«مرسيدس» تعيد إنتاج «جي إل 63 إيه إم جي» هندسيا وتقنيا

حولتها إلى أسرع سيارة فخمة مخصصة للنقل العائلي بعد أن كان مقصورا على الميسورين ومعتادي الرحلات الطويلة

«مرسيدس- بنز جي إل 63 إيه إم جي» المزودة بعجلات أضخم من المعتاد
TT

قد لا يعلم الكثيرون أن شركة «مرسيدس- بنز» الألمانية تنتج منذ أمد طويل سيارة وعرية رياضية متعددة الأغراض (إس يو في) تختلف كثيرا عن سيارتها الأنيقة من مجموعة «إم كلاس» التي يشاهدونها عادة على الطرق الدولية وطرقات مدن العالم كلها تقريبا.

تتميز هذه السيارة بقوتها الكبيرة وقدرتها على التعامل بسهولة مع الطرق الوعرة غير المألوفة عادة، وهي سيارة كان يقتصر اقتناؤها على قلة من الميسورين وأصحاب المزارع الكبيرة (علما أنه سبق أن استخدمت أحيانا من قبل القوات المسلحة الألمانية). إلا أن من يزور الولايات المتحدة هذه الأيام يلاحظ أن هذه السيارة، التي تدعى «مرسيدس- بنز جي إل 63»، عادت بقوة إلى السوق الأميركية وأسواق بعض الدول التي تعتمد على السيارات كوسيلة مواصلات رئيسية.

من حيث شكلها الخارجي، قد لا توحي «مرسيدس – بنز جي إل 63» بصفاتها المتعددة، بل إنها تبدو، أحيانا، وكأنها سيارة أقل من عادية، من حيث منظرها غير اللافت للانتباه، فهي مركبة معدة لبعض المهام الخاصة وللرحلات الطويلة المدى في المناطق المقفرة عادة، لا كوسيلة تنقل عادية. بيد أن طراز عام 2013 سيكون مختلفا هذه المرة، شكلا ومضمونا، عن أسلافه بعد أن أخضعته الشركة إلى عملية تجميل لتحويله إلى سيارة من عائلة «إيه إم جي»، وهي التسمية التي تطلق على سيارات «مرسيدس» الفخمة والعالية الأداء.. وبذلك أصبح اسمها الكامل «مرسيدس- بنز جي إل 63 إيه إم جي».

الطراز الأحدث من هذه السيارة، المصمم للعام المقبل، سيكون قادرا على الانطلاق من نقطة الصفر إلى سرعة 60 ميلا في الساعة خلال 4.8 ثانية، رغم أنها سيارة كبيرة الحجم تتسع براحة لسبعة ركاب مع حمولتهم.

وكانت خاصيات منتجات «إيه إم جي» قد أضفت الكثير من التحسينات الأدائية العالية على بعض طرز «مرسيدس» قبل أن تطال طراز «جي إل 63» الذي حولته إلى سيارة في غاية الفخامة والأهمية والقوة أيضا، بعدما كان شكلها، في البداية، لا يوحي بشخصية متميزة لها رغم ميزاتها الكبيرة. أما اليوم فقد أصبحت مزودة بمحرك قوي جدا وعالي الموالفة والأداء، وبنظام تعليق متوازن شديد الصلابة، مع لمسات إضافية على صعيد التناغم والتصرف في جميع ظروف وأحوال الطرق والمسالك.

وهذا المحرك مؤلف من ثماني أسطوانات على شكل «V» بسعة 5.5 لتر بشحن توربيني مزدوج، وحاقنات إضافية تولد 550 حصانا من القدرة عند دورانه بسرعة 5250 إلى 5700 دورة في الدقيقة، وبعزم دوران يبلغ 560 رطلا/ قدم عند دورانه بسرعة 2000 إلى 5000 دورة بالدقيقة. وبهذه الصفات والمميزات العالية، يصدر هذا المحرك المتطور صوتا هادرا يجاري قدراته وأداءه العالي. أما ناقل الحركة «سبيدشيفت» فهو أوتوماتيكي سباعي السرعات، يتحكم بالعجلات جميعها ذات الدفع الرباعي، عن طريق ثلاثة أنماط اختيارية خاصة بالقيادة.

ولتخفيض استهلاك الوقود عندما يكون سرعة المحرك متباطئة والسيارة متوقفة، يجري أوتوماتيكيا تعشيق حالة «البدء- التوقف» بعد وضع ذراع «سبيدشيفت» عند إشارة «كومفورت» (الوضع المريح).

ولاستغلال قوة المحرك الكبيرة زودت السيارة بنظام تعليق هوائي شديد الفعالية يضم دعائم مضغوطة فريدة بنوعيتها، فضلا عن نظام «أكتف كيرف» الذي يقلل من تأرجح جسم السيارة، وخطر انقلابها لدى الانعطاف الحاد. وهنالك أيضا قضبان الموازنة والمكابح والملاقط (المساميك) المطلية باللون الأحمر، فضلا عن عجلة القيادة الحساسة جدا للسرعة، التي تتكيف معها. ويجري تقسيم قوة الدفع على غرار جميع سيارات «مرسيدس» الرباعية الدفع بنسبة 40-60 في المائة بين العجلتين الأماميتين والخلفيتين، بغية الحصول على أفضل وضع للقيادة السليمة والأمينة. تبلغ سرعة هذه السيارة الفريدة من نوعها بين منتجات «مرسيدس– بنز»، والمقيدة إلكترونيا، 155 ميلا في الساعة، مما يجعلها أسرع سيارة فخمة مخصصة للنقل العائلي.

وتضفي مقدمة «جي إل 63» ومؤخرتها الفريدتان بمظهرهما طابعا مميزا عليها، فضلا عن استخدام مادة الكروم بشكل سخي مما يجعلها تختلف عن سائر طرز «مرسيدس» شكلا وحضورا، ويوحي بالقوة والأداء العملي. وتستخدم المركبة، عادة، عجلات كبيرة قياس 21 بوصة بعرض 10 بوصات. إلا أن بعضها مزود بعجلات أكثر ضخامة وحجما تلبية للاستخدامات الخاصة بالطرق الوعرة جدا والمناطق الصخرية.

أما مقصورتها الداخلية فقد أصبحت مزودة بمقاعد بغطاء جلدي فضلا عن الفنيل السميك الذي يغطي بعض أجزاء المقاعد الأمامية وجميع الحوافي والزوايا. ويأتي المقود بأسفل مستوى على شاكلة عجلات القيادة في السيارات الرياضية، فضلا عن دواستين من الألمنيوم خاصتين بناقل الحركة.

وأخيرا تأتي «جي إل 63» بمصابيح أمامية عالية الوهج والسطوع، مع مقاعد لدلك ظهور ركابها خلال الرحلات الطويلة، إلى جانب تجهيزها بنظام ملاحة إلكترونية عبر الأقمار الصناعية. وكخيار إضافي يمكن لمقتني هذه السيارة طلب تزويدها بكاميرا تعمل بزاوية 360 درجة، مع مستشعر مساعد لحفظ السيارة في مسارها الصحيح، والكشف عن النقاط العمياء، فضلا عن مقطورة خلفية لجر الأحمال الزائدة، وغيرها من اللمسات التي تساعد المسافر في الرحلات الطويلة. أما السيارتان الوحيدتان اللتان يمكن القول إنهما تنافسان «جي إل 63» حاليا فهما «بي إم دبليو إكس 5 إم»، و«بورشه كايين تيربو إس».. غير أنهما لا تأتيان بسبعة مقاعد.