رئيس مجلس إدارة «بي إم دبليو» لـ «الشرق الأوسط»: سنصبح الشركة الأكبر في العالم

د. نوربرت واينهوفر رئيس «بي إم دبليو»
TT

سجلت شركة «بي إم دبليو» نتائج قياسية في مبيعاتها خلال الربع الأول من العام الحالي، رغم استمرار ضعف الأسواق الأوروبية. وقالت الشركة، إنها باعت في شهر مارس (آذار) الماضي عددا من السيارات يفوق مبيعات أي شهر سابق في تاريخها. وساهم في هذا الارتفاع المبيعات القوية في سوق الصين وطرح موديلات حديثة مثل الفئة الثالثة الجديدة، وارتفاع الطلب على السيارات الرياضية الرباعية الدفع. وبلغت مبيعات المجموعة في شهر مارس الماضي 185 ألف سيارة.

من ناحية أخرى، سجلت أيضا شركات «مرسيدس بنز» ومجموعة «فولكس فاغن» التي تملك «أودي» نتائج قياسية في الربع الأول، في سباق للحاق بشركة «بي إم دبليو» التي تعد الآن الأكبر في القطاع الفاخر قياسا بعدد السيارات المبيعة. وتعتمد الشركات الثلاث على الأسواق الخارجية لتعويض ضعف هيكلي في الأسواق الأوروبية التي تعاني من فوائض في الطاقة الإنتاجية. وساهم في استمرار انتعاش الشركات الألمانية ارتفاع الطلبات في السوق الصينية على السيارات الفاخرة والرباعية الدفع، وهي ما تتخصص فيه الشركات الألمانية. وخلال الربع الأخير ارتفعت مبيعات «بي إم دبليو» في الصين بنسبة 37 في المائة، بينما ارتفعت مبيعات «مرسيدس بنز» بنسبة 20 في المائة في السوق نفسها. وتلقى الشركات الألمانية طلبا قويا أيضا في السوق الألمانية المحلية التي تخالف تيار الكساد في منطقة اليورو.

وفي حديث مع «الشرق الأوسط» قال عضو مجلس إدارة شركة «بي إم دبليو» إيان روبرتسون، إن الشركة تشعر بالكثير من الثقة في مستقبل السوق السعودية وسوق الإمارات نظرا لتحقيق نسب نمو اقتصادي جيدة. وأضاف أن أسواق الخليج تقود أسواق المنطقة نحو مستقبل واعد كمجموعة أسواق ناشئة. وقال روبرتسون إن المنطقة تستوعب حاليا نحو 20 ألف سيارة من إنتاج الشركة، كما أشار إلى أن الشركة افتتحت مؤخرا أكبر معرض لسياراتها في العالم في أبوظبي.

من ناحية أخرى، قال الدكتور نوربرت راينهوفر، رئيس مجلس إدارة الشركة، إن «بي إم دبليو» حققت رقما قياسيا جديدا خلال عام 2011 من حيث الإيرادات والأرباح، تخطت به الأهداف المعلنة لعام 2012. وتضع الشركة لنفسها أهدافا أكثر طموحا مثل إنتاج مليوني سيارة فاخرة بحلول عام 2016، وهو العام المئوي لإنشائها. واعتبر راينهوفر أن الشركة تواجه الكثير من التحديات منها التغيير المتسارع في أنحاء العالم وخضوع وسائل المواصلات إلى الكثير من الإجراءات والقيود الحكومية والتوتر الحاصل في أسواق المال والأسواق بسبب أزمة اليورو، ولكنه أكد أن استراتيجية الشركة تهدف إلى تحويلها إلى الشركة الأكبر حجما في العالم لإنتاج السيارات الفاخرة بحلول عام 2020، وأن تصل بنسبة العوائد على رأس المال إلى ما بين ثمانية وعشرة في المائة.

وكانت نتائج العام المالي الأخير قد أظهرت تحقيق إيرادات بلغ حجمها 68.8 مليار يورو وأرباح حجمها 4.9 مليار يورو. وكانت مساهمة القطاع المالي في أرباح الشركة نحو 1.8 مليار يورو.

وشملت الأرقام القياسية أيضا مبيعات السيارات، التي بلغ حجمها 1.67 مليون سيارة لأنواع «بي إم دبليو» و«رولزرويس» و«ميني». وكانت العوائد إيجابية على قيمة أسهم الشركة التي ارتفعت بنسبة 30 في المائة خلال العام الأخير.

وأضاف راينهوفر، أنه يأمل في تكرار الأرقام القياسية لعام 2012 لكل من العلامات الثلاث مع المحافظة على عوائد الأرباح لحملة الأسهم. وكانت بداية العام مشجعة للشركة، حيث باعت 240 ألف سيارة خلال أول شهرين من 2012.

وتحاول الشركة جهدها خفض معدلات انبعاث الكربون من سياراتها، واستطاعت خفض هذه النسبة بنحو 27 في المائة بين عامي 1990 و2008. ويصل معدل الإفراز الكربوني لسياراتها حاليا إلى 148 غراما لكل كيلومتر، ولكنها واثقة من أنها سوف تحقق الشروط الأوروبية لمعدل كربون لا يزيد على 130 غراما لكل سيارة في عام 2015 ثم 95 غراما في عام 2020. ويساعد في تحقيق هذا المعدل إنتاج الكثير من السيارات الكهربائية والهجين.

وتعزز الشركة هذا العام شراكتها الاستراتيجية مع شركات أخرى، وأهمها تعاون مع مجموعة «إس جي إل» لإنتاج مكونات من ألياف الكربون. وسوف تتعاون الشركتان في إنتاج فئة جديدة من السيارات الكهربائية تعتمد على أجسام كربونية تنتجها المجموعة الأميركية باستخدام الطاقة الكهربائية المولدة من شلالات مياه. وهناك تعاون في إنتاج مكونات للسيارات الكهربائية والهجين مع شركة «بيجو» الفرنسية، كما تتعاون «بي إم دبليو» مع شركة «تويوتا» في إنتاج بطاريات ومحركات ديزل.

هذا، وكانت أكبر نسبة زيادة في مبيعات المجموعة قد تحققت في قطاع سيارات «رولزرويس» التي زادت في العام الماضي بنحو 30 في المائة لتصل إلى 3.538 سيارة، تليها سيارات ميني التي زادت مبيعاتها بنسبة 22 في المائة وسيارات «بي إم دبليو» التي ارتفعت مبيعاتها بنسبة 13 في المائة تقريبا لتبلغ مليونا و380 ألف سيارة. وحافظت الشركة على تقدمها في قطاع الدراجات النارية، إذ باعت 113 ألف دراجة وبالإضافة إلى أسواق الشركة الرئيسية في الولايات المتحدة والصين تهتم الشركة بمجموعة أسواق «بريكت» التي تشمل البرازيل وروسيا والهند وكوريا الجنوبية وتركيا. وحققت الشركة متوسط نمو في هذه الأسواق خلال عام 2011 بلغ 32 في المائة في تركيا و54 في المائة في البرازيل. وكانت صادرات الشركة إلى الصين قد ارتفعت بنسبة 37 في المائة الى230 ألف سيارة.