شركات السيارات الصينية تقطف الثمار التجارية لخلاف بكين مع طوكيو على ملكية جزر دياويو

على قاعدة «مصائب قوم عند قوم فوائد»

مصنع «تويوتا».. أول مصنع سيارات ياباني أغلق في الصين
TT

أنعش إعراض المستهلكين الصينيين عن شراء السيارات اليابانية، عقب تفجر الخلاف بين بلديهما على ملكية جزر دياويو غير المأهولة في شرق بحر الصين، مبيعات السيارات الصينية في سوقها المحلية. وكانت أكثر الشركات الصينية استفادة من تفجر المشاعر القومية للصينيين هي شركة «شونغينغ شانغان» للسيارات التي أعلنت عن تحقيق أرباح صافية في الربع الثالث من عام 2012.

وبينما أسهمت شراكة «شونغينغ شانغان» مع «فورد» الأميركية في تعزيز مبيعاتها المحلية من طراز «فورد فوكس» المنتج في معملها في الصين، تسببت شراكة منافستها، مجموعة «دونغفينغ موتور غروب»، مع كل من «نيسان» و«هوندا» اليابانيتين في تراجع مبيعاتها في الفترة نفسها من عام 2012 بنسبة 9.4 في المائة. وذكرت شركة «دونغفينغ» - وهي ثاني أكبر شركة سيارات صينية - أن أرباحها الصافية عن الفترة الممتدة من يناير (كانون الثاني) إلى سبتمبر (أيلول) 2012 تراجعت بنسبة 15 في المائة عما كانت عليه في الفترة المقابلة من عام 2011 لتصل إلى 1.1 مليار دولار.

وتظهر الصورة الإجمالية لإنتاج الشركات اليابانية الكبرى للسيارات في الصين خلال نوفمبر (تشرين الثاني) تراجع هذا الإنتاج عقب توتر العلاقات بين البلدين وانعكاس هذا التوتر ضعفا في طلب الصينيين على السلع اليابانية إثر مقاطعة المستهلكين الصينيين التلقائية للمنتجات اليابانية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت شركة «تويوتا موتور كورب» أكبر منتج للسيارات في اليابان إنها شهدت تراجعا في إنتاج مصانعها بالصين بنسبة 38.7 في المائة، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، ليصل إلى 50 ألفا و528 سيارة، مقارنة بتراجع نسبته 61.1 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول).

وكانت «تويوتا» أولى الشركات اليابانية التي تغلق مصنع سياراتها في الصين تحت ضغط المظاهرات الشعبية المنددة بـ«شراء» اليابان للجزر المتنازع عليها من ملاك فرديين لها - علما بأن تايوان أيضا تطالب بهذه الجزر باعتبارها جزءا من أراضيها - ثم لحقت بها شركتا «هوندا» و«نيسان».

وقالت شركة «نيسان موتور» إن ناتجها في الصين تراجع بنسبة 43.3 في المائة ليصل إلى 68 ألفا و90 سيارة، بينما هوى إنتاج شركة «هوندا موتور» بنسبة 59.9 في المائة إلى 26 ألفا و592 سيارة.

غير أن «تويوتا» و«هوندا» شهدتا، في المقابل، ارتفاعا قياسيا لإنتاجها في الخارج في شهر نوفمبر الماضي وذلك بفضل تحقيق زيادة إنتاجية في دول آسيوية أخرى وفي أميركا الشمالية. وقفز إنتاج «تويوتا» في الخارج بنسبة 21.8 في المائة ليصل إلى 435 ألفا و413 سيارة، وكذلك إنتاج «هوندا» بنسبة 47.6 في المائة إلى 247 ألفا و393 سيارة، فيما تراجع إنتاج «نيسان» في الخارج بنسبة 6.8 في المائة إلى 301 ألفا و165 سيارة.

وتسبب شراء اليابان من ملاك من القطاع الخاص لجزر متنازع عليها في شرق بحر الصين، في سبتمبر (أيلول)، في تفجر احتجاجات مناهضة لليابان في عشرات من المدن الصينية، بالإضافة إلى مقاطعة تلقائية للمنتجات اليابانية.

تجدر الإشارة إلى أن الصين أصبحت أكبر شريك تجاري لليابان منذ عام 2007، فيما تصنّف اليابان كرابع أكبر شريك تجاري للصين بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومجموعة دول «آسيان» الآسيوية. وتعد الصين أكبر مقصد للصادرات اليابانية وأكبر مصدر لوارداتها، ففي عام 2011 بلغت واردات الصين 23.7 في المائة من حجم الصادرات اليابانية، فيما بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين عام 2011 نحو 21 في المائة من إجمالي حجم التجارة اليابانية للعام المذكور، ما يعني أن الصين تخسر أقل مما تخسر اليابان من توتر العلاقات السياسية بينهما.