فقط.

السيارة تحمل معها الكثير من المزايا والقليل من العيوب، فهي ملفتة للأنظار، خصوصا بلونها الأحمر، كما أنها فريدة في إنجازاتها، وممتعة في القيادة وتوفر الكثير من الأمان لسائقها. وهي رياضية من الطراز الأول وتنافس أسرع السيارات على الطرق، وتحمل اسم «بورشه» بالخط العريض على جانبيها وكأنه تحذير للسائقين الآخرين.

ولكن زوايا الرؤية الخلفية محدودة بعض الشيء بالأكتاف العالية فوق العجلات الخلفية، كما أنها اقتصدت كثيرا في عدد التجهيزات من أجل تخفيف الوزن. ولا اعتراض على ذلك سوى في اعتبار مساح الزجاج الخلفي من الإضافات التي يتعين شراؤها في سيارة ثمنها 80 ألف دولار.