«بنتلي» تتوجه للشباب بسيارة «جي تي في8»

مبيعاتها العالمية زادت بنسبة 37% عام 2011

«بنتلي» جي تي في 8
TT

وضعت شركة «بنتلي» أحدث سياراتها في قطاع «كونتننتال»، وهي السيارة «جي تي في8» قيد تجربة الإعلام الدولي العملية، واختارت مجموعة صحافية من الشرق الأوسط بين أول المجموعات التي تختبر هذه السيارة، مما يعكس أهمية أسواق المنطقة بالنسبة للشركة. واختارت الشركة مدينة لوغرونيو في شمال إسبانيا لإطلاق السيارة الجديدة نظرا لوجود مضمار سباق محلي فيها.

أما الإنجاز المرموق الذي حققته الشركة في إنتاجها لهذه السيارة فهو محركها الجديد الذي تم تصغيره من 12 اسطوانة إلى ثماني اسطوانات مع الاحتفاظ بمعدلات متقاربة من القوة ولكن مع رفع الإنجاز وخفض الانبعاثات الغازية بنسبة 40 في المائة، وهي نسبة غير مسبوقة. واستطاعت الشركة تحقيق ذلك بالاستعانة بالعديد من التقنيات مثل تركيب شاحن مزدوج للسيارة واستخدام تقنية الحقن المباشر للوقود وأيضا تقنية جديدة لاستخدام أربع اسطوانات فقط في دفع السيارة عند الانطلاق الهادئ لتوفير استخدام الوقود وخفض العادم. ولكن الشركة استغنت عن تقنية وقف تشغيل المحرك أثناء توقف السيارة لاعتقادها أن ما حققته من الكفاءة يفي بالهدف الذي وضعته لنفسها وفقا لكبير مهندسيها براين غوش.

وتكمل هذه المجموعة فئات «جي تي» و«جي تي سي» التي تنتجها الشركة بمحركات مكونة من 12 اسطوانة، والتي سوف تستمر في إنتاجها وتجددها قريبا بمحركات ذات تقنيات جديدة مثل الحقن المباشر للوقود ترفع بها كفاءة المحركات الكبيرة مثلما فعلت مع المحركات الصغيرة.

ويوفر المحرك الجديد، سعة أربعة لترات المكون من ثماني اسطوانات، قدرة متفوقة تصل إلى 507 أحصنة مع عزم دوران استثنائي يصل إلى 660 نيوتن متر يبدأ من دورات منخفضة للمحرك. وزاد من فاعلية الإنجاز وسلاسة الانطلاق ناقل حركة جديد أوتوماتيكي مكون من ثماني نسب، يمكن التحكم فيه يدويا من على المقود. وتنطلق السيارة إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 4.8 ثانية كما تصل إلى سرعة قصوى قدرها 180 ميلا في الساعة (290 كيلومترا في الساعة). وتحق كفاءة استهلاك الوقود انطلاقا مستمرا بالسيارة لمسافة 500 ميل قبل الحاجة إلى إعادة شحنها بالوقود.

وقدمت كريستين غاسكيل، عضو مجلس إدارة الشركة والحائزة على لقب (MBE)، السيارة للإعلام العالمي بالقول إن الشركة تمر بمرحلة توسع وانتعاش، حيث زادت مبيعاتها في العام الماضي عالميا بنسبة 37 في المائة، وضاعفت تقريبا مبيعاتها في الصين التي تحتل الآن المركز الثاني في المبيعات بعد الولايات المتحدة. وزادت مبيعات «بنتلي» في ألمانيا بنسبة 88 في المائة وفي أوروبا بوجه عام بنسبة 53 في المائة.

من ناحيته قال براين غوش كبير مهندسي الشركة إن المحرك الجديد يعد نقلة نوعية في الحداثة وتقنيات كفاءة التشغيل. واستطاعت الشركة خفض معدل الانبعاثات في هذا المحرك بنسبة 40 في المائة، بعد تطوير مشترك استمر منذ عام 2008 مع شركة «أودي» التي تنتمي مع «بنتلي» إلى مجموعة «فولكس فاغن» الألمانية. وقال إن الشركة انتقلت من صنع سيارات «جي تي» الرياضية بمحركات من 12 اسطوانة إلى محركات أصغر بثماني اسطوانات. وفي هذا الجيل الجديد من المحركات أسهم رفع كفاءة التشغيل بنسبة 16 في المائة في تحسين الإنجاز بينما أسهم ناقل الحركة الجديد في خفض استهلاك الوقود بنسبة ثمانية في المائة. وأضافت الشركة انخفاضا إضافيا بنسبة خمسة في المائة بتقنية تشغيل نصف المحرك أثناء الانطلاق البطيء.

وأضاف غوش أن بعض العوامل الأخرى أسهمت أيضا في رفع كفاءة التشغيل، منها خفض حجم المحرك الذي أسهم أيضا في خفض وزن السيارة، والضغط العالي لنظام التوربو المزدوج والحقن المباشر للوقود. وأسهمت بنسب أصغر عوامل مثل استعادة الطاقة واستخدام إطارات قليلة الاحتكاك. وتم اختبار المحرك لمدة 400 ساعة متواصلة بالإضافة إلى مائة ساعة إضافية من التشغيل في ظروف حرارة مرتفعة. وأكد غوش أن المحرك يتميز بعزم الدوران المرتفع منذ بدء التشغيل. وتنطلق «بنتلي» «جي تي في 8» على كل العجلات بتوجيه قوة الدفع إلى 40 في المائة على العجلات الأمامية و60 في المائة على الخلفية. وهي متساوية في توزيع الوزن بنسب متساوية مع تعزيز الاستجابة للقيادة الفعالة. وتتمتع السيارة بمكابح كبيرة الحجم وعالية الكفاءة، مصنوعة من خليط الكربون وكاربايد السيليكون.

من التجديدات الجديرة بالذكر توفير ركيزة مزدوجة هيدروليكية للمحرك توفر الكثير من النعومة وتمنع الذبذبة خصوصا عند توقع السيارة، بحيث لا يكاد السائق يشعر بتشغيل المحرك عند ثبات السيارة، إلا من قراءة مؤشر دورات المحرك. كما قضت الشركة وقتا طويلا في تجارب ضبط أصوات المحرك على سرعات مختلفة حتى تصل إلى الصوت الذي يعبر عن المحرك وذلك بكتم الصوت على أنبوب واحد من أنبوبي العادم.

وتتوجه الشركة بهذه الفئة الجديدة إلى جيل أصغر سنا من زبائنها التقليديين، وتعتقد أنه يمكن أن تسجل تقدما على حساب المنافسة في هذا القطاع، وهي منافسة تشمل سيارات مثل «أستون مارتن فانتاج إس» و«مازيراتي جي تي» ومرسيدس «إس إل إس ايه إم جي» و«فيراري كاليفورنيا». وهي تتفوق على كل هذه السيارات بالقدرة الحصانية وعزم الدوران وفي توفير الوقود ومدى الانطلاق بالخزان الواحد. وتوفر الشركة للسيارة 13 لونا أساسيا للجلود الداخلية وسبعة ألوان داخلية وسبعة ألوان للأخشاب وخمسة ألوان للسقف المرن في الأنواع المكشوفة، مع إتاحة الفرصة للمشتري لخيارات أوسع من قسم «مولينر» الذي يوفر تجهيزات وألوانا لا حصر لها.

ويمكن التعرف على الفئة الجديدة من الجسم المنحوت من الألمنيوم بلا لحامات بالمرة مع فتحات تبريد أمامية مميزة وعلامة «بنتلي» باللون الأحمر وفتحات العادم البيضاوية المزدوجة على الجانبين، التي توحي بالرقم 8 الذي يشير إلى المحرك.. وهي تقل في الثمن بنحو 10 في المائة عن الفئة التي تعمل بالمحرك الأكبر، ويصل سعرها الرسمي في الشرق الأوسط إلى نحو 172.5 ألف دولار. أما النوع المكشوف فيصل سعره إلى 189.7 ألف دولار، ذلك مقابل 191.6 ألف دولار للنوع الذي يحمل محركات من 12 اسطوانة، ترتفع إلى 211 ألف دولار للأنواع المكشوفة ذات المحرك الأكبر. ويحصل المشتري في فئة «في 8» على تقنيات أحدث من المحرك الأكبر وعلى مستويات متفوقة في كفاءة التشغيل بالإضافة إلى التحديث الداخلي الموازي للسيارات ذات المحركات الكبيرة بما توفر جلسة مريحة وزوايا رؤية جيدة بالإضافة إلى مستوى مرتفع نسبيا على الطريق.

التجربة العملية: وفرت الشركة فرصة القيادة على مضمار «نفارا» الإسباني القريب من بلدة لوغرونيا والتي استأجرت الشركة طائرة خاصة لنقل الصحافيين إليها من العاصمة الإسبانية مدريد. وقبل خوض تجربة المضمار تم التدريب على أجهزة محاكاة خاصة لقيادة السيارة على المضمار نفسه ولكن على الشاشة. ثم كانت التجربة العملية من الصحافيين أولا ثم من سائقين محترفين بجوار الإعلاميين في دورات تالية.

كما جرت تجربة السيارة بعد ذلك على طرق الشمال الإسباني في ظروف جليدية أثناء موجة البرد القارس التي اجتاحت أوروبا في الأسابيع الأخيرة. ولكن السيارة أبدت استقرارا وثباتا تحسدها عليه بقية السيارات بفضل الدفع على كل العجلات وأنظمة التشبث (تراكشن) التي أسهمت في تعزيز توجيه السيارة وضبط انطلاقها. واستمرت التجربة لمدة يومين جرت خلالهما زيارة العديد من معالم شمال إسبانيا من المتاحف والمناطق الأثرية التي شملت موقع كتابة أول كتاب باللغة الإسبانية نقل من اللاتينية قبل عدة قرون. ولم تتم تجربة السيارة مع كشف غطاء السقف نظرا لظروف الطقس البارد.

الانطباعات السريعة بعد التجربة هي أن سيارة «بنتلي - في 8» لا تنقصها قوة الدفع بكل تأكيد، وهي تحافظ على مستويات الفخامة المعهودة من «بنتلي» في المقصورة الداخلية، وأهم من ذلك كله تألق ناقل الحركة الأوتوماتيكي الجديد المكون من ثماني نسب، وهو أفضل بكثير من سابقه الذي كان بست نسب فقط. ولا يشعر السائق بانتقال المحرك من الدفع بثماني اسطوانات إلى خفض الدفع إلى أربع اسطوانات أثناء التشغيل البطيء.

وتحمل السيارة كافة تجهيزات الفخامة والأمان التي يتوقعها المشتري، مثل إمكانية تسخين المقاعد وضبطها كهربائيا مع ضبط المقود والتكييف المنفصل للجانبين. كما تتمتع السيارة بنظام كروز الذكي وبكاميرا خلفية وخاصية الدخول والقيادة بلا مفتاح. ويمكن عن طريق قسم مولينر تركيب إضافات تجميلية للجسم ومرايا جانبية من ألياف الكربون. وهي سيارة عصرية وتجذب إليها جيلا جديدا من الشباب، فيما قد يرتبط الجيل التقليدي الذي يحمل الولاء لعلامة «بنتلي» بالسيارات ذات المحركات