«تويوتا» تجمل «ياريس إس آر» وتعيد تصميمها.. وتطرحها بسعر يحد من منافستها في فئتها

ياريس «إس آر».. بحلتها الجديدة
TT

حرص مصممو الجيل الثاني من سيارة «ياريس» الصغيرة جدا (السوبر ميني) أن يتوجهوا هذه المرة للشبان اليافعين وللمستهلكين الذين يتقدم الاقتصاد والتوفير في النفقات أولويات خياراتهم لسيارة جديدة. وبالفعل أعادت «تويوتا» تصميم «ياريس» كلية من الصفر، ومن الداخل والخارج على السواء، في محاولة لاستعادة السواد الأعظم من الزبائن الذين تخلفوا عن شرائها في السنوات الأخيرة بعد أن سئموا من خطوطها القديمة، ومنظرها الإجمالي الذي يوحي بأنها سيارة صالحة للتسوق فقط.

جيل «ياريس» الثاني يضم طرازا يدعى «ياريس إس آر» مجهزا بمحرك بترولي سعة 1.3 لتر متصل بناقل حركة يدوي سداسي السرعات. ويتوافر بالمركبة أيضا ناقل حركة أوتوماتيكي تقول الشركة الصانعة إنه يوفر اقتصادا أكبر في الوقود، وهو أمر غير مألوف بالنسبة إلى الناقل الأوتوماتيكي.

يبدأ سعر السيارة الجديدة في المملكة المتحدة بـ11.170 جنيها إسترلينيا بالنسبة إلى الطراز الأولي منها العامل بمحرك سعة لتر واحد، ليصل إلى 14.835 جنيها بالنسبة إلى الطراز الأرقى الذي يتصدر هذه المجموعة، ويدعى «تي سبريت». أما «ياريس إس آر» فتقع في منزلة وسطية بين سيارات هذه المجموعة، وهي أقرب إلى مركبة رياضية - بقدرات متواضعة طبعا نظرا إلى صغر حجمها وحجم محركها أيضا. ويبلغ سعر هذا الطراز في السوق البريطانية 13.335 جنيها إسترلينيا.

بحلتها الجديدة، تدخل «ياريس» السوق في مواجهة سيارات كثيرة تنافسها في فئتها. وإذا كان تصميمها السابق المتواضع جعلها، تقريبا، في مرتبة سيارة مثل «هيونداي» الكورية، فإن سعرها المرتفع حاليا يجعلها منافسة لسيارات أفضل مرتبة ومرغوبة من المستهلك مثل «فورد فيستا» الأميركية، و«فولكس فاغن بولو» الألمانية، التي تملك مواصفات أميركية مميزة هي الأخرى.

ومما يزيد التنافس حدة أن سيارات مثل «هيونداي آي 20» و«كيا ريو» خطت خطوات واسعة في السنوات الأخيرة، وباتت توفر ما كانت توفره «ياريس» من ميزات في الماضي، إن لم يكن أكثر. كما أن هاتين السيارتين، على سبيل المقارنة، أرخص سعرا، وتقدمان لمشتريهما ضمانة شبه شاملة وطويلة الأمد.

قد لا تناسب «ياريس» السائق الذي يهوى القيادة العصبية، بقدر ما تلائم ربة البيت التي تقود سيارتها بتأن كبير إبان تجوالها في الأسواق أو وسط المدينة. لكنها سيارة ثابتة على الأرض، قليلة التأرجح بالنسبة إلى حجمها الصغير. غير إنها على صعيدي الديناميكية والحيوية لا تقارب «فورد فيستا»، ولا حتى على صعيد الانسيابية، ولا تقارن بـ«فولكس فاغن بولو» على صعيدي الجودة والبيئة الداخلية. مع ذلك تملك «ياريس» سجل مبيعات حافلا قد يعود إلى شهرة «تويوتا» في إنتاج السيارات الجيدة التي يعول عليها، فإذا كان الراغب في اقتنائها يتوخى راحة البال والاعتماد على الهندسة الموثوق بها أكثر بكثير من أداء المركبة وحيويتها وانسيابيتها، فإن «ياريس» كفيلة بإراحة باله لسنوات عدة من الخدمة الموثوقة والخالية من المتاعب وأوجاع الرأس.

لكن العقبة التي يواجهها مشتريها تبقى سعر طرازها الجديد المرتفع نسبيا، وهو أمر يصعب الاستهانة به في عصر السيارات الكورية الجنوبية الرخيصة التي تقدم لشاريها خدمة لا بأس بها. وحتى «فولكس فاغن بولو» باتت أرخص منها بـ2000 جنيه إسترليني تقريبا، وهو أمر لا يمكن للمشتري أن يتجاهله.

لا جدال في أن إعادة «تويوتا» النظر في تصميم «ياريس» بهذا الشكل الجذري ساعد في محو صورتها القديمة كسيارة رزينة جامدة، وحولها إلى سيارة أكثر حيوية وإشراقا مما كانت عليه. حتى التصميم الداخلي تحسن كثيرا بحيث أصبحت القوابض والأزرار أكثر متانة وصلابة، وباتت المقصورة تستوعب براحة تامة أربعة أشخاص بالغين، خاصة في المقعدين الأماميين، خلافا للمقعدين الخلفيين اللذين لا يناسبان كثيرا الرحلات الطويلة.

تؤمن «ياريس» أداء جيدا حتى في سرعاتها العالية، مع توازن وثبات بعيدين عن التأرجح – الصفة الملازمة للمركبات الصغيرة خفيفة الوزن. لكنها تعاني من بعض الخمول خلال التعامل مع المنعطفات، مقارنة بطرازاتها السابقة. كما أن المطبات الكبيرة تسبب ارتجاجا في المقصورة. لكن إذا ما علمنا أن المركبة هذه مصممة أصلا للاستخدام داخل المدن، وليس في الرحلات البعيدة، فهذا يشجع التغاضي عن بعض العيوب.

ورغم تحسن نوعية البلاستيك الذي يغطي الداخل، فإن أسفل لوحة القيادة يعاني من أجزاء تبدو مهلهلة سلفا، مما يؤثر سلبا على منظر الأجزاء المصنوعة من المواد الجيدة التي تغطي غالبية الأقسام. ويعني كل ذلك أن «تويوتا»، التي تنتج هذه المركبة، افترضت أن مقتنيها يمتلكون سيارة الأولى، وبذلك فهي مزودة بمقود خفيف جدا، وقابض (كلتش) مماثل. أما ناقل الحركة فيبدو معاندا في بعض الأوقات، في حين أن المكبح طري بعض الشيء، ولا يملك تلك اللسعة القوية التي قد تهز ثقة السائق في القدرة على كبح السيارة في الأوقات الصعبة.

أما دواسة البنزين فهي بطيئة، إلا أنها تناسب السائقين غير المتمرسين الذين يقتنون، في العادة، سيارات من هذه الفئة. وهي مرتبطة بمحرك لا يتجاوب معها في السرعات البطيئة، مما يرغم السائق على دفع المحرك إلى أقصى سرعة دورانه للحصول على الاستجابة الكافية، فيصدر جلبة غير عادية.

لكن قياسات هذه المركبة الصغيرة وأبعادها توفر مجال رؤية ممتازا للسائق والركاب معا، مما يسهل قيادتها في الشوارع المكتظة داخل المدن، كما أن صندوق الأمتعة واسع أيضا، كما يمكن طي المقعدين الخلفيين لتعزيز سعته.

و«ياريس» مزودة بمكيف هواء، لكن نظام الملاحة بالأقمار الصناعية هو اختياري، وسهل الاستخدام، ويقدم شاشة واسعة. كما أن السيارة مهيأة لاستخدام جهاز «آي بود»، والأجهزة الخارجية الأخرى، للاستماع إلى الموسيقى. ويمكن أيضا كخيار إضافي، طلب تركيب مستشعرات وكاميرا للرؤية الخلفية للمساعدة في حالة القيادة الخلفية.

هذا ويولد محركها سعة 1.33 لتر 99 حصانا من القدرة قاطعا 51.4 ميل في الغالون الواحد من الوقود. لكن من غير المحتمل تحقيق ذلك، ما لم تتم قيادة المركبة بتأن وحذر. أما العادم من ثاني أكسيد الكربون فيبلغ 127 غراما في الكيلومتر الواحد.