سيارات دخلت كتاب «غينيس» للأرقام القياسية

ميزات طريفة رفعتها إلى الشهرة

ميراي.. أصغر سيارة في العالم وأقربها إلى سطح الأرض
TT

لم يخلُ قطاع السيارات من سيارات غريبة استرعت اهتمام الناس ودخلت في كتاب «غينيس» للأرقام القياسية.

واللافت في هذه السيارات الغريبة أنها متفاوتة الحجم ومتفاوتة القوة والأداء وأنها تتوزع بين سيارة محركها قوي وأخرى ضعيف، وبين سيارة تتمتع بقدرة استيعاب واسعة لعدد كبير من الركاب، وأخرى محرومة من هذه الميزة، وبين سيارة غريبة الشكل وأخرى جميلة التصاميم.

لائحة هذه السيارات الغريبة واللافتة للأنظار تتقدمها سيارة «ميراي» - آخر من دخل على صفحات كتاب «غينيس».

«ميراي» هي أكثر السيارات انخفاضا فهي لا تعلو كثيرا عن سطح الأرض أو الطريق التي تسير عليها إذ تبلغ أقصى نقطة في ارتفاعها 45.2 سنتيمتر فقط. ومع ذلك حازت على شرعية تصنيفها كسيارة وسمحت لها السلطات بالسير على الطرقات العادية، شأنها شأن السيارات الأكبر منها حجما بكثير، مثل «فورد جي تي 40» ذات الشهرة الواسعة، التي تبدو، بالمقارنة معها، وكأنها حافلة من طابقين من الحوافل التي تجوب شوارع لندن.

و«ميراي» - التي يعني اسمها باليابانية «المستقبل» - من صنع فريق ينتمي إلى صف هندسة السيارات في مدرسة «اوكياما سانيو» في مقاطعة أسوكوشي في اليابان. لكن حتى ناظر المدرسة لا يخفي تحفظاته عليها ويقر بعيوبها، فهو يتفادى قيادتها في الشوارع الرئيسية خصوصا إذا كانت السرعة المحددة لها تزيد عن الـ40 كيلومترا في الساعة ففي مثل هذه الحالة تكون الطريق، عادة، قريبة من إطار رؤية السائق. إضافة إلى ذلك هناك خشية دائمة من أن تعمد السيارات الأخرى إلى دهسها دون أن يشعر أحد بذلك.

لكن من فوائدها قدرتها على تفادي حواجز وأكشاك تقاضي رسوم المرور التي تنتشر عادة على الطرقات السريعة، وكذلك حواجز مداخل ومواقف السيارات، وذلك بالمرور من تحتها. والمهم أن يعمد السائق إلى خفض رأسه لدى القيام بمثل هذه المغامرات تفاديا للاصطدام بها.

ويعرف اليابانيون أيضا سيارة أخرى غريبة هي «سسانغ يونغ روديوس» التي تستوعب سبعة مقاعد للركاب. وعلى الرغم من وجود الكثير من المركبات التي تضم أكثر من سبعة مقاعد - مثل «هيونداي آي 800» ذات المقاعد الثمانية مثلا - ففي تايلاند شركة سيارات هي شركة «سسانغ يونغ» تسوق نسخة من سيارتها «روديوس» بـ11 مقعدا مرتبة على أربعة صفوف ضيقة لا تتيح فسحة تذكر لمد الأقدام. لذلك يتوجب أن يكون ركاب هذه السيارة صغار الحجم، رقيقي البنية، أو أطفالا كي تستوعبهم السيارة بأكملهم.

قد يتساءل بعض السائقين عن عدد «تروس» أو نسب السرعة التي يحتاجونها في ناقل الحركة؟

وفي هذا السياق يمكنهم اختيار سيارة «بورشه 911» الرياضية المزودة بناقل سباعي النسب كان الأول من نوعه. ولكن إذا كان السائق يقود سيارة بناقل أوتوماتيكي، فإن معظم السيارات الحديثة مزودة بناقل من ثماني سرعات، ابتداء من سيارات شركة «كرايسلر» الأميركية وانتهاء بسيارات «مرسيدس - بنز» الألمانية. ويبدو أن قطاع السيارات سيشهد قريبا المزيد من النسب، زيادة في الكفاءة والأداء. وكانت شركة «زد إف» لصناعة ناقلات الحركة قد أعلنت عن علبة تروسها الجديدة الأوتوماتيكية ذات السرعات التسع، لتكون في خدمة صانعي سيارات الركاب. لكنها حتى الآن لم توفق في العثور على منتج يقبل على استعمالها. مع ذلك ترددت في الآونة الأخيرة أنباء عن سعي شركة «هيونداي» لإنتاج علبة تروس (مسننات) بعشر سرعات لاستعماله في سياراتها عام 2014.

وكانت شركة بريطانية مغمورة للتصاميم تدعى «أوغل» قد صنعت بضع سيارات «أستون مارتن» كوبيه بمحرك من ثماني اسطوانات (في8) في أوائل السبعينيات من القرن الماضي. وكانت ميزتها الكبرى في مصابيحها الخلفية التي يبلغ عددها نحو 22، والمجمعة داخل بيت من الفولاذ المصقول المقاوم للصدأ. وبذلك كانت الإشارات التي تطلقها عن اتجاه سيرها تتم عن طريق وميضها المتتابع الذي يبدأ من الوسط وينتهي بالاتجاه الذي ستسلكه السيارة. وكلما ضغط السائق بشدة على مكابح السيارة، ومضت مصابيح المكابح المخصصة لهذا الغرض بشدة. لكن اليوم استبدلت مجموعة المصابيح هذه بعناقيد من المصابيح المجمعة على بعضها البعض، التي تعمل بمبدأ الصمام الثنائي الباعث للضوء (إل إي دي).

وتتردد روايات اليوم عن أن شركة «كرايسلر» توظف مصمما للكؤوس والأكواب ضمن فريق عمالها وموظفيها ساهم كما يبدو في تصميم سيارة «فويجر إم بي في» التي اشتهرت بين سيارات هذه الشركة لكونها مصممة للنقل العائلي في الرحلات الطويلة. وقد ذكرت مصادر مطلعة أن هذه المركبة جهزت بحاملات للأكواب تفوق عدد ركابها، أي 11 حامل أكواب.

أما السيارة التي جهزت بأوسع لوح زجاج أمامي حاجب للريح فقد كانت سيارة فاخرة رباعية الأبواب من صنع إيطاليا تدعى «أيسو فيديا»، وذلك لدى طرحها في صالات العرض عام 1967. أما اليوم فمن الصعب الجزم باسم السيارة المرشحة لحمل هذا اللقب. غير إن سيارة «ستروين سي4 بيكاسو» تبدو اليوم السيارة المزودة بأكبر سقف زجاجي بانورامي.

وفي بعض الحالات تنتفي المنافسة بين السيارات الفارهة الفخمة، سواء على صعيد الحجم الكبير، أو السمعة والصيت. فسيارات مثل «كاديلاك» و«مرسيدس» و«رولس - رويس» و«بنتلي» تسبقها شهرتها عادة. ولعل أشهر هذه الطرز «كاديلاك إلدورادو»، طراز عام 1959 و كان مجهزا بأكبر عنفتين ذيليتين في العالم. لكنهما سرعان ما تجاوزتهما عنفات سيارة «جي إم فايربيرد 111»، تلك السيارة التي أدارت عقول الشباب قبل مخيلتهم، فالابتكارات فيها كانت كثيرة، وأهمها أن عدد عنفاتها الذيلية كان يزيد عما هو موجود في الصواريخ والمركبات الفضائية.

وفي عام 1973 أطلقت «جنرال موترز» سيارتها الجديدة «تي كار» بإشارات سيارة «أوبل كاديت» المميزة. وبعد سنتين من هذا التاريخ انتقل إنتاج المركبة إلى المملكة المتحدة تحت اسم «فوكسهول شيفيت». وبعد ذلك انفجرت موجة تسمية هذه السيارة بأسماء وألقاب متعددة. وعلى الرغم من أنها كانت مركبة عائلية متواضعة نسبيا فقد بلغ عدد مسمياتها على المستوى العالمي نحو 15 اسما مختلفا، منها مثلا اسم «إسوزو جيميني»، و«بيويك أوبل»، و«دايوو ميبسي»، و«بونتياك تي 1000»، و«شيفروليه ماراجو».

وعلى حد علم الجميع لا توجد سيارة في العالم ينغلق بابيها الخلفيين ليلامسا الحافة الأمامية لمجموعة مصابيح الإضاءة الخلفية، الأمر الذي يجعل «بيجو 107» فريدة من نوعها. وكانت «ستروين سي 1»، و«تويوتا أيجو» شبيهتين بسيارة «بيجو 107»، مما كان لهما حظهما أيضا في ادعاء هذا الشرف، خاصة في إطار المسافة القصيرة التي تميزهما الفاصلة بين مجموعة المصابيح الخلفية، والبابين الخلفيين.

وعلى صعيد مختلف تماما فإنه إذا كان عرض سيارة «فولكسفاغن غولف» من الجانب إلى الجانب يبلغ 1,54 متر، هنالك سيارة «هامر إتش1» التي يبلغ عرضها 1,82 متر تقريبا، وبذلك تكون أعرض سيارة ركاب على الإطلاق، تليها «جاغوار إكس جاي220» طراز عام 1992، بعرض 1,71 متر، وهي سيارة ركاب عادية، وليست «إس يو في» كما هو حال «هامر».

وتملك سيارة «بنتلي كونتينتال جي تي» أكبر أقراص مكابح على الإطلاق من أي سيارة أخرى من الإصدارات الحديثة، بحيث يبلغ قطرها 405 مليمترات. بيد أن مجموعة «دايموند» الخاصة من هذه السيارة خطت خطوة إضافية، عندما صنعت مكابحها من الخزف الكاربوني الخاص، تلك المادة المتناهية الصلابة، إذ يبلغ قياس أقراص المكابح 420 × 40 ملم بالنسبة العجلتين الأماميتين، و356 × 28 ملم بالنسبة إلى العجلتين الخليفتين. ولاستيعاب مثل هكذا أقراص، ينبغي أن تكون العجلات من الخليط المعدني قياس 20 بوصة، فضلا عن ملاقط من ثمانية كباسات لتثبيتها بغية إيقاف سيارة ثقيلة زنة 2.4 طن وكبح سرعتها العالية.