«ميتسوبيشي» تطرح الجيل العاشر من طراز «إيفو إكس»

سيارة صالون بأربعة أبواب تصلح لسباقات الرالي

«ميتسوبيشي إيفو إكس»
TT

منذ عام 2000، موعد إدخالها لأول مرة إلى أسواق دول الاتحاد الأوروبي، وسيارة «ميتسوبيشي لانسر إيفوليوشن» - أو «إيفو» كما تعرف اختصارا - تحظى بإقبال ملحوظ على طرازاتها من المتحمسين للقيادة الرياضية السريعة. وطرازها الأول الذي عرف باسم «إيفو V1» عبارة عن سيارة صالون تصلح لسباقات الرالي على غرار منافستها «سوبارو إمبريزا». وفي ذلك الوقت كانتا من أسرع سيارات الصالون.

طرح الطراز الأحدث من هذه المركبة في الأسواق عام 2008 باسم «إيفو إكس»، وكان آنذاك الحفيد العاشر لهذا الإنتاج الياباني الناجح. وكان يتوافر بثلاثة مراتب: الأولى «إيفو إكس إف كيو - 300 جي إس آر» بقوة 290 حصانا مكبحيا، والقادرة على الانطلاق من نقطة الثبات إلى سرعة 62 ميلا في الساعة خلال 4.7 ثانية. والثانية كانت «إف كيو - 330 جي سي آر» التي تعززت قوتها بنسبة 10 في المائة بحيث أصبحت تنقص عن فترة تسارع السيارة الأولى بمقدار 0.3 ثانية.

أما المرتبة الثالثة التي أكملت هذه المجموعة فهي «إيفو إكس إف كيو - 360 جي إس آر». وهذه السيارة قلصت فترة التسارع إلى أربع ثوان فقط. أما فارق الأسعار بين المراتب الثلاثة فيبلغ في بريطانيا 3000 جنيه إسترليني (نحو 4600 دولار أميركي).

قد لا يشكل هذا الفارق الضئيل في التسارع أمرا مهما بالنسبة إلى السائق المحترف، لكنه يبقى مهما ويضفي نوعا من الإثارة للسائق. ورغم أن الطرازات الثلاثة ترضي مستخدميها وراكبيها على السواء، فإن الطراز الأخير «إف كيو - 360» ظل الأهم بينها على كل الصعد، واستثنائيا في أدائه.

تستمد «إف كيو - 360» قوتها إما من علبة تروس عادية يدوية خماسية السرعات وإما، على سبيل الاختيار، من ناقل حركة رياضي ثنائي القابض (كلتش) يترافق مع زيادة في السعر تبلغ 1000 جنيه إسترليني. لكن هذا الناقل الرياضي لم يسلم من انتقادات بعض السائقين المجربين بسبب استجابته البطيئة أحيانا على المنعطفات الضيقة.

والجيل العاشر من «ميتسوبيشي إيفو إكس» يعمل، كأسلافه قبله، بدفع على العجلات الأربع، مع نظام لمنع الانزلاق، وآخر لتثبيت السيارة وزيادة استقرارها فوق أسطح الأماكن الصعبة من الطريق، فضلا عن احتوائه على متحكم بالدفع يعمل على تقليل، أو زيادة تدويم العجلات في الطرق الموحلة والمثلجة، وبالتالي توجيه السيارة بدقة إلى المكان الذي يقصده السائق. وبذلك تكون السيارة محصنة ضد عوامل متاعب الطرق والطقس بشكل مرض.

رغم ذلك اعتبر بعض الخبراء أن هذه النسخة الأخيرة من سيارة «ميتسوبيشي»، التي وصفوها بـ«سوبر صالون»، ليست بمستوى سابقاتها التي لا تزال، رغم قدمها، تباع بأسعار مرتفعة نسبيا وتحظى بإقبال مستمر عليها من محبي القيادة العصبية، خاصة في ما يتعلق بالمقود وأسلوب تحسسه للطريق.

إلا أن ذلك لم يحل دون اعتبار بعض المحللين طراز «إيفو إكس» سيارة متكاملة الميزات بصورة عامة، فهي ليست سيارة صالون استثنائية فحسب، بل تتميّز، إلى جانب أدائها الجيد، بأن كلفة صيانتها وخدمتها متدنية بالمقارنة مع السيارات المنافسة لها في فئتها. فهي، على هذا الصعيد، أقرب إلى سيارة «فورد مونديو» منها إلى سيارة «فيراري» التي تتطلب صيانتها ميزانية خاصة - ومرتفعة طبعا - إضافة إلى فنيين مهرة متخصصين في هذه الفئة من السيارات الرياضية، فعلى سبيل المثال يكلف الكشف الفني السنوي على السيارة - مع ثمن بعض قطعها - أو الكشف المطلوب بعد قطعها مسافة 10 آلاف ميل، نحو 250 جنيها إسترلينيا، أو 328 جنيها للخدمة الكبيرة.

تبلغ قوة محرك السيارة الرباعي الاسطوانات، سعة 1998 سنتيمترا مكعبا، 354 حصانا مكبحيا، وسرعته القصوى المحدودة 155 ميلا في الساعة، أي أن الشركة الصانعة لجمت تعدي السيارة لهذه السرعة لدواعي السلامة والأمان. إلا أن بمقدور بعض السائقين المحترفين طلب رفع هذا السقف المفروض على السرعة القصوى للسيارة لقاء مبلغ إضافي من المال، ووفقا لشروط خاصة طبعا، علما بأن سعر السيارة في بريطانيا يبلغ 37.799 جنيها إسترلينيا. وبهذا السعر يمكن شراء سيارة «مرسيدس بنز إي» مستخدمة قليلا، أو «أودي إيه 3 إس 3 كواترو»، أو «بي إم دبليو 355 آي إم سبورت»، أو «سوبارو إمبريزا 2.5 دبليو آر إكس» التي لم يمض عليها عامان أو ثلاثة على الطرقات، علما بأنها كلها سيارات عالية الأداء.

عجلات السيارة مصنوعة من خلائط معدنية عالية الجودة. أما صندوق الأمتعة فهو فسيح بما فيه الكفاية ويستوعب 400 لترا من الأمتعة والأغراض، مما يجعل السيارة مثالية للعائلات وللرحلات الطويلة. ولكون السيارة صنعت للسباقات أيضا، فإن سلسلة الدفع (باور تراين) متينة جدا وقادرة على تحمل القيادات القاسية. وقد تكون هذه الميزات سبب عدم اهتمام الشركة الصانعة كثيرا بنظام الموسيقى والاستريو داخل السيارة، وإن كان بالإمكان تحديث ذلك خارج نطاق «ميتسوبيشي» على نفقة السائق الخاصة، كما أن الأزرار الموجودة على لوحة القيادة رخيصة جدا، ولا تعبر عن هيبة السيارة وشهرتها.