فادي غصن: قرارات جريئة أنجحت عملية إعادة هيكلة «جنرال موتورز»

مدير التسويق التنفيذي في الشركة لـ «الشرق الأوسط»: شيفروليه يستأثر بـ 70% من المبيعات

«تريل بليزر».. أول ظهور عالمي في دبي
TT

جناح شركة «جنرال موتورز» في معرض دبي الدولي للسيارات هذا العام عكس بوضوح عودة الشركة الأميركية إلى منافسة شركتي «تويوتا» اليابانية و«فولكس فاغن» الألمانية على موقع المنتج العالمي الأول للسيارات بعد أن تجاوزت الشركة متاعبها المالية وعادت إلى دائرة الربحية بسرعة لافتة.

عودة «جنرال موتورز» إلى الصدارة في قطاعي الإنتاج والمبيع كانت موضع حديث مطول مع مدير قسم «كاديلاك» في الشرق الأوسط، فادي غصن، الذي التقته «الشرق الأوسط» بمناسبة افتتاح معرض دبي الدولي للسيارات في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

عمليا، اختطف جناح «جنرال موتورز» أضواء معرض دبي هذا العام بعد أن خصته الشركة بأول ظهور عالمي لسيارتها الرياضية متعددة الاستعمالات ومتوسطة الحجم «تريل بليزر»، فأزاحت الستار عنها بهذه المناسبة، معززة هذا الظهور بعرض مبتكر لطرازي «شيفروليه»: «ماليبو» الجديدة كليا في الشرق الأوسط و«كروز هاتشباك». وتعطي سيارة «تريل بليزر» التي تتسع لسبعة مقاعد - والتي ستباع عام 2012 في جميع أسواق العالم بدءا من تايلاند - فكرة أولية عما توفره «شيفروليه» من سيارات رياضية متعددة الاستعمالات.

رد المسؤول التنفيذي في «جنرال موتورز»، فادي غصن، ظاهرة التعافي السريع لشركة «جنرال موتورز» إلى أكثر من عامل، موضحا أن مخطط إعادة تأهيل الشركة استدعى اتخاذ قرارات جريئة وقاسية في الوقت نفسه، بينها إقفال مصانع كان إنتاجها يسهم في إغراق الأسواق بأعداد من السيارات لم تعد قادرة على استيعابها بعد أن تجاوز العرض الطلب الطبيعي في هذه الأسواق.

أما الإجراء الثاني فقد كان التفاوض مع «اتحاد عمال السيارات» للتوصل إلى اتفاق مناسب بشأن معدلات الأجور ودورات العمل في إطار متطلبات إعادة التأهيل، ثم كان اعتماد الشركة لاستراتيجية إنتاج أكثر انسجاما مع ظروف السوق الصعبة. وفي هذا السياق اتخذ قرار وقف إنتاج عدد من الطرازات المعروفة والتركيز على برنامج العلامات الجديدة مثل «الكروس» و«السيدان» و«الهاتش باك» وبالتالي العمل على طرح الإنتاج الجاهز في الوقت المناسب. ومن دلائل نجاح هذه المقاربة للسوق ظهرت في تسجيل «جنرال موتورز» بيع أكثر من مليون سيارة من الجيل الأول من «كروز». وفي هذا السياق أكد غصن أن «جنرال موتورز» لا تنوي طرح علامات جديدة.

وبمناسبة احتفال علامة «شيفروليه» بعيدها المئوي في 3 نوفمبر 2011، قال غصن إن «شيفروليه» موجودة في الشرق الأوسط منذ عام 1926 وإنها سيارة تعتز بتراثها القديم، فالكثير من طرازاتها السابقة يعتبر اليوم من السيارات الكلاسيكية؛ إذ لا يخلو معرض من معارض السيارات الكلاسيكية أو مناسبة مزاد لهذه الفئة من السيارات من أحد موديلات «شيفروليه» القديمة.

جدير بالذكر أنه احتفاء بهذه المناسبة قدمت «شيفروليه» نسخة خاصة من طراز «كورفيت 2012» تتميز بخطوط سوداء أنيقة وعناصر تصميم فريدة وتقنيات السيارات الرياضية التي اشتهرت بها «كورفيت». وقال غصن إن «كورفيت» أثبتت وجودها بجدارة، في الستينات والسبعينات، في قطاع السيارات الرياضية والمكشوفة وأسست تقليد سيارة المقعدين الرياضية.

على صعيد السيارات السيدان، أزاحت «جنرال موتورز» الستار في معرض دبي عن سيارة الجيل الثامن من «شيفروليه»، «ماليبو» الجديدة كليا في الشرق الأوسط. وهذه السيارة، التي يذكر غصن أنها الأطول في جيلها، تحمل في تصميمها سمات وراثية تعود لشقيقتيها «كمارو» و«كورفيت». وهذه السمات تضفي طابعا رياضيا على فئة السيدان العائلية التي تنتمي السيارة إليها.

وأوضح غصن أن «شيفروليه»، التي تسوق في أكثر من مائة دولة، تستأثر وحدها بنسبة 70% من مجموع مبيعات علامات «جنرال موتورز»، بينما تقتصر مبيعات علامة «بويك» على سوقين فقط هما سوق الولايات المتحدة الداخلية وسوق الصين التي تحتل فيها «بويك» موقعا مميزا منذ عهد الأباطرة.

وقال غصن إنه على صعيد المبيعات الإجمالية لـ«جنرال موتورز» كان عام 2011 من أفضل سنواتها؛ إذ سجلت هذه المبيعات نموا فاقت نسبته الـ10% كل شهر، على مدى الـ13 شهرا المنقضية، موضحا أن مبيعات «جنرال موتورز» بلغت، منذ مطلع السنة الحالية وحتى الفصل الرابع، 3.6 مليون سيارة وهو رقم يزيد على مبيعات العام الماضي بنسبة 6.5%. كانت حصة أسواق الشرق الأوسط من هذه المبيعات نحو 115 ألف سيارة.

وأوضح غصن أنه في ظل استراتيجية الإنتاج الراهنة تقتصر العلامات التي تنتجها «جنرال موتورز» على «كاديلاك» و«شيفروليه» و«جي إم سي» و«بويك» (التي تباع في أميركا والصين فقط).

كان معرض دبي هذا العام المناسبة الثمينة لأن تكشف «شيفروليه» عن طرازات أخرى مميزة هي نسخة «كامارو 2012» الخاصة بعيدها الـ45، والتي تحمل شريطا فريدا خاصا بنسختها على غطاء المحرك وسطح السيارة، وطراز «كروز هاتشباك» التي تمثل مساهمة «شيفروليه» الناجحة في قطاع السيارات المدمجة، وطراز «كولورادو رالي»، الشاحنة التي تظهر ما سيكون عليه الجيل المقبل من «البيك آب» متوسط الحجم.