جيل نورمان نائب رئيس «نيسان» لـ «الشرق الأوسط»: صناعة السيارات دخلت مرحلة إعادة ترتيب جذرية

جيل نورمان
TT

قال جيل نورمان، نائب رئيس شركة «نيسان»، إن صناعة السيارات لم تشهد منذ بدايتها قبل قرن من الزمن «اختراقات» كالتي تشهدها اليوم، مؤكدا أن قطاع السيارات دخل اليوم مرحلة إعادة ترتيب جذرية لصناعته.

وقال نورمان في حوار مع «الشرق الأوسط» إن شركة «نيسان» تتطلع لأن تكون الشركة الرائدة في قطاع السيارات المتقدمة تقنيا. وبينما اعتبر أن تقنية المرحلة الحاضرة تجسدها السيارة الكهربائية، توقع أن تكون غدا السيارة العاملة بخلايا الوقود.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عما إذا كان تطور السيارة الكهربائية، اليوم، يعتبر هدرا للوقت والمال كون بديلها سيكون، في الغد القريب، السيارة العاملة بخلايا الوقود، قال نورمان إن تطوير السيارة الكهربائية في الوقت الحاضر ضروري، لأن تقنية سيارة خلايا الوقود غير مكتملة بعد. وقدّر نورمان أن يستغرق تطوير السيارة العاملة بخلايا الوقود نحو 10 سنوات، لأن أساس هذه الطاقة هو إيجاد طريقة للتحكم في إمدادات الهيدروجين، وأوضح أن هناك طريقتين متاحتين هما إما تزويد السيارة بخزان هيدروجين وإما إقامة شبكة محطات لتزويد السيارات بالهيدروجين، على غرار شبكات محطات البنزين.

وكشف نورمان عن أن الكثيرين يتحفظون على وجود محطات للهيدروجين داخل المدن كون الهيدروجين ليس غازا ثابتا، ما يعني أن هناك تحديا تقنيا لا بد من مواجهته. لذلك اعتبر أن الطريقة المناسبة قد تكون في خزن الماء في السيارة وإنتاج الهيدروجين فيها مما يستتبع، في نهاية العملية، الحصول على ماء ثم إعادة تدوير هذا الماء (recycle).

وأوضح نورمان أن هذه التقنية غير متوفرة اليوم، ولكن شركة «نيسان» تواصل تطوير هذه التكنولوجيا التي تبدو آفاقها واعدة، ولذلك خصصت، بالتعاون مع شركة «رينو» الفرنسية، مبلغ 4 مليارات يورو لإنفاقها على هذا البرنامج.

وأكد أنه حين تصبح تقنية خلايا الوقود جاهزة سوف تكون شركة «نيسان» في مقدمة منتجي السيارات العاملة بهذه الطاقة.

وبينما شدد على أهمية الاستعداد للمستقبل أكد نورمان أن «نيسان» تواصل العمل على إنتاج السيارة منعدمة الانبعاثات، واعتبر أن شراء 20 ألف مستهلك لسيارة «ليف» الكهربائية دليل على أن السيارة الكهربائية بدأت تثبت وجودها في السوق. وتوقع أن تتضاعف مبيعات السيارات في السنوات القليلة المقبلة.

وفي سياق حديثه عن الاستعمالات الممكنة لمصادر الطاقة الطبيعية روى نورمان أن مسؤولين أردنيين أبلغوه، في سياق لقاءات في وزارة الصناعة في مطلع العام الحالي، أن الأردن دولة لا تملك مصادر طبيعية من الطاقة، فكان رده أن ذلك غير واقعي على اعتبار أن الأردن يتمتع بـ310 أيام مشمسة في السنة، وأن بإمكانه إنتاج الكهرباء من هذه الطاقة الشمسية الوافرة.