معرض «نيودلهي 2012» يعكس رؤية شركات السيارات لسوق الهند

تكلفة المسافر الواحد في الكيلومتر الواحد أولوية المشتري

«إكس يو في 50».. جديد شركة «ماهيندرا» الهندية
TT

بعد أن هدأت الجلبة التي أثارها أكثر من مليون زائر لميدان «براغاتي» في نيودلهي، مقر معرض السيارات في الهند «أوتو إكسبو»، بات ممكنا الآن التركيز، بهدوء، على ميزات موديلات السيارات الجديدة التي جرى عرضها في معرض السيارات الحادي عشر في الهند.

معرض نيودلهي يقام مرة كل سنتين. ومعرض عام 2012 اتخذ أهمية خاصة لجهة عرضه التغييرات والتطويرات الجديدة التي يمكن توقعها في صناعة السيارات خلال العامين المقبلين.

معرض السيارات العاشر، الذي أقيم قبل عامين، خصص بأكمله للسيارات الصغيرة وسيارات الهاتشباك التي تجوب اليوم شوارع المدن الهندية. أما معرض عام 2012 الحادي عشر، فقد ركز في معظمه على قطاع لم يبدر منه نشاط يذكر خلال الأعوام القليلة الماضية؛ قطاع السيارات الرياضية متعددة الاستعمالات «إس يو في»، والسيارات متعددة الأغراض «إم بي في».

انعقد معرض نيودلهي، الذي لاقى نجاحا ملحوظا، تحت شعار «حرية الحركة للجميع»، مع تركيز خاص على التقنيات المراعية للبيئة. وقد عرض أكثر من 50 طرازا جديدا لسيارات من فئات «هاتشباك» والصغيرة وسيارات «سيدان» و«إس يو في» و«إم يو في». وقد أثبت معرض هذا العام أنه مختلف عن المعارض السابقة من خلال طرحه العديد من السيارات الهجين والتقنيات المبتكرة والحلول المقترحة للتنقل.

ساهم نحو 1.500 مشارك من 24 دولة في إنجاح هذا المعرض الذي طرحت فيه أحدث السيارات وأكثرها ابتكارا. غير أن سيارات «إس يو في»، إضافة إلى السيارات الهجين والكهربائية، كانت سيارات القطاع الذي استأثر باهتمام رواد المعرض.

في هذا السياق، شهد المعرض عرض نموذج أولي من السيارة البيئية «إكو سبورت» المثيرة من إنتاج شركة «فورد»، التي ستطرح قريبا في الأسواق بسعر معقول، وكذلك مجموعة «سانغ يونغ» من سيارات «إس يو في» المدنية، التي ستطرحها شركة «ماهيندرا آند ماهيندرا»، وسيارة «رينو داستر»، التي تسجل أول مساهمة من الشركة الفرنسية الأولى في القطاع السائد وبشكل أكثر تأكيدا ولفتا للأنظار، بل وحتى شركة «ماروتي سوزوكي»، التي استمزجت رغبات المشترين من خلال عرضها نموذج «إكس إيه ألفا».

وإلى جانب هذه الموديلات، عرضت أيضا سيارات «فورس وان» و«رينو داستر» و«تويوتا فورتشنر» و«فولكس فاغن تواريغ».

أما شركة «فورد إنديا (الهند)»، التي اختبرت التوجه الجماعي للأسواق من خلال نجاح سيارتها الصغيرة «فيغو»، فعرضت نموذجا أوليا أنيق التصميم لسيارة رياضية مراعية للبيئة، سمتها «إس يو في» مدنية. وتعمل سيارة «إيكو سبورت» هذه بمحرك تيربو من 3 سليندرات سعته لتر واحد، أو محرك ديزل سعته 1.5 لتر. وفور انتهاء فعاليات المعرض سيتم طرح هذه الـ«إس يو في» في نحو 100 سوق في العالم.

أما الشركة الأولى التي ستنزل إلى الأسواق، سيارة جديدة من فئتي «إم بي في»/ «إس يو في» الناشئة، فستكون شركة «ماروتي سوزوكي إنديا»، الشركة الرائدة في قطاع السيارات المدمجة. ويؤكد نجاح «ماهيندرا إكسيلو» و«ماهيندرا إكس يو في 500» الجديدة أن سيارة أنيقة، رخيصة السعر من هذه الفئة، تعمل بمحرك ديزل، قادرة على أن تصرف اهتمام المشترين بسيارات السيدان من الفئة السعرية نفسها.

وفي وقت لاحق من هذا العام، وقطعا قبل شهر أبريل (نيسان) المقبل، سيتم إطلاق السيارة «ماروتي سوزوكي ارتيغا» في محاولة لجذب المشترين من خلال تصميمها «الهاتش» واتساعها لسبعة ركاب. وتتطلع سيارة «ارتيغا» لأسر قلوب شريحة الشباب الهندية الباحثة عن سيارة عائلية لا تكون ضخمة الحجم في الوقت نفسه. وكشفت شركة «ماروتي» أيضا عن نموذج جديد من سيارة «إس يو في» مدمجة سمتها «إكس إيه ألفا». ويقال إن نموذج السيارة «إكس إيه ألفا»، المعروضة كطراز أنيق لسيارة تصلح لخوض الطرق الوعرة، تمثل رؤية جديدة لقطاع السيارات الرياضية «إس يو في». وقد استحوذت على انتباه رواد معرض نيودلهي من خلال حجمها المدمج وتصميمها الجريء وتفاصيلها المستقبلية الأبعاد.

أما النموذج الأولي الآخر الذي بدا واعدا في معرض هذا العام - مع أنه لم يطرح في السوق إلا منذ فترة قصيرة – فهي سيارة «هيونداي هيكسا سبيس» التي يرمز إليها بلقب «إتش إن دي - 7»، وهي سيارة متعددة الاستعمالات تركز على التوظيف الفعال للمساحة الداخلية والتصميم المبتكر لمقصورتها. وتضم السيارة ثمانية مقاعد رفيعة سداسية الشكل تتوافق معا كقطع الأحجية، بحيث تزيد من المساحة الداخلية للسيارة وفي الوقت نفسه تقلل من عرضها لأقصى حد ممكن. وتستهدف سيارة «هيكسا سبيس» سكان المدن ممن هم في الثلاثينات والأربعينات من العمر والذين يعيشون نمط حياة متطلبة في مدن مزدحمة في دول الاقتصادات الناشئة في العالم.

من جهة أخرى، قد تكون السيارة الرياضية المدمجة الأولى التي ستطلق هذا العام في الهند، وفي النصف الثاني من هذا العام على وجه التحديد، هي «رينو داستر»، رابع سيارة تطرحها «رينو» في سوق الهند. وسوف تكون «داستر» الجديدة سيارة رياضية مدمجة تعمل بمستوى جيد من الجودة متاحة بسعر زهيد كما يتوقع، على اعتبار أن مسؤولي «رينو» لم يعلنوا بعد عن سعرها ومواصفاتها النهائية. وسوف تحاول هذه السيارة متوسطة الحجم من نوع «كروس أوفر» الجمع بين عنصر الراحة الذي توفره سيارة الـ«سيدان» والتصميم الجريء والأداء القوي لسيارة «إس يو في» الرياضية متعددة الاستخدامات. وسوف يستعان بمكونات محلية عالية الجودة في تصنيع «داستر» التي ستكون متاحة في موديلين؛ أحدهما يعمل بمحرك بترولي، والآخر بمحرك ديزل.

أما السيارة الأخرى التي تنتمي لفئة سيارات «إم بي في»/ «إس يو في» التي ستنتج هذا العام فهي «نيسان إفاليا». وتحتوي «إفاليا»، التي حملت في البداية اسم «إن في 200 إم بي في»، على سبعة مقاعد وستكون بأبواب منزلقة في جانبيها. وسيكون طول السيارة نحو 4.4 متر، وقد تجهز بمحرك ديزل «دي سي آي» نفسه المستعمل حاليا في السيارة «صني» الذي تبلغ سعته 1.5 لتر.

ومع عرض الموديلات الجديدة والكشف عن السيارات المفترض إنتاجها والنماذج الأولية من السيارات المدمجة من فئتي «إم بي في» و«إس يو في»، يبدو أن اهتمام الأسرة الهندية العادية يتركز إما على الرحلات الجماعية أو على إبقاء تكلفة السفر للراكب الواحد في الكيلومتر الواحد، منخفضة في ظل أوضاع التضخم الحالية.. فهل سيصبح السفر الجماعي في أقل عدد ممكن من السيارات هو النمط السائد من الآن فصاعدا؟

في الوقت نفسه، أطلقت «تاتا موتورز» سيارة «سافاري ستورم» التي بدت أشبه بنسخة مكررة معاد تصميمها من طراز «سفاري إس يو في»، مع محرك «ديكور» سعته 2.2 لتر وشاحن توربيني. كذلك، أطلقت شركة «تويوتا كيرلوسكار موتور» موديلات جديدة من سيارتي «إنوفا إم بي في» و«فورتشنر إس يو في».

وهيمن على قطاع سيارات السيدان موديلات مثل «إلانترا» و«سوناتا» من تصميم شركة «هيونداي»، وكلاهما يمثل «التصميم الانسيابي» المعروف، و«سيدان 508» الفاخرة من «بيجو» والجيل الخامس عالي الجودة من «بي إم دبليو». كذلك عرضت أيضا أحدث سيارة سيدان من صنع «سكودا» والتي تحمل اسم «رابيد»، وهي مصممة على وجه الخصوص للسوق الهندية، وموديل «لينيا» الجديد من «فيات» بلون جديد رائع وهو «الأزرق المحيطي».

وشمل قطاع سيارات الهاتش باك «شيفروليه سيل» و«ميني رينج» من «بي إم دبليو» و«رينو بالس» و«فيات بونتو».

معظم السيارات الجديدة التي عرضت في نيودلهي سوف تنزل إلى الطرق في الأعوام القليلة المقبلة. وفي ما يبدو عشاق السيارات متحمسين لرؤيتها على الطرق، يساور كثيرون منهم القلق حول كيفية استيعاب الطرق الهندية المكتظة السيارات الإضافية الموعودة.

المسؤول في مركز العلوم والبيئة، أنوميتا روي تشودهر، يتساءل عما ستكون عليه الحال عندما سيكون في الهند 450 سيارة مقابل كل ألف سيارة في الغرب.

ووفقا لتقرير من مؤسسة الاستشارات المعروفة، «إرنست آند يونغ»: «من المتوقع أن يزيد إنتاج سيارات ومبيعات السيارات بنسبة تتراوح ما بين 14 و16% في عام 2021، لتتراوح بين 9 و10 ملايين وحدة سنويا».

وشهد معرض نيودلهي أيضا إطلاق سيارة صغيرة جيدة المستوى من صنع «ميني»، إحدى كبرى شركات السيارات الصغيرة رواجا في العالم. ومن المعروف أن هذه العلامة التجارية البريطانية الأيقونية جزء من مجموعة «بي إم دبليو» وقد حدد لأربعة من موديلاتها سعر مذهل يتراوح بين 2.5 و3.2 مليون روبية.

وفي حين سيتم تسعير «ميني كوبر» بمبلغ 2.49 مليون روبية، تطرح «ميني كوبر إس» بسعر 2.79 مليون روبية. وحدد للسيارة «ميني كونفرتيبل» سعر 2.99 مليون روبية، فيما حدد للسيارة «ميني كوبر إس كانتري مان» سعر 3.19 مليون روبية.

وتعتبر سيارة «وورلد أوفر»، طراز الهاتش من «ميني كوبر»، أكثر موديلات الشركة مبيعا؛ إذ تشكل نحو ثلث مبيعاتها. وفي عام 2010، باعت الشركة 234.000 وحدة، ومن المقدر أن ترتفع مبيعاتها بنسبة 20% لتصل إلى نحو 280.000 وحدة. وسيتم توريد كل هذه السيارات إلى الهند كونها لا تصنّع خارج أوروبا، وستكون على الأرجح أغلى السيارات الصغيرة سعرا. يذكر أن سيارتين صغيرتين مثلها مرتفعتي السعر - «في دبليو بيتل» الأيقونية و«فيات 500»، لم تلقيا إقبالا كبيرا منذ طرحهما في الهند قبل ثلاث سنوات.

وكان هناك حضور كبير في المعرض لمعظم العلامات التجارية الدولية والرؤساء التنفيذيين لشركات السيارات الكبرى في معرض نيودلهي للسيارات 2012.