«إيفوك» تقطع بسهولة طرقات تغمرها المياه بعلو نصف متر

TT

طرحت شركة «لاندروفر» للتجربة سيارة «إيفوك»، أحدث وأصغر سياراتها على الإطلاق، التي تنافس بها في القطاع الذي سبقتها إليه شركات مثل «بي إم دبليو» بالفئة «إكس 1» و«أودي» بالفئة «كيو 3». وتعتقد الشركة أن 90 في المائة من المشترين في هذا القطاع الجديد سوف يأتون إليها من خارج شبكة زبائنها. كما أن معظمهم سوف يستخدم السيارة في المدن، ومنهم نسبة عالية من النساء اللاتي يفضلن التصميم الجديد.

وهي وإن كانت ذات قدرات رباعية لا تقل في الإمكانيات عن أخواتها الأكبر حجما والأثقل وزنا، إلا أن الشركة تركز على مواصفاتها الجمالية لا الرباعية. وهي سيارة لافتة للنظر سواء كانت القيادة في أعماق الريف أو في المدن، وهي ذات ملامح جذابة رغم جسمها الذي يبدو «مضغوطا» من أعلى إلى أسفل.

ولعل أجمل ما في السيارة هو تصميم مقصورة الركاب فيها، فهي تشبه «رينغ روفر» مصغرة مع مقود يمكن ضبطه ومقاعد ذات تصميم مريح ومزايا السيارات الرباعية المعهودة من المقعد المرتفع إلى زوايا الرؤية الواضحة، على الأقل في الأمام وعلى الجانبين. وهي تحتوي على كاميرات محيطة بالسيارة وناقل تروس سهل الاستعمال ونظام دفع متفوق بكل المحركات المتاحة حتى محرك الديزل الصغير.

والانطباع الأول من تجربة السيارة «إيفوك» هو التصميم غير العادي الذي سبق للشركة وقدمته في صيغة سيارة تجريبية. وتحاول الشركة بهذا الطراز تصغير هيكل السيارة مع توفير كل التجهيزات والفخامة المعهودة في سياراتها الكبيرة، بالإضافة إلى الإمكانيات الرباعية. وهي سيارة سهلة القيادة استغنت فيها الشركة عن الهيكل الهائل والإسراف في استهلاك الوقود، ولكنها احتفظت بكل معالم الفخامة الداخلية. ويمكن اختيار «إيفوك» ببابين أو بأربعة أبواب. وتتسع السيارة ذات الأبواب الأربعة لراكبين بحجم كبير في المقاعد الخلفية، وهي تأتي أطول من السيارة ذات البابين بنحو 1.2 بوصة.

وكانت هذه السيارة قد تم تقديمها للمرة الأولى في معرض جنيف في العام الماضي، وأضافت الشركة في معرض جنيف هذا العام تطويرا جديدا للفكرة بسيارة «إيفوك» مكشوفة سوف تنتجها في المستقبل. وخلال العام الأخير حققت السيارة الكثير من الألقاب، من بينها سيارة العام الرباعية. وفي نهاية العام بلغ عدد الجوائز من جميع أنحاء العالم نحو 90 جائزة.

وتتاح السيارة للبيع في 160 دولة، وتلقت الشركة طلبات لتوريد 40 ألف سيارة خلال العام الأول وحده، معظمها كان من زبائن جدد انتقلوا إلى علامة «رينغ روفر» من علامات سيارات أخرى. وتشير الشركة إلى أن نسبة كبيرة من المشترين الجدد هم من صغار السن الذين يفضلون الجسم المدمج والمزايا المتعددة التي يتيحها هيكل سيارة من هذا النوع من السيارات. وتحاكي السيارة أحدث خطوط التصميم لفئات السيارات العصرية.

من ناحية التصميم الخارجي تتميز السيارة بواجهة عريضة تتيح لها حضورا قويا على الطريق، ولكن مع تقلص الحجم الخلفي من الجوانب الأربعة، حتى تبدو النوافذ الجانبية مضغوطة من السقف إلى أسفل. أما التصميم الداخلي فهو يوفر تجهيزا مماثلا لسيارات «جاكوار» من حيث ناقل الحركة الذي يعمل بـ«ماوس» دائري في متناول يد السائق مع اختيار الانطلاق الرياضي أو العادي. وهي توفر كل المواهب الرباعية التي تتمتع بها سيارات «رينغ روفر» الأخرى، بالإضافة إلى سقف زجاجي بطول السيارة، يعتبر أحد أهم مزايا التصميم الجديد.

وتشمل التجهيزات شاشة وسطية ذات سطح مزدوج تعمل باللمس، يمكن تشغيلها لكي تعرض صورتين مختلفتين للسائق والراكب الأمامي، بحيث يمكن متابعة خرائط الطريق من زاوية السائق ومشاهدة أقراص فيديو من جانب الراكب الأمامي بواسطة سماعات شخصية. وتقول الشركة إنها لم تستخدم فيكتوريا بيكام، المغنية السابقة وزوجة لاعب الكرة ديفيد بيكام، كمستشارة تصميم داخلي لهذه السيارة على الرغم من وجود مجموعة خاصة من هذه السيارات تحمل اسمها.

وتوفر الشركة الكثير من المحركات لهذه السيارة، منها محركات ديزل بحجم 2.2 لتر وأربعة لترات، ومحرك بترولي سعته لتران. والأخير يقطع بغالون البنزين الواحد نحو 23.7 ميل، وهو إنجاز جيد باعتبار حجم ووزن السيارة. وتنطلق السيارة بمحرك البنزين إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 6.7 ثانية. وترتبط كل المحركات بناقل حركة أوتوماتيكي سلس مكون من ست نسب. وفي بعض الأسواق، مثل السوق الأميركية، يمثل الطراز الأكبر حجما بأربعة أبواب نسبة 80 في المائة من المبيعات. وتأتي السيارة بخيار الكثير من الألوان الخارجية التي يصل عددها إلى 12 لونا. ولكن اللون المفضل هذا العام هو اللون الأبيض.

وتتوفر السيارة بدفع رباعي دائم في معظم الأسواق، مع وجود فئة بدفع ثنائي تقتصر على الأسواق الأوروبية في الوقت الحاضر. وهي في كل الأحوال تحمل نظام «تيرين ريسبونس» الرباعي الذي يوفر التشبث بسطح الأرض في كل الأحوال، مع خوض المناطق الوعرة بسهولة. ويشمل النظام عدة مزايا أخرى، كالتحكم الإلكتروني في الثبات، ومنع تدحرج السيارة، ونظام اختياري لهبوط المنحدرات الحادة. وهي تعمل بنظام «ماغنا رايد» من الجيل الثالث للتعليق الوثير، وهو نظام مغناطيسي يقوم بتفعيل جزيئات من الحديد في سوائل هيدروليكية لضبط نسبة التعليق وفقا لظروف الطريق.

وتستخدم الشركة معدن الألمنيوم في تصنيع الكثير من أجزاء السيارة، وهي تقل وزنا عن السيارة «فريلاندر»، أصغر سيارات الشركة حجما، بنحو مائة كيلوغرام. ويمكن تركيب كاميرات خارجية لإتاحة مشاهد على الشاشة لمحيط السيارة. ولكنها في كل الأحوال تعتمد على كاميرا خلفية ملونة مع إنذار مسموع لدى الاقتراب من عوائق عند التقهقر بالسيارة.

وقال رئيس الشركة فيل بوفام إن السيارة توفر نفس معايير الفخامة والنوعية وكفاءة القيادة المتوقعة من سيارات «رينغ روفر»، ولكن في قالب مدمج أكثر اقتصادية وجاذبية للجيل الجديد. وهي لا تقل في إنجازها خارج شبكة الطرق، حيث ترتفع عن سطح الأرض بنسبة 215 ميليمترا، وتتعامل مع زوايا ارتفاع وانخفاض نسبتها 25 درجة، كما تخوض مسطحات مائية بارتفاع نصف متر بلا صعوبة.

* التجربة العملية

* أتاحت الشركة سيارة «إيفوك» للتجربة، وخضعت السيارة للقيادة لمسافات تزيد عن مائتي ميل من أجل استخلاص انطباعات واضحة عن قيادتها. وأظهرت التجربة أنها سيارة لافتة للأنظار، خصوصا في مناطق سياحية بريطانية، مثل لندن ومنطقة كوتسولد التي تبعد عن لندن بنحو مائة ميل إلى الشمال الغربي. وهي سيارة مريحة في الرحلات الطويلة وسلسة في القيادة، كما يمكن الاعتماد على نظام كروز لتحديد السرعة أوتوماتيكيا.

اللون الأبيض، الذي هو موضة هذا العام، يناسب «إيفوك» تماما. المحرك الذي جرت تجربته كان من نوع الديزل المخصص لأوروبا فقط، ولكنه يضارع أحدث المحركات البترولية في هدوء وسلاسة التشغيل. وهي تدخل السوق في منافسة لسيارات رباعية ألمانية صغيرة، ولكن لم تسنح تجربة نظام «نيرين ريسبونس» للمناطق الوعرة، ومن تجربة الانطلاق السريع على الطرق يمكن القول إن «إيفوك» مؤهلة لكي تكون سيارة رياضية.

ويؤخذ على السيارة ذات البابين التي جرت تجربتها ضيق المساحة المتوفرة للمقاعد الخلفية، خصوصا مع صغر حجم النوافذ الجانبية. ويتسع الصندوق الخلفي لحقيبتي سفر ولكنه لا يصلح لشحن الأغراض كبيرة الحجم، ولكن مزاياها تشمل نظام التعليق الجيد والقيادة المريحة وسرعة الانطلاق.