كامري 2012 تتوقع المحافظة على موقعها في السوق رغم منافسة «شيفروليه» و«هيونداي»

معتبرة أن مستوى اعتماديتها يرشحها للصدارة في فئتها

تويوتا كامري الجديدة
TT

لم تدخل شركة «تويوتا» الكثير من التعديلات على طراز كامري الجديد على اعتبار أن السيارة لا تحتاج إلى تعديل كونها تنافس على قمة القطاع الذي تمثله منذ عدة سنوات. وتقول الشركة في تقديم كامري الجديدة إنها توفر «مستويات تقنية متطورة، وتصميما رياضيا، ومقصورة داخلية ذات مساحة وافرة، وديناميكيات قيادة محسنة، وتجربة قيادة أكثر هدوءا». ولكن هذه التعديلات تأتي دون المتوقع في القطاع الذي تنافس فيه سيارات مثل شيفروليه ماليبو وهيونداي سوناتا، وهي سيارات بدأت من قاعدة متدنية في ترتيب السوق ولكنها في أجيالها الجديدة تكاد تتفوق على بعض جوانب كامري من حيث الاقتصاد في استهلاك الوقود من جهة واستخدام تقنيات جديدة في المحرك، وأيضا في التصميم الخارجي.

ولكن الرأي السائد في الأسواق هو أن كامري سوف تحافظ هذا العام على موقعها في صدارة الأسواق، وهو الموقع الذي تحتله منذ عدة سنوات.

وتشتهر كامري تقليديا بأنها واحدة من أكثر السيارات اعتمادية، كما أنها تتفوق في معايير السلامة. وأشار أندرو سكواير مدير التسويق المحلي في شركة «الفطيم» بالإمارات أثناء تقديم السيارة في معرض دبي الأخير أن كامري توفر تجربة ركوب «أكثر هدوءا، ومساحة داخلية رحبة وكفاءة عالية في استهلاك الوقود». وهو يؤكد أنها لن تسبب إحباطا لمن يقرر أن يقتنيها. وأكد سكواير أنه قام بقيادة كامري قبل تقديمها إلى الأسواق لمسافات طويلة وأن الشركة نجحت في مهمتها تماما لإنتاج سيارة مميزة. وهو يتوجه إلى المشترين من قطاعي الأساطيل والتجزئة بهذه السيارة، ويعتقد أن السيارة توفر من تكلفة الملكية وتحافظ على قيمتها عند إعادة بيعها.

وتبني كامري سمعتها على ما حققته عالميا. وتعتمد في طرازها الجديد على نجاح أجياله السابقة التي حققت نجاحا ملحوظا في أسواق الشرق الأوسط على مدى سنوات متعاقبة جعلت من السيارة جزءا من حياة أهل المنطقة.

وفي الأسواق الأميركية مثلا تسيطر كامري على القطاع المتوسط منذ عام 1997 سوى عام واحد فقدت فيه هذا الموقع هو عام 2001. وفي العام الماضي باعت الشركة نحو 330 ألف سيارة كامري، علما بأنها تبني على شاسيه كامري سيارات أخرى تنتمي إلى «تويوتا» ولكزس وتمثل 42% من مبيعات «تويوتا» العالمية. إلا أن «تويوتا» تعتمد على كامري في نسبة كبيرة من أرباحها.

وتتنافس سيارات القطاع المتوسط على جبهات متعددة منها التصميم والتجهيز الداخلي وتوفير استهلاك الوقود. وفي طراز 2012 حققت كامري بعض التحسن في معدل الاقتصاد في استهلاك الوقود ولكن من دون اختراقات تقنية مثل الحقن المباشر للوقود، الذي تستخدمه السيارة ماليبو في جيلها الجديد. واستطاعت «تويوتا» بذلك تخفيف الوزن وتحسين الانسيابية وإعادة تصميم بعض المكونات. وهي تقدم فئة هجين (هايبرد) أغلى ثمنا لمن يريد التقيد باعتبارات الحفاظ على البيئة والتوفير في استهلاك الوقود. إلا أن جميع فئات كامري الجديدة تقدم قدرا من النعومة وهدوء التشغيل على الطريق.

ولهذا العام تقدم «تويوتا» الجيل السابع من كامري الذي أدخلت تحسينات على تصميمه الداخلي وزود بمحرك أقوى بـ4 أسطوانات من طرازات الجيل السابق. ويمكن الاختيار بين محرك رباعي الأسطوانات بحجم 2.5 لتر يوفر قدرة 178 حصانا، وآخر أكبر حجمه 3.5 لتر بـ6 أسطوانات يوفر 268 حصانا. وتوفر الشركة ناقل حركة أوتوماتيكي لكلا المحركين بـ6 سرعات. وتعمل السيارة بالدفع على العجلات الأمامية.

وفي فئات المدخل تستخدم السيارة محركا أصغر مع تجهيزات تشمل تكييف الهواء وضبطا للمقود وخاصية «بلوتوث» ونظام موسيقى بـ6 سماعات ووصلة «يو إس بي». أما الفئة العليا فهي تتمتع بنظام تعليق رياضي وفتحة سقف ونظام تكييف مزدوج، وتحريك كهربائي للمقاعد الأمامية وتجهيز جلدي للمقاعد. هذا بالإضافة إلى نظام موسيقى أرقى ونظام ملاحة جديد بشاشة كبيرة.

وكان التحسن الملحوظ في طراز هذا العام في نوعية المواد المستخدمة في التجهيزات الداخلية للسيارة، إذ أن المواد أنعم في ملمسها والزوايا غير حادة، كما يمكن ربط الهواتف الذكية بنظام السيارة الآن عبر نظام «بلوتوث». أما خلف المقود فإن كامري الجديدة تبدو أكثر دقة واستجابة من سابقتها، خصوصا في الفئات الخاصة «إس إي». وتوفر كامري قيادة ناعمة وهادئة تناسب فئة كبيرة من ركاب القطاع المتوسط.

وعلى غرار النجاح الذي حققته في أسواق الشرق الأوسط سجلت كامري نجاحا ملحوظا في الأسواق الأميركية. ولكنها هذا العام ليست الأفضل في ترشيد استهلاك الوقود إذ صنفتها مطبوعة «يو إس نيوز» في الموقع 11 بين 19 سيارة من القطاع المتوسط من حيث اقتصادية التشغيل. وفيما قالت المطبوعة إن «تويوتا» أنتجت أفضل كامري في تاريخها مع إعادة تصميم طراز عام 2012 ذكرت أنها تفوقت بوجه الخصوص في مجال توفير استهلاك الوقود وتحسين نوعية التجهيز الداخلي. وأعجب الكثير من الصحافيين بتصميمها الداخلي ومساحته الرحبة والانطلاقة المريحة للسيارة. وتوقع لها كثيرون أن تحافظ على موقعها من حيث المبيعات والتسويق.

وقد اعتبرت مطبوعة «موتور تريند» الأميركية أن كامري لم تتغير كثيرا لكي تحافظ على موقعها الأحسن مبيعا في الأسواق على مدى 20 عاما، ووصفت التحسينات التي أدخلت عليها بالجزئية وغير الشاملة كما كان الحال مع طرازي شيفروليه ماليبو أو هيونداي سوناتا، منافستيها في القطاع نفسه.

ولكن المأخذ الذي لاحظه مختبرو السيارة الجديدة هو التصميم الداخلي غير المثير رغم التحسينات الكثيرة التي أدخلت عليه في العام الأخير، فالشكل الداخلي ما زال تقليديا بالمقارنة مع السيارات المنافسة. ولكنهم أبدوا تفهمهم من أن يؤدي التغيير الجذري إلى تنفير بعض زبائنها التقليديين الذين يعتبرون كامري سيارة متوسطة الحجم عالية الاعتمادية.

ويعتبر الخبراء أن بعض سيارات هذا القطاع تحاول جهدها التألق لانتزاع حصة من السوق التي طالما سيطرت عليها كامري في هذا القطاع. لذلك يبدو تغيير طراز العام الحالي من ماليبو وتحديثه لافتا، وكذلك تصميم سوناتا وتجهيزاتها التي جذبت إليها الكثير من المشترين.

ولكن حرارة المنافسة يجب أن لا تحول الأنظار عن قدرات جيل كامري الجديد الذي وصفه الإعلام بأنه طرح «أفضل سيارة تنتقل من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) بلا متاعب». وتعتقد مصادر السوق أن كامري لن تجد صعوبة في التربع على قمة هذا القطاع هذا العام أيضا، بعد أن سيطرت عليه لفترة تزيد عن الـ20 عاما.

ورغم تفوق كامري في إنتاج طراز هجين ضمن فئاتها المطروحة في السوق فإن طرازاتها العادية لم تخضع لتحولات تقنية عالية على غرار ما خضعت له السيارات المنافسة، فطراز ماليبو مثلا يقدم هذا العام محركات تعمل بتقنية الحقن المباشر للوقود، أي أحدث محركات البنزين في العالم الذي يتسم بنظافة التشغيل واقتصادية استهلاك الوقود.

كذلك تفوق جيل هيونداي الجديد بالتصميم الخارجي الذي يصفه البعض بأنه الأفضل في القطاع، وكذلك في المحركات اقتصادية التشغيل. ويرجح الكثيرون أن تبقى كامري على قمة القطاع عاما آخر، ولكن الفجوة بينها وبين منافستها تضيق عاما بعد عام، ما يعني أنه لم يعد كافيا الاعتماد على سمعتها بل اللحاق بما تفعله الشركات المنافسة وربما تحقيق نقلة نوعية في المستقبل تضمن لها البقاء في صدارة هذا القطاع لسنوات أخرى.