«كورفيت زد آر 1» استلهمت طرازاتها الأولى من «جاغوار» وتعتبر نموذجا لسيارة حافظت على سمعتها وصورتها

محارب قديم ومستمر على الطرق الأميركية السريعة منذ عام 1953

«كورفيت زد آر 1» مرشحة لأن تصبح سيارة كلاسيكية
TT

نقطة حمراء لامعة تطارد الشمس عبر صحراء نيفادا المسطحة؛ حيث تبرز حدود السرعة، التي زيدت لدواعٍ اختبارية، المسافات الشاسعة بين أي نقطة وأخرى. داخل تلك الكبسولة الحمراء البلاستيكية يمكن لسائق سيارة «شيفروليه» طراز «كورفيت زد آر 1» أو الراكب الجالس إلى جانبه، أن يتابع العد التنازلي للأميال المتبقية لوصوله إلى نقطة مقصده.

تندرج «كورفيت» في خانة أفضل السيارات التي أنتجتها «جنرال موتورز» الأميركية، وتاريخها الرياضي يعود إلى عام 1953، وتعتبر «كورفيت» نموذجا نادرا لسيارة رياضية نجحت ليس فقط في المحافظة على سمعتها، بل أيضا على شكلها و«روحها» طيلة الأجيال الستة التي مضت على طرازها.

«كورفيت» هي السيارة الرياضية الأميركية الأولى التي اضطر صانعو السيارات الأوروبيون إلى أخذها في الحسبان بجدية كاملة، على الرغم من أن الطرازات الأولى التي قلدتها كانت أفضل أداء على الطرقات المستقيمة منها على الطرقات الملتوية التي تعبر الوديان والجبال في أوروبا.

غير أنه قيل عن أقوى سيارات «كورفيت»، أي طراز «زد آر 1»، إنه يجمع قوة أحصنة كافية لجر مجموعة صغيرة من الحافلات بسرعة توازي أفضل سيارات السباق المسرعة على حلبات السباق.

إنها السيارة التي يسعى محبو البساطة إلى اقتنائها؛ فهي لا تقدم خيار ناقل سرعة نصف أوتوماتيكي، بل علبة سرعات يدوية من 6 سرعات مصحوبة بأنين صندوق السرعة، حتى إن هذا الطراز لا يأتي مصحوبا بخيار السقف القماشي أو القابل للطي. ويبدو تكييف الهواء في السيارة تنازلا لمتطلبات الراحة. لكن الحقيقة أن المحرك القوي 8v سعة 6.2 لتر لا يسير الإطارات الخلفية فحسب، بل يسخن أيضا نفق مجموعة نقل الحركة وحقيبة السيارة الضخمة بفعالية كبيرة. وتكييف الهواء يصبح ضرورة لازمة في أجواء الصحراء الحارة.

بالنسبة لوسائل المساعدة الأخرى لقائد السيارة، تبدو إطارات السيارة أكثر حساسية مما هي فخمة بالنسبة لسيارة قوة محركها إلى 638 حصانا وعزم دورانها 604 أرطال / قدم. وذلك كله في سيارة لا يتجاوز وزنها 1.5 طن إلا بقليل نتيجة بناء «الكورفيت» التقليدي من جسم من البلاستيك عالي التقنية على هيكل من الصلب.

تعتبر قيادة السيارة متعة حقيقية لمحبي السيارات، خصوصا على الطرق السريعة والطويلة التي تتيح لسائقها استعمال نسبة مئوية ضئيلة من قدرة السيارة التي تصل سرعتها إلى 205 أميال في الساعة، أما محركها المرن وعادمها الذي ينتقل من حالة هدوء تام إلى ضجيج عال، وإن كان مقبولا، عند بلوغه 3 آلاف لفة في الدقيقة، فهما أشبه بمعزوفة مرافقة للسائق. وتظل قيادتها مطمئنة على الرغم من ميل العجلات الأمامية بعض الشيء لاتباع تعرجات الطريق.

استلهمت «الكورفيت» تصميمها من الطرازات الأولية لسيارات «جاغوار»، فقد أعجب هارلي إيرل، أول نائب رئيس للتصميمات في «جنرال موتورز»، بمقدمة «جاغوار» الطويلة، والذيل القصير لطراز المقعدين (XK120).

في معرض بيبل بيتش (كاليفورنيا) للسيارات الكلاسيكية وضعت سيارة «الكورفيت» جنبا إلى جنب مع السيارات التي تحولت إلى أساطير ميكانيكية تستقطب زوار هذا المعرض - مثل «رولز رويس»، و«بنتلي»، و«لامبورغيني»، و«فيراري»، مما يعزز مكانتها كسيارة أميركية حديثة لا تزال في متناول ميزانية الراغب بشرائها، فسعر سيارة «زد آر 1» يبلغ 109.800 دولار، وفي حال شراء النسخة التي أضيفت إليها خيارات غير مبالغ بها يصل سعرها إلى 124.345 دولار، إلا أن النسخ الأقل إضافات تباع بأسعار أرخص، مما يجعلها سيارة يستطيع اقتناءها الكثيرون.

من الداخل، تفتقد «زد آر 1» بعض الإضافات المتقدمة والمتوافرة في بعض الماركات الأوروبية، وهي إضافات قد ترغب شركة «جنرال موتورز» في إضافتها إلى السيارة، إلا أنها سيارة تمتلك كل مقومات الصلابة والقوة التي توفرها سيارة أميركية الصنع.