الكشف عن نماذج المركبات الافتراضية والعملية مؤشر للتفاؤل بانتعاش صناعة السيارات

معرض ديترويت 2012 كان الأكثر تألقا بين معارض السنوات الـ10 الماضية

«مرسيدس - إس إل»
TT

لم يكن معرض شمال أميركا للسيارات، الذي فتح أبوابه في ديترويت هذا الشهر، يعتبر في السابق من أهم معارض السيارات مقارنة بالمعارض الأخرى مثل فرانكفورت وجنيف، ولكن معرض هذا العام تألق وكان الأفضل تنظيما بين معارض العقد الأخير. وكشف المعرض عن الكثير من النماذج الجديدة، الافتراضية والعملية، كما استغرق عارضوه في التفاؤل في أن الانتعاش أصبح قاب قوسين أو أدنى عما كان عليه في أي وقت مضى. ويتميز هذا المعرض بأنه يعقد سنويا منذ عام 1907، وتم إطلاق اسم «معرض شمال أميركا الدولي للسيارات» عليه منذ عام 1989. وهو يستمد أهميته من موقع مدينة ديترويت التي تضم الشركات الأميركية الثلاث الكبار في الصناعة: «جنرال موتورز» و«فورد» و«كرايسلر».

وقدمت الصناعة العالمية أكثر من 40 سيارة جديدة في معرض هذا العام، كما شهد المعرض عودة شركة «نيسان» بعد غياب دام ثلاث سنوات. وتم اختيار سيارتين لجوائز سيارات العام، وهما «هيونداي - إيلإنترا» و«لاندروفر - ايفوك». وكانت أهم السيارات التي تم تقديمها في معرض هذا العام من الأنواع الصغيرة نسبيا والرياضية. وفي القطاع الصغير قدمت شركة «بي إم دبليو» الجيل الرابع من سيارات الفئة الثالثة، وقدمت شركة «شيفروليه» سيارتها «سونيك»، وطرحت شركة «ميني» طراز «رودستر»، بينما ظهرت أيضا سيارات «برايوس» من «تويوت»ا، و«انكور» من «بيويك»، و«اي تي إس» من «كاديلاك»، و«تشارجر» من «دودج»، و«فيوجن» من «فورد»، و«فيلوستر» من «هوندا»، و«إل إكس» من «ليكزس».

وقدمت «مرسيدس بنز» سيارة «إل إس» الرياضية الجديدة وطرحت «بورشه» سيارة «911 كاريرا إس». كما قدمت الشركة نماذج افتراضية كثيرة تراوحت بين الرباعية الكبيرة «كوبانغ» من «مازيراتي» إلى سيارتين صغيرتين من «شيفروليه» توجهت بهما الشركة إلى قطاع الشباب.

وعقدت الشركات نحو 35 مؤتمرا صحافيا للإعلام الدولي، حيث حضر المعرض نحو 5200 صحافي من كل أنحاء العالم، بمن فيهم صحافيون يحضرون للمرة الأولى من قطر وباناما وبلغاريا. وكانت نسبة الصحافيين الأجانب في المعرض نحو 30%. وافتتح بيل بيركنز رئيس المعرض في دورته الحالية معرض هذا العام بالقول: «لقد عادت الإثارة».

وتلك هي بعض نماذج السيارات التي شاهدها جمهور ديترويت هذا العام، والتي ستطرح في الأسواق خلال العام الحالي أو في عام 2013:

- «تويوتا - إن إس 4»: وهي سيارة هجين (هايبرد) متقدمة عرضتها شركة «تويوتا» كي تجسد ما ستطرحه، على صعيدي التصميم والتقنية، من سيارات في المستقبل. وهي تقدم تقنيات (هايبرد) جديدة تتميز بتصغير الحجم وتخفيف وزن المكونات والمزيد من الاقتصاد في استهلاك الوقود والتسارع الأفضل والمدى الأطول للبطارية، مع تقليل الوقت المطلوب للشحن. وهي تمثل اتجاها جديدا في التصميم تصفه الشركة بـ«العاطفي». وفي الداخل عنيت الشركة بجانب الاتصالات والترفيه بتجهيز سيارتها بشاشة فعالة تضم كل مزايا الهواتف الذكية وتعمل باللمس. وهي تحمل أنظمة سلامة حديثة تتوقع المواقف الصعبة وتحذر السائق منها. كما توفر لمسات تقنية جديدة مثل الزجاج المضاد للمطر والبخار والمانع للأشعة فوق البنفسجية. ولا تستخدم السيارة المرايا الخلفية وتستبدل بها الكاميرات التي توفر مجالا أوسع للرؤيا الخلفية. ولفتت السيارة الأنظار في المعرض بتصميمها الانسيابي الذي يأخذ «تويوتا» في اتجاه جديد.

- ليكزس «إل إف - إل سي»: وهي سيارة هجين افتراضية (هايبرد) رياضية لفتت الأنظار في المعرض. تم تصميمها في استوديو الشركة في كاليفورنيا بهدف استعراض خطوط التصميم المستقبلي وأحدث التقنيات في شركة «ليكزس». ويلاحظ تطور شكل فتحة التبريد الأمامية التي سوف يتم تطويعها لكي تطبق في كل سيارات «ليكزس» في المستقبل. وتتسع السيارة لأربعة مقاعد، وهي تبدو عملية في إخراجها الأخير إلى درجة قد تقنع الشركة بإنتاجها، وإن كان ذلك لم يتأكد بعد. ولم تكشف الشركة عن تفاصيل نظام الدفع فيها، سوى أنها سوف تعمل بمحرك أمامي ودفع خلفي ونظام (هايبرد)، ولكنها أشارت إلى أن السيارة «جي إس» تحمل بعض معالم التصميم الجديد، وأن إنتاج هذه السيارة ينتظر تحليل ردود فعل جمهور معرض ديترويت.

- «أودي كيو 8»: وهي نموذج تصميمي حتى الآن مخصص للرياضات الثلجية صمم سقفها لحمل أدوات رياضة التزلج على الثلج. وهي تنطلق بمحرك سعته 2.5 لتر بخمس أسطوانات قدرته 314 حصانا، مرتبط بناقل أوتوماتيكي بسبع سرعات اسمه «إس ترونيك»، يمنح السيارة انطلاقا بالدفع الرباعي إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في 5.5 ثانية وسرعة قصوى قدرها 163 ميلا في الساعة. ويساهم في توفير قوة دفع المحرك شاحن توربيني، وهي مدمجة الحجم وتعد من أصغر سيارات الدفع على كل العجلات التي تنتجها الشركة. وتستخدم الشركة كسوة من نوع جديد هي خليط من الجلود والأنسجة مع كسوة جلدية سوداء لإطار لوحة القيادة والأبواب. وتنسجم المواد الجديدة مع اللونين الأحمر والأسود المستخدمين داخل المقصورة، بالإضافة إلى أسطح الألمنيوم المصقولة والمطلية باللون الأسود. وتستخدم الشركة الألمنيوم في معظم مكونات السيارة. وهي تحمل معدات ملاحة إلكترونية تعمل خارج شبكة الطرق عن طريق الاتصال المباشر بشبكة «جي بي إس». وهي مجهزة بنقاط شحن خلفية للبطاريات والمعدات الأخرى. وتوجد على ألواح سقف السيارة أضواء جانبية يمكن تشغيلها لإضاءة المنطقة المحيطة بالسيارة من الجانبين. ويتسم مقود السيارة بالكسوة الجلدية مع محور من الألمنيوم ومفاتيح لنقل السرعة يدويا من خلف المقود.

- «فورد - فيوجن»: وهي أحدث طراز صالون متوسط من الشركة يعرف في أوروبا باسم «مونديو» ويصلها في عام 2013. ويتميز هذا الجيل الجديد من سيارات فورد بأنه يوفر للمشتري خيار الدفع العادي أو الهجين، وكلاهما متقدم في توفير الوقود. وهي تضم سبع تقنيات ضرورية للسائق، منها الحفاظ على حارة السير، وعرض المعلومات على زجاج النافذة الأمامية، ووقف تشغيل المحرك أثناء توقف السيارة، والمساعدة على صف السيارة، ونظام كروز الذكي. وهي تتسم بتصميم خارجي جديد وانسيابي يتماشى مع روح التصميم الجديد في الشركة التي ظهرت في سيارات أصغر من قبل مثل فييستا وفوكس. ومن المتوقع أن توفر السيارة أفضل معايير استهلاك الوقود في قطاعها، وهي تعمل على محركات من نوع «ايكوبوست» من أربع أسطوانات بتقنية وقف التشغيل عند توقف السيارة. ويمكن الاختيار بين الدفع الأمامي أو الرباعي وبين النقل الأوتوماتيكي أو العادي عبر ناقل بست نسب. وبإمكان المشتري أن يختار بين محرك صغير سعته 1.6 لتر يقطع 37 ميلا بالغالون الواحد على الطرق السريعة، أو محرك سعته لتران يمكن تغيير سرعاته من فوق المقود. ويمكن بالنسبة للسيارة الهجين قطع مسافة 47 ميلا بالغالون الواحد، وهو إنجاز متميز لسيارة من هذا القطاع تعمل بمحرك سعته لتران، ولكن بإنجاز يتفوق على المحرك السابق الذي كانت سعته 2.5 لتر. وتؤكد الشركة أن «فيوجن» سوف تتفوق على طراز سيارة «كامري» الهجين لعام 2012 بنحو أربعة إلى خمسة أميال في كل غالون من الوقود، وعلى سيارة «سوناتا» من «هيونداي» بنحو 12 ميلا داخل المدن، وأربعة أميال خارجها. وتتيح السيارة أيضا نظام «ماي فورد توتش» الذي يوفر للسائق إمكانية التحكم في الوظائف صوتيا.

- «مرسيدس - إس إل»: وهي من أكثر السيارات انسيابية وخفة وزن، حيث لا يزيد معامل مقاومة الهواء فيها عن 0.27 درجة، كما أنها تقل وزنا عن سابقتها بنحو 140 كيلوغراما، وذلك بفضل استخدام الألمنيوم في بناء مكوناتها. وهي تقدم تقنيات جديدة في الصناعة تشمل نظاما جديدا لغسل النافذة الأمامية بمساحات مزودة ذاتيا بمياه التنظيف. ويمكن تسخين المساحات حتى لا تتجمد في درجات الحرارة المتدنية. وتقدم السيارة أيضا نظاما جديدا لفتح الصندوق الخلفي وإغلاقه من دون لمس، وهو الأول من نوعه في الصناعة. وتصف الشركة «إس إل» الجديدة بأنها واحدة من أكثر السيارات الرياضية سلامة على الطرق، وهي مزودة بالكثير من نظم السلامة مثل «بريسيف»، ونظام حماية الرقبة من الصدمات الخلفية. والسيارة مزودة بنظام للصف الأوتوماتيكي. وتعتمد السيارة على محرك من ثماني أسطوانات سعته 4.7 لتر، يوفر لها قدرة 435 حصانا، بزيادة 12% عن سابقه. وتم خفض معدل استهلاكها للوقود بنحو 22%، مع زيادة عزم الدوران من 530 نيوتن / متر إلى 700 نيوتن / متر، أي بزيادة 32%. ويمكن اختيار محرك أصغر سعته 3.5 لتر، وهو بست أسطوانات ويوفر قدرة 306 أحصنة. ويرتبط كلا المحركين بناقل أوتوماتيكي بسبع سرعات.