تراجع المبيعات في الأسواق الأوروبية يفاقم دين مجموعة «بيجو ـ سيتروين»

هل بدأ العرض يفوق الطلب على السيارات في أوروبا؟

TT

نتائج مبيعات مجموعة «بيجو - سيتروين» الفرنسية عام 2011، مقرونة بالبيان الأخير لاتحاد منتجي السيارات الأوروبيين، تظهر تأثير أزمة اليورو السلبي على مبيعات السيارات في الأسواق الأوروبية، من جهة، وتأثير الإنتاج الفائض عن الطلب على هذه المبيعات، من جهة ثانية، وذلك في سنة شهدت فيها مبيعات السيارات في الولايات المتحدة نموا بلغت نسبته 10 في المائة مقارنة بالعام الأسبق.

البيان الأخير لاتحاد منتجي السيارات الأوروبيين أظهر أن سوق السيارات الأوروبية انكمشت بشكل حاد في بداية عام 2012، مقاسا بتراجع تراخيص السيارات بنسبة 7.1 في المائة في يناير (كانون الثاني) مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

وحسب إحصاءات الاتحاد الذي يتخذ من بروكسل مقرا له، فإن إجمالي عدد الإجازات الجديدة في دول الاتحاد الأوروبي تراجع إلى 968769 سيارة. وكانت هذه الإجازات قد تراجعت بنسبة 6.4 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وإذا كان هذا التراجع في المبيعات يأتي على خلفية الغموض الاقتصادي الناجم عن أزمة الديون الأوروبية وعن الإجراءات المتخذة من قبل الحكومات الأوروبية لتعزيز سياسات التقشف وضبط مالياتها العامة، فإن مواصلة شركات السيارات عمليات الإنتاج بكميات تفوق معدل الطلب الطبيعي فاقمت هذا الوضع، كما يتضح من نتائج المبيعات السنوية لمجموعة «بيجو - سيتروين» إفراط الكثير من الشركات الأوروبية في إنتاج سيارات تفوق قدرة سوقها المحلية على استيعابها يعني أن سياسة الإنتاج باتت بحاجة إلى إعادة نظر مدروسة في أرقامها إن لم يكن إلى قرار ملحّ بخفض حجم الإنتاج. ومن ناحية أخرى، يشكل هذا الوضع إدانة - متأخرة - لمسارعة الكثير من الحكومات الأوروبية، قبل ثلاث سنوات، إلى دعم شركات السيارات وتقديم تنازلات ضريبية لها لتجنيبها إغلاق مصانعها.

حماوة المنافسة على الأسعار - إضافة إلى خسارة بعض أسواقها - كبدت العام الماضي شركة «بيجو»، التي تستأثر الأسواق الأوروبية بنسبة 60 في المائة من مبيعاتها، خسارة تشغيل بلغت، في النصف الثاني من عام 2011، نحو الـ500 مليون يورو على مبيعات قيمتها 20 مليار يورو، مما أدى إلى رفع حجم دينها الصافي إلى 3.4 مليار دولار بنهاية عام 2011، أي ما يعادل 23 في المائة من أسهمها.

ولا يبدو المستقبل القريب مطمئنا لحملة أسهم «بيجو»، إذ إن الشركة تتوقع أن تتراجع مبيعاتها من السيارات الخفيفة في أوروبا، هذا العام، بنسبة 5 في المائة فيما تتوقع الأوساط الاقتصادية نموا اقتصاديا متواضعا في عام 2013 المقبل. ومن جانبها، توقعت مجموعة «غولدمان ساكس» أن تتراجع مبيعات «بيجو» هذا العام بنسبة 8 في المائة في فرنسا و5 في المائة في إيطاليا - سوقا «بيجو» الرئيسيتان في أوروبا.