«رينج روفر سبور 2013».. تقنيات بالجملة توازن بين الفخامة والإنجاز الرباعي

نظام شاشة ملاحة مزدوجة يوفر المشاهدة من زوايا مختلفة

«رينج روفر سبور» الجديدة
TT

في أحدث أجيال سيارة «رينج روفر» الرياضية رباعية الدفع، وضمن مجموعة خاصة اسمها «أوتو بيوغرافي»، وفرت شركة «لاند روفر» زخما غير مسبوق من التقنيات الموجهة أساسا لتعزيز الشعور بالفخامة داخل أحدث سياراتها وأيضا لتعزيز الأمان فيها. والسيارة تتوفر بعدة محركات بشاحن سوبر أهمها المحرك البترولي سعة 5 لترات بـ8 أسطوانات وتقنية الحقن المباشر للوقود الذي يوفر لها 510 أحصنة وانطلاقا إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في 6 ثوان.

من التجديدات التي دخلت على موديل العام الجديد نظام شاشة الملاحة المزدوجة الذي يوفر مشاهدة مختلفة من السائق والراكب الأمامي على الشاشة نفسها من زوايا مختلفة. ويمكن للسائق مثلا أن يتابع مسار السيارة على نظام الملاحة الإلكتروني بينما يشاهد الراكب برنامجا تلفزيونيا أو تسجيل فيديو على الشاشة نفسها بنظام سمعي لا سلكي يسمى «وايت فاير» يعمل عبر سماعات أذن لا سلكية مخزنة في تجويف باب السيارة.

وفي الفئة الخاصة «أوتو بيوغرافي» تأتي السيارة بنظام فيديو خلفي لراكبي المقعدين الخلفيين يعمل أيضا بسماعات لا سلكية وشاشتين مثبتتين في ظهر المقعدين الأماميين. وتحمل هذه الفئة عجلات بقطر 20 بوصة وكثيرا من التجهيزات الخاصة مثل المقاعد الجلدية ذات اللونين. وتعمل بعض الأنظمة بالأوامر الصوتية بينما يتمتع راكب السيارة بنظام موسيقى فائق النوعية من نوع «هارمان كاردون» قدرته 825 واطا يعمل عبر 17 سماعة في أرجاء السيارة. ويمكن تخزين الموسيقى ومعلومات الملاحة على قرص صلب في السيارة مع إمكانية تشغيل الموسيقى الشخصية من أدوات «آي بود» و«يو إس بي»، مع راديو رقمي ومشغل أسطوانات مدمجة.

من التجديدات التي تحملها السيارة أيضا باب خلفي خفيف الوزن من الألمنيوم يتم تشغيله كهربائيا بحيث يرتفع تلقائيا فور فتحه، ويغلق بضغطة زر. ويمكن مشاهدة كل محيط السيارة عبر مجموعة من الكاميرات المركبة في أرجاء السيارة تغطي كل الزوايا، هذا بالإضافة إلى كاميرا ونظام رادار لمساعدة السائق أثناء التقهقر بالسيارة. وتستفيد سيارات الجيل الجديد من أحدث أنظمة نقل التروس الذي تعممه الشركة على سيارات رينج ولاند روفر، وهو نظام أوتوماتيكي سلس بـ8 نسب يعمل عبر ماوس دوار يرتفع فور تشغيل السيارة بحيث يمكن تحريكه بسهولة من فوق الكونسول الوسطي. ويمكن الاختيار من الانطلاق العادي أو الرياضي.

وتتميز السيارة بهدوء التشغيل حتى على سرعات عالية، ويمكن للسائق أن يغير السرعات من فوق قلابات خلف المقود، ولكن الناقل الأوتوماتيكي يقوم بالمهمة على خير وجه ويعمل بالنسب المتوافقة مع ظروف الانطلاق طوال الوقت بحيث يمكن للسائق أن يحول السيارة على نظام «كروز» ويستريح عبر القيادة على مسافات طويلة. وتثبت التجربة العملية أن السيارة تستحق لقبها «سبور» الذي يكسبها صفات رياضية يبرزها إنجاز السيارة. ويمكن للسائق الاختيار بين التعليق العادي أو الرياضي وفقا لما يفضله.

وتحمل السيارة أيضا نظام «كروز» الذكي الذي يحافظ على مسافة آمنة بين السيارة وتلك التي تتقدمها على الطريق، وبدلا من تثبيت السرعة فقط يغير النظام من السرعة للمحافظة على المسافة الآمنة أمام السيارة. وتوفر إضاءة «زينون» الفعالة وضوحا أكثر في الرؤية أثناء القيادة الليلية بتحويل الضوء إلى اتجاه السيارة ومنع إبهار السيارة القادمة على الطريق المعاكس وأيضا استخدام الضوء العالي عند الضرورة.

وحافظت الشركة على الشكل الخارجي التقليدي للسيارة مع بعض التعديلات الجمالية الهامشية، ولكن معظم التعديلات التي جرت على الجيل الجديد كانت في تحسين المناخ الداخلي وتحديث أنظمة السيارة. وتؤكد إحصاءات الشركة من المنطقة أن هذه السيارة تتمتع بولاء كثير من زبائنها وتحافظ على معدلات مبيعاتها السنوية. كما توفر «رينج روفر» لسائقها كثيرا من المزايا مثل الانطلاق القوي والسلس على الطرقات، والإنجاز في المناطق الوعرة. ولا تقايض السيارة الفخامة أو الانطلاق الناعم على الطرق على حساب الإمكانيات الرباعية. فهي سيارة توفر النعومة على الطرق في الرحلات الطويلة وتتفوق في المناطق الوعرة بنظام تحكم سهل حقق عدة جوائز يسمى «تيرين ريسبونس».

ويختار السائق بهذا النظام بين عدة وضعيات وفقا لنوع السطح ونوعية القيادة التي توفر له الحد الأقصى من المرونة والسلامة والانطلاق. وقد استعارت معظم الشركات الأخرى هذا النظام من «رينج روفر» وطبقته على سياراتها الرباعية أيضا. ويتعامل الجيل الجديد من نظام «تيرين ريسبونس» مع القيادة الوعرية عبر «ماوس» دائري بجوار السائق يختار من خلاله الوضعية المثلى للسطح الذي ينطلق عليه خارج الطريق بداية من الرمال الناعمة وحتى الصخور الوعرة، بالإضافة إلى مفتاح للتحكم في نسبة ارتفاع السيارة وتحويل الانطلاق إلى تروس منخفضة السرعة.

وتسجل السيارة معدلات جيدة لاستهلاك الوقود على رغم وزنها الكبير الذي يفوق الطنين ونصف الطن، ويتحقق ذلك بفضل تقنية الحقن المباشر للوقود في المحركات البترولية، وهي أحدث تقنية محركات تؤدي إلى زيادة كفاءة التشغيل برفع القدرة وخفض غازات العادم. وفي «رينج روفر» الجديدة يعمل حقن الوقود بنظام مزدوج بالضغط العالي، ويحسن هذا النظام من الإنجاز على سرعات بطيئة في المناطق الوعرة كما يسهم في الرفع السريع لدرجة حرارة المحرك فور التشغيل إلى معدل التشغيل الطبيعي لمنع تلوث العادم.

وتعمل السيارة بأحدث نظام تعليق إلكتروني فعال يزيد من راحة الركاب وفاعلية القيادة. ويتعامل النظام مع كل عجلة على حدة بحيث يتم تنعيم الانطلاق لأقصى درجة بضغط الهواء من دون التأثير على الانطلاق الرياضي للسيارة. وتحافظ السيارة في كل الظروف على وضعها الأفقي، وهي معادلة صعبة، ولكن الشركة حققتها بنجاح في هذه السيارة.

وهناك كثير من التجديدات التقنية التي تدخل على المحرك في الجيل الجديد لتزيد من كفاءة واعتمادية التشغيل. وهو لا يحتاج إلى خدمة دورية إلا بعد قطع 24 ألف كيلومتر. أهم التجديدات هي اعتماد تقنية الحقن المباشر للوقود التي تحقن الوقود مباشرة إلى غرفة الاحتراق الداخلي تحت ضغط يوازي 150 ضعفا من الضغط العادي. ويوفر النظام استجابة جيدة من السيارة على سرعات بطيئة.

وبعد تجربة سيارة تعمل بالشاحن السوبر يمكن القول إنها تماثل أرقى السيارات الرياضية في الانطلاق السريع على الطرق وتختصر المسافات الطويلة في زمن قياسي كما تتفوق في المناورات المرورية لتتخطى غيرها بسهولة. ويوفر المحرك نسبة 6.2 في المائة من استهلاك الوقود وهو يتوافق مع أحدث معايير نظافة التشغيل الأوروبية. أما الشاحن السوبر فهو من الجيل السادس ويتميز بتفوق الكفاءة مع حجم مدمج. وهو أيضا صامت في تشغيله ويتعامل فوريا مع متطلبات الدفع من دون تأخير في بداية الإنجاز.

وهي قد تكون اختيارا عاطفيا لساكني المدن، ولكنها من السيارات العملية في منطقة الخليج حيث يمكن استخدامها فعلا في رحلات سفاري ومغامرات صحراوية، وهي من أكثر السيارات كفاءة في الإنجاز الرباعي خارج شبكة الطرق. وهناك كثير من السيارات المنافسة الجيدة في هذا القطاع ولكن القليل منها يوفر إمكانيات «رينج روفر» الرباعية مع الحفاظ في الوقت نفسه على مستويات الفخامة الوثيرة داخلها.