«فولكس فاغن» تكشف النقاب في معرض طوكيو الـ 42 عن «إس يو في» جديدة و«كروس كوبيه» هجين

في إطار التباري المتواصل بين شركات السيارات اليابانية والألمانية

«أولتراك»... جديد «فولكس فاغن» في قطاع الـ«إس يو في»
TT

كشفت «فولكس فاغن» النقاب عن سيارتها الجديدة «باسات أولتراك» وهي «إس يو في» وعربة تندفع على العجلات الأربع، وستكون على شكل «استايت» (ستايشن واغن). والسيارة الجديدة تنطوي على الكثير من المميزات والتعديلات المبتكرة التي حولت طراز «باسات» المعروف العامل على الطرق العادية إلى طراز قادر على خوض غمار الطرق المتربة غير المعبدة.

وكانت «فولكس فاغن» قد استغلت مناسبة معرض طوكيو الثاني والأربعين للسيارات للكشف عن «باسات» الجديدة، إلى جانب سيارة أخرى هجين تتوقع لها النجاح أيضا. وقد جاء هذا الحدث بمثابة مفاجأة للمعرض الذي تبارى فيه الإنتاج الياباني مع الإنتاج الألماني وجها لوجه، وهما المعروفان بإنتاج أفضل السيارات العالمية في الوقت الحاضر.

وبغية التمكن من التغلب على الأحوال القاسية السائدة عادة في الطرق الوعرة، جرى تصفيح أسفل هيكل «أولتراك» بصفائح معدنية من الأمام إلى الخلف لحمايته، فضلا عن تزويده بمخمدات مطورة للصدمات صممت زواياها للابتعاد عن الاصطدام بسطح الأرض لدى تسلق المنحدرات أو هبوطها. كما جرى رفع خلوص السيارة عن الأرض بمقدار 3.5 سنتيمتر مقارنة بـ«باسات» العادية للتخلص من تأثير المطبات والحفر.

وقد ورثت السيارة الجديدة التقنيات المتوفرة في مركبات «إس يو في» الأخرى من صنع «فولكس فاغن»، مثل مركبة «طوارق» وشقيقتها الصغرى «تيغوان»، وأهمها تقنية «فور موشن» للدفع على العجلات الأربع، وهي تقنية خاصة بالشركة. وتعتمد هذه التقنية على الدفع الرئيسي على المحور الأمامي للعجلات في القيادة اليومية العادية، مع الإبقاء فقط على نسبة 10 في المائة من الدفع لمحور العجلات الخلفية، وذلك بغرض التوفير في استهلاك الوقود، شرط أن لا تبدأ العجلات بالانزلاق والتدويم على الطرق الموحلة، بحيث يصار في هذه الحالة هنا إلى توزيع نسبة الدفع بين المحورين، حسب ما تقتضي الحاجة. وهنالك أيضا، مثلما ما هو موجود في سيارة «تيغوان»، زر في لوحة القيادة (تيغوان إسكايب) من شأنه التحكم بسرعة نزول المركبة على المنحدرات التي تزيد زاويتها عن 10 درجات. وهذا ما يغير من برمجة نظام «إقفال العجلات» على السطوح الرخوة والموحلة منعا لتدويمها، وبالتالي الإسراع في إقفال الترس التفاضلي، والسيطرة على سرعة النزول تلقائيا.

وجهزت «أولتراك» أيضا بعلبة تروس اختيارية، من طراز «دي إس جي»، التي تتولى أيضا المحافظة على توازن السيارة في الأوضاع الحرجة في معدلات السرعات المنخفضة. وبذلك بات بمقدور «أولتراك» التحكم بسيرها في منحدرات تصل زاويتها إلى 16 درجة. وقد لا يبدو هذا الرقم كبيرا، ولكنه يشكل فارقا كبيرا مقارنا بمركبة «باسات» العادية.

وتتوفر السيارة الجديدة بخيار بين محركين يعملان بالديزل مشحونين توربينيا، سعة كل منهما لتران، أحدهما بقوة 138 - 140 حصانا، والآخر بقوة 168 - 170 حصانا، مع ناقل حركة يدوي سداسي السرعات، وقابض (كلتش) ثنائي. وزودت السيارة من الداخل بتنجيد «الكانتارا»، وتحكم مزدوج بالتهوية لمنطقتين، وتحكم أوتوماتيكي بالسرعة التطوافية، ورصد دائم لضغط العجلات، ونظام وصل بجهاز «آي بود»، ونظام «بلوتوث» للهاتف، وعجلات من الكروم قياس 18 بوصة. وهنالك قضبان أفقية على شكل سكك من الكروم الناشف أيضا على حواف السقف ونحو النوافذ والمرايا الجانبية وفي الشبكة الأمامية. وتختلط انعكاسات الكروم مع أشعة الشمس، مع إضاءة نهارية دائمة لمصابيح أمامية ستجهز بها جميع سيارات «إس يو في» الجديدة من إنتاج «فولكس فاغن». وهذا الأمر قد يصبح إلزاميا في جميع أنحاء العالم قريبا، ويطال جميع المركبات الميكانيكية على أنواعها.

وستبدأ الشركة بقبول الطلبات على هذه السيارة ابتداء من شهر أبريل (نيسان) المقبل لتسلم إلى مشتريها في يوليو (تموز)، وسيبلغ سعرها في بريطانيا 25 ألف جنيه إسترليني، وفي أميركا الشمالية 40 ألف دولار بحيث تنافس سيارة «سوبارو أوتباك»، و«سكودا أوكتافيا سكاوت». وستطرح في أواخر العام المقبل في أستراليا، حيث تتوقع الشركة سوقا واسعة لها نظرا إلى طبيعة الأرض الوعرة هناك. ويقول الذين تسنى لهم تجربتها قبل طرحها في الأسواق إنها قوية للغاية وأكثر تحملا من «باسات واغون».

والحديث عن معرض طوكيو الدولي حيث جرى الكشف عن هذه السيارة الجديدة يجر إلى الحديث عن المفاجأة الثانية التي أطلقتها «فولكس فاغن» هناك، أي سيارة «كروس كوبيه» الهجين النموذجية المستقبلية التي تقوم على مبدأ جديد في عالم السيارات، فهذه المركبة أصغر قليلا من «تيغوان» وقد تصبح الطراز الرابع في أسطول «إس يو في» الخاص بالشركة الألمانية العملاقة. ورغم قلة المعلومات التي توفرت عنها، فإنه من المتوقع أن تتحول إلى مركبة عملية قيد الإنتاج السريع قريبا، بعد إزالة وصف «المستقبلية» عنها.

وتبرك «كروس كوبيه» على غرار «راينج روفر إيفوك» منخفضة وبشكل عريض على الأرض، مستخدمة عجلات ذات قياسات كبيرة نسبيا، مع سقف منحدر بشكل حاد. وهي لا تستوعب أكثر من أربعة ركاب. وستجمع خطوطها بين لمسات «فولكس فاغن» و«أودي»، إذ أضفى عليها المصممون مظهرا رياضيا جريئا. وستكون مزودة بمحرك بترولي بقوة 110 كيلووات، مع محركين كهربائيين صغيرين مركبين على كلا المحورين لإنتاج قدرة إجمالية تبلغ 195 كيلووات، بحيث لا تستهلك أكثر من 2.7 لتر من الوقود لدى قطعها مسافة 100 كيلومتر. كما يمكنها عن طريق المحركين الكهربائيين وحدهما قطع مسافة 40 كيلومترا قبل نفاد البطارية. وتقنية الهجين هذه تدفع المركبة التي يبلغ وزنها 1800 كيلوغرام من نقطة الثبات إلى سرعة 100 كيلومتر، خلال سبع ثوان فقط. والمثير هنا أن المحركين الكهربائيين لا يحتاجان كما يبدو إلى جذع إدارة، مثلما هو الحال مع سائر المحركات الأخرى العاملة بالبترول أو الديزل، الأمر الذي أتاح لـ«فولكس فاغن» استغلال الفراغ الذي حرره ناقل الدفع لوضع بطارية «الليثيوم - أيون» التي تبلغ شحنتها 9.8 كيلووات ساعة.