«أودي» تحتفي في إنغولدستاد بأفضل سنة في تاريخها.. وتطرح في الشرق الأوسط الجيل المجدد من «إيه 5»

مبيعات عام 2011 القياسية تشجع رئيسها على التعهد بتحقيق نمو أسرع من وتيرة نمو السوق عام 2012

«أودي كيو 5».. أول طراز في أسطول «أودي» الهجين
TT

تعيش شركة «أودي» الألمانية لصناعة السيارات قصة نجاح قل نظيرها في قطاع شهد العام الماضي تداعيات الهزة الأرضية التي ضربت عدة مصانع سيارات يابانية والهزة المالية والاقتصادية التي تحملها «اليورو» بعد أزمة ديون اليونان والهزة السياسية التي خلفتها ثورات «الربيع العربي» وأقفلت عددا من الأسواق العربية في وجه صادرات السيارات.

رغم هذه الظروف المعاكسة باعت «أودي» 1.3 مليون سيارة عام 2011 رافعة بذلك عائداتها إلى 44.1 مليار يورو ومحققة أرباحا تجاوزت الـ5.3 مليار يورو في السنة المالية الماضية. وبذلك تكون نسبة مردود مبيعاتها قد ارتفعت من 9.4 إلى 12.1 في المائة.

رئيس مجلس إدارة الشركة، روبيرت ستادلر، أكد في مؤتمر صحافي عقدته الشركة في مقرها في إنغولدستاد (بافاريا)، أن سنة 2011 كانت «السنة الأكثر نجاحا في تاريخ الشركة»، إذ لم يسبق لـ«أودي» أن سجلت هذه الزيادة الكبيرة في أعداد السيارات التي سوقتها في سنة واحدة، فلأول مرة في تاريخها تتجاوز مبيعات «أودي» عتبة الـ1.3 مليون سيارة وتطلق الشركة 12 طرازا جديدا تراوحت بين الـ«إس يو في» وسيارات السيدان الفارهة. وفي عام 2012 الحالي سوف تطلق «أودي» 18 طرازا جديدا تتمثل في الـ«آي 1» الرياضي، الجيل الأحدث من طراز «آي 3».

وتخطط «أودي» لتوظيف 13 مليار يورو بين عام 2012 الحالي وعام 2016 على مشاريع توسعية بينها تحويل مجمع «جيور» في المجر إلى مصنع متكامل ينتج سيارة جديدة من عائلة «آي 3» بحلول عام 2013. كما تخطط الشركة لزيادة استثماراتها في ألمانيا أيضا وإنفاق نحو 8 مليارات يورو على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وبموازاة ذلك تعمل «أودي» على رفع طاقتها الإنتاجية بالصين في إطار المشروع المشترك مع شركة «إف آي دبليو - فولكسفاغن أوتوموتيف».

وبذلك تكون «أودي» قد أنتجت ما مجموعه 1.365.499 سيارة جديدة عام 2011 في ثمانية مواقع إنتاج في العالم، مما يعني، بالمقارنة مع عام 2010، مضاعفة الإنتاج. وبالمقابل أنتجت الشركة، العام الماضي، 1.9 مليون محرك، ما يرفع إلى 20 مليونا عدد المحركات التي أنتجتها خلال الثماني عشرة سنة الماضية. وفي الوقت نفسه أنتجت «أودي» سيارة بمحرك هجين (هايبرد) لطراز «أودي كيو 5 كواترو» الذي سيكون الطراز الأول الذي يدخل مرحلة الإنتاج بين أسطولها من السيارات الهجين.

هذه الإنجازات شجعت رئيس الشركة لأن يعد بمواصلة هذا الإنجاز خلال عام 2012 الحالي وتحقيق نمو يفوق وتيرة نمو السوق بشكل عام.

واللافت في جرد حساب شركة «أودي» عن العام الماضي أنها سجلت نتائجها القياسية على كل الصعد، فعلى سبيل المثال ارتفع عدد السيارات التي سلمتها الشركة بنسبة 19.2 في المائة، أي بما يوازي 210 آلاف سيارة (من 1.092.411 سيارة إلى 1.302.659 سيارة). وهذه الزيادة لم يسبق لشركة «أودي» أن حققتها في سنة واحدة، كما لاحظ رئيس مجلس إدارة الشركة. وكذلك ارتفعت عائدات الشركة بنسبة 24.4 في المائة (من 35.4 مليار يورو إلى 44.1 مليار يورو)، أي بوتيرة تزيد على وتيرة ارتفاع المبيعات.

تعيد «أودي» هذا النمو في المبيعات إلى عاملين رئيسيين: أولهما ازدياد حجم المبيعات، وثانيهما تأثير مبيعات الطرازات الفاخرة على الحجم الإجمالي للعائدات والأرباح، فعلى سبيل المثال ارتفعت نسبة عائدات الشركة من مبيعات الطرازات الفخمة (آي 6 وآي 7 وآي 8 وكيو 7) من 25 في المائة إلى 38 في المائة بين عامي 2009 و2011.

ورغم أن «أودي» سجلت نموا مرتفعا في كل الأسواق العالمية فقد كان نمو المبيعات ملحوظا في الأسواق الآسيوية التي ارتفعت المبيعات فيها بنسبة 35.3 في المائة، وأسواق أميركا الجنوبية التي سجلت ارتفاعا بلغت نسبته 42.7 في المائة.

أما الأسواق الفردية التي سجلت المبيعات فيها نسب النمو الأعلى فقد كانت:

* الصين التي أصبحت للمرة الأولى عام 2011، سوقا رئيسية لـ«أودي» باستيعابها 313.036 سيارة من إنتاجها، أي ما يشكل زيادة نسبتها 37.3 في المائة على مبيعات العام السابق عليه.

* ألمانيا، حيث عادت مبيعات «أودي» إلى المستويات التي سجلتها قبل الأزمة الاقتصادية ببيعها للمرة الأولى منذ عام 2008 أكثر من 250 ألف سيارة

* الولايات المتحدة، حيث رفعت «أودي» مبيعاتها بنسبة 15.7 في المائة لتصل إلى 117. 561 سيارة.

وفي مطلع مارس (آذار) الحالي ظهر اهتمام «أودي» بتعزيز وجودها في أسواق الشرق الأوسط في طرحها الجيل المتجدد من عائلة «أودي» إيه5 بطرازاتها المتنوعة أي «أودي» إيه5 وإيه5 كوبيه وكابريوليه والتي تتميز كلها بتصميمها الانسيابي، وخطوطها الرياضية المتموجة، وأسطحها الفخمة.

وتعتمد طرازات إيه5 على ثلاثة محركات مخصصة لمنطقة الشرق الأوسط تبدأ مع محرك طراز المدخل 1.8 TFSI الذي أعيد تصميمه بشكل أساسي بحيث أصبح يتضمن ابتكارات ريادية: بدءا بالتحكم بالصمامات ورفعها من خلال الإدارة الحرارية ونظام الحقن وانتهاء بشاحن الهواء (توربو) وتكامل تشعبات العادم، مع ناقل حركة مستمر (multitronic) - ومحرك كواترو 2.0 TFSI مع علبة تروس (S tronic)، بالإضافة إلى محرك كواترو (3.0 TFSI) مع علبة تروس (S tronic).

ويتمتع محرك الست اسطوانات (3.0 TFSI) بقوة 272 حصانا بحكم كونه معززا بشاحن هواء «سوبرتشارجر». وهي المرة الأولى التي تتوفر فيها «أودي سبورتباك» إيه5 و«كابريوليه» بمحرك V6 «سوبر تشارجر». كما زود طراز كابريوليه بتقنية «كواترو» للدفع الرباعي الدائم.

وقد حرصت «أودي» على أن تكون جميع المحركات المذكورة معززة بشاحن هواء «توربو» وحقن مباشر للوقود التي توفر مقدارا كبيرا من العزم، حتى إن محرك طراز المدخل يوفر عزم دوران يبلغ 320 نيوتن متر. أما نظام الانطلاق – التوقف ونظام استعادة الطاقة فهما قياسيان في جميع طرازات إيه5– أما معدل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون فقد تم تخفيضه بنسبة 18 في المائة. أما في طراز «إيه5» الكوبيه، فإن محركها ذا الأربع أسطوانات يستهلك 5.8 لتر لكل 100 كلم، وهو ما يعادل انبعاث 134 غراما من غاز ثاني أكسيد الكربون لكل كلم، ما يعتبر من أفضل المعدلات في هذه الفئة.

وتتوفر في هذه الطرازات شبكة تهوية أحادية الإطار بلون أسود لامع ذات زوايا عليا متعرجة. أما المصد الأمامي الجديد فإنه يكتمل بفتحات هواء تمتاز بتصميمها القوي بحلة جديدة ومصابيح ضباب مدمجة بالإضافة إلى مصابيح LED التي تعمل في وضح النهار ومصابيح خلفية. هذا في حين أن الغطاء والمقدمة تبدوان أعرض وأكثر تسطيحا مما يعزز من مميزات السلامة والأمان في إيه5 الجديدة مما يسمح بالقول إن طرازات «إيه5» أصبحت أكثر أناقة في الخارج والداخل، بعد أن زودت «أودي» المقصورة الداخلية بعجلات قيادة جديدة وذراعي توصيل، ومقبض ناقل سرعة أوتوماتيكي بتصميم جديد بالإضافة إلى تطعيمات داخلية مميزة من الخشب بنوعين.

أما التقنية الجديدة المتوفرة في كافة طرازات «إيه5» قياسيا فهي نظام المعلومات الخاص بالسائق، الذي يراقب توجيه السائق للسيارة وأمورا أخرى يكتشفها إذا ما كان السائق متعبا - ومتى يكون متعبا أيضا – ويقوم هذا النظام بتوجيه تحذير إلى السائق.

كما أن أنظمة المساعدة الجانبية التي توفرها «أودي» توفر انتقالا آمنا للسائق من مسار إلى آخر بالاعتماد على الرادار لمراقبة المنطقة التي تقع خلف السيارة. وكذلك فإن تقنية المساعدة النشطة للانتقال بين المسارات - التي توفرها «أودي» - متوفرة الآن في موديلات «إيه5» ومن شأنها مساعدة السائق على البقاء في مساره الصحيح.

عمليات التجديد التي أجرتها «أودي» شملت كل طرازات «إيه5»، إذ أصبحت كل من «أودي إيه5» و«إيه5 كوبيه» وكابريوليه تحتوي على تقنيات متقدمة تجعلها أكثر كفاءة وديناميكية وقوة، وهذا يشمل المحركات والهيكل والمعلومات والترفيه على حد سواء، إضافة، طبعا، إلى التصميم الانسيابي الذي يعطيها إطلالة متجددة دائما.

أما هيكل هذه الطرازات فيوفر متانة عالية وسلامة متميزة في مواجهة التحطم والتهشم وما يوفره كذلك من راحة نظرا لوجود الاهتزازات الخفيفة وخفة الوزن. وأما الدفاعات الأمامية لهذه الطرازات الجديدة فهي مصنوعة من الألمنيوم من أجل تحسين توزيع عبء حمولة المركبة على محور العجلات. كما أنها مزودة بأرضية مصممة خصيصا لتعزيز عامل الأيروديناميكة لضبط ضجيج المركبة.

وبغض النظر عن فئة المحرك، تقدم «أودي» علبة تروس بآلية تعشيق متميزة فطراز 1.8 TFSI ذو الدفع الأمامي يخرج من مركز التجميع بنظام تعشيق أوتوماتيكي يعمل بنظام التغير المستمر. وسوف تقدم «أودي» تقنية كواترو ذات الدفع الرباعي الدائم مع علبة تروس مؤلفة من 7 نسب في طرازي 2.0 TFSI و3.0 TFSI توفر للسائق تعشيقا سريعا جدا للسرعات. وتتفوق أنظمة التعشيق هذه بما توفره من الراحة والدقة وكذلك الكفاءة العالية وعلبة التروس متعددة السرعات، حيث إن النسب الطويلة في السرعات العليا تقلل استهلاك الوقود.

أما بالنسبة لتقنية كواترو ذات الدفع الرباعي الدائم، فإن عائلة «إيه5» تعتمد فيها على نظام تفاضل مركزي ذاتي الإقفال. وفي ظروف القيادة العادية، يعمل هذا النظام الميكانيكي الخالص على توزيع طاقة المحرك على العجلات الخلفية أولا. وإذا اقتضت الضرورة يعيد توزيع هذه الطاقة بشكل منتظم وبسرعة عالية جدا. كما أن تقنية توجيه العزم، وهو حل برمجي متطور، يجعل التشغيل أكثر دقة وذلك من خلال تدخل بسيط وموجه للمكابح.

ومن المواصفات الريادية في عائلة «إيه5» نظام أسلوب القيادة المتوفر اختياريا، وهو ينظم المقود الآلي، وإدارة المحرك، والتعشيق الأوتوماتيكي ونظام تكييف الهواء الأوتوماتيكي كذلك. ويستطيع السائق اختيار وضع تشغيل هذه الأنظمة.