«باترول 2012» أخضعت لـ13 ألف ساعة من الاختبارات لجعلها سيارة الدفع الرباعي الأكثر اعتمادية

«نيسان باترول» 2012
TT

لفترة تزيد على الستين عاما، ظل اسم «نيسان باترول» يرتبط دوما بالقدرات الرباعية المتفوقة لسيارة تخوض كافة التضاريس ولا تخشى وديان الرمال الناعمة أو الهضبات الصخرية، ولكنها في موديل عام 2012 تزيد على هذه القدرات بلمسات فخامة لم تتوافر بنفس الدرجة في الموديلات السابقة. وهي تتمتع في منطقة الشرق الأوسط بشعبية واسعة، خصوصا خارج المدن، حيث اعتادت عدة أجيال الاعتماد على سيارات «باترول» وعلى اقتنائها عاما بعد عام.

رئيس الشركة، كارلوس غصن، قال لدى طرح هذه السيارة إنها تركز على مستويات عالية من الأمان والإنجاز والنوعية لكي تلبي حاجات وتطلعات جمهورها في الشرق الأوسط.

ومن أجل تحقيق ذلك، استعان مهندسو الشركة بمجموعة من السيارات يبلغ عددها 200 سيارة لإجراء اختبارات عليها في اليابان وفي المنطقة. وتعرضت هذه السيارات لكافة التحديات التي يمكن تصورها، من التشغيل المتواصل إلى الحرارة الشديدة على أسطح متنوعة صخرية ورملية، بالإضافة إلى الطرق السريعة، إضافة إلى مضمار الشركة في اليابان. وأكمل نحو 40 مهندسا يابانيا أكثر من 13 ألف ساعة اختبارات على السيارة الجديدة للتأكد من اعتماديتها وسلامتها. وجرت معظم الاختبارات في الإمارات وعلى الحدود السعودية.

من ناحية أخرى، أجرت الشركة الكثير من الأبحاث السوقية في المنطقة لسؤال مستخدميها عما يفضلونه وسؤال مستخدمي سيارات أخرى عما يريدون تحسينه. وكانت النتيجة هي: تغيير تصميم «باترول»، وتعزيز قدرة المحرك، وإضافة المزيد من لمسات الراحة والفخامة في مقصورة ركابها. وتم تحسين التصميم الخارجي مع المحافظة على شخصية «باترول» وحضورها القوي على الطرق. وحافظت الشركة على شكل فتحة التبريد الأمامية التي تتواصل مع تراث تصميم هذه السيارة، مع إبراز حداثة التصميم.

وكانت «باترول» من أوائل سيارات الدفع الرباعي التي طرحت في الشرق الأوسط منذ منتصف القرن الماضي. كما كانت السيارة الأولى التي تعبر صحراء سمسون في أستراليا في عام 1962.

وتم تجميل مقصورة الركاب بتلبيسها كسوة جلدية وأطرا من الألمنيوم والأخشاب المصقولة. كما زادت مساحة الركاب واتسعت مساحة المقاعد الأمامية عرضا وارتفاعا. كما توفر السيارة عشرة سنتيمترات إضافية لمساحة سيقان ركاب المقاعد الخلفية، مع مساحات إضافية لركاب مقاعد الصف الثالث أيضا. وهي تتفوق في صلابة الجوانب عن الجيل السابق بنسبة الضعف، والنتيجة هي جسم صلب لا يتذبذب أو يهتز في أقصى المناطق الوعرة.

وتعد «باترول» الجديدة هي الأقوى في قطاعها، ويوفر هذه القوة محركها الجديد البالغ حجمه 5.6 لتر بثماني أسطوانات وتقنية التوقيت المتغير للتحكم في الصمامات وحقن الوقود المباشر التي توفر 400 حصان من القدرة و600 نيوتن/متر من عزم الدوران. وهي تتفوق أيضا في توفير استهلاك الوقود وخفض نسب العادم. ويرتبط المحرك بناقل تروس مكون من سبع نسب، يمكن التعامل معه أوتوماتيكيا لتوفير إمكانات أكبر من سابقه لكل ظروف الدفع. كما استمعت الشركة لمطالب بعض عملائها الذين يفضلون الدفع اليدوي وخصصت لهم ناقلا يدويا بست سرعات.

وللمرة الأولى في الصناعة، تستخدم «نيسان» نظام التحكم الهيدروليكي في الجسم، وهو يحافظ على أفقية السيارة خلال تغيير حارات السير أو الانحراف بسرعة. ويوفر النظام المزيد من النعومة عند الانطلاق على الطرق الوعرة التي تنتشر على حواف الصحاري. وهي تعتمد على نظام تعليق جديد، مستقل لكل من العجلات الأربع. ويختلف النظام تماما عنه في الجيل السابق، ويساهم مع نظام التحكم الهيدروليكي في تحسين التحكم في القيادة والشعور بالراحة أثناء الانطلاق بها.

وتعتمد السيارة على نظام دفع رباعي دائم من أربعة برامج، يتيح للسائق اختيار النظام المناسب منها لكي يلائم ظروف الطريق من الانطلاق على الرمال أو على الطرق إلى الصخور الوعرية، وذلك بضغطة زر. وتقول الشركة إن السيارة تنطلق على الرمال بسهولة وسرعة لكي تماثل انطلاق سائقي الرالي.

بالإضافة إلى ذلك، توفر «باترول» أيضا نظام المساعدة على بداية التشغيل على الطرق الصاعدة، وهو نظام يوقف السيارة في محلها على هذه الطرق بلا تقهقر، حتى لو رفع السائق قدمه من على المكابح. كما تملك نظاما آخر للتحكم في هبوط المنحدرات بسرعة ثابتة لا تزيد على سبعة كيلومترات في الساعة. وتقول الشركة إن «باترول» الجديدة مزودة بأقوى مكابح تعمل على أقراص أكبر حجما من الجيل السابق.

وهي كذلك تتمتع بمستويات أمان عالية، فهي تحتوي على نظام «سافتي شيلد» الذي يصدر تحذيرا من مغادرة حارة السير، ونظام «كروز كونترول» الذكي الذي يحفظ للسائق مسافة ثابتة بينه وبين السيارة التي تتقدمه على الطريق. ويقوم النظام بتغيير سرعة السيارة وفقا لحالة المرور. وإذا استشعر النظام خطر تصادم، فإنه يصدر تحذيرا للسائق بالتوقف ويبدأ تشغيل أضواء الطوارئ.

وتحمل «باترول» الجديدة أيضا نظام تحذير من النقاط العمياء، مما يعزز ثقة السائق لدى تغيير حارات السير. وبالطبع، تحمل السيارة وسائد هوائية موزعة على مقاعدها الأمامية والخلفية ونظام تشديد أحزمة الأمان، بالإضافة إلى نظام التحكم في التشبث الذي يمنع السيارة من الانحراف جانبا عندما تنطلق في خط نصف دائري.

وتحسب أنظمة الأمان المسافة المتاحة أمام السيارة بالعلاقة مع سرعتها وتحذر السائق من إمكانية الاصطدام إذا كانت المسافة غير كافية. وإذا لم يتخذ السائق خطوات فعلية لخفض السرعة تقوم الأنظمة بخفض السرعة تلقائيا. وفي حالات وقوع تصادم، تسهل أنظمة السيارة فتح أبوابها لتسهيل خروج الركاب منها، كما يساهم نظام حماية الرؤوس في توفير الأمان من الصدمات الخلفية. وتشير الشركة إلى أن «باترول» الجديدة تحمل الكثير من التقنيات التي تطبق في الصناعة للمرة الأولى، منها نظام التحكم الهيدروليكي في الجسم، ونظام تكييف جديد يسمى «كيرتن فنت» يوفر تيارات من الهواء عبر فتحات على جوانب سقف السيارة. كما تحمل السيارة ثلاثة أنظمة جديدة لمشاهدة أفلام الفيديو فرديا لكل راكب على حدة. وتوفر السيارة أيضا نظاما جديدا لمراقبة ضغط الإطارات وزيادة هذا الضغط عند الحاجة.

ومن الابتكارات التي تتميز بها السيارة براد للمشروبات يقع داخل الكونسول الأمامي بين السائق والراكب الأمامي. وهو نظام يمكن الوصول إليه من المقاعد الأمامية أو الخلفية ويحمل ست زجاجات مشروبات مبردة. وسوف يعتمد نظام الملاحة الجديد للسيارة على قرص صلب للمعلومات، بالإضافة إلى ذاكرة تصل إلى 9.3 غيغابايت للموسيقى. وتعتقد الشركة أن كل هذه الإضافات تضع «نيسان باترول» في مقدمة قطاعها. وتصل هذه السيارة إلى أسواق الشرق الأوسط أولا، وقد استعارت الشركة واحدة من السيارات المخصصة للمنطقة لتجربة الصحافة الأسترالية في أستراليا وكانت الشكوى الوحيدة هي أن المقود على اليسار! وتنافس «باترول» في قطاع يضم منافسين أقوياء، مثل «تويوتا» و«لاند كروزر» و«راينج روفر» و«سبور»، و«لكزس إل إكس 570». وتبدأ أسعار «باترول» من نحو 90 ألف دولار، علما بأن «نيسان» سوف تطرح فئة خاصة منها في الذكرى الستين لنزول «باترول» إلى الأسواق.