«أودي» تتحدى «بي إم دبليو» في عقر دارها

جيل سيارات «إس» يفتح للشركة الألمانية باب المنافسة في قطاع جديد عليها

«أودي إس 7» أثناء التجربة
TT

اختارت شركة «أودي» أن تقدم فئات «إس 7 سبورتباك» و«إس 6» و«إس 6 افانت» دفعة واحدة للإعلام الدولي في عقر دار غريمتها «بي إم دبليو»، أي مدينة ميونيخ الألمانية، ربما لإثبات مظاهر التفوق في جيل سيارات «إس» الجديد. وتشترك جميع هذه السيارات في شاسيه واحد ومنظومة ميكانيكية تشمل محركا وناقل حركة وتجهيزات مشتركة. لكن فئة «إس 7» كانت الأكثر إثارة لأنها تفتح باب المنافسة لشركة «أودي» في قطاع جديد هو «جي تي» بخمسة أبواب، وهو قطاع لم يكن متاحا في السوق حتى قبل سنوات قليلة. وكانت الشركة قد كشفت عن نموذج «إس 7» الجديد في معرض لوس أنجليس في نهاية العام الماضي. ويعتبره البعض منافسة مباشرة لقطاع «سي إل إس» من «مرسيدس بنز».

وقدم بنجامين كونيغ، مدير المشروع، السيارات الجديدة للإعلام الدولي، وشرح أبعاد الجسم الخفيف من الألمنيوم وخلائط المواد الخفيفة، بالإضافة إلى قدرات المحرك وتقنيات السيارة الجديدة. وقال إن طراز «إس 7» يتفوق على الفئة العادية «إيه 7» بالعديد من الملامح، مثل المرايا الجانبية بلون الألمنيوم المعدني وليس بلون جسم السيارة، وأنابيب العادم الأربعة وشعار «إس» خلف السيارة. كما يمكن ملاحظة أن «إس 7» أكثر انخفاضا من مستوى الفئة العادية بنحو 10 ملليمترات بفضل نظام التعليق بضغط الهواء.

لكن أكبر تغيير في الفئة الرياضية كان في قدرة المحرك وفي تجهيزات السيارة. ويشرح كونيغ أن «إس 7 سبورتباك» تعتمد على محرك بثماني أسطوانات، سعته أربعة لترات بشاحن توربو مزدوج يوفر لها قدرة 420 حصانا و550 نيوتن مترا من عزم الدوران. وهي تنطلق من الثبات إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 4.7 ثانية ثم إلى سرعة قصوى محددة إلكترونيا تصل إلى 250 كيلومترا في الساعة.

لكنها مع ذلك لا تستهلك أكثر من 9.6 لتر من الوقود لكل مائة كيلومتر تقطعها، أي ما يوازي 24.5 ميل لكل غالون من الوقود. ويؤكد كونيغ أن «إس 7 سبورتباك» الجديدة توفر 25 في المائة من الوقود عن الموديل السابق الذي كان يعمل بمحرك من عشر اسطوانات وبلا شاحن. وأمكن تحقيق هذا الاقتصاد بعدة تقنيات منها وقف تشغيل أربع أسطوانات من المحرك أثناء الانطلاق الهادئ، ووقف تشغيل المحرك أثناء توقف السيارة. وهي لا تفرز سوى 225 غراما من الكربون في الكيلومتر الواحد.

ويرتبط المحرك بناقل حركة من سبع نسب من نوع «إس ترونيك»، يوفر نقلا رياضيا للسرعات أو تحريكا يدويا تتابعيا من على المقود أو من ذراع نقل الحركة. ويمكن الاختيار بين أكثر من نظام تعليق بين المريح (كومفورت) والرياضي (سبور) وفقا لرغبة السائق. وتعتمد السيارة على نظام تعليق بضغط الهواء، ومكابح قرصية مهواة من الحجم الكبير.

التصميم الخارجي يتمتع بانسيابية ملحوظة تسهم في سلاسة الانطلاق. ويتميز الجسم بخفة الوزن والصلابة الهيكلية التي تضيف من قوة واستقرار السيارة وتأهب مناوراتها. وهي تعتمد على عجلات كبيرة الحجم بقطر 19 بوصة، ويمكن اختيار عجلات بقطر 20 بوصة ذات تصميم حصري لفئات «إس».

الهدوء داخل المقصورة واستقرار الانطلاق على كل السرعات، يوفرهما للسيارة نظام «أودي» لإلغاء الضوضاء وقواعد فعالة للمحرك لمنع الذبذبة. ويستخدم نظام منع الضوضاء النظام السمعي في السيارة، ويؤكد كونيغ لـ«الشرق الأوسط» أن النظام يعمل طوال الوقت أثناء التشغيل وليس فقط عند توقف أربع اسطوانات في المحرك. ويسهم أيضا الدفع على كل العجلات في تعزيز استقرار السيارة. وهي بذلك سيارة تصلح للرحلات الطويلة التي تقطعها بلا كلل في جو داخلي مريح.

من التجديدات التقنية الأخرى تصميم امتداد لوحة القيادة أمام الراكب الأمامي بطبقات رقيقة ومتوازية من الخشب والألمنيوم بأسلوب يعرف باسم «بوفورت» وتصنعه حصريا شركة «أودي» مع شركة أميركية متخصصة. وسوف تعمم الشركة هذه التقنية على كامل سيارات «إس» الرياضية التي تنتجها. كما تستخدم أفخم أنواع الجلود المتاحة لها، وهو من نوع فالكونا المتميز بنعومته، في تجهيز «إس 7».

التصميم الداخلي الأساسي يغلب عليه اللون الأسود، لكن يمكن التوصية عليه بألوان أخرى. أما المقاعد فهي مصممة بغرز مزدوجة بشكل الماس، وهي لمسة ربما استعارتها «أودي» من شركة «بنتلي» التي تدخل ضمن المجموعة الألمانية نفسها. وتتميز المقاعد بحواف جانبية بارزة تدعم السائق والراكب الأمامي أثناء المناورات الحادة. كما يمكن ضبط المقاعد كهربائيا وتسخينها أو تبريدها وفق الحاجة.

وتستفيد «إس 7 سبورتباك» من أحدث تقنيات الاتصال عبر تكوين «نقطة ساخنة» للاتصال داخل السيارة تصلح لوصل كل الأدوات الإلكترونية بالإنترنت. وتتعزز هذه الإمكانيات بإمكانية عرض خرائط «غوغل» ومشاهد الشوارع أيضا على شاشة نظام الملاحة واستخدام الموسيقى المخزنة على الشبكة. وتعد السيارات من الأفضل في القطاع في توفير المعلومات والموسيقى بنظام ملاحة رقمي جديد على شاشة كبيرة وتقنية بلوتوث للاتصال اللاسلكي. ويمكن تركيب نظام «بانغ آند أولفسون» بقوة 1200 واط، وهو يعمل على 15 سماعة داخلية.

وتتميز السيارة بدرجة كبيرة من العملانية بفضل مساحة الشحن الخلفية، التي تصل إلى 535 لترا مكعبا يوفرها تصميم «سبورتباك». ويمكن إغلاق الغطاء الخلفي للسيارة كهربائيا. كما تتيح المقاعد الخلفية جلسة وثيرة ضمن مساحة رحبة. وهي تحمل أيضا نظام «أودي» للأمان المسبق «بري سنس» الذي يتعامل مع المواقف الحرجة التي يتوقع فيها النظام فقدان السيطرة على السيارة من أجل تخفيف حجم الخسائر. وتعتمد السيارة على إضاءة فعالة من نوع «زينون بلس» وأضواء تشغيل نهاري من نوع «إل إي دي». ومن الخيارات المتاحة لهذه السيارة أيضا إمكانية تركيب نظام الرؤية الليلية ونظام عرض المعلومات على زجاج النافذة الأمامية، ونظام إضاءة داخلية جديد ونظام كروز الفعال. وتخصص المقاعد الخلفية لراكبين فقط إذ لا وجود لحزام أمان ثالث.

أتاحت الشركة تجربة فئات «إس» في ريف ميونيخ، وكانت «إس 7 سبورتباك» من ضمن الفئات التي أخضعتها للاختبار. وتوفر السيارة جلسات مريحة في كل مقاعدها مع زوايا رؤية جيدة للسائق ونظام ملاحة بشاشة عريضة تظهر لدى بداية التشغيل بضغط زر التشغيل على الكونسول الوسطي. وتتسم بداية الانطلاق بسلاسة ملحوظة واستقرار يوفره الدفع على كل العجلات.

وتظهر مواهب السيارة لدى الانطلاق السريع بها، حيث يوفر المحرك قوة دفع تبعث على الكثير من الثقة لدى تخطي السيارات الأخرى. وهي في المنحنيات تبدو خفيفة وسريعة الاستجابة على الرغم من حجمها الكبير. وأدوات القيادة سهلة وذات توزيع منطقي، ونظام «بانغ آند أولفسون» للموسيقى يحول السيارة إلى قاعة أوركسترا. وهي توفر هدوءا ملحوظا في التشغيل، ولا يشعر السائق بأي ذبذبة، كما لا يلاحظ الحالات التي يتحول فيها المحرك من التشغيل بثماني أسطوانات إلى التشغيل الاقتصادي بأربع أسطوانات فقط.

كان نظام عرض المعلومات على النافذة الأمامية مفيدا، خصوصا في عرض السرعات القانونية لمختلف الطرق الألمانية. ولم تتوافر السيارات الخاضعة للاختبار على فتحات سقف، وليس من المؤكد أن فتحة السقف سوف تكون ضمن التجهيزات الأساسية.

من المآخذ القليلة على «إس 7 سبورتباك» نظام المكابح فيها الذي يختلف كثيرا عن غيرها، بما في ذلك «إس 6»، فهو نظام يسمح بالضغط على دواسة المكابح لعدة ملليمترات من دون استجابة، ثم تأتي الاستجابة دفعة واحدة فتوقف السيارة بسرعة غير متوقعة. ويتعين على السائق التعود على هذا النظام لعدة كيلومترات قبل التأقلم معه. وقد شكا بعض الصحافيين غير العرب من هذا النظام. وكذلك يمكن لنظام وقف تشغيل المحرك أن يفاجئ السائق بعدم استجابته الفورية للوقف نظرا لهدوء تشغيل السيارة وصعوبة التأكد من توقف المحرك أو عدمه. وهناك زر يمكن به إلغاء هذه الخاصية، وإن كان ذلك يلغي نسبة من توفير استهلاك الوقود.

وسوف تطرح هذه السيارة في أسواق المنطقة الصيف المقبل بسعر يبدأ بـ79 ألف يورو. وهي تنافس مجموعة من السيارات الرياضية مثل جاغوار «إكس إف آر»، ومرسيدس «سي إل إس 500». لكن هناك العديد من جوانب التفوق لصالح «أودي» خصوصا بالمقارنة مع «مرسيدس بنز». لكن رد «مرسيدس» على هذا التحدي قد يأتي العام المقبل عندما تجدد «مرسيدس» طراز «سي إل إس» الذي افتتحت به هذا القطاع.

لكن «إس 7 سبورتباك» لا تطال بعد قدرات سيارة «باناميرا» من «بورشه» التي تشترك معها في التصميم وتفوقها في القوة وفي الثمن. ولم تكن «باناميرا» ضمن الأهداف التي وضعتها «أودي» لمنافستها نظرا لأنها تنتج من شركة حليفة داخل مجموعة «فولكس فاغن» التي تملك «أودي» و«بورشه» معا.

ويمكن استخلاص وصف «أودي» لهذه السيارة بالمقارنة مع منافساتها على أنها أخف وزنا وأقوى عزما وقدرة وأكثر اقتصادية في التشغيل. وفي هذا القول لا تجانب الشركة كثيرا الحقيقة.