سوق الصين تساعد «أودي» على تجاوز مبيعات «مرسيدس» وتحويل «كيا» إلى ثامن بائع فيها

«نيسان» و«ديملر» تتعاونان على مشروع مصنع جديد في المكسيك

منظر عام لمصنع «نيسان» للسيارات في المكسيك
TT

لا تزال الصين السوق الواعدة للسيارات الأوروبية واليابانية رغم رفع معدلات الفوائد على القروض المالية فيما تسعى الشركات اليابانية، وفي مقدمتها شركة «نيسان»، إلى التوسع غربا في القارة الأميركية وخصوصا في المكسيك.

وكانت تقارير أوردتها صحيفة «نيكي» الاقتصادية اليابانية قد قالت إن شركة «نيسان موتور» تعتزم إقامة مصنع لتجميع 600 ألف سيارة سنويا بالمكسيك وذلك عبر زيادة طاقتها الإنتاجية في المكسيك، حيث تدير حاليا مصنعين تقدر طاقتهما الإنتاجية بـ1.3 مليون سيارة.

وقالت صحيفة «نيكي» إن «نيسان» تعتزم استثمار ملياري دولار لبناء مصنع في ولاية أغواسكالينتيس (وسط المكسيك) على مقربة من مصنع لها في المنطقة نفسها.

وينتج المصنع الجديد السيارات المدمجة المعدة للتصدير إلى الأسواق النامية. ومن المتوقع أن يصبح المصنع قاعدة تصدير إلى الولايات المتحدة أيضا، حسب ما ذكرته وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء. ووفقا للتقارير الإعلامية اليابانية، تعتزم شركات أخرى مثل «مازدا موتور كورب» و«هوندا موتور» إقامة مصانع لها في المكسيك.

وذكرت الوكالة أن «نيسان» تعتزم تخصيص جزء من الطاقة الإنتاجية للمصنع الجديد لشريكتها الاستراتيجية، «ديملر» الألمانية، وذلك بهدف تقليل مخاطر الاستثمار في المكسيك. غير أن «مرسيدس» شهدت هذا العام، وللمرة الأولى في سجلات التنافس الحاد بين الشركات الألمانية الكبرى، تخطي مبيعات شركة «أودي» لمبيعاتها الإجمالية بعد أن أكد روبرت شتدلر، رئيس «أودي»، في مقابلة مع صحيفة «هاندلسبلات» الألمانية، أن هذه الحقيقة «لم يعد فيها مراء».

وكانت مبيعات «أودي» – التي تملكها مجموعة «فولكسفاغن» الألمانية - قد وصلت خلال الأحد عشر شهرا الماضية من عام 2011 إلى 1.19 مليون سيارة مقابل 1.14 مليون سيارة لـ«مرسيدس» التي تملكها مجموعة «ديملر» الألمانية.

تجدر الإشارة إلى أن التنافس القائم بين الشركات الألمانية الثلاث، «أودي» و«مرسيدس» و«بي إم دبليو»، على مبيعات السيارات الفارهة كان قد تصدرته «بي إم دبليو» في الآونة الأخيرة، إذ وصلت مبيعاتها خلال تلك الفترة إلى 1.51 مليون سيارة.

واستنادا إلى معلومات مجموعة تابعة لمصرف «سويس كرديت» وصل متوسط معدلات النمو لمبيعات سيارات «أودي»، خلال العقد الماضي، إلى 6.4 في المائة سنويا مقابل 4.7 في المائة لـ«بي إم دبليو»، و1.5 في المائة فقط لـ«مرسيدس» التي غالبا ما كانت الأكثر تفوقا على منافستيها في الماضي.

ويرجع بعض المراقبين تفوق «أودي» إلى هيمنة مبيعاتها على السوق الصينية التي شهدت ارتفاعا في مبيعات سياراتها، خلال الشهر الماضي، بلغت نسبته 69 في المائة مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.

وبذلك تكون إجمالي مبيعات «أودي» قد وصل، خلال الفترة الماضية من العام الحالي، إلى 283 ألفا و600 سيارة على مستوى العالم مقابل 170 ألفا و112 سيارة لمنافستها «مرسيدس».

وقد ساعدت سوق الصين مبيعات شركة «كيا موتورز» (ثاني أكبر منتج للسيارات في كوريا الجنوبية) على تجاوز حاجز 400 ألف سيارة هذا العام.

وقالت «كيا موتورز» إن المبيعات في الصين العام الحالي بلغت مرحلة متقدمة إذ سجلت أفضل رقم لها على الإطلاق في ما أصبحت اليوم أكبر سوق للسيارات في العالم.

ونقلت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن الشركة قولها إنها أصبحت ثامن أكبر شركة للسيارات في الصين من حيث عدد السيارات المبيعة.

وفي عام 2010، وصلت مبيعات الشركة في الصين إلى أكثر من 300 ألف سيارة مقارنة مع تصدير 241 ألفا و300 سيارة في العام السابق عليه.

وقال ممثلون لدى «كيا» إنه من المرجح أن تحقق الشركة رقم مبيعاتها المستهدف والبالغ 430 ألف سيارة هذا العام.

وتتوسع «كيا» بشكل مطرد في الصين لينتقل ترتيبها من المركز السادس عشر كأكبر بائع للسيارات هناك عام 2008 إلى المركز الثالث عشر في العامين الماضيين.

وإلى جانب شركتها الأم، «هيونداي موتور» الكورية الجنوبية، بدأت «كيا» بشكل متزايد في تعزيز حصتها في السوق الصينية الكبيرة.

وكانت الصين قد أعلنت عن فرض ضريبة على السيارات المصنعة في الولايات المتحدة تتراوح بين 2 في المائة و12.5 في المائة على السيارات أميركية الصنع وسيارات الـ«إس يوفي» التي تزيد سعة محركها على 2.5 لتر، لمدة عامين ومن شأن هذه الضريبة أن تؤثر على مبيعات شركتي «بي إم دبليو» و«مرسيدس» الألمانيتين اللتين تنتجان سيارات في الولايات المتحدة.

ويعكس هذا القرار اتساع الخلاف التجاري بين بكين وواشنطن التي فرضت ضريبة على وارداتها من الإطارات الصينية العام الماضي، ورفضت منظمة التجارة العالمية اعتراض الصين على القرار الأميركي.