«أستون مارتن» تنتج 150 سيارة فقط من «زاغاتو في 12»

أستون مارتن
TT

من المتوقع أن تظهر نسخ من سيارة «أستون مارتن زاغاتو في 12 السوبر» في معرض باريس المقبل الذي يفتتح أبوابه بنهاية شهر سبتمبر (أيلول) الحالي. وهذه السيارات تمثل مجموعة خاصة تنطلق بمحركات من 12 أسطوانة، لن تنتج منها الشركة سوى 150 سيارة، بأسعار تبدأ من نصف مليون دولار لكل سيارة. وكانت السيارة قد جذبت أنظار المعجبين لدى عرضها في معارض سابقة. وأكدت الشركة أن تسليم هذه السيارة بدأ خلال النصف الثاني من العام الحالي.

وتعاونت شركة «أستون مارتن» في تصميم السيارة مع شركة «زاغاتو الإيطالية»، وكان المشروع في البداية فكرة تصميم مبتكرة لسيارة رياضية جديدة، ولكنه سرعان ما تحول إلى مشروع فعلي لإنتاج السيارة في مجموعة خاصة محدودة الحجم. وعلى الرغم من أن حجم الطلب قد يزيد على عدد السيارات المتوفرة للبيع إلا أن الشركة نفت نيتها زيادة الإنتاج كي تحتفظ هذه السيارات بقيمتها المادية. ويعتمد هيكل السيارة على شاسيه سيارة «أستون مارتن» «في 12 فانتاج»، وهو مصنوع من الألمنيوم ومن مكونات كربونية. وتبنى السيارة يدويا في مصانع الشركة في بريطانيا.

جاءت فكرة هذه السيارة بعد نصف قرن من تعاون مماثل بين الشركتين لإنتاج سيارة كلاسيكية اسمها «دي بي 4 زاغاتو»، وهي سيارات أصبحت من الندرة الآن بحيث يفوق سعر الواحدة منها المليون دولار. ومن المتوقع أن تزداد قيمة «زاغاتو» الجديدة أيضا مع مرور الوقت.

وخصصت الشركة أول سيارتين من مجموعة «زاغاتو» الجديدة للمشاركة في سباقات السيارات. وشاركت السيارتان في سباق «نوربرغرنغ» لمدة 24 ساعة في شهر يونيو (حزيران) الماضي بعد أسبوع واحد من عرضهما للمرة الأولى على الجمهور في مهرجان «فيلا ديستي» الإيطالي، الذي يحتفل بجمال التصميم الكلاسيكي والحديث، ويقام سنويا على ضفاف بحيرة كومو الإيطالية. وقطعت السيارتان بنجاح مسافة 3700 ميل على 230 دورة في غضون 24 ساعة فقط. وحافظت السيارة بذلك على سجل «أستون مارتن» في سباق «نوربرغرنغ» الذي يمثل نسبة 100 في المائة من النجاح في إكمال السباق في كل مشاركة. وجاء الترتيب العام للسيارتين في المركزين الثاني والثالث في فئتهما من بين 150 سيارة شاركت في السباق.

وكانت أعمال تصميم سيارة «زاغاتو» قد بدأت في منتصف عام 2010 بينما بوشرت هندسة السيارة في بداية عام 2011. ويقول مصمم السيارة ماريك رايخمان إنها ترتقي بخطوط التصميم إلى مستويات جديدة وتتضمن عناصر تعكس التوازن بين أداء السباق ومعالم «أستون مارتن» للسيارات الموجهة للاستخدام العام. واستعار رايخمان بكثير من العناصر التاريخية في تصميم السيارة الجديدة. وفي الداخل تشبه «زاغاتو» سيارات السباق بحيث يمكن مشاركتها في كثير من السباقات بلا أي تعديلات. ولكنها تحمل أيضا ملامح ترفيهية وثيرة من الملامح التي اعتاد سائقو سيارات «أستون مارتن» عليها. ويشبه التصميم الداخلي إلى حد كبير تفاصيل سيارات «دي بي إس».

وتعمل السيارة بمحرك تنتجه «أستون مارتن»، وهو مكون من 12 أسطوانة، بأربعة صمامات لكل أسطوانة وبحجم ستة لترات. ويوفر هذا المحرك قدرة 510 أحصنة و570 نيوتن متر من عزم الدوران. ويرتبط المحرك بناقل يدوي مكون من ست نسب، يدفع العجلات الخلفية. وهو نفس المحرك الذي تستخدمه الشركة في سيارة «فانتاج» التي بنيت «زاغاتو» على هيكلها السفلي. وينطلق هذا المحرك بالسيارة «فانتاج» إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 4.2 ثانية كما يصل بها إلى سرعة قصوى قدرها 300 كيلومتر في الساعة. تتراوح معدل استهلاك الوقود ما بين 12 و22 ميلا للغالون وفقا لأسلوب القيادة.

وتنتج «أستون مارتن» محركات سياراتها في مصنع ألماني في مدينة كولون يعمل فيه نحو مائة خبير ومهندس. وتبلغ قدرة إنتاج هذا المصنع نحو خمسة آلاف محرك سنويا وهو ينتج نوعين من المحركات التي تستخدمها «أستون مارتن»، أحدهما بثماني أسطوانات والآخر، وهو المستخدم في سيارات «دي بي إس» و«فانتاج»، ومن ثم «في زاغاتو»، ويحتوي على 12 أسطوانة. ويتيح المصنع مرونة كبيرة للشركة لإنتاج المحركين بأي نسبة تريدها والتحول من بناء نوع من المحركات إلى نوع آخر في وقت قصير. وتصنع محركات «أستون مارتن» يدويا ويستغرق المهندس 20 ساعة في بناء المحرك الواحد ثم يزيله بتوقيعه، وهي عادة تتبعها الشركة في جميع سياراتها للدلالة على العناية الفائقة التي توجهها إلى نوعية المحركات.

ويبلغ ثمن «زاغاتو» ضعف ثمن سيارات «فانتاج» العادية، ولكن زاغاتو تتمتع بكثير من المزايا الإضافية مثل نظام التعليق الخاص بالسباق وإضافات في التصميم وتحسين في الانسيابية. وهي مزودة بمكابح خاصة بها مكونة من أقراص كربونية سيراميكية مهواة كبيرة الحجم. ويتحكم نظام التعليق في درجة مرونة تعليق السيارة وفق ظروف ونوعية القيادة بحيث يمنح السائق أكبر فرصة للتحكم. كما يعني بناء السيارة بهياكل الكربون والألمنيوم المفرغ أن 85 في المائة من الوزن يقع بين محاور العجلات مما يزيد القدرة على التحكم ويزيد من استقرار السيارة.

وتتوقف السيارة من سرعة مائة كيلومتر في الساعة في مسافة 35 مترا فقط، وهي تمثل نصف المسافة العادية في هذه الحالات وتتحقق بفضل المكابح السيراميكية وإطارات بيريللي الخاصة بالسيارة. ولكن نسبة الغاز في انبعاثات العادم ما زالت عالية نسبيا إذ تصل إلى 388 غراما من الكربون لكل كيلومتر تقطعه السيارة، أي ما يوازي أربعة أضعاف ما تبثه سيارة هجين (هايبرد) صغيرة مثل برايوس.

وتستخدم الشركة كثيرا من المواد الكربونية في صنع «زاغاتو» من أجل خفض وزنها إلى الحد الأدنى. فغطاء المحرك والصندوق الخلفي وأجزاء من الأبواب والرفارف مصنوعة كلها من مواد كربونية. وحتى السجاد مصنوع من مواد كربونية رقيقة وخفيفة. أما السقف وبقية الأبواب فتصنع من الألمنيوم. كما أن أقراص المكابح مسبوكة من الكربون السيراميكي. وفي المحصلة النهائية يقل وزن السيارة بنحو 30 كيلوغراما عن وزن الفئة المماثلة من سيارات «دي بي إس». وفي الداخل تتكامل المواد المصنوعة من الخيوط الكربونية والألمنيوم والجلود في تكوين مقصورة ركاب رياضية من الطراز الأول.

وكانت الشركة قد أنتجت طرازا يحمل اسم« في 8 زاغاتو» في الثمانينات، وبنت منها مجموعة محدودة عددها 52 سيارة كوبيه و37 سيارة مكشوفة. وبيعت كل السيارات التي أنتجت حينذاك، ودخل بعضها مجال المضاربة بحيث بلغ ثمن بعضها 750 ألف دولار.

وكعادة كل سيارات «أستون مارتن» يبدأ التشغيل بزر في منتصف لوحة القيادة مصنوع من الكريستال. وابتكرت شركة «بانغ آند أولفسون» نظاما موسيقيا خاصا بالسيارة بقدرة ألف واط موزع على 13 سماعة ومكبرين للصوت.

ويقول رئيس الشركة الدكتور أولريخ بيز، إن «تصميم هذه السيارة وعددها المحدود سوف يجعل منها أكثر سيارات الشركة ندرة، والأعلى قيمة. وأكد أن المبيعات سوف تقتصر فقط على أول 150 طلب لشراء هذه السيارات النادرة».

وتنظر الشركة باهتمام كبير لمنطقة الخليج التي تسعى للتوسع فيها، وكانت قد افتتحت هذا العام أربعة منافذ بيع جديدة في الصين، وحققت نموا بلغت نسبته 25 في المائة سنويا في سوق الصين. وهي تعمل في 42 دولة عبر 135 موزعا أحدثهم كان في أميركا اللاتينية.