سيارة فاخرة صممها فيتيل بطل «الفورميولا 1»

«إنفينيتي» تعرض في مهرجان «غودوود» للسرعة

فيتيل.. أمام سيارة «إنفينيتي» التي تحمل اسمه
TT

شاركت سيارة «إنفينيتي» الفاخرة لأول مرة هذا العام في مهرجان غودوود للسرعة الذي يقام سنويا في بريطانيا ويحضره مئات الآلاف من محبي السرعة والسيارات على اختلاف أنواعها، فهو يعتبر أشهر مناسبة في عالم السيارات، ويضم مزيجا رائعا من سيارات، ونجوم، ومشاهير رياضات السيارات تظهر فيه أفخر المركبات العادية وتلك المصممة لحلبات السباق، سواء كانت معروضة، أو مشاركة في الفعاليات، فضلا عن السيارات القديمة التي تحولت مع الزمن إلى أيقونات ثمينة في المتاحف، أو في مرائب أصحاب الملايين.

وحضر فعاليات العام الحالي سفير علامة «إنفينيتي»، وبطل العالم مرتين في سباقات «الفورميولا1»، سيباستيان فيتيل، ليعرض على المشاهدين المركبة المتحولة «كروس أوفر» الأكثر حصرية، أي «إف إكس - فيتيل» خلال تجربتها الفعلية.

وسيجري إنتاج 150 مركبة فقط من هذه السيارة الحصرية التي تحمل اسمه وبصمته الخاصة، وستكون حصة العالم العربي منها 50 سيارة، على الرغم من تلقي الشركة لأكثر من 600 طلب عليها، حتى قبل الانتهاء من إنتاجها. كما سيجري تسليم هذه السيارات في الربع الأول من العام المقبل في كل من أفريقيا والهند وأوروبا، وطبعا منطقة الشرق الأوسط.

وتعتبر السيارة «إف إكس - فيتيل» أخف وزنا وأكثر ديناميكية، بحيث تنخفض نسبة الجر (عامل مقاومة الهواء) بمقدار 5 في المائة، وتولد قوة ضغط من أعلى إلى أسفل أكثر بمقدار 30 في المائة من المعدل العادي، بفضل جنيح خلفي. كما أنها مزودة بمحرك سعة 5.0 لترات يولد قوة 420 حصانا، مقارنة بقوة 390 حصانا للطراز التقليدي، بعزم أقصى يبلغ 53 كيلوغرام/ متر، بحيث ستحتل مركز أقوى سيارة «إنفينيتي» في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن مكانتها النخبوية العالية.

وغني عن القول أن هذه السيارة متطورة جدا، وتتمتع بزئير يضاهي جمالها يصدر عن نظام عوادم خاص. وتغطي الألياف الكربونية الصلبة والخفيفة الوزن معظم تطعيماتها الداخلية، فضلا عن مادة «الالكنتارا» التي تغطي خط السقف، كما استخدمت في تصنيعها تقنيات عالية بالتعاون مع فريق «ريد بول» لسباقات «الفورميولا1»، لتشكل ذلك الأداء الملهم الذي تحول الآن شعارا لـ«إنفينيتي».

علق فيتيل على السيارة بقوله: «إنها أول سيارة مخصصة للطرقات أسهمت أنا في تطويرها، ففي العادة يتوفر لي مئات المهندسين الذين يبنون سيارة واحدة لي فقط، لذلك فإنه من الرائع بالنسبة إلى أن أسهم أنا بتصميم سيارة».

وعرضت مع سيارة «إف إكس - فيتيل» سيارة السباق «ريد بول ريسنغ RB7» التي توفر لها «إنفينيتي» الرعاية الفنية، التي نالت مع سيباستيان فيتيل لقب بطولة العالم في «الفورميولا1» خلال عام 2011.

وقال برنارد لوار، نائب رئيس «إنفينيتي» في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط: «إن حال (إنفينيتي) كحال مهرجان السرعة، إذ تستمد هذه العلامة الفاخرة اندفاعها من الأداء العالي، وهذا هو الدافع الذي يجعلنا نستمتع باتخاذ الدور الرائد في المهرجان، خصوصا مع سيارتين تجسدان قيم (إنفينيتي) بهذا القدر من الإثارة».

ويقصد لوار بالسيارة الثانية طراز «إيميرج - إي» الرياضي ذات المقعدين التي عرضت في المهرجان أيضا، والتي ربما ستدخل سجل «غينيس» كأسرع سيارة هجين أنتجت حتى الآن، رغم أنها لا تزال في مرحلة اختبارية. وقد قادها زميل فيتيل في فريق «ريد بول»، مارك وبر، أمام الجماهير المحتشدة في اليوم الثالث من المهرجان، متسلقا بها هضبة غودوود بسرعة فائقة.

وعلى هامش المهرجان، أجرينا لقاء مع أوليفر ريموند، مدير إنتاج السيارات المتحولة «كروس أوفر»، وعلى رأسها طبعا «إف إكس - فيتيل»، الذي سألناه عن الفكرة من تطوير هذه السيارة فقال: «إنها قصة طويلة لكنها مسلية.. ففي أحد معارض السيارات الدولية في العام الماضي، كان هناك بطل (الفورميولا1) سيباستيان فيتيل مع فريق (ريد بول) للسباقات. وكنا قد قررنا التعاون مع هذه الشركة. وأمام عدسات كاميرات التلفزيون سألناه ماذا لو صنعنا سيارة خاصة تحمل اسمه؟ وبعد كثير من الرسومات والنقاشات وافق قائلا: (لنذهب إلى تطوير سيارة اختبارية مستقبلية)، وفعلا أصبحت السيارة هذه جاهزة بعد 6 أشهر من ذلك التاريخ. وكان أن تلقينا فورا أكثر من 600 طلب عليها، مما دفعنا إلى المضي قدما في إنتاجها، بعدما تلقينا الضوء الأخضر من كل الأطراف، وسننتج 150 سيارة ستكون حصة العالم العربي منها 50 سيارة».

أما لماذا حدد العدد بـ150 مركبة فقط، قال: «لعدة أسباب أحدها أنه لا بد أن يكون العدد حصريا رفعا لقيمتها، كما وجدنا أن تخصيص العالم العربي بـ50 وحدة فقط هو أمر يتناسب مع وضع السوق وأحوالها».

وتابع ريموند قائلا: «كلما عرضنا هذه السيارة في المعارض، تلقينا طلبات جديدة لها. وفي المهرجان، تلقينا طلبين لشرائها. وهذا يعني أنه عندما نضع السيارة أمام الزبون المناسب، في المكان المناسب، في الوقت المناسب نستطيع بسهولة العثور على مشترين جدد». وأضاف: «إننا نملك الكثير من زبائن (إف 50) الذين ابتاعوا هذه المركبة قبل عامين، أو أكثر. وهم مهتمون جدا بالسيارة الجديدة، خصوصا أننا في المرتبة الرابعة مبيعا في أوروبا، وثلث زبائننا هم من زبائن (إف 50). وعندما نقوم بتحليل كل هذه العوامل معا، نجد إننا في وضع جيد جدا لكسب زبائن جدد من النوع الخاص، أو الفريد، المستعد دوما لدفع ثمن عال لسيارة جديدة، من أمثال الذين يقودون سيارة (لامبرغيني) مثلا، لكنه يرغب في سيارة ثانية يستخدمها في فصل الشتاء، وبذلك فنحن ندخل في مجال حصري جدا من عالم السيارات، علاوة على أن مثل هذه المركبة تعزز صورتنا كشركة تشيد أفضل السيارات الفاخرة ذات الأداء العالي والأكثر كفاءة».

وسألنا ريموند عن سعر السيارة، فقال إن سعرها في العالم العربي لم يتقرر بعد، لكن سعرها في بريطانيا قد يقارب الـ108 آلاف جنيه إسترليني.

وفي ما يتعلق بوجود مشاريع أخرى من هذا النوع، أجاب ريموند: «لا.. لأن السيارة كما قلنا ستكون فريدة من نوعها، فضلا عن حصرية عددها، وفرادة المواد المستخدمة في تصنيعها. لذلك فهي المشروع الوحيد بين أيدينا. طبعا ثمة مشاريع أخرى تخص المستهلكين العاديين، لكنها أقل أهمية من مشروع هذه المركبة».

وبخصوص التعاون والشراكة مع فريق «ريد بول»، أشار ريموند إلى أن «هذا الأمر وفر كثيرا من البيانات والمعلومات الفنية والهندسية على كل الصعد العملية، باستثناء التصميم، كتعزيز عامل الانسيابية ومقاومة الهواء مثلا الذي يقل 5 في المائة بالنسبة إلى هذه المركبة، و30 في المائة بالنسبة إلى الضغط الإضافي المسلط من أعلى لتثبيت السيارة في السرعات العالية. وهكذا فنحن نعمل مع (ريد بول) على صعيد تطوير التقنيات في إطار من التعاون الوثيق. وهذه هي أولى الخطوات المهمة التي حققناها خلال عام ونصف العام من التعاون المثمر والآيلة إلى خطوات أخرى على الطريق».

وعما إذا كان هذا المشروع يحقق أرباحا للشركة، خصوصا أن 150 وحدة فقط سيجري إنتاجها، أجاب ريموند: «طبعا، فعلى الرغم من أن هذه المركبة لن يجري إنتاجها تجاريا بأعداد وفيرة، فإنه إذا رغبت في أن تحقق مداخيل، عليها أن تبقى حصرية في متناول عدد ضيق من الناس. ولكونها تحمل أيضا اسم بطل العالم في سباقات (الفورميولا1)، فإن ذلك يضفي عليها قيمة إضافية يبحث عنها هواة السيارات».

وأضاف ريموند أن السيارة صنعت في اليابان، وخضعت بعد ذلك لتعديلات وتطويرات في ألمانيا، وكان لبطل العالم، فيتيل، دور في تقديم ما يرغبه منها، لا على صعيد التصميم، بل على صعيد الطلبات واللمسات الإضافية. وأكد ريموند أن مركبات الهجين ستدخل لاحقا حلبات السباقات ومنها «الفورميولا1».

وفي مقابلة أخرى مع شيرو ناكامورا، كبير نواب رئيس الشركة للتصاميم المبتكرة، سألته «الشرق الأوسط» عن الطرز الجديدة التي خرجت بها «إنفينيتي» مؤخرا وشكلت باقة جميلة من المركبات، وما إذا كانت هناك مفاجآت أخرى على الطريق.. أجاب: «هناك في منطقة الشرق الأوسط مركباتنا من طراز (EX) و(FX) و(G) و(M) وغيرها. وهنالك أيضا طراز (JX) الذي أطلق مؤخرا في دبي. (الشرق الأوسط) ستتناوله في عدد لاحق. وهنالك أيضا (NG) وهي سيدان من الجيل الجديد في طريقها إلينا، التي ستحل محل السيدان الحالية التي مضى عليها الآن في السوق 5 سنوات. وهي أكثر رياضية وسرعة. وهي فعلا من الجيل الجديد على كل الصعد، كالشكل الخارجي والتصميم والجمال. فخطوطها أكثر انسيابية وحدة، كما أنها تبدو متباينة عما عهدناه في السابق والمركبات الحالية. وهي ستكون فريدة من نوعها، وأعتقد أنها ستطرح في الأسواق العام المقبل».

ونفى نية تصنيع سيارات تناسب فقط مناطق محددة من العالم، وقال إن أصناف «إنفينيتي» المختلفة مصممة لتكون للعالم كله من دون تمييز أو استثناء، بحيث تكون في الشرق الأوسط مثلا كما هي في أوروبا وأميركا والصين. وهي موجهة لنخبة خاصة من الناس تتشارك في الذوق والاتجاهات، وتدرك ما تريد، لا لطبقة محلية معينة.

وحول مستقبل السيارات الهجين والكهربائية كلية، وإمكانية اعتمادها في العالم العربي، قال ناكامورا: «أعتقد ذلك. ونحن نملك سلفا طراز (إنفينتي F) الهجين، وكذلك طرزا أخرى، وهي كلها صديقة للبيئة، وأكثر اقتصادية، وحتى أكثر قوة وطاقة. وهي تعمل من بعض الوجوه، أشبه بسيارات (الفورميولا1)، وبذلك هي ضمن استراتيجيتنا، نظرا إلى أدائها العالي. وطراز (LE 1) الذي ظهر بمعارض السيارات الأخيرة، ليس مركبة اختبارية فحسب، بل سيطرح للإنتاج قريبا، فنحن مستعدون للسيارات الكهربائية، التي ربما ستكون جاهزة لبعض المدن العربية، وليس كلها، خصوصا أن العالم العربي لا يعاني مشكلة في نقص البترول. وفي الواقع تمنحنا قيادة السيارة الكهربائية تجربة ممتعة ومختلفة تماما. فهي صامتة كليا، وآخر مرة قدت فيها مركبة الـ(ليف ريسينغ) الكهربائية أذهلني أداؤها. فعزم الدوران عال جدا، كذلك السرعة. وهي بديل آخر عن محرك الاحتراق الداخلي العادي، ومختلفة عنه من كل النواحي».

وفي ما يخص كفاءة المحرك الكهربائي قال ناكامورا: «أنا لست مهندسا كاملا، فاختصاصي هو التصميم، لكنني أعتقد أن الطاقة الكهربائية تعمل بشكل مباشر، وهذا يتوقف على طريقة توليدها، وما إذا كان مصدرها هو من الشبكة العامة، أو البطارية، أو المحرك البترولي، وهنا تتراوح الكفاءة. فإذا كانت هذه الطاقة مستمدة من البطارية، أو الخلايا الشمسية فقد لا تكون بكفاءة المصادر الأخرى الرئيسية مثل محطات الطاقة المركزية والشبكات العامة».