«آي 40».. طراز «هيونداي» الكورية الأحدث ينافس أفضل سيارات الصالون من صنع غربي

من بداية متواضعة جدا إلى المرتبة الخامسة في العالم

«هيونداي» «آي 40».
TT

في أواسط الستينات من القرن الماضي قررت شركة الإنشاءات والتعمير المعروفة في كوريا الجنوبية، «هيونداي»، التوسع في استثماراتها وتنويع مداخيلها وذلك عبر البدء بإنتاج سيارات أيضا. ولأن هذا المشروع كان أقرب إلى مغامرة استثمارية في دولة لم تكن تعرف ببراعتها في صنع السيارات، أوكلت الشركة هذه المهمة إلى شخصية صناعية بريطانية هو جورج تيرنبول ليحول هذه المغامرة إلى واقع.

اختارت شركة الإنشاءات جورج تيرنبول استنادا إلى خبرته السابقة كنائب مدير شركة «بريتش ليلاند». وشجعها على التوجه إلى السوق البريطانية معرفتها بها الناجمة عن رعايتها لنادي «مانشستر سيتي» الرياضي والذي كان، آنذاك، يملك تأثيرا ملحوظا على الحياة الرياضية في البلاد، علما بأن تيرنبول نفسه كان من عداد المهتمين بالنادي إذ كان رياضيا ورئيسا لفريق «الركبي» قبل أن يصبح نائبا لرئيس هذه الشركة الكورية بين عامي 1974 و1977.

وكان جورج تيرنبول قد لمع اسمه في عالم السيارات أيضا بعد تبوئه لمنصب المدير العام لشركة «أوستن موريس» وقيادتها على طريق النجاح.

وبالنظر إلى صعوبة الاستعانة بالكوريين الجنوبيين الذين لم يكونوا، آنذاك، يملكون خبرة تذكر في قطاع صناعة السيارات، اصطحب تيرنبول معه إلى كوريا فريقا من الفنيين والمهندسين البريطانيين، بمن فيهم المهندس الذي صمم الهيكل السفلي (الشاسيه) لسيارة «ريلاينت سكيميتر» التي عرفت بأنها السيارة المفضلة للأميرة آن ابنة ملكة بريطانيا.

السيارة الأولى التي أنتجتها شركة الإنشاءات في مغامرتها الصناعية الجديدة دعيت «بوني» إلا أنها لم تنل شهرة تذكر، حتى إن العديد من عشاق السيارات لم يسمعوا بها، أو يروا صورة لها. لكن عن طريق تسويقها بكثافة في مصر والإكوادور- نظرا إلى رخص ثمنها - حققت هذه السيارة عائدات لا بأس بها.

وعلى الرغم من انتقال تيرنبول في هذه المرحلة من حياته إلى إيران لإنتاج سيارات «هيلمان هنترس» (من بين عدد من الآليات الأخرى) توصلت «هيونداي» إلى إنتاج بديل ناجح لـ«بوني». إلا أنه نتيجة افتقارها إلى حملة ترويج واسعة ولائقة، استمر العديدون بتسميتها باسم «بوني» أيضا. وكان الأمر الوحيد المعروف عنها، وفقا لكراستها الفنية، أنها مزودة بمصابيح أمامية «هالوجينية» مربعة، وعدادات سهلة القراءة. وقد اضطرت الشركة الصانعة، «هيونداي»، أن تذكر هذه الأمور التافهة كميزات للسيارة لأنها لم تكن تحتوي على أي شيء آخر يستحق الذكر في تركيبتها المتواضعة جدا.

ويذكر الذين تسنى لهم قيادتها أو الركوب فيها، أنها كانت قبيحة الشكل ومتواضعة على جميع الأصعدة، ابتداء بالفينيل الرخيص الذي كان يكسو فرشها، إلى منظرها الخارجي غير اللافت للأنظار، مرورا بتجهيزاتها الميكانيكية البعيدة عن أي شيء يدعى تقنيات.

وتميزت هذه السيارة بذراع يبرز من أرضيتها يستخدم كناقل للحركة. لكن عند محاولة تغيير نسب السرعة عن طريقه، كان يستعصي على مستخدمه، مما كان يجعل المركبة تقف قبل العثور على نسبة السرعة المرغوبة. ولم تكن حالة النظم الأخرى في هذه السيارة أفضل حالا، بل كانت كلها مزيجا من الفشل والإحباطات. ومع ذلك لم تفقد «هيونداي» الأمل، بل واظبت سعيها بهمة وحماس.

وبعد عقود من العمل الدؤوب، والجهد الكبير، قفزت شركة هيونداي إلى المراتب الأولى بين الشركات المنتجة للسيارات، لتصبح خامس أكبر شركة صانعة للسيارات في العالم، وذلك في وقت كان فيه العديد من كبريات الشركات الأوروبية والأميركية «التاريخية» تتعثر وتقف على شفير الإفلاس.

واليوم تطرح «هيونداي» طرازها الجديد «آي 40» للعام 2012 باعتزاز الواثق على قدرته للمنافسة، وهو يأتي في حجم مشابه لطراز «فوكسهول إنساينا» (أوبل)، و«فورد مونديو»، وإن كانت أجمل منهما على صعيد الشكل الخارجي، فضلا عن أنها أكثر اقتصادية في استهلاكها للوقود، وأرخص سعرا من كليهما. وفيما يبدو أن الأيام التي كان فيها شعار «صنع في كوريا» قد ولت ولم يعد هذا الشعار يبعد المشترين، أصبحت طرز «هيونداي» الأخرى، وخاصة سياراتها الوعرية المتعددة الأغراض (إس يو في)، تشاهد بكثرة على الطرق الأوروبية.

ولكن ما هي مميزات «آي 40» الجديدة؟

أولى صفاتها أنها من نوع «استايت» (ستيشن واغن) ولكن بحجم سيارة الصالون العائلية. وهي مزودة بمحرك ديزل مشحون توربينيا رباعي الاسطوانات، سعة 1.7 ليتر. وتقول «هيونداي» إن هذا المحرك معروف باقتصاده الشديد في استهلاك الوقود. وهذه السيارة، إضافة إلى سعرها المتدني مقارنة بمنافساتها من الفئة ذاتها، تأتي بكفالة من الشركة مدتها خمس سنوات، مما يعني ضمنا أنها ذات صناعة مضمونة على الأقل لخمس سنوات. وناقل الحركة اليدوي في السيارة هو الخيار الوحيد فيها بعدما ظهر أن الكثيرين من مقتنيها يفضلون هذا النوع كونه يضفي عليها طابعا رياضيا. وهي مجهزة أيضا بضابط أوتوماتيكي للسرعة، ونظام ملاحي بالأقمار الصناعية، ونظام تهوية مزدوج، وكاميرا للمساعدة على إيقافها وركنها في الأماكن الضيقة، ونظلم توقف وتشغيل أوتوماتيكي، وزجاج داكن للنوافذ حفظا للخصوصيات داخلها، ومميزات أخرى عديدة.. وكل ذلك بسعر يبدأ بـ 22295 جنيها إسترلينيا في المملكة المتحدة، فيما يبلغ سعر «فورد مونديو» ذات الفئة والأداء المشابهين لها 25 ألف جنيه.

وعلى الرغم من شكلها الخارجي الجامع بين الـ«استايت» والصالون العادية، يمكن لدى طي مقاعدها الخلفية الحصول على 1719 لترا من الحجم المخصص للأمتعة والحمولات، مقابل (على سبيل المقارنة) 1728 لترا في «فورد مونديو»، وهو فارق ضئيل.

* «هيونداي آي40» في سطور

* سعة المحرك: 1685 سنتيمترا مكعبا قوة المحرك 134 حصانا مكبحيا لدى دورانه بسرعة 4000 دورة بالدقيقة عزم الدوران: 240 رطل/قدم لدى دوران المحرك بسرعة 2000 دورة بالدقيقة سرعة الانطلاق: 0-26 ميلا خلال 10.3 ثانية السرعة القصوى: 125 ميلا في الساعة ناقل الحركة: يدوي سداسي السرعات استهلاك الوقود: 55.4 ميل بالغالون الواحد