«فورد» تسجل نقلة نوعية في تصميم «فيوجن 2013» وتجمع القوة والتشغيل النظيف في سيارة واحدة

تقنية «إيكوبوست» ترفع قدرة المحرك بمزيج من الشحن التوربيني والحقن المباشر

اختبارات الانسيابية على فيوجن الجديدة
TT

تعد سيارة «فيوجن» 2013 التي تستعد شركة فورد لتدشينها بعد فصل الصيف نموذجا لافتا للتقدم الملموس الذي أحرزته الشركة في مجال التصميم والتقنية. وكانت «فورد» قد استضافت الإعلام الدولي مؤخرا في دورة تعريفية بنشاطات الشركة وتطلعاتها المستقبلية، فيما كانت فيوجن (التي تسمى مونديو في أوروبا) أبرز معالم تطبيقات التصميم والتقنية الجديدة من الشركة.

«فيوجن» واحدة من أكثر سيارات «فورد» مبيعا، وهي تنافس سيارات القطاع العائلي المتوسط الذي يضم سيارات عالية الكفاءة عالية مثل «كامري» و«اكورد» و«ماليبو» و«سوناتا». إلا أن فورد لم تلتفت إلى المنافسة الأميركية واليابانية وقاست إنجازها بالمنافسة الألمانية خصوصا سيارة أودي «إيه 6»، من حيث التصميم الخارجي، وسيارة مرسيدس «إي كلاس» من حيث التصميم الداخلي. ويبدو أن الشركة حققت نجاحا أيضا في الاحتفاظ بالشخصية الاعتبارية لسيارة «فيوجن» التي تقدمها بنظام دفع أمامي أو على العجلات الأربع وعلى ثلاثة مستويات من التجهيز أعلاها هو «تيتانيوم».

من التقنيات المطبقة في هذه السيارة ما تطلق عليه الشركة اسم «أيكو بوست» وهو نظام يرفع قدرة المحركات بمزيج من الشحن التوربيني والحقن المباشر للوقود، وتطبقه الشركة على محركات السيارة بأحجام 1.6 لتر ولترين. وترتبط المحركات بناقل حركة أوتوماتيكي بست نسب، أو آخر من نوع «سي في تي» غير محدود النسب. ويتاح أيضا نأقل يدوي بست سرعات. وتوفر هذه المحركات انطلاقا جيدا يصل إلى سبع ثوان للوصول إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة. وهي تعد من أكثر المحركات نظافة واقتصادية في الصناعة الآن.

وبالإضافة إلى التصميم الجيد، تعد سيارة «فيوجن» الجديدة عملية للغاية حيث تحمل خمسة ركاب بسهولة وتتيح مساحة شحن حجمها 15.4 قدم مكعب. وتحمل السيارة 16.5 غالون من البنزين يتيح لها مدى سير يصل إلى 600 ميل.

وأفضل ما قيل عن التصميم الخارجي للسيارة أنه يحمل شبها كبيرا بسيارات إستون مارتن الفاخرة. ويتضح هذا الشبه من شكل شبكة التبريد الأمامية التي تغلق فتحاتها أثناء الانطلاق إذا لم تكن هناك حاجة للتبريد من أجل زيادة الانسيابية وتوفير استهلاك الوقود وخفض الضوضاء. ومن جانبيها تبدو السيارة انسيابية للغاية بشكل «كوبيه». وللتعريف بانسيابية السيارة قدمت الشركة عرضا لاختبار سلاسة الجسم داخل أنفاق الرياح باستخدام تيارات من الدخان. وكان الدخان ينزلق بلا مقاومة على جميع مسطحات الجسم.

التصميم الداخلي يقدم تناسقا في الألوان ونوعية فائقة للمواد المستخدمة. ويتميز التصميم بالوضوح وبساطة توزيع أدوات القيادة وأنظمتها مع جودة في التشطيب. ويجد السائق أمامه لوحة قيادة واضحة بمؤشرات دائرية ومعلومات رقمية بينما تغطي المساحة فوق الكونسول الوسطي بالألومونيوم يعلوها مداخل التكييف في المنتصف وعلى الجانبين. أما المقاعد فهي تتسم بالدعم الجانبي وتبدو مريحة في جلستها. ويمكن طي المقاعد الخلفية بنسبة 40:60 لزيادة حجم الشحن، وهي توفر مساحة جيدة للأقدام لثلاثة ركاب.

وتحمل السيارة الكثير من الأنظمة المتضمنة في التجهيز الأساسي مثل تكييف الهواء والإغلاق الكهربائي للأبواب مع تشغيل كهربائي لزجاج النوافذ والمرايا الجانبية. ويمكن تشغيل الراديو والموسيقى ونظام كروز لتثبيت السرعة من على المقود. كما يمكن ضبط المقود من عدة زوايا. ويتوفر للسيارة حوامل أكواب ومساحة تخزين أمامية بين المقاعد. ويمكن فتح صندوق الأمتعة الخلفي من مقعد السائق. وبالسيارة مخارج للشحن الكهربائي للأدوات الإلكترونية وأضواء للقراءة لركاب المقاعد الأمامية والخلفية ومرشح للهواء الداخل إلى السيارة. وهي مجهزة لاستخدامات بلوتوث والهاتف الجوال بلا حاجة لاستخدام اليدين.

وتتفوق السيارة في تجهيزات الأمان من مانع انغلاق العجلات إلى الوسائد الهوائية أماما وخلفا، ونظام لتثبيت مقاعد الأطفال مع خيار منع فتح الأبواب الخلفية من الداخل. وتحمل السيارة نظام «تراكشن كونترول» لتحسين التشبث بسطح الطريق مع توزيع إلكتروني لقوة المكابح على العجلات. وتعمل الأضواء والمساحات في السيارة أوتوماتيكيا كما يمكن مراقبة ضغط الإطارات.

كما توفر «فورد» بعض الخيارات الأخرى غير المتاحة في هذا القطاع مثل نظام كروز الذكي الذي يحافظ على مسافة آمنة وثابتة أمام السيارة ويغير السرعة وفقا لظروف الطريق. كما يمكن تزويد السيارة بنظام للمساعدة على صفها بسهولة، وآخر للتحذير من الانحراف عن مسار السير. وتتوافر لسيارات فيوجن الجديدة نظم «سينك» و«فورد توتش» للمعلومات.

وتحقق السيارة وفرا جيدا في استخدام الوقود يتراوح بين 25 ميلا داخل المدن و37 ميلا خارجها لكل غالون من الوقود. وهي تتيح انطلاقا واثقا وهدوءا في التشغيل. وتتراوح أسعارها (داخل أميركا) بين 22 و30 ألف دولار.

والفارق الأكبر بين موديلي عام 2013 وعام 2011 من «فيوجن» يكمن في جاذبية تصميم السيارة الجديدة الذي وصفه أحد مصمميها بأنه يعطي «شحنة عاطفية» للناظر إليها، أما الموديل السابق فهو مجرد من هذه الشحنة ويشبه غيره من سيارات القطاع نفسه بحيث يصعب التمييز بينها. أما «فيوجن» الجديدة فتأتي بتقنيات وتصميم جديدة وتحسن في التشطيب والنوعية بما يضعها في مصاف السيارات الفاخرة. وهي بالتأكيد تتألق في القطاع بشكلها الجديد.

لم تتبلور مواصفات «فيوجن» الجديدة بسرعة إذ استغرق الأمر سنوات من التجارب عبر أقسام مختلفة أوضحتها الشركة للإعلام الدولي خلال الزيارة المطولة التي استضافت خلالها الصحافة العالمية لمدة أسبوع تقريبا في مقرها في ديربورن (ولاية ميتشيغن). فالشركة تستخدم أحدث المعدات لاختبارات الانسيابية والسلامة ونظام محاكاة تصل قيمته إلى عشرة ملايين دولار لاختبار نوعية القيادة في عالم افتراضي ثلاثي الأبعاد. وهو نظام متقدم إلى درجة أن وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» طلبت المشاركة في استخدام النظام في أبحاثها.

وتشمل الأبحاث اختبار صمت التشغيل لسيارات «فورد» في كافة الظروف وعلى سرعات مختلفة وأسطح طرق غير مرصوفة. وتحاول «فورد» من خلال هذه الأبحاث تقديم سيارة هادئة التشغيل ومريحة في الرحلات الطويلة والقصيرة على السواء.

وقال لاري كومار، مدير تكامل أنظمة السيارات، إنه يمثل صوت المستهلك في تطوير سيارات الشركة لتحسين التصميم لسيارات فورد ولنكولن. وهو يقود سيارات الشركة وسيارات الشركات المنافسة في جميع أنحاء العالم، ويطبق أفضل ما يجده في هذه السيارات. وعن خبرته في منطقة الشرق الأوسط قال كومار إن المنطقة تختلف عن غيرها بحرارتها المرتفعة معظم شهور العام مع انتشار الرمال والأتربة وهو أصعب مناخ للسيارات. وهي منطقة تتميز أيضا بصغر سن من مشتري السيارات فنسبة 72 في المائة منهم تقل أعمارهم عن 30 عاما. ويقول كومار إن 45 مهندسا في مجال تطوير المنتجات زاروا المنطقة في العام الأخير لاختبار 15 منتجا جديدا، كانت منها 15 رحلة للسعودية والإمارات.

ويوجد في المنطقة مهندسان متفرغان لاختبار وتقويم السيارات وتقديم اقتراحات التحسين والتواصل مع المنطقة. ووجد مهندسو الشركة أن زبائن الشرق الأوسط لديهم حساسية خاصة من ضوضاء الرياح، ولذلك تعمل الشركة على خفض هذه الضوضاء إلى الحد الأدنى.

هذا وتشمل اختبارات الشركة أيضا تحسين أدوات الإنتاج عبر التصميم ثلاثي الأبعاد من أجل العناية بالعمال على خطوط الإنتاج وخفض الجهد الذي يقومون به يوميا لإنتاج سيارات الشركة.