معرض موسكو يحظى باهتمام استثنائي من منتجي السيارات الفاخرة

في مؤشر لتوقعات بعودة انتعاش الطلب في روسيا

بنتلي جي تي سبيد
TT

أبدت شركات القطاع الفاخر اهتماما غير عادي بمعرض موسكو الدولي للسيارات، الذي انعقد في نهاية شهر أغسطس (آب) الماضي، وذلك بفضل توقعات عودة الانتعاش والطلب إلى السوق الروسية، إلى درجة أن بعض الشركات تتوقع مضاعفة مبيعاتها في السوق الروسية خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وتبدو شركات القطاع الفاخر أكثر اهتماما بالسوق الروسية التي تنتقل تدريجيا من عصر استخدام السيارات الشعبية إلى تطلعات سيارات القطاع الفاخر والرباعي والرياضي. وللدلالة على هذا الاهتمام شهدت المدن الروسية كثيرا من حملات تدشين السيارات الجديدة، كان آخرها من شركة «بي إم دبليو» للفئة السابعة التي اختارت لها سان بيترسبورغ. وهي المرة الأولى التي تدشن فيها الشركة إحدى سياراتها من روسيا.

وعرضت كثير من الشركات نماذج جديدة بعضها ظهر للمرة الأولى في معرض موسكو. وعكس ازدياد اهتمام شركات السيارات الرياضية الرباعية توقع هذه الشركات تزايد الإقبال على سياراتها في روسيا خلال السنوات المقبلة.

يذكر أن روسيا تملك صناعة سيارات محلية يعمل فيها نحو 600 ألف عامل. وقد أنتجت العام الماضي نصف مليون سيارة.

وكانت الصناعة الروسية تنتج نحو مليون ونصف المليون سيارة قبل الأزمة المالية العالمية في عام 2008، ومن أهم الشركات الروسية للسيارات شركة «أوتوفاز» التي تنتج سيارات «لادا» بالإضافة إلى شركات «غاز» التي تنتج سيارات «فولغا» و«كماز» المتخصصة في إنتاج الشاحنات والسيارات العسكرية. وتوجد مصانع لنحو 11 شركة أجنبية تعمل من الأراضي الروسية. وهناك شركات روسية متخصصة تنتج سيارات رياضية سوبر مثل السيارة «ماروسيا».

أما أبرز السيارات التي ظهرت في معرض موسكو الأخير فقد كانت:

- «بنتلي - جي تي سبيد»: ساهمت شركة «بنتلي» بعدد من أحدث سياراتها وقدمت للمرة الأولى عالميا فئة «جي تي سبيد»، وهي أسرع سيارة من إنتاج الشركة. وشاركتها في المعرض سيارات أحدث مثل «مولسان» ليموزين بتصميم داخلي جديد يضم أحدث أدوات الاتصال والمالتيمديا. كما شاركت بالسيارة «جي تي في8» ذات المحرك الجديد بـ8 أسطوانات، وأكدت الشركة أن نموذجها الرياضي من السيارة ذات الدفع الرباعي يقترب من مرحلة الموافقة النهائية للإنتاج. هذا وتنطلق «جي تي سبيد» إلى سرعة 205 أميال في الساعة (329 كيلومتر في الساعة)، كما تنطلق إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في غضون أربع ثوان. وهي تستفيد من قطاع «مولينر» في الشركة الذي يوفر لها تجهيزات خاصة، وفقا لمطالب المشتري. وتعتمد السيارة على محرك جبار سعته 6 لترات يوفر لها قدرة 625 حصانا و800 نيوتن - متر من عزم الدوران. وهو مزود بشاحن «توربو» مزدوج ويرتبط بناقل أوتوماتيكي بـ8 نسب. وقالت الشركة إن مبيعاتها في روسيا ارتفعت بنسبة 45 في المائة، مما يجعل «بنتلي» من أكثر السيارات الفاخرة مبيعا في روسيا.

- «فريلاندر 2» من «لاندروفر»: عززت شركة «لاندروفر» لمسات الفخامة في التصميم والتجهيز لطراز «فريلاندر 2» الجديد الذي كشفت عنه في معرض موسكو هذا العام. وقدمت الشركة تصميما جديدا لمقصورة السيارة تحتوي على كونسول وسطي مبتكر، وشاشة فعالة حجمها 7 بوصات. كما جددث الشركة التصميم الخارجي للسيارة بملامح مستعارة من سيارات «راينج روفر»، وهي أعلى فئات الشركة. وتشمل الإضافات التقنية في السيارة نظام موسيقى بقوة 825 واط يعمل عبر 17 سماعة موزعة على أرجاء السيارة، وتنفيذ الأوامر الصوتية، وكاميرا خلفية. وهي تتوافق مع أعلى معايير الأمان الأوروبية (خمس نجوم في تقدير إنكاب). وتقدم الشركة نموذجا بالدفع على عجلتين بدلا من الدفع الرباعي، يحقق وفرا كبيرا في استهلاك الوقود. أما السيارات الرباعية فهي تستفيد من نظام «تيرين ريسبونس»، الذي يتعامل مع ظروف الطرق والمناطق الوعرة ويوزع التشبث على العجلات الأكثر التصاقا بسطح الطريق. وهي من أجود أجيال سيارات «لاندروفر» وتتمتع بنظام وقف وإعادة تشغيل المحرك أثناء توقف السيارة. ولا يزيد عادم الكربون عن 186 غراما لكل كيلومتر تقطعه السيارة.

- «نيسان - ألميرا»: كشفت شركة «نيسان» للمرة الأولى عن طراز «ألميرا» الجديد المصنع في روسيا والموجه خصيصا إلى السوق الروسية. وتعتمد «نيسان» كثيرا على السوق الروسية التي تعد «نيسان» من أكبر الشركات اليابانية الناشطة فيها بحصة تصل إلى 5.5 في المائة. وكانت مبيعات الشركة قد زادت في روسيا بنسبة 75 في المائة في عام 2011، وهي تتطلع إلى اقتطاع حصة 10 في المائة من السوق في غضون 4 سنوات. وعرضت الشركة كثيرا من نماذجها الجديدة الأخرى في المعرض مثل السيارة «جوك» والسيارة الرياضية «جي تي آر». وتعتبر «أليمرا» إحدى سيارات الصالون المتوسطة التي تنتجها الشركة.

- «مازدا 6» الجديدة: كشفت شركة «مازدا» للمرة الأولى في معرض موسكو عن الجيل الجديد من أكبر سياراتها، «مازدا 6»، وقدمت من خلالها تقنيات جديدة تطبقها الشركة للمرة الأولى، وتشمل وقف تشغيل المحرك أثناء توقف السيارة واستغلال طاقة المكابح في توليد الطاقة لتغذية مكونات السيارة الكهربائية وتوفير استهلاك الوقود. وهي تتسم بسعة مقصورة الركاب وكثير من ملامح التجديد في التصميم الخارجي والداخلي. وتستخدم السيارة مصابيح من نوع «إل إي دي» وتعتمد على عجلات بقطر 19 بوصة. وتعتمد السيارة على محرك بترولي جديد تستخدمه الشركة للمرة الأولى، وهو خفيف الوزن ويوفر للسيارة قدرة 192 حصانا. وتستخدم السيارة أضواء أمامية فعالة يتغير اتجاهها مع تغير اتجاه السيارة، وتتمتع بخاصية التوقف على المرتفعات لمنع السيارة من التقهقر. ولدى التوقف المفاجئ للسيارة تعمل أضواء الطوارئ تلقائيا. كما تحمل السيارة نظام التحذير من مغادرة حارة السير.

ولا يعد معرض موسكو الأكبر أو الأهم في أوروبا، ولكنه يمثل توجه شركات السيارات إلى الأسواق الجديدة الناشئة، وهو الأمر اللافت في طرح كثير من الأجيال الجديدة في موسكو قبل عرضها في أسواقها المحلية. وعلى الرغم من أن المعرض لا يقترب بأهميته من المعارض الأوروبية الأخرى مثل فرانكفورت وجنيف وباريس، فإنه يمثل البوابة الأولى للسوق الروسية التي تعد الآن أكبر الأسواق الأوروبية على الإطلاق. وفي آخر معرض عقد في العاصمة الروسية عام 2010 لم تكن هناك من عروض جديدة إلا لعدد محدود من السيارات. ولكن معرض هذا العام يوضح الاختلاف الكبير في نظرة الشركات العالمية إلى السوق الروسية، وتقدير الإمكانات الكامنة في نمو هذه السوق في المستقبل.

والملاحظ في معرض هذا العام اختفاء النماذج الافتراضية وسيارات الـ«كونسبت» التي توضح أفكارا تصميمية بلا نوايا إنتاجية. فالسوق الروسية سوق عملية تتوجه إليها الشركات بسيارات جاهزة للبيع وليست للعرض فقط. وهو أيضا من أكثر معارض أوروبا حضورا، حيث زاره أكثر من مليون زائر أثناء الأيام المفتوحة للجمهور. وتقول أبحاث السوق الروسية إن زوار معرض موسكو يختارون سياراتهم المقبلة من خلال مشاهداتهم للمعرض. ومن المتوقع أن تزداد هذه الأهمية مع انعقاد المعرض التالي في عام 2014.