«فايتون» تجربة ناجحة في تجاوز «فولكسفاغن».. سمتها الأساسية «سيارة الشعب»

المستهلك الصيني أطاح فكرة التوقف عن إنتاجها

«فايتون»...أفخم «سيارات الشعب»
TT

لم يكن متوقعا أن يقدم هواة السيارات على شراء سيارة بمنتهى الفخامة من «فولكسفاغن» - الشركة التي يعني اسمها باللغة الألمانية «سيارة الشعب»، والشركة التي بنت سمعتها على طرح نماذج سيارات عادية للعامة.

ولكن «فايتون» تحدت صورة «فولكسفاغن» في العالم وأثبتت أنها سيارة «ليموزين» فاخرة، قادرة على تحقيق مبيعات قوية، خصوصا في الصين - الجمهورية الشعبية بامتياز في عالم اليوم.

يوم أن أبصرت النور قبل عشر سنوات واختارت «فولكسفاغن» أن تطلق على هذه السيارة اسم «فايتون»، انتشرت رواية ساخرة حول فيل صغير صعب المراس، سمي فايتون أيضا، كان يتجاهل نصيحة أبيه بألا يتخطى حدود موقع إقامته... ولكنه يفعل ذلك ويقع في المتاعب.

أما اليوم، فقد اثبتت «فايتون» هويتها كأول سيارة، بل السيارة الوحيدة التي تنتجها «فولكسفاغن» كصالون فاخر يصنع يدويا من قبل حرفيين ممتهنين.

«فايتون» لم تعد عبئا ثقيلا على شركتها، مثل «الفيل الأبيض» في الرواية الساخرة، ومبيعاتها القوية في الصين أزالت أي نية لإلغائها من عائلة «فولكسفاغن»، رغم أن ثاني تعديل من أصل ثلاثة أدخلت على السيارة عام 2008، جعل منتقديها يتوقعون أن تختفي من الأسواق. ولكن، خلافا لتوقعات المنتقدين، ارتفعت مبيعات «فايتون» بشكل مفاجئ، لتصل، ذلك العام، إلى 6 آلاف سيارة. واليوم أصبحت «فايتون» تحتل الموقع الخامس بين أكثر السيارات الفارهة مبيعا في الصين.

لكن ذلك لا يعني أن «فايتون» لا تواجه منافسة عنيفة في الصين، حيث تتصدر «مرسيدس بنز» قائمة مبيعات السيارات الفارهة. وقد أصيب خبراء صناعة السيارات بالحيرة بسبب نجاح سيارة «فايتون» كبيرة الحجم في الصين، مقارنة بمبيعاتها في ألمانيا، حيث يضطر البائعون إلى عرض خصومات كبيرة عليها لإغراء الزبائن بشرائها. والجدير بالذكر أن إقبال الأميركيين عليها مشابه لإقبال الألمان، الأمر الذي اضطر ف«ولكسفاغن» إلى التوقف عن بيع الـ«فايتون» في الولايات المتحدة بسبب ضآلتها.

غير أن الصين كانت المنقذ الأكبر لـ«فايتون». وتقول مصادر مستقلة في صناعة السيارات إن الصين استوردت 1190 سيارة منها خلال عام 2011، أي ما يفوق عدد طرازاتها التي بيعت في ألمانيا في نفس الفترة.

وفي عام 2010، ارتفع العدد إلى 7500 سيارة سنويا، وفي عام 2011 سجلت مبيعاتها رقما قياسيا جديدا، إذ بلغت 11 ألف سيارة.

ورغم أن مثل هذه الأرقام تعد ضئيلة للغاية بالنسبة لأكبر منتج للسيارات في أوروبا، فإنها تظهر أن اسمها الغريب والنقلة النوعية الواسعة التي اعتمدتها «فولكسفاغن» في إنتاجها لهذه السيارة الفاخرة، لم يمنعا الكثيرين من شرائها.

مالكو «فايتون» يتباهون بهذه السيارة التي صممت على مستوى عال، ويثنون مختبريا على محركها القوي، الذي يتراوح بين ستة واثني عشر صمام (سلندر)، بقوة تصل إلى 240 حصانا، سعة 3.0 لتر به 6 أسطوانات.

تعمل «فايتون» بنظام دفع رباعي، ويبلغ طولها 5.059 ملم * العرض 1. 903 مم * وارتفاعها 1.450 ملم، بينما تبلغ سعة صندوق الأمتعة 500 لتر.

وزن السيارة يبلغ 1990 كلغم، وهي مزودة بناقل حركة أوتوماتيكي به 6 سرعات، ويبلغ تسارع السيارة من 0-62 كلم - ساعة في 8.3 ثانية. وكأي سيارة فاخرة، زودت «فايتون» بنظام مانع لإغلاق المكابح، وعجلة قيادة من الجلد متعددة الوظائف، وفتحة سقف قابلة للانزلاق كهربائيا، ونظام تكييف هواء أوتوماتيكي بأربع مناطق.